الشارقة: «الخليج»

أطلق البنك العربي المتحد، وفي إطار استراتيجيته لدعم مبادرات حكومة الإمارات العربية المتحدة بشأن تغير المناخ، منتجات التمويل الأخضر المستدام، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP28» بدبي.

تم تصميم هذه المبادرة، التي أطلقت في إطار الخدمات المصرفية للأفراد، لخدمة العملاء الراغبين بالحصول على منتجات تمويل المنازل أو السيارات لشراء عقارات سكنية أو مركبات مستدامة، بما في ذلك الطرز الكهربائية والهجينة.

سوف يقدم البنك أسعاراً خاصة وخصومات على الرسوم لمساعدة عملائه، الذين يسهمون في تحقيق مستقبل أكثر مراعاة للبيئة، بالإضافة إلى ذلك، سوف يلتزم البنك بمراعاة وتنفيذ كل اتفاقية تمويل مستدام أخضر، من خلال زراعة شجرة أو أيكة ساحلية، ما يجسِّد التزامه برعاية البيئة.

وقال شريش بيديه، الرئيس التنفيذي للبنك: «لقد اعتمدت حكومة الإمارات العربية المتحدة العديد من السياسات الاستراتيجية، لتحقيق هدف صافي انبعاثات صفريّ بحلول عام 2050، وندعم بشكل كامل المبادرات المراعية للبيئة، ونقدم خيارات منتجات التمويل الأخضر لعملائنا».

وأضاف: «والتزاماً منا بمسؤوليتنا الاجتماعية، فإننا نراعي مسألة الاستدامة في منتجاتنا، وذلك لمعالجة المخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، ويتمثَّل التزامنا النهائي بجعل الممارسات التجارية المسؤولة جزءاً لا يتجزأ من كافة عملياتنا».

فيما قال امرى يالكين، رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في البنك: «إنَّنا ندرك أن ثمَّة عدداً متزايداً من عملائنا في الإمارات باتوا يمتلكون وعياً بالبيئة ويشعرون بالقلق إزاء التغير المناخي. ويسعدنا، من خلال منتجات التمويل الأخضر المستدام التي نطلقها، تقديم الدعم لعملائنا الذين يراعون في خياراتهم حماية البيئة. وسيقوم البنك بتقديم مزايا خاصة للقروض والرهون العقارية المتعلقة بالعقارات والمركبات السكنية الصديقة للبيئة، مثل السيارات الكهربائية أو الهجينة».

واختتم: «إن الأشجار هي مكوّنات الطبيعة التي تساعدنا على مكافحة تغير المناخ. وسنحتفي بكل تمويل عقاري».

ويتمثَّل الهدف الأساسي لمبادرة البنك الخضراء بخلق الوعي لدى الناس، حول تغير المناخ، من خلال التأكيد على فوائد اختيار السيارات الكهربائية أو الهجينة والعقارات السكنية الخضراء. وسوف تسهِّل منتجاته المستدامة الخضراء على المقترضين الاستثمار في خيارات النقل والسكن الصديقة للبيئة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات التغير المناخي البنك العربي كوب 28 الاستدامة حكومة الإمارات

إقرأ أيضاً:

النقد البناء.. سُنة الحياة ومفتاح التقدم المستدام

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي


النقد البنَّاء يعد ظاهرة صحية ضرورية في أي مجتمع أو بيئة عمل؛ حيث يساعد في تحسين الأداء وتطوير الأفكار، إنه ليس مجرد توجيه للانتقادات كما يعتقد البعض؛ بل هو أداة مهمة لتحفيز التغيير والنمو الشخصي والجماعي، وبدلًا من الخوف أو الخجل منه، يجب أن نراه فرصة للتعلم والتحسين.

والنقد البنَّاء يعزز من الشفافية ويدفعنا لتصحيح الأخطاء، او يعالج أي انحراف عن الخطط او الاهداف الموضوعة، وهو يعد كذلك فرصة لتطوير العمل أي كان نوعه، كما أنه يجب علينا أن نستقبل النقد بشكل إيجابي يعكس نضجًا فكريًا ورغبة في التطور المستمر، فالنقد هو جزء لا يتجزأ من التقدم والابتكار في كافة المجال وليس مجرد وسيلة لتقييم الأفعال أو القرارات فحسب، فكل يوم نشهد تقدما من خلال ابتكارات واختراعات جديدة، وتحسينات على المنتجات، أو على أداء الخدمات أو كذلك ما نشهده من تعديلات في السياسات العامة، هذا التقدم ليس صدفة؛ بل هو نتيجة لعملية نقدية مستمرة تتسم بالبنَّاء والتوجيه نحو الأفضل.

النقد البنَّاء هو المحرك الأساسي لكل عملية تطور وبنَّاء لمستقبل مستدام في كافة المجالات، فالنقد هو عكس عملية الجمود والرضا بالقناعة بعد الوصول الى نتيجة ما والوقوف على هذه النتيجة، فكل اكتشاف علمي أو ابتكار تقني على سبيل المثال لم يكن ليحدث لو لم يكن هناك نقد مستمر وبنَّاء للأفكار السابقة، وتقييم دقيق للمعلومات والنتائج، بالتالي النقد لا يعنى بالشخوص أو بالمؤسسات أيًا كانت، ولكنه سنه كونية في هذه الحياة للسعي بلا كلل ولا ملل نحو الافضل.

ففي العلوم والتكنولوجيا؛ يعتبر النقد البنَّاء ركيزة أساسية في تطور النظرية والتطبيق، وفي السياسة والإدارة العامة يُسهم النقد البنَّاء بشكل كبير في تحسين فعالية الأنظمة والسياسات، من خلاله، يتم تقييم القرارات الحكومية بعيدًا عن التهويل أو التراخي، ويُركز على الحلول العملية التي تساعد في تصحيح المسارات وتحقيق أفضل النتائج للمجتمع وتحقيق رفاهية المواطنين، ومن خلال طرح النقد البنَّاء، يمكن للمواطنين أنفسهم أن يساهموا في دفع عجلة التغيير الإيجابي وتحقيق الشفافية.

وفي الاقتصاد والمجتمع يُعد النقد البنَّاء أداة أساسية لتحليل الأنظمة الاقتصادية وتحديد أوجه القصور والفرص، من خلاله، يمكن تطوير استراتيجيات اقتصادية تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وضمان استدامة التنمية، كما أن النقد البنَّاء يساعد في تصحيح السياسات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تراكم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

ويُعد النقد البنَّاء ضروريًا لضمان لاستمرار التقدم وتحقيق التغيير في مختلف المجالات، فلولا النقد البنَّاء لما حقق الإنسان هذا التقدم؛ فالنقد البنَّاء لا يقتصر على اكتشاف الأخطاء؛ بل يسهم في تحسين الأداء من خلال اقتراح حلول عملية تُساهم في رفع الجودة وتحقيق التميز، والنقد البنَّاء هو الذي يعزز من قدرة القادة على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية، ففي المؤسسات الحكومات أو المؤسسات العامة والخاصة يساعد النقد البنَّاء في إعادة تقييم السياسات واتخاذ خطوات تصحيحية قائمة على ملاحظات حقيقية، مما يؤدي إلى تحسين سير العمل أو الأداء الحكومي او في المؤسسات العامة أو الخاصة.

وعندما يُمارس النقد البنَّاء بشكل منتظم، يساهم في الوقاية من الفساد والهدر، ذلك أن النقد البنَّاء يركز على تجنب الأخطاء في القوانين والأنظمة الهشة أو غير الفعالة، مما يساعد في تحسين الأداء المؤسسي والحوكمة.

 لكن حتى يكون النقد البنَّاء أداة فعّالة، يجب أن يُمارس وفق شروط علمية و كذلك أخلاقية واضحة، من خلال التحليل العميق للبيانات والمعلومات المتاحة واستخدام الأدوات الصحيحة للنقد، بدلًا من مجرد إبداء الآراء السطحية، يجب أن يكون النقد البنَّاء موضوعيٌ، ويتجنب الانفعالات الشخصية أو الهجوم على الأفراد أو شخوص؛ بل يركز على القضايا والقرارات والمواضيع وكذلك يجب أن يراعي النظام العام واحترام القوانين والأنظمة واحترام خصوصية المجتمع.
والنقد البنَّاء لا يقتصر على إلقاء اللوم أو التعليق السلبي؛ بل يجب أن يتضمن حلولًا عملية وقابلة للتنفيذ، من خلال تقديم اقتراحات واضحة لتحسين الأداء أو تصحيح المسار، حتى يصبح النقد أداة قوية للتحفيز على التغيير الإيجابي.

وفي الختام، النقد البنَّاء للأداء هو سنة كونية في هذه الحياة، فهو المحرك الأساسي للابتكار النمو المستدام من خلاله نتعلم من الأخطاء، نطور حلولًا أفضل، ونبني أُسسًا جديدة نحو مستقبل أكثر تقدمًا، وأن ممارسة النقد البنَّاء هي عملية مستمرة لا يمكن الاستغناء عنها إذا أردنا تحقيق التقدم في أي مجال من مجالات الحياة، وعندما يُمارس النقد بعناية، فإنه لا يقتصر على تسليط الضوء على بعض العيوب أو الملاحظات والاخطاء فقط؛ بل يتحول إلى أداة تحفز التغيير الايجابي الفعّال وتدفع بمؤسسات المجتمع نحو الأمام.

مقالات مشابهة

  • ‎المملكة وألمانيا توقعان مذكرة تفاهم لإنشاء جسر تعاوني
  • البنك الأهلي يطلق برنامج "تمويل نقاط البيع" للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • تجارة المنصورة تناقش رسالة دكتوراه حول سلوك الشراء الأخضر
  • محفظة تسهيلات مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر تسجل 1.32 مليار جنيه بنهاية 2024
  • مليار دولار أرباح البنك العربي خلال عام 2024
  • النقد البناء.. سُنة الحياة ومفتاح التقدم المستدام
  • البنك العربي يوزع 40% من أرباحه على المساهمين
  • فولفو العالمية تخطط لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مصر
  • لمحبي السيارات الكهربائية.. سعر ومواصفات MG4 الجديدة
  • البيئة تبحث مع البنك الدولي تنفيذ مشروعات الاقتصاد الأزرق وتغير المناخ