سرعة مباشرة التنفيذ
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
لربما يندر أن تجد من يتهاون في تنفيذ الأوامر الموكلة إليه، وإن وجد هنالك من يتهاون ولا يباشر سرعة تنفيذ أي أمر صدر إليه، فهذا يعني أن المأمور به عنده شيء ما غير الذي يريده الآمِر، ولديه شيء عكس الذي يتأمله ويطمح له ويرجوه الآِمر أياً كان هذا الآمِر، فركن إلى هواه أو رؤاه الضيقة أو نظرته القاصرة أو مزاجه المتعكر وفكره المتواضع ولم ينفذ ذاك الأمر الصادر إليه.
وفي كل الأحوال إن وجد هناك من لا يستجيب للتنفيذ المباشر للأوامر التي تصدر إليه من رئيسه أو مسؤوله أو مديره، فهذا يعني وجود خلل في تلك المنظومة وفي ذلك الرئيس والمرؤوس، أو وجود خلاف أو مشكلة قائمة بينهما، وحدوث مشكلة وسوء فهم بينهما وفي الإطار والنظام العام لتلك الجهة والمؤسسة، يحتاج إلى معالجة سريعة وتدخل فوري من الأعلى، ووضع النقاط على الحروف، ومعرفة أصل المشكلة وصاحبها وفكها وإنهائها، ومعاقبة أو استبعاد المتسبب.
لقد صدرت في الآونة الأخيرة عدت مراسيم وأوامر سلطانية من بينها دمج صناديق تقاعد وزارة الدفاع وصندوق تقاعد المكتب السلطاني والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وقوة السلطان الخاصة وجهاز الأمن الداخلي، في صندوق واحد، يسمى صندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية، والعمل جارٍ لتوحيد كل الصناديق والأنظمة في نظام واحد سيعمل عليه كل الموظفين لخدمة المتعاملين. فإذا كنت متقاعدًا من الشرطة فلست بحاجة أن تذهب مع موظف الشرطة، وإذا كنت متقاعدا من وزارة الدفاع لست بحاجة أن تذهب مع موظف وزارة الدفاع، وإذا أنت متقاعد من الحرس أو المكتب السلطاني أو جهاز الأمن الداخلي، فلست بحاجة أن تذهب مع موظفي تلك الأجهزة، فكل موظف تجلس أمامه بمجرد أن تعطيه رقمك العسكري سينجز لك مهمتك.
لقد سررتُ كثيرًا لهذه الخطوة الجيدة والممتازة، التي نأمل أن تعمم كذلك على مستشفيات وزارة الصحة ومستشفى قوات السلطان المسلحة ومستشفى الشرطة وعيادة ديوان البلاط السلطاني. وما سرني أكثر هو توجه الحكومة في أنها عندما تبني منشأة حكومية جديدة، فإنها تبنيها على مساحة واسعة لتستوعب الزيادات المستقبلية.
ما يثلج الصدر هو سرعة مباشرة تنفيذ الأوامر، ومتى ما كانت هناك سرعة في تنفيذ الأوامر والسياسات والتوجيهات، فإن الجميع سيعيش براحة واطمئنان وسعادة، وكذلك من الأمور التي اتخذتها الحكومة في الحسبان، هو حداثة بناء مراكز الشرطة ومراكز الخدمات التابعة لها، فالآن كل مراكز الشرطة الحديثة تتكون من طابقين، ومن الداخل بها سعة كبيرة وبها صالات تتسع لاستقبال الزوار والوفود، ومجهزة بمرافق حديثة وراقية، ونأمل أن يشمل ذلك التحديث والتطوير، مركز شرطة الخوض سابقا والمعبيلة حاليا، ومركز شرطة بوشر ومسقط وبقية مراكز الشرطة القديمة.
وفَّق الله سلطاننا المعظم لما فيه خير الوطن والمواطن، وبارك تعالى في جهودة ومساعيه الخيرة، الرامية إلى تحقيق الازدهار والرخاء لعمان وأهلها كافة، ووفق الله الجميع إلى المصلحة العامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقرير: كيف تصدت أوكرانيا لأسطول الدفاع البحري الروسي الكبير؟
ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزا، حيث إن معظم القتال يدور على الأرض، ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.
يقول ستافروس أتلاماز أوغلو الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيرا، اضطرت البحرية الروسية إلى التقهقر، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات.
ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولا سطحيا كبيرا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني إنه قبل حرب روسيا على أوكرانيا عام 2022، اعتبرت القيادة الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية.
غير أنه بعد 3 سنوات، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود، وتسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.
إعلانوتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية. وفي الحقيقة، لدى القوات البحرية لأوكرانيا عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.
وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة للقوات البحرية الروسية، لم تتمكن أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار.
خسائر روسيةوكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية دمرت أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24 فبراير/شباط 2022، ويشمل ذلك إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه في السابق بأنه منصة الدفاع البحري الأكثر تطورا.
وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب. وحدث الإغراق في 14 أبريل /نيسان 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الحرب.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم تحقيق النصر على روسيا.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك، اضطر أسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك شرق البحر الأسود.
واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك، وتغيير البحار التي تعمل فيها.
واختتمت وزارة الدفاع البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية.
إعلان التصدي الأوكرانيويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق النار طويلة المدى ضد أوكرانيا.
ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدي للغواصات الروسية في البحر، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية. وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.
واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إن الجيش الأوكراني يستهدف حظائر الغواصات، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف أون دون بينما كانت تخضع لأعمال الصيانة.