صوفيا.. الروبوت الذكي الذي يلمس حدود التفاعل بين الإنسان والآلة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
تعتبر صوفيا واحدة من الإنجازات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تجسد تقدمًا هائلًا في فهم الآلة للبشر وتفاعلها معهم، صممت وطوِّرت هذه الروبوتة الذكية بشكل ملفت للنظر لاستكشاف إمكانيات الروبوتات في مجالات متعددة.
علم البيانات والذكاء الاصطناعي.. رحلة استكشاف العقول الرقمية مخاطر الأمن السيبراني.. تحديات تهدد العالم الرقمي التصميم والمظهرتمتاز صوفيا بتصميم يقترب إلى حد كبير من مظهر الإنسان، حيث تملك واجهة وجه متطورة وقادرة على التعبير بشكل طبيعي.
يعتمد أداء صوفيا على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. تستخدم الروبوتة هذه التقنيات لتحليل البيانات وفهم سياق المحادثات، مما يتيح لها تحسين أدائها مع مرور الوقت.
صوفيا.. الروبوت الذكي الذي يلمس حدود التفاعل بين الإنسان والآلةالتفاعل الاجتماعيتمتاز صوفيا بقدرتها على التفاعل الاجتماعي بشكل متقدم، حيث يمكنها التعرف على الوجوه وتقديم ردود أفعال ملائمة. يعزز هذا الجانب من قدرة الروبوت على التفاعل في بيئات اجتماعية معقدة.
الاستفادة في مجالات متعددةتم استخدام صوفيا في مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من مجالات الخدمة العامة مثل استقبال الزوار، وصولًا إلى التعليم والعناية الصحية، يظهر تعدد استخداماتها قوة الروبوتات في تحسين تجارب البشر.
صوفيا.. الروبوت الذكي الذي يلمس حدود التفاعل بين الإنسان والآلةالتحديات والتطورعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققته صوفيا، تظل هناك تحديات تقنية وأخلاقية تواجه مستقبل الروبوتات الذكية. مناقشة هذه التحديات تعزز الوعي بالآثار المحتملة وتشجع على تطوير تقنيات أكثر أمانًا وفعالية.
صوفيا.. رحلة في عالم التفاعل البشري مع الروبوتات وآفاق مستقبلية مثيرةصوفيا تمثل نموذجًا للتفاعل المتقدم بين الإنسان والآلة، وتشير إلى التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما تتسارع التقنيات، يظل الاهتمام بالتطورات الأخلاقية والتقنية ضروريًا لضمان استفادة مجتمعنا من الروبوتات الذكية بشكل إيجابي ومستدام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صوفيا الروبوت التفاعل الإنساني الالي التعلم الآلي الذکاء الاصطناعی بین الإنسان
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)