ليدوكايين.. مخدر يستخدم في علاج الأسنان قد يقتل الخلايا السرطانية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كشفت دراسة حديثة أن عقار "ليدوكايين" -الذي يستخدم مخدرا موضعيا في علاجات الأسنان وللمرضى الذين يحتاجون لإجراء طبي في العيادات الخارجية- قد يتسبب في موت الخلايا السرطانية.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية الطب في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، ونشرت نتائجها في مجلة "سيل ريبورتز" (Cell Reports)، وكتب عنها موقع "يورك أليرت" (EurekAlert) نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وكان من المتوقع أن لعقار ليدوكايين فائدة في علاج السرطان، ولكن الآلية لم تكن معروفة حتى درس مجموعة من الباحثين تأثير هذا العقار على حيوانات المختبر. ومهدت الدراسة الطريق أمام هذا الدواء للانتقال إلى المراحل السريرية (أي دراسته على البشر)، واستكشاف أثره إذا أعطي مع الأدوية التي تؤخذ عادة كعلاج لسرطانات الرأس والعنق.
مستقبلات الطعم المرتوصل الباحثون إلى أن دواء ليدوكايين يحفّز مستقبلات الطعم المر المعروفة باسم "تي2 آر14″، وعندما تحفز هذه المستقبلات تبدأ عملية الموت المبرمج للخلايا.
والآلية المحددة التي يستخدمها دواء ليدوكايين في تنشيط المستقبل "تي2 أر14" هي زيادة حمل الميتوكوندريا من أيون الكالسيوم (الميتوكوندريا هي مولدات الطاقة في الخلية)، مما يتسبب في زيادة الأنواع المتفاعلة من الأكسجين التي تسبب دمارا في الخلية. ويقوم الدواء أيضا بتثبيط البروتيازوم (أنزيم ينظم عمل البروتينات المسؤولة عن دورة حياة الخلية وموتها المنظم).
وفي دراسة سابقة قام بها الفريق، أظهرت أن مستقبلات "الطعم المر" موجودة بشكل كبير في الخلايا السرطانية التي تسبب سرطاني الفم والحنجرة. وهذه المستقبلات تحفز موت الخلايا المبرمج. وزيادة عدد هذه المستقبلات يرتبط بتحسن البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان العنق والرأس.
وفي أبريل/نيسان الماضي، نُشرت نتائج تجربة أجريت على مرضى سرطان الثدي، وجدت تحسنا في صحة المرضى الذين يعطون دواء ليدوكايين قبل خضوعهم للعملية.
وقال قائد الدراسة الدكتور روبرت لي إنهم فوجئوا بأن ليدوكايين يعمل على المستقبل الأكثر انتشارا في الخلايا السرطانية. وأضاف أن المستقبل "تي2 أر14" يمكن تحفيزه من خلال الكثير من الأدوية الموجودة فعلا، مما يعطي الباحثين فرصة لإعادة التفكير في استخدام هذه الأدوية بشكل آمن لاستهداف هذا المستقبل.
ومستقبل "تي2 آر14" يساعد الجسم على تذوق الطعم المر، لكن وظيفته في خلايا الجسم الأخرى غير واضحة. ويحقن ليدوكايين داخل الجلد أو الأنسجة الأخرى ليمنع الألم من خلال حظر الإشارات العصبية، وقد يكون من السهل حقنه بشكل مباشر قريبا من الأورام الفموية التي يمكن الوصول إليها.
وقال الباحث الدكتور ريان كاري إنهم يستخدمون ليدوكايين بأريحية وبشكل مستمر وآمن لأنه متوفر بسهولة، الأمر الذي يعني أنه من الممكن دمجه في الجوانب الأخرى من علاج سرطانات الرأس والعنق بسلاسة.
الدراسة أجريت على خلايا سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، ووجد أيضا أن زيادة مستقبلات "تي2 أر14" مرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري والذي يشكل النوع السائد من سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. وانطلاقا من هذه النتائج، يخطط كاري لاختبار ليدوكايين سريريا في علاج مرضى المصابين بفيروس الروم الحليمي البشري المرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة.
وأشار كاري إلى أنهم لا يظنون أن ليدوكايين قد يشفي من السرطان، إلا أنهم مدفوعون بإمكانية الوصول إلى مرحلة ما متقدمة في علاج هذا السرطان من حيث تحسين الخيارات المتوفرة للأنواع الصعبة من سرطان الرأس والعنق.
ما سرطان الرأس والعنق؟
سرطان الرأس والعنق هو ورم خبيث يظهر في هذه الأجزاء من الجسم. وتشمل إصابات سرطان الرأس والرقبة الأورام التي تصيب منطقة ما فوق الترقوة، وتقسم إلى 3 أقسام رئيسية هي:
سرطان تجويف الفم سرطان الحنجرة سرطان الأنف والبلعوموعادة ما يبدأ نشوء الخلايا السرطانية في منطقة الجيوب الأنفية والغدد اللعابية والفم والأنف والحنجرة.
وتتميّز أورام الرأس والرقبة السرطانية بارتفاع نسب الإصابة بين الذكور مقارنة بانتشارها بين الإناث، حيث تكون نسبة تعرّض الذكور لهذه الإصابات تفوق نسبة تعرض الإناث لها بثلاثة أمثال، كما أن أكثر الناس عرضة لها هم ممن بلغوا الخمسين من العمر.
وتختلف أعراض الإصابة باختلاف موقع الخلايا السرطانية في الرأس أو الرقبة، ويمكن أن تشمل:
ظهور أورام أو تقرحات مؤلمة لا تلتئم في الفم. صعوبة في البلع وتغيّر في الصوت. في بعض الحالات تظهر بعض الأعراض المبكّرة على الإصابة بسرطان الرأس والرقبة، مما يزيد من فرص الكشف المبكر عن المرض وبالتالي علاجه بفعالية، لكن ما يؤسف له أن معظم هذه الأمراض السرطانية لا يتم تشخيصها إلا في مرحلة متأخرة، مما يزيد صعوبة معالجتها. ومن بين العوامل التي تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة: التدخين. استهلاك المشروبات الكحولية. التعرّض لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخلایا السرطانیة الرأس والرقبة سرطان الرأس فی الرأس فی علاج
إقرأ أيضاً:
«آلات الشر».. جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة لتدمير مستشفيات غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهداف البنية التحتية الصحية في قطاع غزة، باستخدام أساليب وتقنيات حديثة، إذ أقدم على تدمير مستشفى العودة شمال القطاع باستخدام روبوت مفخخ، ما أسفر عن تضرر بعض مرافق المستشفى، بحسب ما أفاد مراسل «القاهرة الإخبارية».
مدير مستشفى كمال عدوان: الروبوتات المفخخة اقتربت من المستشفى وأفرغت صناديق متفجرةوأكد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، أن الروبوتات المتفجرة التابعة للاحتلال اقتربت للمرة الأولى من المستشفى، ما شكل تهديدًا كبيرًا.
وأشار أبو صفية في تصريحات صحفية، إلى أن الروبوتات كانت قريبة جدًا من المستشفى، وأفرغت صناديق متفجرة أدت إلى تدمير السواتر داخل المستشفى وتحطيم الأبواب الداخلية. وأوضح أن الدمار كان مروعًا، وأسفر عن إصابة 20 شخصًا في أقسام المستشفى، بينهم خمسة من الطاقم الطبي.
وأوضح أن الطائرات المسيرة عادت صباح اليوم، ولكن هذه المرة كانت أكبر حجمًا وتحمل صناديق متفجرة تزن أكثر من عشرين كيلوجرامًا، وجرى إسقاطها على المنازل المحيطة بالمستشفى، ما تسبب في انفجارات تليها حرائق.
الأمم المتحدة تحذر من التأثير المدمر للهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في شمال غزةوفي سياق متصل، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من التأثير المدمر للهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في شمال غزة، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تزيد من معاناة المدنيين في المناطق المحاصرة. وأعرب المكتب عن قلقه من تقارير تفيد باقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى الإندونيسي في شمال غزة، وإجبار العاملين والمرضى على الإخلاء، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأوضح المكتب أن الهجمات على مستشفى العودة وكمال عدوان تأتي في وقت يتواصل فيه الحصار الإسرائيلي على بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من جباليا لليوم التاسع والسبعين على التوالي، لافتا إلى أن الأمم المتحدة وشركائها يواصلون الضغط للحصول على الوصول الإنساني إلى المنطقة لتقديم الدعم للمدنيين المحاصرين في ظروف مأساوية.
رفض 48 محاولة من الأمم المتحدة لتنسيق الوصول إلى المناطق المحاصرة في الشمالوذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على شمال غزة في أكتوبر 2024، رفضت 48 محاولة من أصل 52 من الأمم المتحدة لتنسيق الوصول إلى المناطق المحاصرة في الشمال. وعلى الرغم من الموافقة على أربع محاولات إنسانية، فإنها واجهت عوائق شديدة.
وأشار المكتب إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سمحت فقط بتنفيذ 40% من طلبات التحركات الإنسانية في قطاع غزة خلال شهر ديسمبر الجاري، وهو ما يسلط الضوء على تعقيد وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.