جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-10@14:24:59 GMT

خطر يُهدد المجتمع

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

خطر يُهدد المجتمع

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

بدعوة كريمة من الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني، تشرفتُ بحضور "منتدى عمان لرعاية الاحداث الجانحين" والذي أُقيم في جامعة السلطان قابوس، بتنظيم من صحيفة عيون الالكترونية، بالتعاون مع قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس؛ حيث ناقشت الندوة ظاهرة الاحداث الجانحين وكيفية احتوائها من قبل الاسرة والمجتمع.

وهناك العديد من المخاطر التي تواجهها المجتمعات العربية والاسلامية في عصر العولمة والحداثة، وأشدها شراسة وفتكا على المجتمع هي تلك المخاطر التي تتعلق بالناشئة والتي من أخطرها ظاهرة جنوح الأحداث، ويُعرّف الحدث الجانح بـ"الطفل أو المُراهق الذي ينحرف بسلوكه عن المعايير الاجتماعية السائدة بشكل كبير إلى إلحاق الضرر بنفسه أو مستقبل حياته أو اسرته أو مجتمعه"، وهي ظاهرة من الظواهر المصاحبة لمرحلة الطفولة والمراهقة، والتي باتت تشكل خطرًا بليغا على المجتمع، لما لها من أبعاد وأسباب اجتماعية وأسرية وبيلوجية ونفسية، ومن أهم تلك الأسباب ضعف التنشئة الأسرية، وانشغال أولياء الأمور عن توجيه الرعاية الأبوية المناسبة والدقيقة لأبنائهم، وعدم الاهتمام بإشغالهم بما يفيدهم ويصلحهم، مما نتج عن ذلك ارتكاب الأبناء للسلوكيات الإجرامية والمنحرفة كإدمان المخدرات، والاغتصاب والسرقة والعنف وغيرها.

لذا ينبغي عدم الاستهانة بظاهرة جنوح الأحداث بل يجب الالتفات إليها بحزم وحذر وحكمة ووعي، ووضع الحلول المناسبة والمجدية لعلاجها، لينعم المجتمع بالراحة والاستقرار والاطمئنان.

المجتمع العماني كبقية المجتمعات العربية والإسلامية التي تعاني من الظواهر الاجتماعية والاسرية المتحولة، وذلك بسبب تراجع دور بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية والاسرية في ضبط وتعزيز سلوكيات الأفراد، مما سبب ذلك انتشار ظاهرة جنوح الأحداث من الأبناء، تلك الظاهرة التي تؤكد أهمية وضع الاستراتيجيات الواضحة والمتكاملة للحد من تفاقمها وانتشارها وتناميها واستفحالها في المجتمع العماني.

وبحسب الأرقام الصادرة عن دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية فإن إجمالي عدد الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح خلال عام 2022 بلغ 398 حالة في مختلف محافظات السلطنة، ومن هنا يجب على المجتمع بشرائحه المختلفة أن يعي أن فئة الأحداث الذين يرتكبون حالات العنف والاجرام هم بحاجة ماسّة إلى الدعم الأسري والمجتمعي، فلا يوجد انسان في الوجود منزه من الخطأ، ولكن على الإنسان دائمًا الرجوع إلى العقل وجادة الطريق السوي، لذا ينبغي على المجتمع أن يعلم أن الفئة العمرية التي يمر بها الأحداث من أبناء المجتمع هي لازالت في بداية العمر ولم يكتمل نضجهم وفهمهم، ولكنهم يتميزون بتغيرات كثيرة وسريعة على مستوى العقل والجسم والعاطفة، وهم بالتالي بحاجة كبيرة إلى الكثير من الفهم والاحتواء الإنساني ممن حولهم ليستطيعوا المرور والعبور بأمان وراحة نفسية كبيرة إلى شاطئ الصحة والعافية، خصوصا أن أصحاب فئة الأحداث عادة ما يمرون بحالات نفسية يحتاجون فيها إلى المزيد من الاعتناء والاحتواء من الاسرة والمجتمع.

هناك واجبات تربوية يجب أن تتحملها الاسرة والمجتمع تجاه فئة الأحداث الجانحة من أبناء المجتمع خصوصا في مرحلة طفولتهم ومراهقتهم، وهي توعيتهم بخطورة ما يقومون به من أفعال لا تتناسب مع توجهاتهم الدينية والاجتماعية التي يعيشونها ويواكبونها، ومن أبرز تلك الحلول التي ينبغي التعامل معها لحل ظاهرة جنوح الأحداث هي الآتي:

أولًا: الحوار الايجابي: الحوار له الدور الفاعل في ايصال ما تحتاجه فئة الأحداث الجانحين، لذا ينبغي على الوالدين والمجتمع استخدام الكلمات الإيجابية، واتقان التواصل غير المباشر، كاستخدام عرض الصور أو الفيديوهات التي تحتوي على القيم النبيلة والأخلاق الحميدة، وترسيخ مفهوم الثقة بالنفس، وافهامهم بالطرق السلمية والسوية وأن ما يمرون به ما هو إلا تجربة إنسانية مفيدة لهم تتطلب منهم التعلم والاستفادة منها للوصول إلى النجاح والخير والصحة والعافية في المستقبل القريب. ثانيًا: القدوة الحسنة: فمن الضروري ربط الأحداث الجانحين بالقدوات الصالحة، لأهميتها في تعزيز وتصحيح الأفعال السلوكية التي يمرون بها، بل من الجيد ربطهم بالحالات المشابهة لهم، وكيف استطاعت تلك الحالات علاج نفسها، والتقدم نحو النجاح بخطى ثابتة، وهذا ما فعله الأنبياء والرسل، وخير شاهد على ذلك نبي الله يوسف الذي سُجن وعُذِّب ومرَّ بابتلاءات عظيمة وأليمة جدًا، ولكنه صبر على ذلك الابتلاء وكان بلاءه خيرًا له ولأسرته؛ حيث خرج من ذلك السجن الموحش والمظلم ليصبح عزيز مصر والرجل الأول الآمر والناهي فيها. ثالثًا: الاعلام الهادف: للإعلام الدور الفاعل والكبير في توعية الأسرة والمجتمع بظاهرة جنوح الأحداث، وذلك بتسليط الضوء الواضح والميسر لهذه الفئة، وتشجيع الأسرة والمجتمع وتوعيتهما بأهمية الاهتمام بفئة الأحداث الجانحين، والابتعاد عن الأسباب المؤدية لانتشار تلك الظاهرة، كالطلاق وخطورته على تمزق الأسرة والعنف فيها.

ختامًا.. من الضروري أن لا تظل مثل هذه التحديات التي تواجه امن المجتمع وعائلاته ورفاهيته للخطر بأن تبقى في أدراج المكاتب. لقد كانت خطوة كبيرة من صحيفة عيون الإلكترونية بإلقاء الضوء الاعلامي على هذه الأزمة من أجل أن تتضافر الجهود في إيجاد حلول عملية لها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ملتقى المراقبين الاجتماعيين يبحث تنفيذ تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية

العُمانية: بدأت اليوم أعمال الملتقى السنوي الثالث للمراقبين الاجتماعيين، حول "آليات تطبيق تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية اللاحقة" بمشاركة 60 مشاركًا من المراقبين الاجتماعيين والمختصين في مجال الأحداث.

ويهدف الملتقى الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة شؤون الأحداث، تحت رعاية السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية، المديرة العامة للتنمية الأسرية بالوزارة إلى تطبيق أفضل الممارسات وخبرات المراقبين الاجتماعيين في مجال تنفيذ تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية اللاحقة، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية لتطوير آليات عمل مشتركة.

ويسعى الملتقى الذي يستمر يومين إلى تطوير وتشجيع مهارات المراقبين الاجتماعيين في تطبيق التدابير القضائية وبرامج الرعاية اللاحقة، واقتراح حلول مبتكرة لتحديات التطبيق وضمان استدامة البرامج.

وقال فهد بن زاهر الفهدي، مدير شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية في كلمة له: إن وزارة التنمية الاجتماعية تبنت استراتيجية العمل الاجتماعي (٢٠١٦ -٢٠٢٥)، وتعد الحماية الاجتماعية أحد المحاور الأساسية التي تسعى لتقديم الرعاية والحماية الاجتماعية اللازمة في خططها وبرامجها الإنمائية.

وأضاف أن الملتقى أحد نماذج اهتمام المديرية العامة للتنمية الأسرية ممثلة في دائرة شؤون الأحداث التي تقوم بتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية لفئة الأحداث باعتبارهم من الفئات الأكثر احتياجًا لتمكينهم وإدماجهم في المجتمع ليكونوا أفرادًا منتجين ومساهمين في برامج التنمية للبلاد.

وأوضح أن جنوح الأحداث يشكّل تهديدًا متناميًا لأمن المجتمع واستقراره وخططه التنموية وبنائه الأسري، ومن التحديات الاجتماعية التي تحتل مكانة بارزة في ميدان الطفولة والمراهقة، وذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجهود المبذولة للحفاظ على العادات والتقاليد وغرس الهوية العمانية والانتماء من خلال تكاتف الجهود بين مختلف الجهات الشريكة الحكومية والأهلية.

وأشار إلى أن دائرة شؤون الأحداث تعمل على توفير الرعاية المتكاملة للأحداث من خلال تطبيق التدابير القضائية المناسبة التي تهدف إلى تهذيب سلوكهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، من خلال برامج التأهيل والتدريب المهني والنفسي والاجتماعي، وتسعى لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في حياة هؤلاء الشباب.

وتأتي إقامة الملتقى لتحسين مهارات المراقبين الاجتماعيين والأخصائيين في تنفيذ وتطبيق البرامج التأهيلية والرعاية اللاحقة بفعالية وكفاءة، وتوعية المشاركين بالإطار القانوني والتنظيمي المتعلّق بتدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية اللاحقة؛ لضمان التزامهم بالمعايير القانونية والحقوقية في تنفيذ مهامهم، وابتكار وتطوير أدوات ومنهجيات فعّالة لتقييم ومتابعة تقدّم الأحداث في برامج الرعاية اللاحقة بما يضمن تقديم الدعم المناسب لكل فرد وفق احتياجاته.

ويتطرق الملتقى إلى استكشاف دور التكنولوجيا والابتكارات الرقمية في تحسين وتطوير برامج الرعاية اللاحقة وتدبير الاختبار القضائي، ووضع خطط تدريبية مستدامة للمراقبين الاجتماعيين والأخصائيين لتحديث مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث الأساليب والتقنيات في مجال الرعاية والتأهيل، وتطوير برامج دعم نفسي واجتماعي متكاملة تساعد الأحداث على التغلب على التحديات النفسية والاجتماعية خلال فترة الرعاية اللاحقة، إلى جانب وضع آليات لتقييم الأداء المستمر للبرامج والتدابير المطبّقة وتحديثها بناءً على النتائج المستخلصة لضمان التحسين المستمر.

واشتمل الملتقى في يومه الأول على تقديم 5 أوراق عمل منها حول تطبيقات تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية اللاحقة، وورقة عمل حول آليات الرعاية اللاحقة للأحداث تناولت تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والإرشاد الأسري، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجه هذه الفئة، والمتابعة الدورية للحدث في المدرسة، وورقة عمل حول إنجازات وأعمال المراقبين الاجتماعيين استعرضت قضايا الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح، وعدد حالات الاختبار القضائي والرعاية اللاحقة للأحداث في ولايات المحافظة، وأهم قضايا الأحداث النوعية الجانحين والمعرضين للجنوح في المحافظة والإجراءات التي نفذت بشأنها، وأهم الخطط والبرامج المرصودة في مجال قضايا الأحداث للفترة القادمة.

وتناولت ورقة عمل المراقبين الاجتماعيين تنوع الرعاية اللاحقة لحالات أحداث جانحين مفرج عنهم من دار إصلاح الأحداث، وحالات أحداث معرضين للجنوح، والرعاية اللاحقة بعد انتهاء الاختبار القضائي، ومعايير تحديد الرعاية اللاحقة والاختبار القضائي كسن الحدث وجنسه والجرم المرتكب من قبله، ووضعه الأسري والصحي والنفسي والاجتماعي للحدث، إلى جانب وضعه الدراسي.

وتطرقت ورقة عمل حول تطبيقات تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية اللاحقة حول الوضع تحت الاختبار القضائي المتمثل في تنفيذ التدبير حسب نوعه، والمدة التي أمرت به المحكمة.

وتشمل أعمال الملتقى 4 جلسات حوارية حول: المستجدات المهنية في الاختبار القضائي والرعاية اللاحقة، ومهارات الممارسة المهنية في التعامل مع الأحداث، والتقييم المبدئي النفسي والعقلي للأحداث، إلى جانب جلسة تطوير أدوات الممارسة المهنية في العمل مع الأحداث.

مقالات مشابهة

  • ملتقى المراقبين الاجتماعيين يبحث تنفيذ تدبير الاختبار القضائي وبرامج الرعاية
  • "مجزرة خان يونس".. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف النازحين والمجتمع الدولي يدعو للتحرك
  • شريف الكيلاني: نتفهم جيدا التحديات التي تواجه المجتمع الضريبي ونعمل على مواجهتها
  • عاجل - وزير الخارجية: الأكاذيب الإسرائيلية تستهدف تشتيت جهود التوصل إلى هدنة
  • بهذه الكلمات.. سيمون تهنئ شقيقها بعيد ميلاده (صور)
  • «عاجباني في كل خطواتها».. نبيلة عبيد تشيد بـ غادة عبد الرازق |صورة
  • “اختتام برامج منتدى البيت العربي لمشروع “لا للعنف ضد الأطفال “
  • «المرور»: توقيف 66 حدثاً بلا رخصة سوق وتحرير 50557 مخالفة في أسبوع
  • عاجل| تهديدات إسرائيل باجتياح الجنوب متكررة والمجتمع الدولي شريك في جرائمها
  • نينوى تطالب بغداد والمجتمع الدولي بـ4 خطوات لـتضميد جراح الإيزيديين