جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@01:19:02 GMT

رحلة التعليم المستمر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

رحلة التعليم المستمر

 

سلطان بن محمد القاسمي

 

تجاربي وتحدياتي من مرحلة البكالوريوس إلى كلية مزون

عندما يتعلق الأمر بمسيرة التعليم، فإنها تمثل رحلة مليئة بالتحديات والفرص الممتدة التي تصقل الفرد وتساهم في تطويره، ومن خلال استكشاف مساري التعليمي الذي امتد من مرحلة البكالوريوس إلى الماجستير والدكتوراه خارج حدود سلطنة عمان، وجدت نفسي مشتغلًا برحلة شيّقة مليئة بالتحديات والفرص، والتي ترسخت فيها مكتسبات النمو الشخصي والمهني.

في رحلة التعليم، تكمن العديد من العوامل التي تشكل مسار الفرد وتؤثر في تطويره، فلقد بدأت هذه الرحلة بخطواتي الأولى في مرحلة البكالوريوس، حيث انطلقت بشغف وطموح لاكتشاف عالم المعرفة والتعلم، حيث كانت هذه المرحلة لحظة انطلاق حلمي وبداية رحلتي في تجربة مليئة بالمعرفة والتحديات الأكاديمية.

لكن التعليم لم يكن مقتصرًا على تلك اللحظة الأولى؛ بل استمر وتطور في مسيرتي الأكاديمية؛ حيث إنني وبعد الانتهاء من درجة البكالوريوس، قررتُ المضي قدمًا في رحلتي التعليمية، وتوجهتُ نحو الدراسات العليا لأكمل رحلتي التعليمية في مسار الدراسات العليا؛ حيث اتسمت السنوات اللاحقة بالتحدي والتفاني في استكشاف مجالي التخصصي والتفرغ التام لاكتساب المعرفة والخبرة.

كانت هذه المرحلة من أبرز المحطات التي شكلت مساري الأكاديمي؛ إذ أتاحت لي الفرصة لتوسيع آفاقي وتطوير مهاراتي البحثية والتحليلية، ولكن الرحلة التعليمية لم تقتصر فقط على الجوانب الأكاديمية؛ بل تجاوزتها إلى تعلم الثقافات المختلفة وتبادل الخبرات مع أشخاص من خلفيات وثقافات متنوعة، مما أضاف بعدًا جديدًا لتجربتي التعليمية.

عبر هذه الرحلة المليئة بالتحديات، تشكلت لديّ قدرات الصمود والمرونة، وأصبحت قادرًا على مواجهة التحديات الأكاديمية والمهنية بثقة أكبر، وتعلمت كيفية التكيف مع البيئات المختلفة وتقبّل التنوع كمصدر غني بالفرص والتعلم.

هذه الرحلة لم تكن مجرد مجموعة من الدروس الأكاديمية؛ بل كانت تجربة معرفية شاملة شكلت نموي الشخصي والمهني. واليوم، وبعد قطع هذا المسار الطويل والمثمر، أدرك أن التعلم مسؤولية مستمرة، وأن كل تحدٍ جديد يمثل فرصة للنمو والتطور في رحلة التعلم المستمرة.

وعندما يشتد الفضول وتتبدل الرغبة في اكتشاف عوالم جديدة، يمكن أن يحمل الاكتشاف في طياته مفاجآت لا تُنسى، هذا ما حدث معي أثناء تسجيلي في كلية مزون حيث كانت مفاجأة مذهلة لي، حيث كان هدفي الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية، من أجل الممارسة، واستغلال أوقات الفراغ بعد العمل، ولكني وجدت أن هذه التجربة كانت أكثر من مجرد ذلك.

منذ البداية، كنتُ مترددًا ولم أكن متوقعًا أن أستفيد بشكل كبير، ولكن سرعان ما تغيرت تلك النظرة تمامًا، تفاجأت بالطريقة التي استقبلت بها في الكلية والموظفين والأساتذة. كانوا لطفاء وداعمين وأظهروا اهتمامًا حقيقيًا بتقدمي الأكاديمي والشخصي.

إنَّ البيئة الصحية والمتعاونة التي وجدتها في هذه الكلية كانت محورية في تجربتي، وكان ذلك المزيج من الدعم والتحفيز والانفتاح على التعلم يجعل من الدراسة تجربة ممتعة ومفيدة حقًا.

ولم أكتفِ فقط باللغة الإنجليزية؛ بل تعلمت الكثير من زملائي في قاعة الدراسة والذين جلبوا معهم خلفيات وثقافات مختلفة؛ حيث كانت هذه التنوعات تُضيف قيمة حقيقية للمناقشات والتفاعلات الصفية، مما جعل تجربة التعلم أكثر غنى وتنوعًا.

ومن خلال تجاربي السابقة وتلك الرحلة الملهمة في كلية مزون، تأكد لي أن التعلم لا ينحصر فقط في الجوانب الأكاديمية؛ بل يمتد ليشمل التواصل والتفاعل والتعرف على الآخرين. إنها فرصة لاستكشاف العالم وتوسيع آفاق المعرفة بطرق لم أكن أتوقعها.

وفي الختام.. وباستكمال رحلتي التعليمية، وصلت إلى استنتاج مهم مفاده أن التعلم لا يتوقف عند حدود معينة؛ بل هو مغامرة متجددة تفتح أبوابًا جديدة من المعرفة والتفاعلات الثقافية، وتجربتي في كلية مزون أظهرت لي قيمة البيئة الداعمة وتأثيرها الكبير على تطور الفرد.

إنَّها دعوة للاستمرار في رحلة التعلم، استكشاف العالم بكل تنوعه، والتواصل مع الآخرين لنمو وتطوير مستمر، فالتعلم ليس مجرد اكتساب لغة أو مهارة؛ بل هو تجربة شاملة تُشكِّل طريق الإنسان نحو النمو الشخصي والاحترافي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شخصية معرض الكتاب 2025.. أحمد مستجير العالِم المبدع صاحب الرحلة الفريدة

بين دفتَي العلم والأدب يأتي اختيار العالِم والشاعر المبدع أحمد مستجير، شخصيةَ معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام.

ليقدم المعرض لزواره باستعراضه لتاريخ شخصيته إرثًا ثقافيًّا وعلميًّا ومسيرةً مليئةً بالتميز والإبداع تشير عناصرها إلى تكامل بين مختلف المجالات.

فبالرغم من تفوق مستجير العلمي وحصوله على دكتوراه في الهندسة الوراثية، فإنه جمع بعبقرية بين أصالة العلم وسحر الأدب، فمزج بين علوم الوراثة البيولوچية والكتابة الأدبية، فكان نموذجًا فريدًا ترك بصمتَه الواضحة في المجالين، كما تمكن من تغيير النظرة التقليدية إلى العلوم البحتة، وقدمها بشكل يتماشى مع الثقافة والفكر العربي.

ففي كتابه «في بحور العلم»، تناول مستجير مجموعةً من الأفكار القيِّمة، منها: علم الوراثة والهندسة الوراثية وعلاجاتها، البيوتكنولوچيا وتطبيقاتها في الزراعة، تكنولوچيا الطب والأبحاث الچينية، وغيرها من العلوم. وعمل على تحسين الإنتاج الزراعي وتطوير مجال الزراعة في مصر والعالم العربي، مقدمًا العديد من الأبحاث والدراسات في استخدام التكنولوچيا الحيوية، وتأسيس مدرسة علمية في مجال الوراثة والتحسين الوراثي للحيوان.

وأتقن مستجير الشعر العربي وصدر له ديوانان هما: «عزف ناي قديم، هل ترجع أسراب البط؟»، كما كتب مقالات أدبية تناولت موضوعات فلسفية وعلمية بلغة أدبية رفيعة، مما جعله جسرًا بين القارئ العام والعلم.

وترجم مستجير العديدَ من الكتب العلمية إلى العربية بأسلوب مبسط وسلس، ومنها «التطور الحضاري للإنسان، صناعة الحياة، الطريق إلى دوللي، البذور الكونية» وغيرها من المؤلفات المترجَمة التي سعى بها مستجير إلى تقريب المفاهيم العلمية من الجمهور العربي.

وربما تشير الجهات التي تقلَّد مناصب بها إلى عمق وفرادة تجربة عالم جليل عمل مدرسًا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964م، ثم أستاذًا مساعدًا عام 1971م، ثم أستاذًا سنة 1974م، ثم أصبح عميدًا للكلية من سنة 1986م إلى سنة 1995م، ثم أستاذًا متفرغًا بها. كما كان عضوًا في 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية، منها: مجمع الخالدين، الجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، الجمعية المصرية للعلوم الوراثية، اتحاد الكتاب، لجنة المعجم العربي الزراعي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. أما عن الجوائز، فقد حصل على عدد منها، أبرزها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزتَـا الدولة التشجيعية والتقديرية. وبرغم رحيل مستجير في عام 2006، فإنه لايزال أحد الرموز الثقافية والعلمية التي قلَّما تتكرر في مصر والوطن العربي.

----------------‐-----‐---------

فاطمة المعدول.. الإبداع والعمل العام في محبة الأطفال

مريم محمد

اختيرتِ الكاتبة فاطمة المعدول، إحدى رائدات أدب الأطفال في مصر والوطن العربي، لتكون شخصيةَ معرض الطفل لهذه الدورة من معرض الكتاب.

و«المعدول» تُعَد رمزًا من رموز الإبداع والعمل العام في مجال ثقافة الطفل، نظرًا لدورها البارز والمستمر، حيث لا تزال أعمالُها تلهم الأجيالَ الجديدةَ من الكتاب والمبدعين.

فهي ليست مجرد كاتبة أو مخرجة، بل أيقونة ثقافية أكدت دائمًا على فهم احتياجات الطفل ومخاطبته بلغة تناسب عمره وعقله، ومن هذا المنطلق قدمتِ العديد من كتب وقصص ومسرحيات الأطفال.

وتناولتِ «المعدول» في أعمالها قضايا متنوعة، مثل الأخلاق وحب الوطن، ووصلت مؤلفاتها إلى 50 كتابًا أدبيًّا لمختلف الأعمار، هدفت من خلالها إلى ترسيخ القيم الإيجابية في إطار من التشويق والمرح لجذب الطفل إلى القراءة والاستمتاع.

ومن بين مؤلفاتها: «البنت زي الولد، حسن يرى كل شيء، الكنز، ثورة العصافير، هل طارتِ الفراشات ولن تعود؟، وظيفة لماما، طيارة الحرية، خضرة وزهرة البنفسج، أريد أن ألعب، البالونة البيضاء، وغيرها». وقد توافق مجال دراستها مع إبداعها وعملها، حيث حصلت على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد عام 1970، وعُيِّنت بقصر ثقافة الطفل بالثقافة الجماهيرية. فكان أن كتبت وأخرجت عدة مسرحيات للأطفال، منها: سندريلا- مغامرات تيك العجيب- الأميرة النائمة- المهرج والأسد- شادي في الفضاء.

وأعادتِ «المعدول» تأسيسَ قصر ثقافة الطفل المتخصص بجاردن سيتي في عام ١٩٩٦، كما عُيِّنت مديرًا عامًّا لثقافة الطفل بالثقافة الجماهيرية.

واستطاعتِ «المعدول» أن تمزج بين الإدارة والإبداع، فساهمت في تطوير مسرح الطفل وإحياء هذا النوع من الفن في العالم العربي، فأخرجت وألَّفتِ العديدَ من الأعمال المسرحية التي ركَّزت على تقديم محتوى تعليمي وترفيهي، وفازت بجائزة أدب كتب الأطفال من جائزة كامل كيلاني التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الثقافة الجماهيرية.

ولم تنسَ «المعدول» ذوي الاحتياجات الخاصة، فقدمت أول مسرح للمعاقين في مصر، وأقامتِ العديد من الورش المسرحية لجميع للأطفال، وأشرفت على ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين في أدب الطفل وفنون الحكي ومكتبات الأطفال ومسرح الطفل.

وأثبتتِ «المعدول» من خلال أعمالها أهمية الاستثمار في ثقافة الطفل لمستقبل قائم على الثقافة والمعرفة، كما ساعدت في تعزيز أهمية أدب الطفل كوسيلة فعالة لتوصيل الرسائل التربوية.

مقالات مشابهة

  • «التعليم» تعلن فتح باب التقديم على وظيفة رئيس البعثة التعليمية بجنوب السودان
  • هل رحلة الإسراء والمعراج تمت بالروح والجسد؟.. محمد أبو هاشم يجيب
  • إجراءات عاجلة من التعلم ضد 19 مراقبا ورئيس لجنة بسبب الغش في امتحانات الإعدادية بالشرقية| عاجل
  • وزير التعليم يعقد جلسة نقاشية مع أعضاء نقابة المهن التعليمية حول مقترح "شهادة البكالوريا المصرية"
  • مدير التعليم يجتمع مع رؤساء لجان الإعدادية بإدارتي سنورس وشرق الفيوم التعليمية
  • الإفتاء ترد على منكري الإسراء والمعراج وتوضح الحكمة من مشاهدات النبي خلال الرحلة
  • شخصية معرض الكتاب 2025.. أحمد مستجير العالِم المبدع صاحب الرحلة الفريدة
  • شاهيناز العقاد: فيلم رحلة 404 تجربة بشرية ثرية
  • الإسراء والمعراج.. من قابل الرسول في السموات السبع
  • قرار جديد ضد سائق سيارة تعدى على سيدة بعد إلغائها الرحلة