رحلة التعليم المستمر
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
سلطان بن محمد القاسمي
تجاربي وتحدياتي من مرحلة البكالوريوس إلى كلية مزون
عندما يتعلق الأمر بمسيرة التعليم، فإنها تمثل رحلة مليئة بالتحديات والفرص الممتدة التي تصقل الفرد وتساهم في تطويره، ومن خلال استكشاف مساري التعليمي الذي امتد من مرحلة البكالوريوس إلى الماجستير والدكتوراه خارج حدود سلطنة عمان، وجدت نفسي مشتغلًا برحلة شيّقة مليئة بالتحديات والفرص، والتي ترسخت فيها مكتسبات النمو الشخصي والمهني.
في رحلة التعليم، تكمن العديد من العوامل التي تشكل مسار الفرد وتؤثر في تطويره، فلقد بدأت هذه الرحلة بخطواتي الأولى في مرحلة البكالوريوس، حيث انطلقت بشغف وطموح لاكتشاف عالم المعرفة والتعلم، حيث كانت هذه المرحلة لحظة انطلاق حلمي وبداية رحلتي في تجربة مليئة بالمعرفة والتحديات الأكاديمية.
لكن التعليم لم يكن مقتصرًا على تلك اللحظة الأولى؛ بل استمر وتطور في مسيرتي الأكاديمية؛ حيث إنني وبعد الانتهاء من درجة البكالوريوس، قررتُ المضي قدمًا في رحلتي التعليمية، وتوجهتُ نحو الدراسات العليا لأكمل رحلتي التعليمية في مسار الدراسات العليا؛ حيث اتسمت السنوات اللاحقة بالتحدي والتفاني في استكشاف مجالي التخصصي والتفرغ التام لاكتساب المعرفة والخبرة.
كانت هذه المرحلة من أبرز المحطات التي شكلت مساري الأكاديمي؛ إذ أتاحت لي الفرصة لتوسيع آفاقي وتطوير مهاراتي البحثية والتحليلية، ولكن الرحلة التعليمية لم تقتصر فقط على الجوانب الأكاديمية؛ بل تجاوزتها إلى تعلم الثقافات المختلفة وتبادل الخبرات مع أشخاص من خلفيات وثقافات متنوعة، مما أضاف بعدًا جديدًا لتجربتي التعليمية.
عبر هذه الرحلة المليئة بالتحديات، تشكلت لديّ قدرات الصمود والمرونة، وأصبحت قادرًا على مواجهة التحديات الأكاديمية والمهنية بثقة أكبر، وتعلمت كيفية التكيف مع البيئات المختلفة وتقبّل التنوع كمصدر غني بالفرص والتعلم.
هذه الرحلة لم تكن مجرد مجموعة من الدروس الأكاديمية؛ بل كانت تجربة معرفية شاملة شكلت نموي الشخصي والمهني. واليوم، وبعد قطع هذا المسار الطويل والمثمر، أدرك أن التعلم مسؤولية مستمرة، وأن كل تحدٍ جديد يمثل فرصة للنمو والتطور في رحلة التعلم المستمرة.
وعندما يشتد الفضول وتتبدل الرغبة في اكتشاف عوالم جديدة، يمكن أن يحمل الاكتشاف في طياته مفاجآت لا تُنسى، هذا ما حدث معي أثناء تسجيلي في كلية مزون حيث كانت مفاجأة مذهلة لي، حيث كان هدفي الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية، من أجل الممارسة، واستغلال أوقات الفراغ بعد العمل، ولكني وجدت أن هذه التجربة كانت أكثر من مجرد ذلك.
منذ البداية، كنتُ مترددًا ولم أكن متوقعًا أن أستفيد بشكل كبير، ولكن سرعان ما تغيرت تلك النظرة تمامًا، تفاجأت بالطريقة التي استقبلت بها في الكلية والموظفين والأساتذة. كانوا لطفاء وداعمين وأظهروا اهتمامًا حقيقيًا بتقدمي الأكاديمي والشخصي.
إنَّ البيئة الصحية والمتعاونة التي وجدتها في هذه الكلية كانت محورية في تجربتي، وكان ذلك المزيج من الدعم والتحفيز والانفتاح على التعلم يجعل من الدراسة تجربة ممتعة ومفيدة حقًا.
ولم أكتفِ فقط باللغة الإنجليزية؛ بل تعلمت الكثير من زملائي في قاعة الدراسة والذين جلبوا معهم خلفيات وثقافات مختلفة؛ حيث كانت هذه التنوعات تُضيف قيمة حقيقية للمناقشات والتفاعلات الصفية، مما جعل تجربة التعلم أكثر غنى وتنوعًا.
ومن خلال تجاربي السابقة وتلك الرحلة الملهمة في كلية مزون، تأكد لي أن التعلم لا ينحصر فقط في الجوانب الأكاديمية؛ بل يمتد ليشمل التواصل والتفاعل والتعرف على الآخرين. إنها فرصة لاستكشاف العالم وتوسيع آفاق المعرفة بطرق لم أكن أتوقعها.
وفي الختام.. وباستكمال رحلتي التعليمية، وصلت إلى استنتاج مهم مفاده أن التعلم لا يتوقف عند حدود معينة؛ بل هو مغامرة متجددة تفتح أبوابًا جديدة من المعرفة والتفاعلات الثقافية، وتجربتي في كلية مزون أظهرت لي قيمة البيئة الداعمة وتأثيرها الكبير على تطور الفرد.
إنَّها دعوة للاستمرار في رحلة التعلم، استكشاف العالم بكل تنوعه، والتواصل مع الآخرين لنمو وتطوير مستمر، فالتعلم ليس مجرد اكتساب لغة أو مهارة؛ بل هو تجربة شاملة تُشكِّل طريق الإنسان نحو النمو الشخصي والاحترافي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
أكد بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي حرص وزارته على مستقبل الطلاب وعدم ضياع مستقبلهم الأكاديمي، مشيداً بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والخاصة في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي، وتخريج أعداد مقدرة من الطلاب، واستخراج الشهادات الأكاديمية في ظل الوضع الراهن، مشدداً على عدم فتح باب القبول لأية مؤسسة تعليم عالي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان.جاء ذلك لدى اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، بحضور مديرة الجامعة بروفيسور أماني عبد المعروف وعدد من قيادات الجامعة.وتقدم الوزير بالشكر والتقدير لإدارة جامعة كسلا لاحتضانها عدداً مقدرا من مؤسسات التعليم العالي المتأثرة بالحرب، لمواصلة واستمرارية الدراسة وأداء الامتحانات لطلابهم ولتوفيق اوضاعهم الاكاديمية، معلناً عن مواصلة زياراته لمؤسسات التعليم العالي في الولايات الآمنة للوقوف على مشاكلها والعقبات التي تقف في طريقهامن جانبهم قدم مديرو ومنسقو الجامعات والكليات المستضافة تنويرا شاملاً عن أداء الامتحانات واستمرارية الدراسة حضورياً أو إسفيريا للمستويات والكليات المختلفة، وأيضاً التنوير بمنافذ استخراج الشهادات بجامعة كسلا وغيرها من المدن الآمنة لتلك المؤسسات. والتنوير ببعض المبادرات الخاصة بتدريب الأساتذة المتواجدين بولاية كسلا، والإسناد الأكاديمي للطلاب وخاصة الممتحنين للشهادة السودانية، إسناد الوافدين في مواقع الإيواء.إعلام وزارة التعليم العالي إنضم لقناة النيلين على واتساب