جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-29@16:09:28 GMT

استراتيجية "إسرائيل الكبرى"

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

استراتيجية 'إسرائيل الكبرى'

 

د . محمد بن سعيد الشعشعي

تفتقدُ الدول العربية إلى استراتيجية أمنية مُوحَّدة تتفق عليها كل القيادات لتحقيق طموحات العرب والشعوب العربية، بعيدًا عن الشقاق واختلافات الرؤى تجاه القضية الفلسطينية، وفي المقابل تتحد قوة المشروع الصهيوني الذي تكوَّن منذ ما يزيد على 100 عام نحو تأسيس دولة يهودية على أرض فلسطين بدعم صريح من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تسعى إلى إنشاء دولة إسرائيل الكبرى في بلاد العرب، دون أن تكون هناك مقاومة عربية حقيقية لمواجهة الهدف الصهيوني الذي يرمي إلى تكوين دولة إسرائيل العظمى التي تمتد من النيل إلى الفرات.

وها هي إسرائيل الآن تبدأ في تنفيذ الإجراءات العملية لذلك المخطط في عدوانها الصاخب والوحشي على غزة ودخولها برًا مع إرسالها إشارات تلميحية إلى بعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل، على أنها قد تكون المحطة التالية لمشروع المخطط الصهيوني إذا ما حاولت هذه الدول أن تحرك ساكنًا أو تدخل طرفا في هذه الحرب. وأتذكر تغريدة لأحد القادة الإسرائيليين ردًا على تغريدة السعودي الذي ينتقد سياسة إسرائيل الإجرامية، إذ قال الاسرائيلي "ما رأيك بنقل لاجئي غزة إلى منطقة نيوم السعودية؟!".

لهذا تُشكِّل هذه الحرب خطرًا على الدول العربية المجاورة وخصوصًا جمهورية مصر العربية، ولا ريب أن هذا الخطر تدعمه الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي أو على ما يسمى بـ"القطب الأوحد" الذي يتحكم في العالم، وهو الداعم الأساسي لتكوين الإمبراطورية الإسرائيلية. فمنذ العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، يتضح لنا تطابق المصالح والأهداف الإسرائيلية مع فرنسا وبريطانيا وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية. واليوم يتكرر هذا المشهد في العدوان الاجرامي على غزة، على اعتبار أن الأرضية قد تكون صالحة لتوسع هذا العدوان على مصر بحكم ما تعانيه مصر من مديونية ضخمة واقتصاد يعاني من أزمات عدة، وربما هذه الورقة الرابحة التي يُراهن عليها كلا من أمريكا والغرب للضغط على مصر، أو من خلال الزج بها في هذه الحرب لكي يتحقق هدف نقل لاجئي غزة إلى مصر ومن ثم ضمها للاحتلال الصهيوني.

لقد استطاعت القضية الفلسطينية أن تفرض نفسها منذ اللحظات الأولى لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1948؛ باعتبارها قضية العرب الأولى من حيث وحدة المصير والدين والدم؛ بل كانت في فترة من الفترات تتنافس قيادات الدول العربية في تبني تلك القضية في الاجتماعات والشعارات والمناشدات الوطنية التي تجسد أغتصاب دولة الاحتلال لفلسطين.

لكن المحك الأساسي والمواجهة تقع دائمًا أمام جمهورية مصر العربية على مدى التاريخ؛ فهي من دول المواجهة فضلًا عن ارتباطها الجيوسياسي والتاريخي بقضية فلسطين، ونتذكر دخولها في حرب 1948 من أجل منع إقامة دولة يهودية على حدود مصر الشرقية؛ إذ أدركت مصر- حينها- إن هذه الدولة قد تُشكِّل حاجزًا سياسيًا واقتصاديًا وديموغرافيًا بينها وبين المشرق العربي؛ الأمر الذي يضر بمصيرها وكيانها.

ولهذا كان شرط مصر الأساسي في عهد الملك فاروق، وكذلك الزعيم جمال عبدالناصر أن تتخلى إسرائيل عن منطقة النقب ووضعها تحت السيادة المصرية أو الأردنية أو حتى العربية. تلك الوقفات المُشرِّفة لمصر تجاه قضية فلسطين لم تُمسح من ذاكرة إسرائيل، فحاولت الاخيرة النيل من مصر بأي شكل من الاشكال؛ فإنشاء سد النهضة الأثيوبي ليس سوى تنسيق استراتيجي بين إثيوبيا وإسرائيل للتأثير على مصر وإضعافها، فنهر النيل هو الحياة بالنسبة لمصر، وما تلك الديون المليارية التي تعاني منها إلّا نتيجة مُخططات وأحداث سياسية هدفها عدم الاستقرار السياسي لمصر.

هذا المخطط أو ما يسمى بـ"خطة نيون" هي استراتيجية أعلنتها إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي، لكن تحققت نتائجها بعد الإطاحة بالزعيم العراقي صدام حسين، وأشعلت الحرب الأهلية في سوريا، وتنبأت بالتنظيم المسلح لجماعة "داعش"، وذلك من أجل خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ولتحقيق الحلم اليهودي لتكوين دولة اسرائيل العظمى التي تمتد من النيل إلى الفرات.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب يؤكد أن خطة المرشح الجمهوري بشأن غزة ستركز على إقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل

قال غبريال صوما، أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن خطة الأخير بشأن غزة ستركز على إقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل.

وقال مستشار ترامب في تصريح "للقاهرة 24" إن الرئيس السابق صرح أكثر من مرة بأنه سينهي هذه الحرب وهذا يعني أنه سيساعد إسرائيل على الفوز في رفح وفي جميع أنحاء غزة، ولكن الأهم من ذلك أن ترامب يرغب من الدول العربية أن تطبع مع إسرائيل وهذه هي المسألة التي سيركز عليها في حملته.

إقرأ المزيد ترامب يمهد لمناظرته مع بايدن بمجموعة من الفيديوهات

كما تحدث غبريال صوما عن إيران التي اعتبرها السبب الرئيس في كل الأحداث الجارية ولكنها لا تدخل الحرب بصفة مباشرة، فقد ذكر أن طهران تختار وكلاء عنها للمحاربة في الشرق الأوسط منهم حزب الله في لبنان والمقاومة في سوريا والعراق والحوثيون في اليمن.

وتابع قائلا: "ترامب منع إيران من تصدير النفط وبذلك انخفض الدخل القومي ودخول المال من البترول إلى إيران، ولم يكن بوسع إيران مساعدة حزب الله أو غيره لأن المداخيل كانت منخفضة جدا، إلا أن بايدن ألغى كل العقوبات المفروضة على إيران واليوم تصدر 3 ملايين ونصف المليون برميل في اليوم الواحد وهو ما يعطيها دخلا في حدود 70 أو 80 أو 90 مليار دولار في السنة، وهذه الأموال تذهب لدعم المقاومة وحزب الله".

وصرح صوما قبل ساعات قليلة من بدء المناظرة بين الرئيس الحالي بايدن وترامب، بأن العالم أجمع كان مستقرا في عهد الرئيس السابق الذي يحظى بعلاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولم تكن هناك حرب في أوروبا ولا في الشرق الأوسط، وذلك لأن ترامب موقفه معروف ولكن موقف بايدن متردد للغاية.

إقرأ المزيد 90 دقيقة بإعلانين فقط .. ترامب وبايدن وجها لوجه في مناظرة قد تحسم الجدل حول قواهما العقلية والجسدية

وأردف بالقول: "عندما بدأت أحداث 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل ذهب بايدن فورا لإسرائيل وكلف جهاز الاستخبارات وجميع الأجهزة الأمريكية بتقديم الدعم المالي والأسلحة لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار من بينها 18 مليار دولار معدات عسكرية وصواريخ وقنابل، كما أنه كان بإمكانه عدم التوقيع على القانون الذي أقره الكونغرس الأمريكي".

واستطرد صوما: "إلا أننا نجده يعترض على سياسة نتنياهو فيما يخص رفح ويقرر تأخير تزويد تل أبيب بالأسلحة والقنابل الثقيلة، وهناك من يعتقد أن هذا التأخير وهذه القرارات لأن بايدن يخشى خسارة الأصوات العربية وبصورة خاصة خسارة دعم الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الذين ينتقدونه بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل كذلك ينتقدون استخدامه الفيتو على الأقل مرتين ضد قرار كان يقضي بوقف إطلاق النار وإخلاء سبيل الرهائن".

وأفاد عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق بأن حظوظ ترامب في الفوز بالمناظرة والانتخابات برمتها عالية للغاية، نظرا لأن سياسات بايدن جميعها فشلت، فعلى الصعيد الداخلي هناك أزمة غلاء المعيشة.

إقرأ المزيد قبل ساعات من مناظرتهما لـ90 دقيقة وإعلانين فقط .. ترامب يطلق وصفا على بايدن

وأشار غبريال صوما إلى أن الأسرة الأمريكية كانت تنفق في الأسبوع 100 دولار أصبحت تنفق 200 دولار، أما عن البنزين فكان الغالون الواحد بـ1.9 دولار أو دولارين أو دولارين و10 سنتات على أقصى تقدير ولكن الآن يتم دفع 4 دولارات وهناك ولايات تدفع 6 دولارات.

وفيما يخص الفائدة، فقد كانت في عهد ترامب 2.7% ولكن اليوم وصلت إلى 7.5% وهو ما يعني أن هناك ملايين من الأمريكان غير قادرين على شراء بيوت، وبالتالي هناك تاريخ لترامب يمكنه أن يذكر به للشعب الأمريكي قراراته وقرارات الرئيس بايدن.

جدير بالذكر أن أول مناظرة رئاسية لعام 2024 بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في أتلانتا في إطار سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستبدأ يوم الخميس 27 يونيو 2024.

ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب على إجراء مناظرتين في انتخابات 2024 إحداهما على CNN في 27 يونيو والأخرى على ABC في 10 سبتمبر.

وستجرى المناقشة الأولى من المناظرة على الساعة 9 مساء وستستمر 90 دقيقة، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام أمريكية.

المصدر: "القاهرة 24" + "سي إن إن"

مقالات مشابهة

  • مواطنو هذه الدول يحتاجون إلى تأشيرة شنغن للسفر إلى أوروبا
  • حين يتصادم المشروع الوطني مع الاستعماري
  • تطبيع الإعلام تطويع للسياسة!!
  • ما بعد الانتخابات السنغالية: أبعاد وفرص التعاون مع العالم العربي
  • مستشار ترامب يؤكد أن خطة المرشح الجمهوري بشأن غزة ستركز على إقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل
  • المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس كرم المكاري واعلاميين وفنانين
  • التضامن تمثل مصر في المؤتمر الدولي الأول حول اقتصاد الرعاية بالمغرب
  • "التضامن" تمثل مصر في المؤتمر الدولي الأول حول اقتصاد الرعاية
  • وزير المالية: المملكة امتلكت وضعاً جيداً يسمح لها بمتابعة استراتيجية تنموية حكيمة
  • "مناهضة الفصل العنصري" يطالبون بوقف جنون إسرائيل بشكل فعلي وليس شفوي