رأي الوطن : زيارة تعزز العلاقات الثنائية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
تؤدِّي سلطنة عُمان مع سويسرا دَوْرًا محوريًّا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليِّ؛ وذلك لِمَا تملكانه من علاقات دبلوماسيَّة واسعة مع كافَّة دوَل العالَم، قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخُّل في شؤون الآخرين، وحرص الدولتَيْنِ الدَّائم على التمسُّك بمسار الحياد الإيجابيِّ المنطلق من قواعد الالتزام بالقوانين والمواثيق الدوليَّة، ما يُمكِّنهما من أداء دَوْر رئيسٍ ومحوريٍّ في الوساطة العالَميَّة الَّتي تتعلَّق بالعديد من القضايا الشَّائكة، حيث يمتلك البَلدانِ العديد من الجوانب المتشابهة، خصوصًا دَوْرهما على المستوى الدوليِّ في جلب الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار، والَّذي له أثَرٌ كبير في حلحلة الكثير من القضايا المستعصية، الَّتي أرَّقَتْ وأرهَقَتْ خطوات التنمية في العديد من المناطق شديدة التأثير، على رأسها القارَّة العجوز والشَّرق الأوسط.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمِّية زيارة فخامة الرئيس الدكتور آلان بيرسيه رئيس الاتِّحاد السويسريِّ وحرمه الرسميَّة إلى سلطنة عُمان ابتداءً من اليوم الخميس، وأهمِّية لقائه مع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث تُمثِّل هذه الزيارة فرصةً للتباحث حَوْلَ عددٍ من القضايا العالَميَّة والإقليميَّة الراهنة، وبحث سُبل تفعيل الدَّوْر العُمانيِّ والسويسريِّ، للوصول لحلول ومقاربات لمعالجة المشاكل من جذورها، وعلى رأسها العدوان الإسرائيليُّ على الأراضي الفلسطينيَّة، وغيرها من القضايا الحاضرة ذات الاهتمام المشترك، حيث سيكُونُ لهذا اللقاء، بما تحمله البَلدانِ الصَّديقانِ وقيادتاهما من ثقل عالَميٍّ وإقليميٍّ، دَوْرٌ في دفع عمليَّة السَّلام في المنطقة والعالَم والاتِّجاه به نَحْوَ الاستقرار والأمن المنشود.
كما يكتسب اللقاء بَيْنَ جلالة السُّلطان المُعظَّم وفخامة الضَّيف أهمِّيته لجهة توطيد العلاقات الثنائيَّة، والسَّعيِ لِتعزيزها في كُلِّ ما من شأنه تحقيق التَّفاهم والتَّعاون في مختلف المجالات، حيث تأتي هذه المساعي الحميدة انطلاقًا من الاهتمام السَّامي لجلالة عاهل البلاد المُفدَّى ـ أيَّده الله ـ وفخامة الرئيس الدكتور آلان بيرسيه رئيس الاتِّحاد السويسري بتنميتها وتطويرها بما يَعُودُ بالخير والنَّفع على الشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ويواكب تطلُّعاتهما وطموحاتهما نَحْوَ مستقبل مُشرِق. فقيادتا البَلدَيْنِ تُولِيانِ اهتمامًا ملحوظًا بالعلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ ودفعها لآفاقٍ أرحَبَ وأوسعَ على كافَّة الأصعدة والمجالات، خصوصًا في المجالات الاقتصاديَّة والتجاريَّة والاستثماريَّة، وتبادل الخبرات في العديد من المجالات الأخرى خصوصًا التقنيَّة مِنْها.
ولا رَيْبَ أنَّ هذه الزيارة تعكس النَّهج السَّامي لحضرة صاحب الجلالة ـ أبقاه الله ـ والَّذي يهدف إلى مدِّ جسور من التَّعاون الاقتصاديِّ المُتعدِّد الأوْجُه، لِتزيدَ صلابة العلاقات الدبلوماسيَّة القويَّة الَّتي تربط سلطنة عُمان مع العديد من الدوَل الشَّقيقة والصَّديقة في العالَم أجمع، خصوصًا مع الدوَل الَّتي تمتلك السَّلطنة علاقات ممتدَّةً لأكثر من (50) عامًا مِثل الحال مع دَولة سويسرا الصَّديقة، حيث يُمثِّل لقاء القيادتَيْنِ العُمانيَّة والسويسريَّة فرصةً لإحداث الانطلاقة المنشودة في تطوير العلاقات الثنائيَّة، وإتاحة الفرصة لتشجيع الاتِّصالات بَيْنَ القطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ في البَلدَيْنِ بغية إيجاد فرص الاستثمار وتعزيز التَّعاون عَبْرَ اتفاقيَّات ومذكّرات تفاهم تعمل على تحقيق تبادل التجارب والخبرات، بالإضافة إلى تفعيل مذكّرات التَّفاهم والاتفاقيَّات الموقَّعة بَيْنَ البَلدَيْنِ.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: من القضایا القضایا ال العدید من العال م خصوص ا
إقرأ أيضاً:
متانة العلاقات الثنائية يرفع من إهتمام إسبانيا بتعزيز حضورها الثقافي بالمغرب
زنقة 20. تطوان
قدّمت إسبانيا، اليوم الخميس، برنامجها السنوي للأنشطة الثقافية في المغرب لعام 2025، مستندة إلى رؤية تقوم على التعاون والتبادل الثقافي المتكافئ بين البلدين.
وأكد سانتياغو هيريرو ، مدير العلاقات الثقافية والعلمية في الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID) ، على أهمية مد جسور التواصل بين الفنانين الإسبان والمغاربة، مشددًا على أن التفاعل بين المبدعين هو جوهر العمل الثقافي.
وقال هيريرو: «الترويج للثقافة الإسبانية أمر مهم، لكن الأهم هو تمكين الفنانين من خلق روابط حقيقية فيما بينهم، لأنهم الفاعلون الأساسيون في هذا المجال .«
وأضاف أن البرنامج لهذا العام يتميز بثرائه وانفتاحه، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على مجرد التعريف بالثقافة الإسبانية، بل يسعى إلى أن يكون أداة لتعزيز نمو المجتمعات وتطويرها.
وأوضح قائلًا: «الثقافة ليست ترفًا، بل هي ركيزة أساسية لتنمية المجتمعات وتعزيز حريتها وتقدمها في مختلف الجوانب، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية « .
كما شدّد على أهمية التعاون مع معاهد ثربانتس، معتبرًا أن دورها يتجاوز نشر اللغة الإسبانية ليشمل التفاعل الثقافي بمعناه الواسع. وقال: «هذا التعاون بين إدارة الشؤون الثقافية ومعاهد ثربانتس يعود فضله إلى الجهود التي يبذلها العاملون في هذه المؤسسات، حيث لا يقتصر دورهم على الترويج للثقافة الإسبانية، بل يسهمون في النهوض بالثقافة كقيمة إنسانية مشتركة». وأردف: «من خلال هذا العمل، نضيء زوايا جديدة في المشهد الثقافي العالمي « .
وأشار هيريرو إلى ضرورة تجاوز المركزية الجغرافية في الأنشطة الثقافية، داعيًا إلى نشر الفعاليات في مختلف مناطق المغرب، وليس فقط في العاصمتين الإدارية والاقتصادية. وقال في هذا الصدد: «علينا أن نوسع نطاق أنشطتنا لتشمل الجنوب والمناطق الداخلية، لأن الثقافة الإسبانية ليست حكرًا على فئة أو منطقة معينة. يجب أن نخرج من الرباط والدار البيضاء ونتوجه إلى جميع المدن المغربية .«
كما تطرّق إلى البعد الدولي للبرنامج، موضحًا أن التعاون لا يقتصر على المغرب فحسب، بل يمتد إلى دعم الفنانين من أمريكا اللاتينية لخلق جسور ثقافية بين الضفتين. وأوضح: «ناقشنا مع مدير أحد المهرجانات الموسيقية إمكانية دعم مشاركة الفنانين من أمريكا اللاتينية، لأن العلاقة بين الموسيقى اللاتينية والموسيقى المغربية ذات أهمية كبيرة، وهي عنصر أساسي في تعزيز التفاعل الثقافي .«
وفي ختام حديثه، عبّرهيريرو عن تطلعه إلى أن تكون إسبانيا جسرًا ثقافيًا يربط بين الشعوب، مشيدًا بمتانة العلاقات الإسبانية المغربية في المرحلة الراهنة.
ويعد برنامج عام 2025 خطوة جديدة في ترسيخ الشراكة الثقافية بين إسبانيا والمغرب، عبر نهج يركز على التعاون، التبادل، والانفتاح على مختلف الفضاءات الثقافية.
إسبانياالمركز الثقافي الإسبانيمعهد سيرفانتيس