منذ احتجاز حركة حماس أكثر من 200 شخص في الهجوم الدامي على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى اندلاع حرب غزة، تأمل الحركة في استخدام المحتجزين كورقة مساومة مع إسرائيل من أجل نيل حرية الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لكن مصادر أمنية فلسطينية ومصرية مطلعة على المحادثات قالت إنه بينما يسعى الوسطاء لضمان تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس لإتاحة إطلاق سراح المزيد من المحتجزين، فإن الجماعة الفلسطينية المسلحة قد تجد صعوبة في تحديد مكان المزيد منهم في ظل الفوضى الناجمة عن الصراع.


وبينما خططت حماس لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ونفذته، انضم مسلحون آخرون سريعاً وتدفقوا على إسرائيل وأخذوا المزيد من الأشخاص. وتقول حماس إنها تعمل على تحديد موقعهم في قطاع غزة الذي دمره القصف الإسرائيلي لأسابيع.

استئناف القتال في #غزة سيحصل بناء على "قواعد أمريكية" https://t.co/xQXri3vIbB pic.twitter.com/ED3K1Ch58g

— 24.ae (@20fourMedia) November 29, 2023 وقالت المصادر إن حماس ربما تحجب المعلومات أيضاً. وأشارت مصادر أمنية مصرية إلى أن الوسيط المصري يعتقد أن حماس تخفي بعض ما تعرفه، وتقول إنها بحاجة لفعل ذلك لأسباب أمنية وباعتباره استراتيجية تفاوضية.

وقالت حماس إن الرهائن يتلقون معاملة جيدة بما يتماشى مع تعاليم الإسلام. ويُعتقد أنهم موجودون في شبكة واسعة من الأنفاق التي بنتها حماس على مدار السنين.
لكن الضربات الجوية الإسرائيلية التي سوت أحياء بأكملها بالأرض ربما تكون قد تسببت في قطع الممرات بين الأنفاق مما جعل من الصعب على حماس العثور على محتجزين.
وقال مصدر فلسطيني إن القصف "عقد" الوضع الميداني.
وانتشلت القوات الإسرائيلية جثتي رهينتين على الأقل في غزة وقالت حماس إن أكثر من 60 محتجزاً فقدوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقالت حركة الجهاد، وهي جماعة فلسطينية مسلحة أخرى مدعومة من إيران، إن لديها أكثر من 30 محتجزاً مما يشير إلى أنه قد يكون هناك 20 محتجزاً لدى أعضاء في جماعات أصغر.

وشاركت حركتا حماس والجهاد في عملية تبادل للمحتجزين أمس الثلاثاء مما يعني أن حماس ربما تجمع رهائن من جماعات أخرى.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المسألة إن التقديرات تشير إلى أن حماس لديها 90 بالمئة من المحتجزين.
وأضاف المصدر "مسؤوليتهم العثور على 10 بالمئة الآخرين".
ورداً على سؤال حول قدرة حماس على تحديد مكان جميع المحتجزين الآخرين، قال المصدر: "هم قادرون على القيام بأي شيء داخل القطاع. والسؤال هو ما إذا كانوا يريدون ذلك".

#أمريكا تضغط على #إسرائيل في "المرحلة الثانية" لحرب #غزة #تقارير24https://t.co/kcr9oLQaLH pic.twitter.com/TQmCOOTiRV

— 24.ae (@20fourMedia) November 29, 2023 وتابع "من المريح بالنسبة لهم أن يقولوا إنهم لا يحتجزونهم جميعاً حتى يتمكنوا من كسب الوقت".
وقال خليل الحية المسؤول في حماس إن الحركة ستكون قادرة على تلبية الشروط لتمديد الهدنة إذا تمكنت من العثور على المزيد من المحتجزين.
وقال مصدر غربي إنه حتى لو تمكنت حماس من العثور على جميع المحتجزين المتبقين فمن غير المرجح أن تسلم المعلومات لأن الرهائن يمنحون الجماعة المسلحة القوة.
وربما يكون البعض قد لقوا حتفهم في القتال.
وقال المصدر: "من المحتمل جدا أن يكون الكثير من الرهائن قتلوا في تلك الضربات الجوية".

الرهائن المفرج عنهم حتى الآن كانوا من بين نحو 240 شخصاً اقتادهم المسلحون إلى غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي للقطاع الذي تحكمه حماس رداً على الهجوم أودى بحياة ما يربو على 15 ألفاً من سكان غزة.
واجتمع رئيسا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.أيه) وجهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة أمس الثلاثاء لبحث الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وقال مصدر إن المسؤولين في الاجتماع تحدثوا عن مرحلة جديدة محتملة من اتفاق الهدنة تنطوي على إطلاق حماس سراح رهائن رجال أو عسكريين، وليس فقط النساء والأطفال.
وأضاف المصدر أن قطر تحدثت مع حماس قبل الاجتماع لاستطلاع ما قد توافق عليه.
وما زال هناك نحو 159 محتجزاً في غزة.
وقال مصدران فلسطينيان قريبان من جهود الهدنة إن المحادثات تركز حالياً على تبادل آخرين غير الجنود، أي المدنيين الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية والأجانب، ولا توجد محادثات تتعلق بالإفراج عن الجنود.
وتقول حماس إن للجنود "أنواعاً مختلفة من الثمن".
وأحد هذه الأثمان يتمثل في عمل إسرائيل على "إخلاء جميع السجون"، أي الإفراج عن جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني التي توثق جميع المعتقلين الفلسطينيين وتتولى رعايتهم، إن إسرائيل كانت تحتجز نحو خمسة آلاف فلسطيني قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ثم اعتقلت إسرائيل منذئذ نحو ثلاثة آلاف، جميعهم تقريباً من الضفة الغربية.
واحتجز بعضهم دون محاكمة فيما تسميه إسرائيل "اعتقالاً إدارياً". وبعضهم أطفال احتجزوا بسبب أفعال مثل الرشق بالحجارة، وواجه آخرون اتهامات بمحاولات طعن إسرائيليين.
وتدرك حماس جيدا أنها تمكنت في الماضي من إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء مقابل جندي إسرائيلي واحد.
وفي عام 2011، أُفرج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من احتجازه مقابل إطلاق سراح 1027 فلسطينياً محتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب تنفيذهم هجمات ضد إسرائيليين.
وأسر فلسطينيون شاليط بتسللهم عبر نفق إلى إسرائيل واقتادوه عبر الحدود إلى غزة.
ومن المتوقع أن تطلق حماس وإسرائيل سراح عدداً آخر من الرهائن والسجناء اليوم الأربعاء، وهو اليوم الأخير من هدنة امتدت ستة أيام. وتحاول قطر التي تقوم بدور الوساطة التفاوض على تمديد آخر.
وقالت إسرائيل إنه من الممكن إطالة أمد الهدنة بشرط مواصلة حماس إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين على الأقل يومياً.
لكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال كرهائن في غزة، قد يتطلب سكون صوت المدافع بعد اليوم الأربعاء تفاوضاً لإطلاق سراح بعض الرجال الإسرائيليين على الأقل للمرة الأولى.
وقالت مصادر فلسطينية إن حماس تمكنت من جمع بعض الرهائن مع جماعات أصغر، لكن لم يتضح مدى استعداد حركة الجهاد الإسلامي لتنفيذ عمليات تبادل بنفسها أم أن حماس ستجريها نيابة عنها.
وقال إيلون ليفي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء إن الحكومة تحمل حماس المسؤولية الكاملة عن اقتياد جميع المحتجزين إلى غزة.
وأضاف "نطالب حماس بإعادتهم وبذل كل ما في وسعها لإعادتهم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل العثور على إطلاق سراح وقال مصدر المزید من حماس إن أن حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتس: السيطرة الأمنية على غزة ستبقى بيد جيش الاحتلال

زار وزير الدفاع في الاحتلال، إسرائيل كاتس، قطاع غزة وصرح قائلاً: "لن تكون هناك حماس تمسك بأمور السياسة هنا، ولن تكون حماس مسلحة هنا. سيكون هناك واقع مختلف هنا بفضل القتال المستمر كل يوم"، وفقًا لما ذكرته صحف عبرية.

زار كاتس القطاع برفقة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان، وقائد فرقة غزة العميد باراك حيرام.

وخلال الزيارة، أطلع القادة الميدانيون الوزير على عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وتحدث مع الجنود والقادة الميدانيين، وشكرهم على تضحياتهم وعملهم من أجل إعادة جميع الأسرى وسحق قدرات حماس الحكومية والعسكرية في قطاع غزة.

وقال كاتس: "لقد جئت لزيارة غزة للقاء القادة والجنود الذين يقومون بعمل عظيم، ويظهرون الشجاعة والحيلة والتصميم، في حين أن الحاجة إلى تهيئة الظروف لتحرير الرهائن وضمان أمن إسرائيل هي في نصب أعينهم، سيبقى الأمن في أيدي الجيش الإسرائيلي الذي سيكون قادرًا على العمل بكل الطرق لإزالة التهديدات ومنع الأنفاق ومنع التنظيمات ومحاولة الإضرار بإسرائيل وجنودها".

وأضاف: "سنحرص على أن لا يكون هناك في غزة، كما في لبنان وسوريا والشرق، أي تهديد للمجتمعات الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين، وفي غزة أيضًا، سنحرص على أن تكون هناك مناطق أمنية ومناطق عازلة، سنعمل على تحقيق هدفين من الحرب، هما: تحرير جميع الرهائن، وهزيمة حماس".

مقالات مشابهة

  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط لإبرام صفقة تبادل.. وفتوى حاخامية بمشروعيتها
  • كاتس: السيطرة الأمنية على غزة ستبقى بيد جيش الاحتلال
  • إسرائيل ترد على اتهامات حماس بعرقلة الهدنة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة: حان الوقت الآن لإبرام صفقة محددة زمنيًا
  • بابا الفاتيكان يندد بالوضع الإنساني الخطير في غزة ويكرر المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين
  • إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن
  • إسرائيل تستهدف عنصراً لحماس في منطقة آمنة بقطاع غزة
  • سيصبح مزارًا .. تحديد مكان دفن نصر الله
  • وزير دفاع إسرائيل: سنتعامل مع كل قادة الحوثيين في كل مكان باليمن "بقطع رؤوسهم"