من يقود الآخر.. أميركا أم إسرائيل؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يرى كاتب تركي أن الولايات المتحدة هي التي تقود إسرائيل وليس العكس كما يُشاع في كثير من الأوساط، وأن إسرائيل تأسست لأسباب تتعلق بمصالح الإمبريالية الغربية، ووجودها قائم لأن الولايات المتحدة تريده.
ويوضح الكاتب أوتكو ريحان -في مقال له بصحيفة "آيدنليك" التركية- أن أميركا ليست دولة "تُخدع وتُقاد من قبل اليهود المتطرفين داخلها"، وأن واشنطن وتل أبيب تحتاجان لبعضهما البعض.
فإسرائيل بحسبه محتاجة إلى الولايات المتحدة لكي تبقى على قيد الحياة، والولايات المتحدة تحتاج إسرائيل لكي تبقى في المنطقة.
وأضاف أنه لم يكن بإمكان إسرائيل أن تظهر كدولة وتكون قادرة على التطور كدولة عسكرية نووية لولا دعم واشنطن، ولا تملك الأخيرة أي دولة أخرى يمكنها الاعتماد عليها لتحقيق أطماعها الإمبريالية بالشرق الأوسط.
تأثير اليهودوأوضح ريحان أن الفكرة الشائعة خاصة في الأوساط المحافظة في تركيا وغيرها من بلدان العالم بأن إسرائيل تقود الولايات المتحدة وحتى العالم كله، تستند إلى تأثير اليهود في إدارة الولايات المتحدة أو شركاتها، ويرافق هذا الرأي ادعاء بأن واشنطن تُدار من قبل قوة يهودية عميقة.
وأشار إلى أنه إذا كانت المسألة هي ممارسة الضغط، فإن مئات الآلاف من المواطنين والفاعلين الأتراك يوجدون في الولايات المتحدة ويمارسون ضغطا من أجل بلادهم.
اختراع إسرائيل
وذكر ريحان أن أقوى وأكثر عبارة توجهنا نحو الحقيقة هي التي قالها الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما عام 2013 في اجتماع لمنظمة يهودية، حيث قال "لو لم تكن هناك دولة إسرائيل، لكان علينا أن نخترعها للتأكد من حماية مصالحنا".
وعلق الكاتب بأنه بهذه الكلمات، اعترف بايدن باستحالة هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة دون إسرائيل، مضيفا أنه ومنذ أوائل الثمانينيات بذلت الولايات المتحدة جهودا لبناء "إسرائيل الثانية" التي أشار إليها بايدن.
وأوضح أن "إسرائيل الثانية" هي دولة كردية في الأراضي التي يقطنها الأكراد في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران، لكنها لم تتحقق بسبب مقاومة تركيا بشكل رئيسي.
إسرائيل الثانيةوتابع الكاتب أنه في عام 2016، تم إحباط الاستفتاء المدعوم من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لتحويل الهيكل الإداري الذاتي في شمال العراق إلى دولة مستقلة بسبب التهديد المسلح من قبل تركيا وإيران والعراق وروسيا، لكن مخطط إنشاء "إسرائيل الثانية" لا يزال ساريا.
وأوضح أن إسرائيل هي رأس الحربة للولايات المتحدة في غرب آسيا وهو أمر يمكن أن يتغير غدا، فمن الممكن أن تفهم إسرائيل أن احتلالها لا مستقبل له وتتخلى عنه، وتتبع مسارا متوافقا مع الفلسطينيين والدول العربية. وأن العدوان الذي تمارسه حاليا يتعلق باحتياجات الولايات المتحدة، فإذا تخلت عنها هذه الأخيرة فلن تكون هناك إسرائيل.
وختم بأن إسرائيل معتمدة على أميركا، ولا يغير وجود يهود في مواقع نفوذ بالولايات المتحدة هذه الحقيقة. فهؤلاء اليهود هم أميركيون يحبون إسرائيل، ويمكن أن يكون لديهم ارتباط ديني أو روحي بها، ويقدمون لها أي نوع من المساعدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إسرائیل الثانیة أن إسرائیل من قبل
إقرأ أيضاً:
الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
الولايات المتحدة – تمتلك الولايات المتحدة بوضوح أحدث التقنيات المتعلقة بصناعة الرقائق في سياق “الحرب” الدائرة بين واشنطن وبكين، ولكن ربما تكتسب الصين ميزات قد تؤدي إلى توسعة نطاق الصراع.
ففيما أعاقت قيود التصدير الأمريكية تقدم الصين في مجال الرقائق المتقدمة، لجأت بكين بقوة إلى توسيع رقعة إنتاجها الرقائق. وهي ليست متطورة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا (Nvidia)، ولكنها ضرورية للسيارات والأجهزة المنزلية، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”. وقد تسبب انقطاع إمدادات هذه الرقائق في حدوث فوضى في سوق السيارات في أثناء الوباء الكوفيدي.
أنفقت الصين 41 مليار دولار على معدات تصنيع الرقائق في عام 2024، أي بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، وفقا لبنك “مورغان ستانلي”، ويمثل هذا ما يقرب من 40% من الإجمالي العالمي، ويقارن بمبلغ 24 مليار دولار المنفق في عام 2021.
وكان جزء من هذا الضخ محاولة من الشركات الصينية لتخزين الأدوات اللازمة التي لا يزال بإمكانها الحصول عليها قبل تشديد القيود بشكل أكبر. لكن الكثير يأتي أيضاً من شركات صينية مثل شركة Semiconductor Manufacturing International، أو SMIC، وHua Hong Semiconductor لصناعة الرقائق القديمة.
ومن جانبها، أنفقت SMIC، أكبرُ مسبك للرقائق في الصين 7.5 مليار دولار على الاستثمار الرأسمالي في عام 2023، مقارنة بحوالي 2 مليار دولار قبل عام من الوباء.
وتعكس الاستراتيجيةَ الشاملة أصداءُ النجاحات الصينية المماثلة في قطاعات مثل الألواح الشمسية التي تتمتع بالدعم الحكومي الهائل، والتسعير، والرغبة في لعب اللعبة الطويلة التي قد لا يرغب اللاعبون الآخرون في القيام بها.
لكن هذه الصناعة لم تصل إلى مستوى الهيمنة على السوق، على الرغم من أن الشركات الصينية تحقق بالتأكيد تقدما. فقد زادت المسابك الصينية حصتها في السوق العالمية في العُقَد الناضجة من 14% في عام 2017 إلى 18% في عام 2023، وفقا لـ “برنشتاين”.
وقد ساعد العملاء الصينيون في هذا على وجه الخصوص، حيث حصلوا على 53% من إمداداتهم من الرقائق الناضجة من المسابك الصينية في عام 2023، وذلك ارتفاعا من 48% في عام 2017. ومن شأن التوترات الجغراسياسية المتزايدة أن تدفع العملاء الصينيين إلى البحث عن مورّدين في الداخل الصيني.
لم تجتح الرقائق الصينية القديمة الطراز العالم بعد، لكن هناك خطر واضح، خاصة بالنسبة للاعبين الأمريكيين، بما في ذلك شركة Texas Instruments وGlobal Foundries، المنافسة في صناعة هذا النوع من الرقائق. وهذا بدوره يمكن أن يشكل صداعا لواشنطن وهدفها المتمثل في الحفاظ على المرونة في سلسلة توريد الرقائق.
قد لا يكون من العملي تمديد القيود لتشمل الرقائق ذات الجودة المنخفضة، لكن الشركات المنتجة لهذه الرقائق قد تحتاج إلى مساعدة الدولة للتنافس مع الصين.
وقد وصفت الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن الضوابط التقنية بأنها نهج يشبه “ساحة صغيرة ذات سياج عال” مع فرض قيود صارمة على عدد محدود من التقنيات المتقدمة، لكن الحَد من حِدة الصراع بهذه الطريقة قد لا يكون بهذه السهولة.
في حرب الرقائق العالمية، كما هو الحال في أي صراع، تميل محاور النزاعات إلى التوسع، ومحاور الاشتباكات ستكون متعددة بين الولايات المتحدة والصين.
المصدر: CNBC