كل ما يقع الآن من قصف وقتل للمدنيين في أنحاء العاصمة وخارجها هو مسؤولية (ياسر العطا) الذي انسلخ من الجيش وأعلن قيادته لكتائب الكيزان والفلول..! سواء كان يعني فعلاً ما تم بثه في وسائط الإعلام..أو كان الكيزان وراء النشر والبث من أجل توريطه اعتماداً على (غشامته)..!... حيث أن الرجل ربما كعادته أراد فقط أن (يتهارش) بكلام "ليس للنشر" أمام بعض عساكر الانقلاب حتى يهتفوا له.

.ثم يذهب مزهواً وكأنه قد أحكم (حصار عكا)...!
ياسر العطا مسؤول عن الدماء التي تسيل الآن والتي سوف تسيل من النساء والشيوخ والأطفال والصبيات والصبايا نتيجة القصف وتدمير البيوت على رءوس أهلها بدعوته لاستمرار هذه الحرب الخاسرة..!
سواء كان هذا آو ذاك فقد اختار ياسر العطا موقف مواصلة الحرب ولا يهم إذا كان يلقي الكلام (على عواهنه) أو كان يتظاهر بمقدرته على كسب الحرب..أو كان تحت اسر الاخونجية وأرادوا استخدامه (بيدقاً طفاشياً) لتخريب المفاوضات والاستمرار في تقويض الدولة والانتقام من الشعب..!! في حين كان هو يظنها (مجرد بروفة) قبل الرحلة على (قطار الشوق) إلى بورتسودان..!
أم يا ترى هو السيناريو المعهود الذي سار علية البرهان ثم كباشي: هروب من البدروم بالاتفاق أو بالتسلل...ثم (تعريجة على وادي سينا) واستحمام ووجبات معتبرة و(غسيل ملابس)..ثم نفخة كدابة و(نفشة ريش)..وخطاب ناري عن إبادة المتمردين.. ثم سفرة إلى بورتسودان و(شم الهواء) من على سطوح فنادق الثغر..!
ولا ندرى هل تكون البقية الباقية من هذا السيناريو من نصيبه أمن أن الكيزان سيجعلونه رهينة لديهم حتى يستفيدوا من (آخر دبوره) على بذته الرسمية ا التي تنكّر لشرفها وتقاعس عن حماية مواطنيه وفق ما يمليه عليه واجب الوظيفة والشرف العسكري ..!!
لقد اختار العطا (سكة الفلول) في وقت تدور فيه المفاوضات التي أقرّت بها قيادة الجيش (مهما كانت صورتها الحالية)..ولكن الجميع وحتى (عنز الحي الجرباء) تعلم من الذي يعارض ايقاف الحرب..! والجديد فقط هو (التدشين العلني) الذي تم لياسر العطا قائداً لكتائب الكيزان وكتائب الظل وكتائب البراء والضراء..إلى آخر هذه الخزعبلات الإرهابية التي تريد أن تنتقم من الثورة والشعب والوطن..! فهنيئاً له بهذا الاختيار الذي لم يزد عن تأكيد ما يعرفه كل السودانيين عن خيانة قادة الانقلاب لمؤسستهم العسكرية ووضع أنفسهم تحت تعليمات الفلول..! ..
القرائن تقول إن الاخونجية قصدوا استخدام تصريحات العطا البلهاء هذه لتخريب المفاوضات والعودة لمربع الحرب حيث لا مصلحة لهم في سلام ولا حرية ولا عدالة..فليس لدى العطا الهارب من القيادة ما يقدمه لكسب حرب ملعونة لا كاسب فيها..!
لقد ولى عهد العنطزة والنفخة والاستعلاء وإدعاء الفهلوة الإجرام.. وهذه هي خلاصة التآمر والغدر والغباء والبلادة والخداع والكذب وخيانة العهد.. ولا فرق إذا ذهب ياسر العطا إلى بورتسودان أو تركمانستان..أو خرج من البدروم أو عاد إليه..فما جدوى وجود العطا أو غيابه بعد تدمير الوطن وقتل أهله وتشريدهم ..؟!.. هل كان كل ذلك من أجل ابتسامة شماتة على أسنان الكيزان الصفراء..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

5 سيناريوهات منتظرة لسياسة ترامب الخارجية

منذ إعلان فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية مجدداً وقضية السياسة الخارجية الأمريكية في ولاية ترامب الثانية تفرض نفسها على دوائر صناعة القرار والفكر السياسي والاقتصادي في أغلب دول العالم.

والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة على هذه الدوائر هو كيف سكون العالم ومكانة الولايات المتحدة فيه بعد 4 سنوات جديدة من حكم ترامب الذي يستعد لتنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير(كانون الثاني) المقبل.

Trump is inhering a plethora of wars — both current and potential.@HalBrands explains five ways his second term could play out ???? pic.twitter.com/9xwONMCcBC

— Bloomberg Opinion (@opinion) Decmber 15, 2024 5 سيناريوهات

وفي تحليل نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء تحت عنوان "5 سيناريوهات لسياسة ترامب الخارجية" قال هال براندز أستاذ كرسي هنري كيسنجر في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية إن تقلبات ترامب حقيقية، رغم المبالغة في تصويره كشخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.

ففي حين حقق ترامب تحولات سياسية مذهلة في ولايته الأولى، سواء بالانسحاب من معاهدات دولية رئيسية مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، أو بالتهديد بالانسحاب من معاهدات كانت تشكل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية بما في ذلك معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لكن .الأمر مختلف هذه المرة حيث يدخل ترامب البيت الأبيض والعالم مليء  بالحروب الساخنة والباردة والمحتملة، لدرجة أنه يمكن القول إنه يدخل مشهدا أكثر قبحاً وخطورة مما شهده أي رئيس أمريكي منذ عقود.

ويمكن القول إن ترامب نفسه لا يعرف على وجه الدقة كيف سيتعامل مع كل هذه الفوضى. لكن براندز عضو مجلس سياسة الشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يرى أن هناك 5 سيناريوهات رئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب تستحق النظر فيها، وعناوينها هي التجديد والرفض والانشقاق وإعادة الضبط والارتباك.

ففي السيناريو الأول تعهد ترامب بتجديد تاريخي لأمريكا وجعلها قوة عظمى أذكى وأشد صرامة تستطيع الانتصار على كل الجبهات، في المقابل يحذر المنتقدون من أن يختار ترامب الرفض وربما الانشقاق عنواناً للسياسة الخارجية الأمريكية، فيتخلى عن الزعامة الأمريكية للعالم  ويتعاون مع الدول المستبدة التي تهاجم العالم الذي تقوده الولايات المتحدة.

وهناك سيناريوهان أقل تطرفاً، الأول أن يتمكن ترامب من إعادة ضبط الاستراتيجية الأمريكية بطريقة فوضوية لكنها مثمرة، والثاني أن يؤدي الارتباك الشامل إلى إضعاف الولايات المتحدة  وخلق حالة فوضى عالمية أكبر. وفي حين سيتمنى أي شخص حريص على ازدهار العالم الديمقراطي السيناريوهات الأفضل، فإن أي شخص على دراية بترامب يدرك صعوبة استبعاد السيناريوهات الأسوأ.

السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب حول خطاب الديمقراطيين والإعلام الهجومي حول ترامب ووصفه بالفاشي :

" إنه أمر فظيع، إنه ليس هتلر، وكل أنصاره يقفون خلفه لأنهم يريدون رؤية البلاد ناجحة، أنه يفعل ذلك من أجل البلاد والشعب". pic.twitter.com/j9RxRBe9WT

— ????????محمد|MFU (@mfu46) October 29, 2024 وضوح كامل

ويرى هال براندز أن ترامب ليس ذلك الشخص الذي لا يمكن التنبؤ بقراراته كما يعتقد الكثير من المحللين، وإنما على العكس فأفكار ترامب الأساسية  واضحة وهي أن كل شيء قابل للبيع والشراء، وأن اتفاقيات التجارة والتحالفات الأمريكية صفقات رديئة؛ والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان مبالغ فيها ، وهي أفكار تعود إلى عقود من الزمان.  وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة، أعلن ترامب نيته رفع التعريفات الجمركية، والدفع نحو السلام في أوكرانيا، والضغط على الحلفاء فيما يتصل بالإنفاق الدفاعي.

وفي السيناريو الأول ربما يسعى ترامب إلى تجديد قوة الولايات المتحدة  تحت شعار "لنجعل أمريكا قوة عظمى مرة أخرى". لكنه يواجه حالياً تعهد نظيره الصيني شي جين بينغ باستعادة أمجاد الصين ومحاولات نظيره الروسي فلاديمير بوتين استعادة مكانة روسياً عالمياً.

ويقول ترامب إنه سيعزز قدرة الردع الأمريكية من خلال إعادة بناء القوات المسلحة وإجبار حلفاء الولايات المتحدة على المساهمة في نفقات الدفاع المشترك. كما يقول إنه سينهي الحرب الأوكرانية بجمع الدولتين المتحاربتين على مأئدة المفاوضات، وسيمنع نشوب الحروب في العالم بتأكيد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع من يشعل الحرب، وسيوقف البرنامج النووي الإيراني ويجبر المكسيك على وقف تهريب المهاجرين والمخدرات عبر حدودها  إلى الولايات المتحدة، وسيمنع دول العالم من التخلي عن الدولار بتهديدها بالعقوبات.

هل عودة ترامب إلى البيت الأبيض "شيك على بياض" لإسرائيل؟ - موقع 24تقدّم الولايات المتحدة منذ أكثر من عام دعماً ثابتاً لإسرائيل في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، مع الضغط عليها لممارسة شيء من ضبط النفس، لكن هذا الهامش الضئيل سيزول مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولو أن رغبته العارمة في إنجاز تسويات قد تدفعه إلى مواقف لا يمكن التكهن بها.

ورغم أن تفاصيل  رسالة ترامب لجعل أمريكا قوة عظمى مجدداً تتغير بمرور الوقت فإن جوهرها ثابت وهو: إذا استخدمت واشنطن قوتها التي لا مثيل لها بجرأة أكبر وبقدر أكبر من الإكراه، فإنها قد تخلق حقبة جديدة من السلام والازدهار والهيمنة الأمريكية.

ورغم أن خبراء السياسة يحبون السخرية من هذا النوع من النهج، فإنه يستند إلى رؤية حقيقية: وهي أن القدرات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، ومركزيتها في النظام الدولي، تمنح واشنطن نفوذاً هائلاً. لذا فإن الولايات المتحدة التي تتبنى موقفاً صارماً حقاً وتهدد حلفائها الذين يستفيدون من إمكانياتها مجاناً بالتخلي عنهم، وتمارس ضغوطاً اقتصادية مبرحة على منافسيها، وتجعل الجميع يخمنون ما قد تفعله بعد ذلك، تستطيع بالتاكيد تحقيق المزيد من المكاسب من هذه العلاقات.

ولكن ترامب نفسه يتبنى تكتيكات متناقضة تجعل تحقيق رؤيته تلك أشد صعوبة، فالسلام في أوكرانيا لن يتحقق مادام بوتين مقتنع بأنه منتصر، والتهديد بفرض رسوم تجارية لن يوقف تدفق المهاجرين والمخدرات عبر حدود المكسيك، بل إجبار إيران على تفكيك برنامجها النووي يتعارض مع رغبته في تجنب نشوب مزيد من الحروب في الشرق الأوسط. وأخيراً فإن إعادة بناء القوة العسكرية الأمريكية تصطدم باعتزامه خفض الإنفاق الحكومي والضرائب.

وفوق كل ذلك فإنه حتى القوة العظمى لا يمكن أن تكسب طوال الوقت. وفي ولايته الأولى لم تنجح ضغوطه على كوريا الشمالية في تفكيك ترسانتها النووية ولا في استسلام إيران لضغوطه الاقتصادية والدبلوماسية.

Obama, Bush, Clinton - Angela #Merkel has met many US presidents. She got along great with all of them. Then came Trump. https://t.co/yra2p56Urp pic.twitter.com/cznCuzWQXG

— DW Politics (@dw_politics) April 27, 2018 مقاومة النفوذ الأمريكي

ثم إن ترامب سيواجه عالماً أكثر مقاومة للنفوذ الأمريكي عما كان عليه الحال قبل 4 سنوات. وقد أصبحت هناك قضية مشتركة بين أعداء أمريكا المستبدين. كما أنه لو كان جعل أمريكا دولة عظمى مجدداً بتلك السهولة التي يتصورها ترامب لفعلها  آخرون  قبله.

ثاني سيناريوهات سياسة ترامب الخارجية يتمثل في إمكانية رفض النظام العالمي. وإذا كان ترامب قد تعهد بتجديد القوة الأمريكية، فإن منتقديه يخشون من رفضه للنظام العالمي القائم. وفي هذا السيناريو قد يخرج ترامب من حلف الناتو ويسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، ويخرج من اتفاقيات التجارة الدولية الحالية أو يفرض رسوماً عالية على الواردات الأمريكية بما يجعل هذه الاتفاقيات بلا معنى. كما يمكن أن يوقف دعم أوكرانيا، وبالطبع سيتوقف عن دعم قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

هذا السيناريو متطرف، لكنه ليس مستحيلاً. فمن بعض النواحي، يتطلب ببساطة تصديق ما يقوله ترامب. فقد ندد الرئيس المنتخب لفترة طويلة بالتحالفات الأمريكية؛ و كتب ذات مرة أن اتفاقيات التجارة الدولية "سيئة".  كما رفض استمرار دعم أوكرانيا باعتبارها حالة خيرية وتايوان باعتبارها منافساً اقتصادياً.  كما تحدث خلال فترة رئاسته الأولى علناً عن التفكير في القيام بهذه الخطوات، لكن كبار مستشاريه في تلك الفترة منعوه بصورة ما عن الإقدام عليها. في المقابل فإن خيارات للمسؤولين في ولايته الثانية، بل والحزب الجمهوري ككل، جعلت  الولاء الأيديولوجي والشخصي شعارات إدارته الجديدة.  لذلك فإن النسخة الجديدة من الرئيس ترامب قد تحمل رؤية أشد تطرفاً لشعار "أمريكا أولاً".

لماذا تمثل عودة ترامب "كابوساً" للصين؟ ومن هم "صقور" ترامب الحاقدين على بكين.. وما موقف إيلون ماسك؟

تابعوا الحلقة الخامسة من "المحقق كارول - الانتخابات الأمريكية" عبر يوتيوب#24trndzhttps://t.co/rhnGoxyfyJ pic.twitter.com/bE74TANPB8

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) November 15, 2024

وإذا حدث هذا ستكون عواقبه وخيمة. فإذا انسحبت أمريكا من الشأن العالمي، فإن الفوضى والاضطرابات قد تخرج عن السيطرة. ولحسن الحظ فربما يرى  ترامب أنه لا يجب المضي قدماً في هذا الطريق للحفاظ على أهدافه.

وفي سيناريو الانشقاق أو الارتداد، قد يضغط ترامب على كييف للقبول باتفاق سلام يعطي روسيا سيطرة على أراض أوكرانية. وقد يتخلى عن تايوان برفض الدفاع عنها في حال نشوب أزمة من الصين، مقابل الحصول على تنازلات اقتصادية من جانب الأخيرة. وكجزء من تبني استراتيجية "فرق تسد" في أوروبا، فقد يتقارب ترامب مع فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر وغيره من الحكام  الشعبويين غير الليبراليين في القارة الأوروبية.

وسوف يصبح ترامب، كما كان من قبل، نموذجاً يحتذى به للزعماء الذين يحاكون تكتيكاته المناهضة للديمقراطية. وإذا فعل ولو نصف الأشياء التي هدد بفعلها، مثل إغلاق المنافذ الإعلامية المناوئة، وسجن المعارضين السياسيين، ونشر الجيش ضد التهديدات المحلية، فسيلحق ضرراً بالغاً بالمؤسسات التي تؤكد القوة الناعمة الأمريكية ودعمها للديمقراطية في العالم.

وعلى الرغم من بعض الكوارث التي حدثت بعد الانتخابات، فإن الولايات المتحدة لن تتحول إلى دولة استبدادية كاملة خلال السنوات الأربع التي سيقضيها ترامب في منصبه. ولكنها قد تتحول إلى قوة عظمى ذات ميول غير ليبرالية متزايدة في الداخل والخارج.

سقوط #الأسد وعودة ترامب يخلطان أوراق الشرق الأوسطhttps://t.co/nCvECxNUcV

— 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024 ضبط السياسة الأمريكية

ثم يأتي السيناريو الرابع وهو إعادة ضبط السياسة الأمريكية. ولآن السيناريوهات الثلاثة السابقة دراماتيكية أو حتى ثورية، ولآن لحسن الحظ أو سوئه صعبة الحدوث فربما يحاول ترامب إعادة ضبط أو معايرة السياسة الأمريكية بدلا من تدميرها أو إصلاحها.

وربما يمكن القول إن ترامب حاول في رئاسته الأولى إعادة ضبط اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، حيث انتقل من محاولة التشارك مع الصين إلى المواجهة، حتى وهو يحاول الوصول إلى صفقة كبرى خيالية معها. كما تخلى عن السياسة الأمريكية الرامية إلى تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الشرق الأوسط وركز على تطييع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية مع تجاهل القضية الفلسطينية. وركز على الأمن الاقتصادي وأثار قلق حلفاء واشنطن بحديثه المتكرر عن إمكانية التوقف عن توفير الحماية لهم.

كانت كل هذه التغييرات فوضوية. وكلها غيرت استراتيجية الولايات المتحدة بطرق مثمرة. في فترة ولاية ثانية، قد تؤدي تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية والتخلي عن أوروبا إلى صفقة جديدة في العلاقات عبر الأطلسي بحيث تظل واشنطن ملتزمة بالدفاع عن القارة مقابل زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي والانحياز إلى الولايات المتحدة بصورة أقوى في مواجهة الصين.  كما قد تؤدي مراجعة اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى إغلاق الباب الخلفي لتسلل المنتجات الصينية إلى السوق الأمريكية عبر الدولتين وهكذا.

والحقيقة أن أياً من هذه التغييرات لن  يؤدي إلى استعادة تفوق الولايات المتحدة بطريقة سحرية. ولكن من الممكن أن يساعد واشنطن في الاستعداد بصورة أفضل للفترة الخطيرة المقبلة. والتحدي هنا هو أن إعادة الضبط أو المعايرة تتطلب الانضباط والبراعة. وتتطلب أن تكون قادرة على إحداث قدر محدود من الاضطراب بما يكفي لخلخلة الترتيبات القديمة، من دون أن يكون الاضطراب قوياً إلى الحد الذي ربما يؤدي إلى تحطيمها بالكامل. وقد يكون هذا الأمر صعباً على ترامب، الذي يبدو في كثير من الأحيان متردداً بشأن ما إذا كان النظام الذي تقوده الولايات المتحدة يستحق الاستمرار، والذي يمكن أن تتحول سنواته الأربع المقبلة إلى فوضى شاملة.

قبل عودة ترامب.. إيران تجتمع مع الترويكا الأوروبية لتقييم الوضع - موقع 24يجتمع دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون اليوم الجمعة لمناقشة ما إذا كان من الممكن الانخراط في محادثات جادة في الأسابيع المقبلة لنزع فتيل التوتر في المنطقة بما في ذلك المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ثم يأتي السيناريو الأخير وهو  الارتباك، فيكون لدينا ارتباك شامل يؤدي إلى الشلل.  وإذا كان ترامب يحيط ترامب نفسه بالموالين لها حتى أن مارك روبيو المرشح وزيراً للخارجية ومايك والتز، المرشح مستشارا للأمن القومي، غيرا وجهات نظرهما بشأن أوكرانيا لكي تتفق مع وجهة نظر ترامب،  وهذا لا يعني أن الولاية الثانية ستكون سلسة.

والمصادر المحتملة للدراما كثيرة. سوف ينقسم مستشارو ترامب حول قضايا رئيسية، وسيصطدم الصقور تجاه إيران مثل روبيو ووالتز سوف بالمعسكر الذي يقول "لا مزيد من الحروب" مثل تولسي جابارد، التي تم اختيارها لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية. كما أن  خبرات معظم المعينين من قبل ترامب في إدارة البيروقراطيات الكبيرة قليلة أو معدومة، وبيدو أنه تم اختيار بعضهم على أمل خوض حروب مع الإدارات التي يديرونها.

ثم يأتي دور ترامب نفسه في هذا السيناريو باعتباره الرئيس الذي لعب قصر انتباهه وانعدام انضباطه المزمن دوراً مدمراً في الجهود المبذولة لصياغة سياسات متماسكة باسمه. ومن المؤكد أنه لن يكون أكثر تركيزاً ولا انتباهاً عما كان عليه الحال في 2016 وبالتالي يظل سيناريو ارتباك السياسة الخارجية في ولايته الثانية قائماً.

لذلك لا يملك الأمريكيون ولا دول العالم إلا الانتظار لمعرفة ملامح السياسة الخارجية للرئيس ترامب عندما يبدأ تطبيقها بالفعل لآن طبيعة الرجل وأفكاره تجعل كل السيناريوهات مطروحة.

مقالات مشابهة

  • ليبراسيون: 5 سيناريوهات لنهاية جزار دمشق اللاجئ بموسكو
  • الأردن يسمح بدخول شاحناته إلى سوريا.. دمشق تلغي الرسوم على معبر نصيب
  • بعد فرار بشار.. ياسر جلال يتَحَسَّسُ رأسَه!
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • نجم نيجيريا أفضل لاعب في إفريقيا.. و6 جوائز من نصيب العرب
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • مقال في بلومبيرغ: 5 سيناريوهات محتملة لتعامل ترامب مع العالم
  • 5 سيناريوهات منتظرة لسياسة ترامب الخارجية
  • وفقاً للتحركات التركية: هل يعتبر البرهان من نصيب الأسد؟
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته