سودانايل:
2024-12-23@03:51:02 GMT

الإكسير .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الإكسير
ELIXIR
Gawain Westray Bell قويين ويستراي بيل
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لورقة صغيرة للإداري البريطاني السير قويين ويستراي بيل نشرت في الجزء الأول من المجلد الثلاثين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات" الصادرة عام 1949، ص 110 – 111.
عمل بيل (1909 - 1995م) بحسب ما ورد في موقع جامعة درم البريطانية وموسوعة الويكيبديا (1) إداريا في حكومة العهد الثنائي منذ عام 1931م حتى تقاعده في عام 1955م، منتقلا بين كسلا والقضارف بشرق السودان، وفي مختلف مناطق كردفان.

ثم بعث منتدبا للعمل في القاهرة، ثم في شرطة فلسطين وفرقة الهجانة بها عام 1938م، وبالفيلق العربي في شرق الأردن. وشارك في الحرب العالمية الثانية قائداً لفرقة فرسان الدروز. وعاد بعدها للعمل في مناطق الفونج، ثم شغل منصب نائب السكرتير الإداري بين عامي 1953 و1954م، ثم وكيلا دائما لوزارة الداخلية بين عامي 1954 - 1955. وعين حاكما عاماً لشمال نيجيريا بين عامي 1957 – 1962م.
نشر السير قويين بيل كتابين، أحدهما بعنوان "ظلال في الرمل Shadows on the Sand" تناول في فصل منه ذكرياته عن فترة عمله بالسودان، وكتاب آخر عن فترة عمله في نيجيريا. وله أيضاً مقالات عديدة عن السودان ومصر وفلسطين، من بينها مقال عن "ذهب شيبون"(2)، ومقالات أخرى تجد عناوين معظمها في موقع جامعة درم.
المترجم
************** ********
أتت الكلمة الإنجليزية Elixir من اللغة العربية، والتي اشتقت بدورها من الكلمة اليونانيةxerion ، التي تعني مسحوقاً كان يستخدم لعلاج الجروح. وشاع استعمال تلك الكلمة وتوسعت معانيها، وصارت تشير لتلك المادة التي تحول المعادن "الخسيسة" إلى معدن نفيس هو الذهب؛ وتشير كذلك كلمة "الأكسير" خاصة Elixir viate الى تلك المادة التي كان يُعْتَقَدُ بأنها تطيل الحياة (ويسمونها أكسير الخلود لأنه يضمن لشاربه شباباً أو حياة أبدية).
وشاع الاعتقاد بوجود الإكسير في الأقطار العربية وفي السودان، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها الجبال والتلال في كسلا وجبال النوبة (3). وتختلف التقاليد الثقافية والروايات الشعبية حول "الإكسير" من بقعة لأخرى، غير أن هناك اتفاقا بين الجميع على الصعوبة البالغة في الحصول عليه، وذلك لتعذر الوصول إلى مكان وجوده، ولسبب آخر هو الوصاية والحماية التي تتسم بالغيرة التي تفرضها الجوارح والحَيَّات على أماكن وجود الإكسير.
ومن الاعتقادات الشعبية الشائعة أن شجرة الإكسير تشابه شجرة الكَرْمَةِ (العنب)، بل إن نبتته تُسمى أحيانا "العنب". وهناك نظرية أخرى تزعم أن الإكسير هو نمو طفيلي (parasitic growth) يلتصق بأي شجرة أو شجيرة يجدها، تماماً مثل ذلك النبات الطفيلي المسمى هدال / دِبق (mistletoe). وعلى أية حال، فالنبات – بحسب اعتقاد الكثيرين من العوام – له ثمر (توت berries) أحمر صغير الحجم، وتجد عبارة "لا إله إلا الله" منقوشة على أوراقه. ولثمرة النبات خاصية فريدة تجلب التوفيق والحظ السعيد للصيادين والرماة. ويجفف هؤلاء تلك الثمار ويسحقونها ويحملونها معهم في جُرْب جلدية. وقبل أن يبدأ الصياد مسيرته يقوم بحرق كمية قليلة من ذلك المسحوق ويدع دخانه ينفذ إلى فوهة سبطانته (بندقية صيده).
وبصورة عامة، يشيع في السودان الاعتقاد بأن الإكسير يجلب التوفيق والفلاح في مختلف المشاريع، وأن له القدرة على تحويل أي مادة إلى ذهب، وعلى ضمان الخلود. وجاء في قصة سمعتها عن الإكسير في كبوشية أن السيد الحسن الميرغني زار خلوة البلدة ووجد أن تلاميذها (حيرانها) يحفظون القرآن غيباً دون بذل الكثير من الجهد. وكان "الأهالي" يؤمنون بأن مرد ذلك هو شرب أولئك التلاميذ – بصورة دائمة - للبن المَعَز التي ترعى في قرية "جبل أم علي" القريبة، والتي كثيراً ما تأكل من شجر الإكسير الذي ينمو في تلك المنطقة.
ويقال أيضاً بأن الإكسير ينمو في "جبل أبو شوك" القريب من (مدينة) رشاد على طريق تقلي. وذات مرة أطلق أحد الرماة في تلك المنطقة سهمه فقطع فرعاً من شجرة؛ وبسرعة فائقة أقبل صقر من الصقور التي تحرس تلك الشجرة وهبط من السماء ليلتقط ذلك الفرع ويحمله بعيدا قبل أن يسقط على الأرض. وسمعت قصة مشابهة عن الإكسير في منطقتي كسلا وجبل الليري.
وباءت كل محاولات الحصول على الإكسير بالفشل الذريع، وانتهى بعضها بصورة مأساوية قاتلة. ففي سنوات حكم المك ناصر أبكر لتقلي (1844 – 1859م) بُذلت الكثير من المحاولات للحصول على الإكسير الذي ينمو على ارتفاعات لم يتم قياسها فوق تاسي (Tasi). وفي آخر محاولة أمر المك نفسه بأن يُحمل أحد رجاله على "عنقريب" مربوط بحبال من فوق الصخور التي كان يعتقد بأن تلك الشجرة تنمو فيها. وتم إنزال "العنقريب" من دون حدوث أدنى مكروه أو مواجهة أي صعوبة تذكر. وبعد أن بدا لمن كانوا في أعلى الجبل مرور فترة زمنية معقولة، تم رفع "العنقريب" مرة أخرى. هذه المرة وجدوا الرجل ميتا. لقد قتلته الصقور والأفاعي التي كانت تقوم على حراسة شجرة الإكسير.
*************
إحالات مرجعية:
1/ اُنْظُرْ https://shorturl.at/pzDW8
2/ سبق لنا ترجمة مقال بعنوان "ذهب شيبون" تجده هنا https://tinyurl.com/y5lyttul
3/ أفادني خبير بأن "البعض في كردفان (كان) يعتقد بأن الإكسير ينمو في أعلى جبل العين بين الأبيض والرهد أبو دكنة".

 

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نجم الزمالك السابق: الأبيض يحتاج لعودة طارق حامد

أكد بشير التابعي، نجم نادي الزمالك السابق، أن الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة البيضاء، يحتاج لعودة طارق حامد المحترف في الدوري السعودي.

وقال بشير في تصريحات عبر برنامج «بوكس تو بوكس»: «حمزة المثلوثي لن يلعب مع الزمالك هذا الموسم، والفريق يحتاج ضم 4 صفقات رأس حربة وجناح، ومدافع بجانب عودة طارق حامد».

واختتم: «محمد شحاتة بعيد عن مستواه بسبب عدم مشاركته في المباريات، والزمالك يضم عناصر قادرة على حسم المباريات مثل زيزو، وعبد الله السعيد وناصر منسي».

مقالات مشابهة

  • عائلة معاذ الهاشمي: مكتب النائب العام رفض استلام نجلنا لعدم تورطه في أي جريمة
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • عضو السيادي صلاح الدين آدم يشهد تأبين عمدة سواكن محمود الأمين أرتقا
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • الطيار الإسرائيلي يحكي لحظات الاقلاع واستهداف اليمن (ترجمة خاصة)
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
  • حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية.. الإفتاء توضح
  • نجم الزمالك السابق: الأبيض يحتاج لعودة طارق حامد
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا