سودانايل:
2025-04-01@09:26:24 GMT

الإكسير .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الإكسير
ELIXIR
Gawain Westray Bell قويين ويستراي بيل
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لورقة صغيرة للإداري البريطاني السير قويين ويستراي بيل نشرت في الجزء الأول من المجلد الثلاثين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات" الصادرة عام 1949، ص 110 – 111.
عمل بيل (1909 - 1995م) بحسب ما ورد في موقع جامعة درم البريطانية وموسوعة الويكيبديا (1) إداريا في حكومة العهد الثنائي منذ عام 1931م حتى تقاعده في عام 1955م، منتقلا بين كسلا والقضارف بشرق السودان، وفي مختلف مناطق كردفان.

ثم بعث منتدبا للعمل في القاهرة، ثم في شرطة فلسطين وفرقة الهجانة بها عام 1938م، وبالفيلق العربي في شرق الأردن. وشارك في الحرب العالمية الثانية قائداً لفرقة فرسان الدروز. وعاد بعدها للعمل في مناطق الفونج، ثم شغل منصب نائب السكرتير الإداري بين عامي 1953 و1954م، ثم وكيلا دائما لوزارة الداخلية بين عامي 1954 - 1955. وعين حاكما عاماً لشمال نيجيريا بين عامي 1957 – 1962م.
نشر السير قويين بيل كتابين، أحدهما بعنوان "ظلال في الرمل Shadows on the Sand" تناول في فصل منه ذكرياته عن فترة عمله بالسودان، وكتاب آخر عن فترة عمله في نيجيريا. وله أيضاً مقالات عديدة عن السودان ومصر وفلسطين، من بينها مقال عن "ذهب شيبون"(2)، ومقالات أخرى تجد عناوين معظمها في موقع جامعة درم.
المترجم
************** ********
أتت الكلمة الإنجليزية Elixir من اللغة العربية، والتي اشتقت بدورها من الكلمة اليونانيةxerion ، التي تعني مسحوقاً كان يستخدم لعلاج الجروح. وشاع استعمال تلك الكلمة وتوسعت معانيها، وصارت تشير لتلك المادة التي تحول المعادن "الخسيسة" إلى معدن نفيس هو الذهب؛ وتشير كذلك كلمة "الأكسير" خاصة Elixir viate الى تلك المادة التي كان يُعْتَقَدُ بأنها تطيل الحياة (ويسمونها أكسير الخلود لأنه يضمن لشاربه شباباً أو حياة أبدية).
وشاع الاعتقاد بوجود الإكسير في الأقطار العربية وفي السودان، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها الجبال والتلال في كسلا وجبال النوبة (3). وتختلف التقاليد الثقافية والروايات الشعبية حول "الإكسير" من بقعة لأخرى، غير أن هناك اتفاقا بين الجميع على الصعوبة البالغة في الحصول عليه، وذلك لتعذر الوصول إلى مكان وجوده، ولسبب آخر هو الوصاية والحماية التي تتسم بالغيرة التي تفرضها الجوارح والحَيَّات على أماكن وجود الإكسير.
ومن الاعتقادات الشعبية الشائعة أن شجرة الإكسير تشابه شجرة الكَرْمَةِ (العنب)، بل إن نبتته تُسمى أحيانا "العنب". وهناك نظرية أخرى تزعم أن الإكسير هو نمو طفيلي (parasitic growth) يلتصق بأي شجرة أو شجيرة يجدها، تماماً مثل ذلك النبات الطفيلي المسمى هدال / دِبق (mistletoe). وعلى أية حال، فالنبات – بحسب اعتقاد الكثيرين من العوام – له ثمر (توت berries) أحمر صغير الحجم، وتجد عبارة "لا إله إلا الله" منقوشة على أوراقه. ولثمرة النبات خاصية فريدة تجلب التوفيق والحظ السعيد للصيادين والرماة. ويجفف هؤلاء تلك الثمار ويسحقونها ويحملونها معهم في جُرْب جلدية. وقبل أن يبدأ الصياد مسيرته يقوم بحرق كمية قليلة من ذلك المسحوق ويدع دخانه ينفذ إلى فوهة سبطانته (بندقية صيده).
وبصورة عامة، يشيع في السودان الاعتقاد بأن الإكسير يجلب التوفيق والفلاح في مختلف المشاريع، وأن له القدرة على تحويل أي مادة إلى ذهب، وعلى ضمان الخلود. وجاء في قصة سمعتها عن الإكسير في كبوشية أن السيد الحسن الميرغني زار خلوة البلدة ووجد أن تلاميذها (حيرانها) يحفظون القرآن غيباً دون بذل الكثير من الجهد. وكان "الأهالي" يؤمنون بأن مرد ذلك هو شرب أولئك التلاميذ – بصورة دائمة - للبن المَعَز التي ترعى في قرية "جبل أم علي" القريبة، والتي كثيراً ما تأكل من شجر الإكسير الذي ينمو في تلك المنطقة.
ويقال أيضاً بأن الإكسير ينمو في "جبل أبو شوك" القريب من (مدينة) رشاد على طريق تقلي. وذات مرة أطلق أحد الرماة في تلك المنطقة سهمه فقطع فرعاً من شجرة؛ وبسرعة فائقة أقبل صقر من الصقور التي تحرس تلك الشجرة وهبط من السماء ليلتقط ذلك الفرع ويحمله بعيدا قبل أن يسقط على الأرض. وسمعت قصة مشابهة عن الإكسير في منطقتي كسلا وجبل الليري.
وباءت كل محاولات الحصول على الإكسير بالفشل الذريع، وانتهى بعضها بصورة مأساوية قاتلة. ففي سنوات حكم المك ناصر أبكر لتقلي (1844 – 1859م) بُذلت الكثير من المحاولات للحصول على الإكسير الذي ينمو على ارتفاعات لم يتم قياسها فوق تاسي (Tasi). وفي آخر محاولة أمر المك نفسه بأن يُحمل أحد رجاله على "عنقريب" مربوط بحبال من فوق الصخور التي كان يعتقد بأن تلك الشجرة تنمو فيها. وتم إنزال "العنقريب" من دون حدوث أدنى مكروه أو مواجهة أي صعوبة تذكر. وبعد أن بدا لمن كانوا في أعلى الجبل مرور فترة زمنية معقولة، تم رفع "العنقريب" مرة أخرى. هذه المرة وجدوا الرجل ميتا. لقد قتلته الصقور والأفاعي التي كانت تقوم على حراسة شجرة الإكسير.
*************
إحالات مرجعية:
1/ اُنْظُرْ https://shorturl.at/pzDW8
2/ سبق لنا ترجمة مقال بعنوان "ذهب شيبون" تجده هنا https://tinyurl.com/y5lyttul
3/ أفادني خبير بأن "البعض في كردفان (كان) يعتقد بأن الإكسير ينمو في أعلى جبل العين بين الأبيض والرهد أبو دكنة".

 

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تعزيزات قاعدة دييغو غارسيا بقاذفات الشبح B-2.. هل تستعد أمريكا لمهاجمة الحوثيين وإيران؟ (ترجمة خاصة)

تتوالى ردود فعل وسائل الإعلام العسكرية الأمريكية، بعد نقل واشنطن أربع من قاذفاتها الشبحية من طراز بي -2 سبيريت إلى قاعدة دييغو غارسيا.

 

مجمل التقارير تفيد أن القوات الأمريكية نقلت أربع من أصل 19 قاذفة نووية شبحية بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت، العاملة حاليًا، إلى دييغو غارسيا، أكبر جزيرة ضمن أرخبيل تشاغوس البريطاني (حاليًا) جنوب الهند، حيث تدير الولايات المتحدة وبريطانيا قاعدة بحرية مشتركة.

 

وتساءلت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية في تحليل لها أعده براندون ج. ويتشرت، محرر أول لشؤون الأمن القومي في المجلة، ترجمه للعربية "الموقع بوست" هل تستعد أمريكا لمهاجمة إيران في إطار تصعيد الحوثيين باليمن؟

 

وقالت "لا يقتصر تعزيز قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا على مجرد دحر تهديد الحوثيين. فمن المرجح أن واشنطن تستعد لضربة عميقة وقوية ضد أهداف إيرانية".

 

وحسب التحليل فإنه لا يسع المرء إلا أن يتخيل سبب حاجة الولايات المتحدة إلى هذا العدد الكبير من قاذفات بي-2 في مكان واحد. مع ذلك، تُصرّ مصادر لم تُسمَّ على أن الحشد العسكري هناك أكبر مما يُفترض أن يكون ضروريًا للقضاء على التهديد الحوثي في ​​اليمن. فهل من الممكن وجود هدف آخر قريب؟

 

أحداث مثيرة للاهتمام حول دييغو غارسيا

 

وفق التحليل فإن هذه التحركات من إدارة ترامب تأتي في أعقاب تصريحات عديدة، بعضها مُتعمَّد، وبعضها الآخر سُرِّب من قِبَل كبار مسؤولي ترامب - بمن فيهم الرئيس نفسه.

 

يقول التحليل "قبل بضعة أسابيع، أثناء توقيعه أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي، تأمّل ترامب في أننا "نقترب من اللحظات الأخيرة" في تعامله مع إيران. بعد ذلك بوقت قصير، أصدر المجلس السابع والأربعون إنذارًا نهائيًا لملالي إيران، مُصرًّا على عودتهم إلى طاولة المفاوضات في غضون شهرين - ومُشيرًا إلى أنه سيُنهي نظامهم إذا امتلكوا أسلحة نووية".

 

ولتأكيد هذا التصريح، يشير التحليل إلى أن ترامب أرسل رسالة شخصية إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، رفضها الزعيم الإسلامي السبعيني رفضًا قاطعًا، مُدّعيًا أن لهجة رسالة ترامب كانت عدائية.

 

"في الآونة الأخيرة، حدثت لحظة محرجة عندما نسّق فريق الأمن القومي الأمريكي، على ما يبدو، حملة قصف ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن عبر تطبيق سيجنال للرسائل النصية، بما في ذلك مشاركة محرر مجلة أتلانتيك، جيفري غولدبرغ، عن طريق الخطأ في المحادثة. لقد طغت فضيحة "سيجنال جيت" المزعومة على الهدف الحقيقي لضربات ترامب في اليمن، والذي أُلمّح إليه في الرسائل النصية التي كشفها غولدبرغ للعالم. في الواقع، يبدو أن إدارة ترامب تعمل على خطة واسعة النطاق لإعادة ترتيب الشرق الأوسط غير المستقر جذريًا"، وفق التحليل.

 

يضيف "لا شك في ذلك: ربما لا يتعلق الأمر بتدمير جماعة إرهابية مزعجة. ما نشهده، سواءً كان العدد التاريخي لحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة أو تعزيز قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا، يتجاوز مجرد دحر التهديد الحوثي. بدلاً من ذلك، من المرجح أن واشنطن تستعد لضربة عميقة وقوية ضد أهداف إيرانية. قد يحدث هذا بالتزامن مع ضربة جوية إسرائيلية على أهداف في إيران، مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. انظروا فقط إلى نوع القوة النارية التي تُقدمها الولايات المتحدة للمنطقة من خلال قاذفات الشبح الأربع من طراز بي-2 سبيريت".

 

فهم بي-2 سبيريت

 

صممت شركة نورثروب غرومان طائرة بي-2 لصالح القوات الجوية الأمريكية. طارت لأول مرة عام 1989، ودُشنت رسميًا عام 1997. كانت بي-2 نتاجًا لحقبة الحرب الباردة، وكان الهدف منها اختراق الدفاعات الجوية الكثيفة (دون أن تُكتشف بالطبع) من النوع الذي يُحيط بالأهداف الاستراتيجية الرئيسية في إيران. على مدار الأشهر القليلة الماضية، انتشرت شائعاتٌ كثيرةٌ تُفيد بأن الإيرانيين كانوا يُخططون لشراء أنظمة دفاع جوي مضادة للطائرات، وحصلوا على العديد من الأنظمة من روسيا.

 

طائرة بي-2 مُغطاة بمواد ماصة للرادار، ومحركاتها الأربعة من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100 مدفونة داخل تصميمها المُميز ذي الجناح الطائر لتقليل البصمات الحرارية. تنتج محركات F118-GE-100 قوة دفع تبلغ 17,300 رطل لكل منها، مما يمنح هذه الطائرات الشبحية مدىً يقارب 6,000 ميل بحري (6,904 أميال). تبلغ سرعتها الإبحارية أقل من سرعة الصوت، حوالي 560 ميلاً في الساعة، وتحلق على ارتفاع يصل إلى 50,000 قدم.

 

يبلغ أقصى وزن إقلاع لطائرات B-2 Spirit حوالي 336,500 رطل. يمكن لطائرة B-2 Spirit واحدة حمل ما يصل إلى 40,000 رطل من الذخائر، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة، مثل ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs)، وقنبلة GBU-57A/B الخارقة للذخائر الضخمة التي تزن 30,000 رطل، أو حتى 16 قنبلة نووية تُطلق بواسطة دوار. يعمل طاقمٌ مؤلفٌ من طيارٍ وقائدٍ من قمرة قيادةٍ متطورةٍ مزودةٍ بأنظمةٍ إلكترونيةٍ متطورةٍ للملاحة والاستهداف والرد الإلكتروني.

 

تتمركز هذه الطائرات في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري، ولها تاريخٌ قتاليٌّ حافلٌ يمتدُّ من كوسوفو إلى العراق وأفغانستان وليبيا - واعتُبر العديد منها مهماتٍ طويلةً للغاية، حيث استمر بعضها لأكثر من 30 ساعة. لذا، فإن استخدام دفعة طائرات بي-2 لتدمير أهدافٍ إيرانيةٍ مُحصَّنةٍ هو احتمالٌ واقعيٌّ لسبب نقل هذه الطائرات - وجميع طائرات الدعم التابعة لها - إلى دييغو غارسيا.

 

لا تستهن بقدرات التخفي الأمريكية

 

من المثير للاهتمام أن القوات الجوية الأمريكية كانت ترغب في البداية في الحصول على عدد أكبر بكثير من طائرات B-2 مما حصلت عليه. في البداية، طلبت القوات الجوية 132 وحدة من هذه الوحدات لتحل محل 72 قاذفة بعيدة المدى من طراز B-52 ستراتوفورتريس. للأسف، تم إلغاء هذه الخطة بسبب التكلفة الباهظة لقاذفات B-2 سبيريت الأكثر تعقيدًا.

 

لم يتم بناء سوى 21 وحدة من طائرات B-2. للأسف، دُمرت إحدى طائرات B-2 سبيريت في حادث تحطم عام 2008، بينما تضررت أخرى في حادث تحطم عام 2022 وأُخرجت من الخدمة بسبب تكاليف الإصلاح الباهظة.

 

تخطط القوات الجوية الآن لاستخدام قاذفة B-21 رايدر لتحل محل B-2 سبيريت. كما هو الحال مع طائرة بي-2 سبيريت، فإن التكلفة الباهظة للغاية لطائرة بي-21 الجديدة تعني على الأرجح أن عدد وحداتها سيكون أقل من عدد وحدات بي-2، هذا إذا ما خرجت الطائرة من لوحة التصميم.

 

لكن طائرة بي-2 لا تزال تُحدث فرقًا كبيرًا، وإرسال أكثر من خُمس إجمالي أسطول طائرات بي-2 سبيريت الأمريكي إلى دييغو غارسيا دفعة واحدة، حيث ستبقى رسميًا حتى الأول من مايو على الأقل، يُشير إلى وجود عملية ضخمة مُخطط لها في المنطقة في وقت أقرب بكثير مما يعتقده الكثيرون.


مقالات مشابهة

  • قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض .. وترامب يعلّق:تروث سوشيال
  • تعزيزات قاعدة دييغو غارسيا بقاذفات الشبح B-2.. هل تستعد أمريكا لمهاجمة الحوثيين وإيران؟ (ترجمة خاصة)
  • حمدان بن زايد وهزاع بن زايد يزوران محمد بن بطي في منزله (فيديو)
  • حمدان بن زايد وهزاع بن زايد يزوران محمد بن بطي في منزله
  • مهبط طائرات غامض في باب المندب يبدو جاهزًا.. هل تستخدمه واشنطن لردع الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • تياترو الحكايات|علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
  • عمرها قرنان .. قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب خطورتها
  • قصف الضاحية الجنوبية ترجمة فورية لمعادلة المستوطنات الشمالية مقابل بيروت
  • تقرير أمريكي: أربع قاذفات شبحية في نطاق ردع الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • محمد حامد جمعة يكتب: هزيمة كاملة