إيغاد تتهيأ كمنبر ضرار، لاختطاف قرار وقف الحرب والعملية السياسية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
رغم ما تردد، بشان رفض الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة ،طلب تحالف قوى الحرية والتغيير مقابلته، من اجل " طرح مقترح خارطة طريق لانهاء الحرب"، حسب تصريح منسوب لمصدر بالسيادي، او لاجل " فتح المجال لمخاطبة جماعية لقضايا البلاد ،عبر مسار سياسي سلمي " ، بحجة " التزام الحكومة بمنبر جدة وتقديرها لجهود دول الجوار والإيغاد لإيقاف الحرب دون المساس بسيادة السودان "، وفق ما اوردته صحيفة اليوم التالي، فان البرهان،وفي وقت تتصاعد فيه الدعوات لتوحيد المبادرات والمنابر ، ينشغل - فيما يبدو - ببناء منبر مواز، منبر ضرار ،بمساعدة إيغاد ،استلهم فكرته من جولته في الاقليم، بعد خروجه من حصار القيادة، وبشكل خاص، بعد لقائه مع الرئيس الكيني ويليام روتو ، في ونيروبي.
وفي وقت لاحق،وضمن جولته الاقليمية ، التقى البرهان بالسكرتير التنفيذي للإيقاد، د. ورقني قوبيهو، في جيبوتي ،و اتفقا على " عقد قمة طارئة لرؤساء الإيقاد، قريباً، في جيبوتي لوضع خارطة طريق وأضحة المعالم لإنهاء الأزمة في السودان." لكن تغريدة سكرتير ايغاد، في منصة اكس ،بعد لقائه مع البرهان، لم تتضمن اي اشارة "للحوار السوداني الذي لا يستثني احدا". وقال د.ورقني قبيهو ، في تغريديته ،عقب اللقاء : "لقد أجريت مناقشة مع سعادة عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان، في جيبوتي، اليوم. وتركزت مناقشتنا على الدور الذي تلعبه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، في تسهيل المناقشات، بشأن الأزمة السائدة. لقد اتفقنا على ضرورة وقف إطلاق النار المستدام، بهدف تخفيف الظروف الإنسانية، وخلق بيئة مواتية للتوصل إلى حل سياسي نهائي." غير ان بعض المواقع الاخبارية،منها وكالة السودان للانباء ،سونا ،قد ضمنت خبرها اشارته لما اسماه "عملية سياسية تشمل الجميع." وقد تجاهلت سونا الكشف مصدرها ، اعلام المجلس السيادي !
وبحسب بيان للمجلس، فقد أكد السكرتير التنفيذي لـ«الإيغاد» أن «وقف إطلاق النار ، وخروج المتمردين من المرافق العامة، ومنازل المواطنين وعودة الحياة إلى طبيعتها، تشكل اللبنة الأساسية لإعادة الأمور إلى طبيعتها في السودان تمهيداً لحدوث عملية سياسية تشمل الجميع».
وتتضمن مبادرة الايغاد، لقاء يجمع البرهان وحميدتي، مع رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي واثيوبيا، لايجاد حل دائم للازمة، وفق مانسب للرئيس الكيني.ويتوقع ان تكون قد تمت دعوته، خلال المكالمة الهاتفية، التي اجراها معه الرئيس الكيني، في وقت سابق.
وفيما يشبه عملية استباق لمنبر جدة ،واختطاف لقرار وقف الحرب والعملية السياسية ، فان قمة الايغاد ،التي تنعقد في جيبوتي،مطلع ديسمبر،والتي شملت مشاوراتها الجنرال محمد حمدان دقلو ،حميدتي،ستصدر- وفق بعض الصحفيين المحسوبين على معسكر البرهان - قرارا يتضمن "وقفا لاطلاق النار، يشمل كل مناطق الصراع فى السودان ،واخلاء المرافق المدنية ،وازالة ارتكازات الجيش و الدعم السريع ، وعملية سياسية تشمل الجميع ."
ويبدو البرهان ،وهو يسوق مشروعه التسووي ،في حالة سباق،مع تحالف قوى الحرية والتغيير ،الذي ينشط ،بدوره ، منذ بعض الوقت، بالدوران حول في نفس المحور الاقليمي،لنفس الغرض ،تقريبا،وهو عملية سياسية تشمل الجميع، "عدا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته ". غير ان مناورة البرهان - المرتهن لحد بعيد لخيار الاسلاميين ، في ال "بل-بس"، و "ياكملناهم ياكملونا!" - باصراره على " استصحاب" قوى النظام المقبور ضمن جهود التسوية ،تشف عن موقف تكتيكي ،يستهدف عرقلة العملية السياسية ،مرة اخرى ، واطالة امد الازمة التي تعيشها البلاد،بابقاء الاوضاع على ماهي عليه.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان فی جیبوتی
إقرأ أيضاً:
السعودية تتمسك بالحل السياسي لأزمة السودان وتدعو البرهان لزيارتها
تلقى رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة، في وقت أكدت فيه الرياض أن "الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة السودانية".
وقال مجلس السيادة الانتقالي، في بيان، إن رئيسه قائد الجيش البرهان تلقى دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة السعودية (غير محددة التاريخ).
وتلقى البرهان الدعوة خلال استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي، في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (شرق)
وبحث اللقاء، حسب البيان، "مسار العلاقات السودانية- السعودية وسبل دعمها وترقيتها، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، بجانب مسيرة التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات".
والثلاثاء، أكد مجلس الوزراء السعودي أن "الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان".
وجاء ذلك خلال اجتماع المجلس برئاسة رئيس الوزراء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
ونقلت الوكالة عن وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري قوله إن "المجلس أكد أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان".
وتابع: "نجدد الدعوة إلى الالتزام والوفاء بما جرى الاتفاق عليه في إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023".
وحث الدوسري "الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين".
وتحت رعاية السعودية والولايات المتحدة استضافت مدينة جدة غربي المملكة محادثات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وتوصل الطرفان إلى "إعلان جدة"، وينص على التزامهما بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.