الانصرافي وعمسيب فقاعات الإسلاميين الملونة بعد أن نضب معين المشروع الحضاري (1-2)
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كعادة الإسلاميين في ممارسة تغبيش الوعي وغسل الأدمغة بغرض طمس الحقائق وتغييب العقول فإن ما عرف بظاهرة الانصرافي هي امتداد لذات النهج الذي استخدمته الإنقاذ في بداية عهدها لاستغفال الشارع السوداني عبر برنامج الحديث السياسي الذي كان يقدمه العقيد يونس محمود وربما إذا جاز لنا أن نوسع هامش المقارنة لتحديد بعض الفوارق بين التجربتين رغم اختلاف الزمان وتغير الأحداث فقد يشفع ليونس محمود ما كان يمتاز به من لغة رفيعة رصينة وانتقائه لكلمات خطاباته مما يدل على ثقافة الرجل وسعة اطلاعه مع توافر مخزون لغوي جيد لديه على عكس اللغة المبتذلة والأسلوب السوقي الذي يستخدمه الانصرافي في مخاطبة متابعيه المغيبين في محاولة منه للإيحاء لهم بتأثيره في مسرح الأحداث وقدرته على رسم المشهد وذلك ببث ببعض المعلومات المسربة إليه من أجهزة الأمن والاستخبارات بغية إضفاء قدر من المصداقية المقصودة والمفقودة في خطاباته حتى يتم عبرها قياس اتجاهات الرأي العام قبل اتخاذهم لقرارات معينة أما من ناحية أخرى فالغرض من هذه الفقاعة هو خلق قاعدة من البلابسة و الجغامسة لتشكيل حاضنة للتيار الداعم لاستمرار الحرب .
ومن يقرأ التاريخ وينظر إلى مجريات الأحداث والسنن وتحديدا نظرية التأطير يجد أن الأسلوب الدعائي الانصرافي القائم على ضخ سيل الأكاذيب بمنطق اكذب واكذب ثم اكذب وخلطها بقليل من الحقائق وقلب الأحداث لصنع قصة يصدقها العامة ليس بدعا بل هو ديدن كل الأنظمة الشمولية التي كانت تدعي امتلاك الحقيقة الكاملة وكانت تصادر رأي الآخر بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة . لذا فعندما كانت جيوش المحور تسقط تحت ضربات الحلفاء وكان الجنود الألمان يقعون في الأسر بالآلاف ويسلمون مواقعهم كان جوزيف غوبلز وزير الإعلام والدعاية في الحزب النازي يصرخ ويرسل سيلاً من الأكاذيب عن انتصارات الفوهرر وهو قابع في كهف لا تدخله أشعة الشمس .
وعندما كان سلاح الجو الإسرائيلي في 67 يقصف المطارات ويدمر الطائرات المصرية في قواعدها قبل أن تتمكن من الإقلاع كانت إذاعة صوت العرب وبصوت المذيع أحمد سعيد تتحدث للأمة العربية عن الانتصارات الساحقة التي أحرزتها الجيوش العربية وعن إسقاط سلاح الجو المصري عشرات الطائرات الإسرائيلية بينما الجيش المصري محاصر وسيناء كلها في يد إسرائيل . وكذلك كان محمد سعيد الصحاف يصرخ بأن الأمريكان العلوج ستكون مقبرتهم في بغداد وأن العراق سيكون عصيا على الأمريكيين وأن الجيش العراقي صاحب المليون جندي سيلقن العدو درسا لن ينساه بينما كانت الدبابات الأمريكية حينها تتجول في شوارع بغداد أمام كاميرات محطات التلفزة تبحث عن صدام حسين المختبئ في قبو تحت الأرض .
أما إذا سألت عن الانصرافي فحدث ولا حرج . فدارفور التي سقطت حاميتها ومدنها كحبات المسبحة المنفرطة والمليشيا تنتقل من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة وتهاجم الوحدات العسكرية على نحو متكرر وتحدث عمليات نوعية بتدمير الطائرات وتدمير الجسور كل هذا لن تجده بهذه الصورة المجردة في خطابات التخدير عند الانصرافي فكل ذلك قد حدث بفهم لا نعلمه نحن بل العلم عند الله ومن بعده عند الكاهن الكبير وزمرته التي بات حالنا معها كحال أهل المدينة الذين قالوا إن أحدكم لا يستطيع قضاء حاجته ومحمد يعدكم بقصور كسرى وكنوز قيصر.
كسرة
خليك ماسك في نظرية التأطير دي كويس .
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بعد إصلاح العطل.. استئناف تموين الطائرات في مطار المهرة!
شمسان بوست / المهرة:
أعلنت شركة النفط اليمنية – فرع المهرة عن استئناف تشغيل بوزرة تموين الطائرات، بعد إصلاح الخلل الفني الذي تسبب في توقف مضخة التموين يوم الخميس 6 سبتمبر 2023.
وفي خطاب رسمي موجه إلى مدير الخطوط الجوية اليمنية في المهرة، أكد المهندس محسن علي محشر بلحاف، مدير عام فرع الشركة، أن مهندسًا مختصًا قام بإصلاح العطل وإجراء الفحوصات الفنية اللازمة، ما أدى إلى إعادة جاهزية البوزرة للعمل بكامل طاقتها.
وأوضحت الشركة أن عمليات تعبئة وتموين الطائرات بالوقود أصبحت متاحة الآن دون أي عوائق، داعية الجهات المعنية إلى استئناف العمليات وفق الإجراءات المعتادة.
يأتي هذا الإعلان ضمن جهود شركة النفط في المهرة لضمان استمرارية الخدمات وتوفير الوقود اللازم لقطاع الطيران في المحافظة.