شرق دارفور: إصابة العشرات خلال اشتباكات استيلاء قوات الدعم السريع على قاعدة الضعين العسكرية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام حادثا وقع في 19 نوفمبر 2023، حيث اشتبكت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في معركة بالأسلحة النارية في قاعدة القوات المسلحة السودانية في مدينة الضعين (الفرقة 20)، مما أسفر عن إصابة 68 شخصا. ولا يسعنا في هذا السياق الا أن نكرر مناشداتنا لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إيقاف الاقتتال والدخول في حوار يهدف التوصل لحل دائم وسلمي للصراع واحترام اتفاقيات وقف إطلاق النار واحترام حقوق المواطنين في الحياة والممتلكات.
في 20 نوفمبر 2023، حوالي الساعة 04:30 صباحا، هاجمت قوات الدعم السريع قيادة الفرقة (20) وسيطرت عليها. وأبلغ مصدر موثوق به المركز بأن عملية الاستيلاء كانت مختلفة تماما عن بقية العمليات المشابهة، حيث لم تجري خلالها اشتباكات بين الطرفين المتحاربين بالأسلحة النارية، على الإطلاق، وأن قوات الدعم السريع دخلت إلى القاعدة ولم تواجه أي مقاومة من القوات المسلحة السودانية. ويرجع ذلك إلى أن القوات المسلحة كانت قد انسحبت من القاعدة في حوالي الساعة 11:00 صباحا في 19 نوفمبر 2023 بعد معركة بالأسلحة النارية وتحركت نحو الاتجاه الجنوبي والجنوبي الغربي.
ويرجع الفضل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين في تلك القاعدة إلى الإدارة الأهلية لقبيلة الرزيقات التي تمكنت من التواصل مع الطرفين واقناعهما بوقف الاقتتال، ومثّل الإدارة الأهلية لقبيلة الرزيقات في الاجتماعات مع طرفي النزاع، نائب الناظر السيد/ الفاضل سعيد موسى مادبو.
وقد أدت عملية استيلاء قوات الدعم السريع على مقر الفرقة 20 تلقائيا إلى الاستيلاء على قواعد أخرى للقوات المسلحة في شرق دارفور، ولا سيما تلك الموجودة في منطقتي أبو كارينكا وعديلة. ثم وعقب فترة وجيزة، أعلنت قوات الدعم السريع عن تعيين الضابط حسن صالح نهار قائدا لقوات الدعم السريع في شرق دارفور وكذلك رئيس لجنة أمن الدولة. والسيد نهار عضو سابق في جيش حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي وانضم إلى قوات الدعم السريع في عام 2014.
تطورات أخرى
في 19 نوفمبر 2023، وبعد عودة الهدوء إلى مدينة الضعين، شارك السيد/ الفاضل سعيد مادبو بنفسه في مظاهرة سلمية قام بها التجار في سوق الضعين احتجاجا على إغلاق السوق. مبدين وأبدوا تخوفهم من أن يخلق اغلاق السوق فرصة مواتية لقوات الدعم السريع لشن هجوم على السوق. الأمر الذي دفع برئيس الإدارة المحلية وناظر قبيلة الرزيقات، السيد/ محمود موسى إبراهيم موسى مادبو إلى القاء خطاب في أحد مساجد الضعين دعا فيه الجنرال/ محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع إلى عدم السماح لقواته بمهاجمة مدينة الضعين. واضاف انه سيكون في الخط الامامي للدفاع عن نفسه إذا ما حدث ذلك.
ووفقا لمصدر موثوق به، فإن المخاوف من احتمال مهاجمة قوات الدعم السريع للسوق ومناشدة ناظر قبيلة الرزيقات لقائد قوات الدعم السريع، جاءت بعد تواتر أنباء عن وصول مجموعات من قوات الدعم السريع من الجنينة في غرب دارفور، ونيالا في جنوب دارفور، والفاشر، عاصمة شمال دارفور، وتجمع تلك القوات في منطقة تدعى أم ورقات تقع على بعد 17-18 كيلومترا إلى الغرب من الضعين. وأبلغ المصدر أيضا المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام بأن مجموعة أخرى من الميليشيات المسلحة تتنقل على متن دراجات نارية وأخرى سيرا على الأقدام جاءت من مناطق مختلفة من شرق دارفور وتجمعت في منطقة دونكي أبو زينبة الواقعة جنوب غرب مقر الفرقة 20 وجنوب مدينة الضعين في انتظار بدء الاشتباكات. ويزعم أن هذه المجموعة شاركت في أعمال النهب في المدينة.
كما أبلغ المصدر نفسه المركز أن قوات الدعم السريع نشرت بعض القوات في السوق وبعض المؤسسات الأخرى مثل بنك السودان. ووفقا للمصادر، فإن هذا السلوك من جانب قوات الدعم السريع ورغم رغبتها في فرض سيطرتها على المدينة، يؤكد حرصها على تجنب وقوع أعمال نهب وتخريب بالمدينة لأن هذا من شأنه التسبب في وقوع سوء تفاهم بينها وبين الإدارة المحلية.
نشرت قوات الدعم السريع قوات لحماية المخازن التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، ولكن لسوء الحظ، قامت القوات الجوية التابعة للقوات المسلحة بقصف تلك المخازن ومقر الفرقة 20 التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ 20 نوفمبر 2023. مما فرض على قوات الدعم السريع الاشتباك والرد على الهجوم، وهو ما أسفر بدوره عن مقتل ستة أشخاص، وهم:
1- فرح الدور منور بريمة
2- حميد منور بريمة
3- ابراهيم منور بريمة
4- إبراهيم أبو السرة إبراهيم
5- الجعلي بخيت
6- اسماعيل بخيت
كما نشرت قوات الدعم السريع قوات لحراسة مكاتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنع وقوع أي أعمال نهب أو تدمير محتملة للممتلكات.
كما استولت قوات الدعم السريع على المطار داخل مدينة الضعين وسيطرت عليه دون أي مقاومة من جانب القوات المسلحة السودانية.
أسماء المصابين في اشتباكات 19 نوفمبر 2023:
1- عبدالله عبدالرسول محمد
2- عبدالله عبدالرسول محمد قراد
3- عبد الله حسين بريمة عبدالحميد
4- عبد الله يونس عبد الله
5- عبدالهادي آدم عبدالرحمن
6- عبد الكريم محمد محمود محمد
7- عبدالرحمن حسن آدم إسحاق
8- أبكر داؤود الصادق آدم
9- آدم ابراهيم علي الدكوم
10- آدم محمد عبد الله مضوي
11- آدم محمد علي جبريل
12- آدم موسى شغيفات
13- أحمد عبد الرحمن جودالله
14- أحمد موسى نعيم
15- الدود فرج حميد مرحل
16- الحاج عبدالله يوسف عبدالله
17- النورين أحمد إدريس
18- علي السكين نصر إدريس
19- علي حميد علي حميد
20- علي الحلو الضو
21- علي ابراهيم الفاضل
22- علي رحيم الله أحمد الملا
23- الصادق نوح علي جادالله
24- الزين سعيد حسين محمود
25- امين ابراهيم محمود سعد
26- بابكر آدم السكين أحمد
27- بدر الدين محمد آدم مسبل
28- بريمة إبراهيم عبدالله البشير
29- بريما آدم علي
30- الطاهر عبدالله عبدالحميد
31- الطيب آدم علي الدودو
32- الطيب حامد بدرالدين محمد
33- الطيب آدم علي حسن آدم إسماعيل
34- الطيب الصادق عبدالرحمن علي
35- فضل علي محمد حامد.
36- فضل الصادق الامين
37- القوني جدو حامد محمد
38- حامد عيسى عبدالرحمن
39- حامد عيسى عبد الرحمن الملا
40- حسن عبدالرحمن كبر
41- حسن الرضي الفاضل
42- حسين محمد موسى فائق
43- حسين موسى امان
44- إبراهيم آدم علي
45- ابراهيم اسحاق مادو
46- عيسى الناير عيسى محمد
47- عيسى محمدزين قشوم
48- عيساوي ادم عيساوي موسى
49- عزالدين حميد يحيى عبدالفراس
50- جمعه الفطيني داود حسين
51- جمعة الصادق تيربو
52- جمعة زيدان ريحان جمال الدين
53- خاطر محمدزين
54- محمود محمد آدم تاج الدين
55- محمد الصادق عثمان سليمان
56- محمد إبراهيم موسى سنين
57- مرحل تحاميد فاضل بكار
58- مصعب محمد المصطفى أحمد
59- مصطفى عبد الله محمد أحمد
60- عمر ابراهيم الطاهر
61- عمر محمود صالح
62- عمر محمد شرف الدين
63- باب عثمان محمد فرح الدور
64- عثمان موسى الجاك عثمان
65- صدام احمد آدم جبريل
66- صلاح الدين آدم منزل
67- تابر محمد عبد النعيم
68- آدم حسن حران
خلفية
وتتولى الإدارة الأهلية لقبيلة الرزيقات مسئولية إدارة مدينة الضعين في شرق دارفور، حيث تنعم المدينة بالسلام تحت ظل هذه الإدارة منذ اندلاع الحرب في ابريل 2023. الأمر الذي جعلها مؤهلة لتصبح مركزاً للأشخاص الفارين من ويلات الحرب في ولايات دارفور الأخرى. وتستضيف المدينة حاليا أكثر من 75,000 نازح داخلي. كما يوجد بها مخيمين لايواء اللاجئين يقطن بهما لاجئي جنوب السودان.
وقد نجحت الإدارة الأهلية بقيادة الناظر/ محمود سعيد مادبو ونائبه الفاضل مادبو في عقد اتفاقيات وقف اطلاق نار محلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وحسب إفادات مصادر المركز، فإن تلك الاتفاقيات تنص بوضوح على التزام كل طرف من الطرفين بالبقاء في قواعده. بينما يتولى حراس الادارة الأهلية مسئولية حماية العاملين في المجال الإنساني في شرق دارفور وتسهيل إجلائهم خارج السودان، إضافة إلى بعض البنود الأخرى. وأضافت مصادرنا بأن تنفيذ تلك البنود كان له أثره الواضح في الحفاظ على السلام في شرق دارفور.
كما قدمت الإدارة الأهلية بعض المبادرات الأخرى مثل تنظيم بطولات كرة قدم بين الأحياء في الولاية للمساعدة في جمع الناس معا وبالتالي تخفيف التوتر. كما قاموا بتوعية الجماهير في الأماكن العامة مثل الأسوق للدعوة ضد الحرب.
ونجحت الإدارة الأهلية خلال الفترة الماضية في منع وقوع أربع محاولات اشتباك مسلح على الأقل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ولا تزال تواصل مناشدة طرفي النزاع إلى احترام الاتفاق. ويعود الفل في كل هذه النجاحات التي حققتها الادارة الأهلية التعاون مع الزعماء الآخرين في المجتمعات المحلية.
على الرغم من أن الإدارة الأهلية سجلت العديد من النجاحات، إلا أنه كانت هناك بعض الحالات التي تم فيها تجاهل الاتفاقيات الأمر الذي أدى إلى وقوع انتهاكات مثل النهب وإطلاق النار العشوائي الذي أسفر عن مقتل 83 مدنيا.
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الإدارة الأهلیة مدینة الضعین نوفمبر 2023 الفرقة 20 عبد الله آدم علی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والقوة المشتركة يسيطران على قاعدة الزرق الاستراتيجية بولاية شمال دارفور
أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن "القوة المشتركة" بسطت سيطرتها على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور التي تتخذها قوات الدعم السريع قاعدة عسكرية استراتيجية، وسيطرت على عدد من المركبات القتالية وكمية من مواد تموين القتال، فيما لم تصدر "الدعم السريع" أي بيان بشأن هذه التطورات حتى اللحظة.
وقالت القوات المسلحة في بيان على صفحتها بفيسبوك، السبت، إنه تم خلال المعركة القضاء على العشرات من عناصر "الدعم السريع"، ومطاردة الهاربين.
وفي وقت لاحق، أكد الرائد أحمد حسن مصطفى الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة التي تتكون من مجموعة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة السودانية في أكتوبر 2022، السيطرة على القاعدة التي تقع بمنطقة الزرق "هامي" في ولاية شمال درافور.
وأوضح مصطفى أن المنطقة التي سيطرت عليها قواته تمثل قاعدة استراتيجية كبرى، وتضم 6 حاميات متفرقة ما يجعلها أكبر خط إمداد بالنسبة لقوات الدعم السريع.
وأضاف: "تم تحرير كامل المنطقة وحتى الآن نطارد المرتزقة ولم تنته المعركة".
والزُرق هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور، تقع في الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
وتعرضت قاعدة الزرق إلى القصف الجوي أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، في محاولة لتدمير إمدادات الدعم السريع.
وذكر حاكم إقليم دارفور والمشرف العام للقوات المشتركة مني أركو مناوي، في تصريح نقلته صحيفة "سودان تربيون"، إن "معارك شرسة خاضتها القوة المشتركة بشمال دارفور استمرت 5 ساعات، وانتهت بإزالة كافة الارتكازات التي نصبتها قوات الدعم السريع لحماية قاعدة الزرق".
وأضاف: "الآن فقد الدعم السريع خط إمداد رئيسي يربطه بدولة ليبيا".
وأظهرت مقاطع فيديو، عناصر من القوة المشتركة يستعرضون سيارة مصفحة تتبع لقوات الدعم السريع في قاعدة الزرق بعد الاستيلاء عليها.
وقال مناوي في تغريدة على منصة "إكس": "القوة المشتركة التي تمثل الأمل في استعادة الأمن والاستقرار ردت بقوة على هؤلاء المغتصبين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف: "منذ عام 2017، كانت هناك جهود مستمرة لتطهير المناطق التي تعرضت للاعتداءات، والردود القوية تأتي في إطار الدفاع عن الحق والعدالة.
وتابع:" لا ترد القوة المشتركة إلا على أولئك الذين يعتدون على النساء ويقتلون الأطفال، مؤمنة بأن الحق دائماً ينتصر".
وتجددت المعارك بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة منذ وقت مبكر من صباح السبت في صحراء شمال دارفور، إذ تركزت المواجهات في مناطق بئر مرقي، ووادي هور، علاوة على الزُرق، بحسب وسائل إعلام محلية.
وشارك الطيران الحربي التابع للجيش في المعارك، إذ قصف أهدافاً لقوات الدعم السريع بالبراميل المتفجرة، وفقاً لما نقلته "سودان تربيون" عن مصادر عسكرية.
وتأتي المواجهات في صحراء شمال دارفور امتداداً للمعارك الضارية التي تدور في مدينة الفاشر منذ مايو الماضي، بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة، وفقاً للصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن قوات الدعم السريع، بدأت منذ 2017 إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة شملت مدارس ومستشفيات، علاوة على إنشاء معسكرات ضخمة لقواتها، كما شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
دبي- الشرق