عميد تونسي: هيبة جيش الاحتلال تحطمت في شمال غزة وقد يلجأ لتدمير الجنوب
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
حذر الخبير العسكري والإستراتيجي التونسي توفيق ديدي من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي -الذي قال إن عقيدة الردع لديه قد تحطمت- سيركز عدوانه بعد الهدنة الإنسانية المؤقتة على جنوب قطاع غزة، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية دخلت الحرب وهي في أعلى درجات التحضير والتدريب.
وفي قراءته للهدنة الإنسانية في غزة، قال العميد التونسي إن جيش الاحتلال يقيّم المرحلة الفائتة من حربه على غزة تقييما عسكريا، وسيصل إلى خلاصة واحدة، وهي التركيز على جنوب غزة، لأن التفوق الذي بقي له هو التفوق الجوي بمسيّراته وطيرانه الحربي.
وأضاف أن جيش الاحتلال يواجه مأزقا الآن، فلو تقدم بريا في قطاع غزة، سيتكبد خسائر جسيمة، لأن المقاومة الفلسطينية لم تقاتل إلا بزُمَر صغيرة على المستوى الفردي، معربا عن قناعته بأن -ما سماها- "القوة الضاربة" لقوة النخبة التابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لم تدخل المعركة بعد.
وأشار الخبير العسكري إلى عدم وجود توافق بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، باعتبار أن العسكريين لا يعترفون بالضغوط التي تأتي من الداخل أو الخارج، بل يريدون تحقيق أهداف في الميدان، مؤكدا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية الآن تعيش حالة تخبط، وكلما أرادت تلميع صورة جيشها تغرق أكثر، وأعطى مثالا على ذلك بالمجندة الإسرائيلية التي قالت "كنت أتنقل بدون أوامر…"، ورأى أن شهادة هذه المجندة دليل آخر على قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار على سكان مستوطنات غلاف غزة، خلال معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد الخبير التونسي أن الجيش الإسرائيلي منذ عام 2008 لم يعد جيشا، بل أصبح أشبه بقوة أمنية أو شرطية مهمتها قمع السكان الفلسطينيين.
خطأ جسيمورأى الخبير ديدي -في لقاء مع قناة الجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي تمت إهانته وتحطمت عقيدة الردع لديه، وقد دخل إلى قطاع غزة بأهداف سياسية (اجتثاث حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين) وليست عسكرية، و"لا يمكن لأي قائد عسكري أن يدخل معركة بأهداف سياسية".
كما أن هذا الجيش اجتاح قطاع غزة برا من دون أهداف واضحة، واستعمل جرافات ودبابات ومجنزرات، وهذا خطأ جسيم، حسب العميد التونسي، لأنه في حرب الشوارع ستصبح هذه الدبابات والآليات لقمة سائغة للمقاتل الفردي.
وأضاف أن جيش الاحتلال حاول تطويق قطاع غزة من الشمال والغرب وتقسيمه إلى قسمين، "لكن توغله على السلم العسكري لا يعني شيئا، لأن احتلال أي أرض يكون بالمشاة".
وتحدث الخبير العسكري والإستراتيجي عن الفرق الذي قال إنه ظهر بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، إذ كانت المقاومة في أشد درجات التحضير والتدريب، وأضاف "لم أشاهد في حياتي دقة رمايات بهذه الطريقة، ولم يشاهد العالم في رمايات الأسلحة المضادة للدروع مثيلا" لما حدث في غزة.
وقال إن مقاتل المقاومة -الذي كان يستخدم قذيفة "ياسين 105" أو "آر بي جي" مطورة- كان يظهر ليرمي قذيفته ثم يختفي كالشبح، وهو ما جعل جنود الاحتلال يقولون إنهم يقاتلون أشباحا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة في غزة ويكثف استهدافه المباشر للمنظومة الصحية
الثورة / متابعات
ارتكب جيش العدو الصهيوني أمس ثلاث مجازر وحشية ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 21 مواطنا، وإصابة 51 آخرين. بالتوازي مع قصف مستشفيات شمال القطاع وإطباق الحصار عليها
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,338، أغلبيتهم من الأطفال والنساء،
في حين ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 107,764 جريحا، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
كثفت قوات الاحتلال استهدافها للمنظومة الصحية بحصارها واستهدافها المباشر لمستشفيات «الإندونيسي وكمال عدوان والعودة» خلال الساعات الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن القصف الإسرائيلي يشمل جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه على مدار الساعة والشظايا تتناثر داخل ساحاته محدثة أصواتا مرعبة وأضرارا جسيمة، كما تقوم بنسف المباني المحيطة به باستخدام روبوتات وبراميل متفجرة.
وخلفت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على مستشفى كمال عدوان 20 إصابة في صفوف الطواقم الطبية والمرضى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في جدران المستشفى الذي يتعرض منذ أيام لحصار واستهدافات إسرائيلية بين الفينة والأخرى.
بدورها، أكدت إدارة مستشفى العودة، في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع، أن غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية في محيطه بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات واشتعال النيران في منازل قريبة منه.
وأعلنت إدارة المستشفى اندلاع حريق في مستودع الأدوية المركزي، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المكان.
في المقابل أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أنّ مجاهديها أوقعوا قوة مشاة للعدو قوامها 12 جندياً في كمين محكم، شمالي قطاع غزة.
وفي العملية، فجّرت السرايا منزلاً تحصنّت القوّة بداخله في منطقة العزبة غربي بيت حانون، تم تفخيخه مسبقاً بعدد من العبوات المضادة للأفراد، وفور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين، تم تفجير عبوة ثاقب بآلية عسكرية من نوع «ميركافا».
كما قالت السرايا في بيان آخر، أنّها تخوض اشتباكات ضارية من نقطة الصفر، بالأسلحة المتوسطة والقذائف المضادة للأفراد، مع جنود الاحتلال المتحصنين في أحد المنازل بمنطقة «عبد الدايم» غرب بيت حانون شمال قطاع غزة.
من جهتها، قصفت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، جنود وآليـات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم» في محيط «قصر العدل» بصواريخ قصيرة المدى من عيار 107.
وأعلن المتحدث باسم «جيش» الاحتلال، مقتل ضابط يشغل رتبة نائب قائد سرية، وجنديين من لواء كفير، خلال معركة في شمالي قطاع غزة.
وكان الناطق العسكري لكتائب القسام، أبو عبيدة، قد أكّد، أنّ «العدو يُخفي خسائره الحقيقية، وحالة جنوده المزرية، في شمالي القطاع، حفاظاً على صورة جيشه».
وفي سياق متصل قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن «مقاومة طولكرم» تثبت في ميدان المواجهة أنها عصية على الانكسار، مُشيدة بـ «بطولات» فصائلها في التصدي لاقتحامات العدو الصهيوني بكل ثبات وشجاعة.
وأكد القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، في تصريح صحفي أمس الثلاثاء، أن «دماء شهداء طولكرم ومقاوميها الأبطال نور يشعل طريق التحرير والنصر، وتؤكد ثبات أبناء شعبنا في طريق المقاومة وتحدي الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه المستمرة».
ونوه شديد بأن الاقتحامات المتواصلة لطولكرم ومخيماتها والتدمير للمنازل والبنية التحتية؛ «مواصلة لسياسات الاحتلال الإجرامية وإبادته الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة».
وبيّن أن الاقتحامات وجرائم العدو المتواصلة في طولكرم «لن تفت في عضد المقاومة، ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا في احتضان المقاومة وإسنادها في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة».
ودعا القيادي في حماس، الكل الفلسطيني للتوحد خلف المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني ومستوطنيه والتصدي لجرائمهم ومخططاتهم التهويدية الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني .
كما دعا «كل شباب الضفة بالانخراط في مقاومة العدو بكل السبل، واعتماد سياسة تدفيع الثمن لهذا الاحتلال ورفع كلفة وجوده على أرضنا، والانتقام للجرائم المتواصلة في غزة والضفة، وبحق الأسرى والمسرى».