بوابة الوفد:
2025-03-17@22:16:03 GMT

حسن الخاتمة.. أسبابها وعلاماتها والسعي إليها

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

حسن الخاتمة هو أن يموت الإنسان على طاعة الله، ويسلم الروح إلى الله وهو في حالة من الرضا والتسليم، ويكون ذلك نتيجة لحياة طويلة من الإيمان والتقوى، وكثرة الطاعات، والابتعاد عن المعاصي.

 

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حسن الخاتمة منها:

الصدق: فالصدق من الأخلاق الحسنة التي تقرب الإنسان من الله، وتدل على قوة إيمانه.

الاستقامة: وهي السير على طريق الحق، واتباع أوامر الله ورسوله، واجتناب نواهيهما.

التوبة: فالتوبة من الذنوب تمحو السيئات، وتجعل الإنسان قريبًا من الله.

حسن الظن بالله: فكلما كان الإنسان حسن الظن بالله، كلما كان أكثر طمأنينة وراحة، وأقل خوفًا من الموت.

التقوى: وهي فعل الخيرات، واجتناب السيئات، ومراقبة الله في كل الأحوال.

ذكر الموت: فذكر الموت يحث الإنسان على الاستعداد للآخرة، وقصر الأمل يدفعه إلى اغتنام الفرص في الدنيا.

المداومة على الطاعات: فكلما كان الإنسان أكثر طاعة لله، كلما كان أقرب إليه، وأكثر استعدادًا للموت.

 

 

علامات حسن الخاتمة

هناك العديد من العلامات التي تدل على حسن الخاتمة، منها:

النطق بالشهادة عند الموت: وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

الموت ليلة الجمعة أو نهارها: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".

موت بعرق الجبين: وهو علامة من علامات الإيمان.

الاستشهاد في ساحة القتال: فشهداء الله في أعلى مراتب الجنة.

الموت بالطاعون: وهو علامة من علامات الشهادة.

الموت بداء البطن: وهو علامة من علامات الشهادة.

الموت بالغرق: وهو علامة من علامات الشهادة.

الموت بالحرق: وهو علامة من علامات الشهادة.

موت المرأة أثناء الولادة: وهي شهيدة.

الموت بذات الجنب: وهو علامة من علامات الشهادة.

الموت دفاعاً عن المال: وهو علامة من علامات الشهادة.

الموت على عمل صالح: وهو علامة من علامات الشهادة.

مرض السل: وهو علامة من علامات الشهادة.

 

أهمية حسن الخاتمة

حسن الخاتمة هو أمنية كل مسلم، فهو طريق إلى الجنة، ونجاة من النار، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على السعي إلى حسن الخاتمة، فقال: "إذا أراد الله بعبد خيرًا عسله".

 

كيف نسعى إلى حسن الخاتمة

لكي نسعى إلى حسن الخاتمة، علينا أن نحرص على الأسباب التي تؤدي إليها، ومنها:

أن نحسن الظن بالله، ونثق في رحمته وعفوه.

أن نلتزم بالصدق في القول والعمل.

أن نسير على طريق الاستقامة، ونترك المعاصي.

أن نكثر من التوبة النصوح.

أن نحرص على أداء جميع الطاعات.

أن نذكر الموت وقصر الأمل.

 

وإذا مات الإنسان على طاعة الله، فإن الله يكرمه بعلامات حسن الخاتمة، كما ورد في الأحاديث السابقة.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن الخاتمة الأسباب علامات نسعي حسن الخاتمة إلى حسن الخاتمة

إقرأ أيضاً:

النداء الأخير!

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

في مُعظم رحلات الحياة التي يُخطط لها الإنسان، لا بُد أن تُصادفه لحظة أخيرة يُعلَن فيها النداء الأخير قبل إغلاق كل شيء، عندها يستجيب البعض لذلك النداء دون تردد أو تأخير أو تسويف، حتى لا تفوتهم الرحلة، بينما يتكاسل آخرون ويماطلون ويتأخرون، فيخسرون الرحلة بكل ما تحمله من مزايا جميلة.

هكذا هي رحلة الإنسان وانتقاله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، رحلةٌ يسيطر فيها ملك الموت، الذي سخّره الله تعالى لقبض أرواح البشر، فهو لا يكتفي بالنداء الأخير، بل يستل الأرواح من أجسادها، فتتكرر حالات الوفاة أمامنا في كل حين، حاملة رسائل واضحة لا لبس فيها، تنبه الإنسان بأنَّ الحساب آت لا محالة. فما الذي قدمته لآخرتك؟

يهلّ علينا شهر رمضان المبارك كل عام بالمغفرة والرحمة والضيافة الإلهية، ويأتي معه النداء الإلهي، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

يُوجه هذا النداء كذلك إلى من أهمل الشهر الكريم وعبادة الله تعالى فيه، وهي رسالة واضحة مفادها تذكير الإنسان بما فرّط فيه من عمره في غير طاعة تعالى، وكأن النداء يقول: "يا ابن آدم، إنَّ الفرصة لا تدوم، فاغتنمها قبل فواتها."

والمطلوب من الإنسان استغلال الفرص المتاحة قبل حلول النداء الأخير، وما أجمل تلك الفرص عندما تستغل في شهر الطاعات والرحمات، الشهر الذي دعانا الله تعالى لضيافته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما خطب في الناس مذكرا لهم بأهمية شهر رمضان المبارك واستغلال أوقاته بما ينفعهم: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اَللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ اَلسَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ".

فعلى الإنسان أن يعلم أن شهر رمضان لم يجعله الله تعالى شهرًا للإسراف أو التبذير في الطعام أو الشراب أو اللعب والملهيات، كما هو متعارف عليه في زماننا عند البعض، بل هو فرصة ثمينة لمحاسبة النفس، ومراجعة العمل، والعودة إلى الله تعالى. لذا ينبغي على الإنسان ألّا يفوّت الفرصة فيه، وأن يعتبره النداء الأخير لكل من تهاون في أداء صلاته، أو ابتعد عن القرآن الكريم، أو أثقلته الذنوب والمعاصي والموبقات، أو أحاطت به الغفلة والملذات. وهو نداء يدعونا إلى العودة الفورية إلى الله تعالى حتى نستطيع أن نحظى بمغفرته ورضوانه وضيافته الكريمة.

قد يتساءل بعض الناس: ماذا يمكننا أن نفعل في شهر رمضان إلى جانب إقامة الصلاة، وحضور المساجد، وقراءة القرآن الكريم؟ والجواب أن هناك العديد من الأعمال العبادية التي تقرب الإنسان من رضا الله تعالى، وهي سهلة ويسيرة، ويمكن استغلالها في هذا الشهر الفضيل، ومنها:

أولًا: جدد توبتك مع الله تعالى، وحاول أن تكتب الذنوب والمعاصي التي اقترفتها في دفتر هاتفك بينك وبين نفسك، وعاهد الله أنك لن تعود إليها مهما حصل. ثانيًا: أكثر من السجود لله تعالى، واعلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو عندما يكون ساجدًا خاضعًا لله وحده لا شريك له. ثالثًا: أكثر من قراءة الأذكار، ومن الجيد أن تكتبها في عدة أماكن داخل غرفة نومك لتتذكرها دائمًا وترددها باستمرار، مثل: "أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ"، أو "اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ"، أو "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ"، أو "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ". رابعًا: عوّد نفسك على إخراج الصدقة في كل يوم للفقراء والمساكين، ولو بالقليل، فإن الصدقة تدفع البلاء المبرم كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. خامسًا: أصلح نفسك وغيّر غيرك، واجعل من نفسك قدوة حسنة، فلا تنصح الناس بشيء وتفعل عكسه. كن مصلحًا للمتخاصمين، واعلم أن ذلك من أهم الأعمال التي ترضي الله تعالى، يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَلاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَى اَللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. سادسًا: جاهد نفسك ما استطعت، وانتبه من الغيبة والنميمة والبهتان، واستغل الوقت في طاعة الله تعالى، واعلم أن أيام شهر رمضان معدودة، فينبغي استغلالها بشكل أفضل وأجمل.

وأخيرًا.. كُنْ على ثقة بالله تعالى، واعلم أن الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}، اجعل ندائك الأخير في هذه الدنيا هو العمل الصالح لتحظى بذلك برضا الله تعالى.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • خيري رمضان لـكلّم ربنا: ابنى عاد من الموت بعد بكائي ولما فتح عينيه رجعت ليا الحياة
  • النداء الأخير!
  • الشمس ليس لها شعاع.. علامات الاستدلال على ليلة القدر من السنة النبوية
  • حساسية الربيع: تعريفها،أعراضها،أسبابها، علاجها
  • خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة
  • هل توجد علامات تؤكد الثبات على الطاعة؟.. عويضة عثمان يجيب
  • الإنسان مفتقرٌ إلى هداية الله الواسعة
  • يناجي الله في سجود التلاوة
  • علي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا
  • حسن الخاتمة.. مصرع مؤذن عقب صلاة التراويح فى الدخيلة بالاسكندرية