ثروة نفطية.. هل يشعل إقليم إسكويبو حربا بين فنزويلا وغيانا؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ولاية رورايما – عادت قضية إقليم إسكويبو الغياني المحاذي للحدود الفنزويلية للواجهة من جديد بعدما أعلنت الجمعية الوطنية الفنزويلية مؤخرا عن نيتها إجراء استفتاء شعبي عام في الثالث من ديسمبر/كانون الأول القادم لضم الإقليم إلى أراضيها، وذلك بعد أن ثبت وجود كميات كبيرة من النفط فيه.
والإقليم الذي تقارب مساحته 160 ألف كيلومتر مربع يتبع منذ العام 1899 الأراضي الغيانية بعد أن أعلنت ذلك محكمة دولية أُنشئت لهذا الغرض قبل أن ينال كلا من البلدين استقلاله عن الاستعمار الإسباني في فنزويلا والاستعمار البريطاني في غيانا.
وكانت كراكاس طالبت بالإقليم في مراحل مختلفة، كان أهمها في سنة 1966 حيث أعلنت ما تعرف بمحكمة جنيف أحقية غيانا به، ثم في العام 1970 قبل أن تدرجه جورج تاون على خرائطها الرسمية وتعدّه جزءا أصيلا من أراضيها ابتداء من دستور العام 1980.
ازدادت مسألة الإقليم تعقيدا في الآونة الأخيرة بعد أن بدأت الشركات الأميركية بالتنقيب عن النفط فيه، مما أثار حفيظة الحكومة الفنزويلية.
كما بدأ الحديث في الأوساط الإعلامية عن احتمال إرسال البرازيل قواتها المسلّحة إلى المنطقة لضمان الأمن والاستقرار فيها. فهل حشدت الحكومة البرازيلية قواتها فعلا على الحدود المشتركة مع غيانا وفنزويلا؟
تعود أسباب النزاع الحدودي بين فنزويلا وغيانا إلى القرن الـ19 (الجزيرة) تدريبات منتظمةيقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة رورايما الفيدرالية جواو كارلوس جاروتشينسكي سيلفا "لا توجد تقارير أو أدلة على أن البرازيل حشدت قواتها المسلحة في منطقة إسكويبو أو بالقرب منها لدعم أي طرف في الصراع".
ويضيف في تصريح للجزيرة نت "القوات البرازيلية قريبة من المنطقة، ويرجع ذلك أساسا إلى الحدود المشتركة، وأي زيادات في الوجود تبررها السلطات بأنها جزء من التدريبات المنتظمة".
ويتابع سيلفا "من المهم الإشارة إلى أن الوجود العسكري على طول الحدود مع فنزويلا يرتبط أيضا بعملية أكولييدا، وهي مستمرة منذ عام 2018 وتقودها القوات المسلّحة البرازيلية للتعامل مع تدفق اللاجئين الفنزويليين الذين يصلون إلى البرازيل".
وحول حق فنزويلا بالمطالبة بإقليم إسكويبو، تقول محللة السياسات الدولية في جامعة رورايما الفدرالية أدريانا جوميز سانتوس -في حديث للجزيرة نت- "هذا الصراع مستمر منذ الاستقلال، ويجب أن يكون الإقليم المتنازع عليه منطقة محايدة، ولا يحق لا لفنزويلا ولا لغيانا استكشافه دون اتفاق متبادل".
وتوضح "لكن غيانا سمحت بالتنقيب عن النفط، وأعلنت شركة إكسون موبيل للتو أنها تفتتح المرحلة الثالثة وستكون قادرة على استكشاف ما يبلغ 620 ألف برميل يوميا. ووفقا للشركة نفسها، فإنها ستستمر في زيادة الاستكشاف".
وتضيف "بمعنى آخر، خلال فترة قصيرة سوف يستخرجون مليون برميل يوميا، وهذا يعني أن غيانا أصبحت من بين 100 دولة منتجة للنفط، وهي الآن في المرتبة 25 بالفعل".
"تواطؤ قانوني"
أما ريكاردو سلفادور دي توما جارسيا، الباحث في مجال النزاعات الحدودية والدراسات الإستراتيجية الدولية ومؤلف كتاب "مصالح البرازيل الجيوسياسية في إقليم إسكويبو الغياني"، فلديه رأي آخر.
ويقول للجزيرة نت "بدأت المشكلة في ثلاثينيات القرن الـ19 عندما بدأ المستكشفون والمهربون المرخص لهم من قبل مستعمرة غيانا البريطانية وبدعم من المملكة المتحدة في غزو الأراضي الخاضعة للسيادة الفنزويلية، وأصدروا خرائط مزورة وقاموا بتعدين الذهب".
ويضيف "هذه الأنشطة تم الاحتجاج عليها باستمرار من قبل كراكاس، رغم عدم تكافؤ القوى بين إنجلترا -أكبر إمبراطورية في ذلك الوقت- وفنزويلا وهي واحدة من أكثر الدول ضعفا ومديونية في المنطقة بسبب حرب الاستقلال ضد إسبانيا".
ويقول جارسيا إن "الوضع انتهى بالتواطؤ القانوني في ظل التدخل الأميركي المعروف باسم جائزة باريس للتحكيم لعام 1899، التي منحت 90% من الأراضي التي غزاها العملاء البريطانيون سابقا للمستعمرين في غيانا".
وعن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة ودول الجوار في هذه الأزمة، يقول الباحث إن "التدخل الأميركي في النزاع اليوم يرتبط بمصالح الشركات النفطية الكبرى التي تعمل في امتيازات التنقيب عن النفط في المنطقة".
ويوضح أن الهدف من تدخلها هو ضمان الاستقرار المحلي واستقرار العرض والأسعار في أسواقها، إضافة إلى أن هناك محاولة لتعزيز الاستقرار عبر تحسين العلاقات مع فنزويلا للحد من نفوذ دول كبرى مثل الصين وروسيا في المنطقة.
نهر إيسيكويبو يجري في جزء من غابات الأمازون في منطقة بوتارو سيباروني في غيانا (الفرنسية) استقرار إقليميويرى جارسيا أن ذلك ينعكس في تخفيف بعض العقوبات وعمليات الحظر التي اتخذتها واشنطن، وفي القلق بشأن الهجرات الكثيفة للفنزويليين. كما أن البرازيل -كونها قريبة جغرافيا من المنطقة المتنازع عليها- تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي لأسباب أمنية، إلى جانب كونها شريكا مهما لكلا البلدين المعنيين.
ويتابع "تعمل الدبلوماسية البرازيلية وفقا لمبادئها الدستورية، وخاصة مبادئ عدم التدخل والدفاع عن السلام والحل السلمي للنزاعات. وتخشى كل من البرازيل وكولومبيا تفاقم حالة عدم الاستقرار الإقليمي، مما قد يزيد من تدفق الفنزويليين نحو أراضيهما".
وتعلق أدريانا سانتوس قائلة إنه "في الوقت الذي تتقدم فيه شركة إكسون موبيل في عمليات التنقيب عن النفط في غيانا، تعلن الولايات المتحدة عن نيتها بناء قاعدة عسكرية في البلاد. وبالتالي، سيكون لديهم قاعدة في كولومبيا، وأخرى في غيانا، وسيحاولون مرة أخرى السيطرة على قاعدة الكانتارا في شمال البرازيل. وبالتالي، سيكون لديهم قواعد في جميع أنحاء شمال القارة تماما مثل القواعد الموجودة في منطقة الساحل الأفريقي".
وبشأن موقف البرازيل، كبرى دول أميركا اللاتينية، من هذا الصراع يختم جواو سيلفا بالقول "إن وجهة النظر البرازيلية بشأن النزاع حول إسكويبو تسترشد بشكل عام باحترام القانون الدولي والبحث عن حل سلمي للخلاف بين غيانا وفنزويلا".
ويضيف أن البرازيل تدافع تاريخيا عن حل النزاعات الإقليمية من خلال الآليات الدبلوماسية واحترام القانون الدولي وتجنب التدخلات المباشرة. كما تهتم بالاستقرار الإقليمي في أميركا الجنوبية، خاصة أن لها حدودا قريبة من المنطقة المتنازع عليها، وتسعى للمساهمة في حل القضية بما لا يضر بالأمن في المنطقة.
ويوضح أن هذا الموقف يرتكز على مبادئ دستورية تعزّز الوساطة في القضايا الإقليمية التي تسعى إلى تجنب الصراعات والقبول بشروط القانون الدولي، مع مراعاة بعض الاهتمام بالاستفتاء الفنزويلي والعواقب المحتملة لنتائجه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المنطقة عن النفط النفط فی
إقرأ أيضاً:
فنزويلا تعرض 97,000 يورو مقابل معلومات عن مكان مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس
عرضت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي (97,240 يورو) لأي شخص يقدم معلومات تقود إلى تحديد مكان مرشح المعارضة المنفي، إدموندو غونزاليس. ويُعتبر غونزاليس على نطاق واسع الفائز الحقيقي في الانتخابات المثيرة للجدل التي أُجريت العام الماضي.
اعلانهرب إدموندو غونزاليس إلى مدريد في سبتمبر/أيلول، بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه بتهمة "التآمر". وجاء ذلك بالتزامن مع حملة قمع قادها الرئيس مادورو ضد المعارضة، إثر فوزه المثير للجدل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 يوليو/تموز.
ونشرت الشرطة الفنزويلية، يوم الخميس، إعلانًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشبه نشرات المطلوبين، تضمن صورة إدموندو غونزاليس وتعليمات حول كيفية تزويد السلطات بمعلومات عن مكان وجوده. واتهمته السلطات بالتآمر وغسل الأموال وتزوير الوثائق، إلى جانب تهم أخرى تقول المعارضة إنها ذات دوافع سياسية.
وجاء في تعليق الشرطة عبر حسابها على إنستغرام: "تقدم الشرطة مكافأة مالية قدرها 100,000 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى العثور على غونزاليس".
View this post on InstagramA post shared by Policía Nacional Bolivariana (@pnbvzla)
في البداية، أعلنت السلطات الفنزويلية عن مكافأة قدرها 500,000 دولار (485,965 يورو) لمن يدلي بمعلومات عن إدموندو غونزاليس، لكنها سرعان ما عدّلت الرقم في منشور لاحق، وفقًا لتقرير صحيفة "الباييس" الإسبانية.
غونزاليس، البالغ من العمر 75 عامًا والذي كان يشغل منصب دبلوماسي سابق، خرج من دائرة الغموض النسبي العام الماضي عندما مُنعت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو من الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وقد أعلن مادورو، الذي يُعد أحد أبرز تلاميذ الزعيم الراحل هوغو شافيز، فوزه في الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، أثارت الانتخابات مزيدًا من الجدل هذه المرة، حيث امتنع المجلس الانتخابي الوطني، الذي يهيمن عليه حلفاء مادورو، عن نشر فرز تفصيلي للأصوات، خلافًا لما كان يحدث في الانتخابات السابقة.
ومن جانبها، شجبت المعارضة فوز مادورو ووصفت الانتخابات بأنها مزورة، مشيرة إلى أنها نشرت كشوفًا لفرز الأصوات من 80% من مراكز الاقتراع، والتي أظهرت فوز مرشحها بأغلبية ساحقة.
وردًا على ذلك، شهدت شوارع فنزويلا مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين للتعبير عن رفضهم لنتائج الانتخابات ولحكومة مادورو. إلا أن السلطات واجهت الاحتجاجات بحملة قمع واسعة، حيث اعتقلت أكثر من 2200 شخص بين 29 يوليو/تموز و6 أغسطس/آب.
أنصار زعيم المعارضة الفنزويلي إدموندو غونزاليس يتجمعون خارج البرلمان الإسباني في مدريد، الثلاثاء 10 سبتمبر 2024Andrea Comas/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.وفي خضم حملة القمع، اختبأ ماتشادو في حين لجأ غونزاليس إلى السفارة الإسبانية، قبل أن يسافر إلى مدريد.
وترى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى أن غونزاليس هو الرئيس الحقيقي المنتخب لفنزويلا.
Relatedالبرلمان الإسباني يُوافق على طلب الاعتراف بإدموندو غونزاليس رئيساً لفنزويلافنزويلا: مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس يغادر إلى إسبانيا بعد منحه اللجوء السياسيفنزويلا ترفض قرار البرلمان الأوروبي الاعتراف بزعيم المعارضة كفائز في الانتخابات الرئاسيةوأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني أن نتائج انتخابات 28 يوليو/تموز أظهرت فوز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا بأكبر عدد من الأصوات، مما يجعله "الرئيس المنتخب".
وأضافت: "الشعب الفنزويلي عبّر بأغلبية ساحقة عن رغبته في التغيير الديمقراطي، وأوراق التصويت المتاحة تؤكد ذلك".
ورغم تهديدات حكومة مادورو، تعهد غونزاليس بالعودة إلى فنزويلا قبل الجمعة المقبل، موعد بدء مادورو ولايته الثالثة.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن فريقه أنه سيبدأ جولة دولية في الأرجنتين، حيث يلتقي الرئيس خافيير ميلي يوم السبت. يُذكر أن الأرجنتين أظهرت دعمها للمعارضة الفنزويلية، إذ وفرت الحماية الدبلوماسية لخمسة من أعضائها داخل سفارتها في كاراكاس منذ مارس/آذار الماضي.
مرشح المعارضة المنفي، إدموندو غونزاليسBernat Armangue/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.إعلان الشرطة الفنزويلية عن مكافأة 100,000 دولار مقابل معلومات عن غونزاليس لم يكن مفاجئًا، خاصةً بعد تحذيرات متكررة من حلفاء مادورو بشأن عودته. وفي استعراض لنهجها القمعي، عرض وزير الداخلية والعدل، ديوسدادو كابيلو، خلال برنامجه التلفزيوني، صندوقًا شفافًا مزينًا بالبالونات يحتوي على أصفاد، كتهديد رمزي لغونزاليس.
اعلانوتحت قيادة نيكولاس مادورو، شهدت فنزويلا أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أدت إلى نزوح ملايين المواطنين خلال العقد الماضي، ما يعكس عمق المعاناة والتوتر الذي تعيشه البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سويسرا تنضم إلى دول أوروبية وتمنع لبس النقاب مع بداية العام الجديد وغرامة تتجاوز ألف دولار لمن تخالف مرحبًا بكم في مستشفى الألعاب في كاراكاس.. حيث العطاء يعيد البسمة للأطفال الفقراء البرلمان الإسباني يُوافق على طلب الاعتراف بإدموندو غونزاليس رئيساً لفنزويلا فنزويلاالولايات المتحدة الأمريكيةمظاهراتنيكولاس مادورومعارضةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next سلوفاكيا تهدد بقطع الكهرباء عن أوكرانيا ووقف مساعدة لاجئيها بسبب توقف الغاز الروسي يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ455: قتلى وجرحى في غزة جراء القصف المستمر والجيش يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون يعرض الآن Next تحطم طائرة في جنوب كاليفورنيا يخلّف قتيلين و19 مصاباً يعرض الآن Next خبراء الاقتصاد: البيتكوين قد يتخطى 200 ألف دولار في 2025 يعرض الآن Next مواجهة في سيول مع محاولة الشرطة دخول المجمع الرئاسي لاعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول اعلانالاكثر قراءة لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! شمس الدين جبار.. ما الذي نعرفه عن المتهم بهجوم نيو أورلينز الدامي؟ دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبسورياتحقيقشرطةضحاياأبو محمد الجولاني قطاع غزةالسنة الجديدة- احتفالاتقصفبشار الأسدإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025