شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، الجلسة العامة التي نظمتها المؤسسة تحت عنوان “التعليم في أوقات الحرب”، ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم “وايز 2023”.
وركزت الجلسة، التي حضرتها سعادة السيدة زراعت خان ميرضيائيف حرم رئيس جمهورية أوزبكستان، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين، على رفع مستوى الوعي العالمي حول أزمة قطاع غزة، وأهمية التعافي التعليمي، والتعامل مع الصدمات، والدعم النفسي والاجتماعي.


وفي هذا الإطار، تحدث البروفيسور جيفري ساكس الخبير الاقتصادي ومناصر أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، عن الدور الهام للتعليم في التنمية المستدامة وضرورة التمسك به خاصة في أوقات الحروب والأزمات، داعيا إلى التفكر في الاضطرابات التي يشهدها العالم اليوم، ومحاولة إيجاد حل لها.
واسترجع تاريخ إنشاء مجلس الأمن وأهدافه ودوره الكبير في إيجاد حل لمشاكل العالم ووضع حد للحروب والنزاعات، مشيرا إلى أن المجلس اقترح حلولا مختلفة للقضية الفلسطينية، أهمها حل الدولتين، وأكد على هذا الحل في جميع قراراته ذات الصلة وكذلك تأييد المبادرة العربية.
وتابع جيفري أن حل القضية الفلسطينية ليس بإطلاق المبادرات أو اقتراح الحلول لكن بالقدرة على تنفيذ القرارات على الأرض، فمجلس الأمن يجب عليه اعتماد قبول فلسطين كعضو كامل العضوية بالأمم المتحدة واعتمادها كدولة مستقلة وهو مطلب قديم، لكن الأمم المتحدة خلف الكواليس غير جادة في ذلك.
في سياق آخر، استعرضت آثار أحمد، خريجة منحة الفاخورة، تجربتها الشخصية وما تعرضت له من أزمات إنسانية منذ طفولتها بداية من سماع أزيز الطائرات وأصوات القصف والمدافع والقنابل والدبابات ورؤيتها أفراد أسرتها مضرجين في دمائهم وتناثر أشلائهم، نتيجة قصف منزلهم في غزة، وكيف كان لمنحة الفاخورة الفضل في تحولها وتطورها الشخصي والمحفز للتغيير والنهوض من جديد.
وبينت كيف كان للتعليم قوة تحويلية تساعد على تحمل الصدمات والتعامل بثبات، وقوة مع تحديات الحياة، مشددة على أهمية حماية التعليم، لأنه بارقة الأمل للمستقبل الأفضل، ومناصرة الحق في التعليم حتى لا تعاني الأجيال المقبلة أكثر وأكثر.
من جانبه، تحدث الدكتور جيمس جوردون المؤسس والمدير التنفيذي لمركز طب العقل والجسم، عن دور المركز في غزة، وكيف تم تطوير برامجه للتعامل مع الصدمات التي يعانيها المجتمع هناك ولا سيما الأطفال، مشيرا إلى أن الصدمة هناك تنتج عن رؤية الدماء والأشلاء، لكن ما يفاقم صعوبتها أن الصدمة هناك جماعية.
وأوضح أن رد فعل الصدمة يكون إما بالكر أو الفر، أي أن يواجه الإنسان مخاوفه ويقاتل من أجل بقائه، أو يهرب من المكان، أما رد الفعل الآخر فيكون بالتجمد فتتعطل أجهزة الجسم ولا تستجيب لأوامر العقل، وهذا الفعل يكون ناتجا عن إفراز هرمونات معينة في الجسم، وبين أنهم كأطباء في الميدان يعالجون هذه الصدمات بالأدوية الطبية وبالجلسات النفسية والإرشادية وتدريبات التنفس والاسترخاء أو بالتمارين الرياضية في حالات التجمد.
وبين الدكتور جيمس جوردن أن برنامج المركز في غزة استطاع تدريب أكثر من 1500 من المدرسين والمرشدين والعاملين في المجال الطبي على تعزيز تعافي الأطفال من الصدمات، والذين استطاعوا بدورهم معالجة أكثر من 85 ألف طفل في مختلف المناطق، من ملاجئ ومدارس ومساجد وغيرها، وتعليمهم كذلك بعض التمارين التي تساعدهم على التعافي من الصدمات ومشاركة أقرانهم تجاربهم.
بدورها، أظهرت أميرة حرودة صحفية من غزة، وإحدى الناجيات من الحرب كيف كان الناس والأطفال يشعرون بالأمان والاطمئنان في المدارس التي لم تسلم من القصف، منبهة إلى أهمية حماية التعليم ومنح الفرصة أمام الأطفال الفلسطينيين لإكمال تعليمهم وصقل مهاراتهم خاصة وأنهم يتمتعون بذكاء حاد وأذهان وقادة وعزيمة لا تلين وفوق ذلك تمسكهم الكبير بالتعليم.
وشددت على ضرورة حماية المدارس في أوقات النزاع وتوفير بدائل للتعليم الصفي، مشيدة في هذا الإطار بدور مؤسسة التعليم فوق الجميع في توفير التعليم الجيد لأطفال العالم وخاصة في غزة والمنح التي تزداد عاما بعد عام في القطاع، ودور هذه المنح في تغيير حياة الكثير من الأسر والعائلات.
وتحدث في الجلسة عبر الاتصال المرئي محمد عامر، ممثل كوميدي من أصل فلسطيني يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، عن ضرورة رفع الوعي من أجل غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع غزة وضمان بقائه على أعلى مستوى من جدول الأعمال العالمي، منبها إلى أهمية مشاركة القصص والشهادات الشخصية من سكان قطاع غزة والشعب الفلسطيني وتقديم إحصائيات واقعية لتوضيح الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الناس هناك.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: وايز فی أوقات فی غزة

إقرأ أيضاً:

خليفة التربوية : اليوم الإماراتي للتعليم يعزز الرؤية الاستشرافية لدور التعليم

أكدت أمل العفيفي، الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، الأهمية التاريخية لإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، يوم 28 فبراير "اليوم الإماراتي للتعليم"، إذ تمثل هذه المبادرة رسالة عظيمة لكافة فئات المجتمع ومؤسساته بشأن التعليم وتطوره ومواكبته الدائمة للعصر بكل ما يشهده من تقدم علمي وتقني ومعرفي.
وأضافت بهذه المناسبة ، أن المبادرة تعزز أيضاً الرؤية الاستشرافية لدور التعليم في بناء المستقبل بل والاستثمار في الإنسان باعتباره استثمار طويل الأمد في مستقبل مشرق لوطننا الغالي يرفد فيه التعليم كافة المؤسسات التنموية والمجتمعية بالكوادر الوطنية المتخصصة، وفق أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية التي تأخذ بها الدول المرموقة في العالم .
وأوضحت العفيفي أن التعليم شكل دائماً أحد مرتكزات نهضة الوطن وتطوره ومن هنا يأتي اختيار صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" يوم الثامن والعشرين من فبراير ليضيف إلى مكانة التعليم المرموقة في المجتمع أبعاداً جديدة إذ يتزامن هذا اليوم التاريخي مع رعاية وحضور القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، لحفل تخريج الدفعة الأولى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وهنا تكمُن الرمزية والدلالة باستدامة رعاية القيادة الرشيدة لتطور التعليم والحرص على تهيئة البيئة المشجعة على تميزه وريادته محلياً واقليمياً ودولياً .
وقالت إن فرحة الميدان التربوي غامرة اليوم وهي تستقبل هذه المبادرة الكريمة من صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله"، فهي رسالة فخر لنا كافة معلمين وإداريين وطلبة وأولياء أمور بل ومؤسسات مجتمعية، بأن التعليم يحظى بالأولوية في فكر قائد المسيرة الذي يحرص دائماً على أن يكون التعليم أولاً. 

أخبار ذات صلة مريم بنت محمد بن زايد: "اليوم الإماراتي للتعليم" رسالة تقدير خاصة لكل من يعمل في القطاع عبدالله بن زايد: التعليم ركيزة مهمة وجوهرية للتنمية الشاملة والمستدامة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • بعد استجابة المتحدة لاستغاثته.. أحمد عزمي: «ابني كان بيحس بيا وأنا مش معايا فلوس»
  • مسؤولون: التعليم في الإمارات ينهض ويرتقي ويتطور برعاية شاملة ودعم لا محدود من القيادة
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • علي سعيد بن حرمل الظاهري: اليوم الإماراتي للتعليم رسالة خالدة ومستقبل مشرق لأجيال الوطن
  • أكاديميون: "اليوم الإماراتي للتعليم" يعكس اهتمام القيادة العميق بأهمية التعليم
  • “خليفة التربوية “: “اليوم الإماراتي للتعليم” يعزز الرؤية الاستشرافية لدور التعليم
  • خليفة التربوية : اليوم الإماراتي للتعليم يعزز الرؤية الاستشرافية لدور التعليم
  • يمنى البحار تشهد انطلاق فعاليات ملتقى 57357 للسياحة والمسئولية المجتمعية
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الإعلان عن الهوية البصرية لصندوق دعم العمل الأهلي
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الحفل الختامي للنسخة الأولى من مبادرة "سوشياثون"