دواء المظلوم فـي دعائه «2»
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أيها الأحباب.. إتماما لما بدأناه في الحلقة الماضية حول عجائب قدر الله تعالى في نصره المظلومين، خاصة عند صبرهم وجلدهم وتحملهم، وقد كان آخر مثل ضرباه في نصرة الله تعالى لرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) على الأحزاب، وإرساله سبحانه وتعالى عليهم ريحًا وجنودًا لم يراها المؤمنون، أخذتهم فلم تفلتهم حتى أجلتهم عن المدينة، وفي هذا عبرة وعظة لمن تأخذه هيمنته على الناس بقوة سلاحه، فالله تعالى قادر على أن يدمره بدعوة مظلوم، ويهزمه بجند من عنده من حيث لا يحتسب، ومن يظلم من غيره، فلا يظن أبدًا أن الله تعالى غافل عن ذلك، فلن يهمل الله شيئًا أو أن يتركه، كلا والله بل إنه سبحانه يمهل ولا يهمل حتى وإن تركهم ليوم الحساب، أصيب بظلم باللسان فيصبر وهو مظلوم، فلاشك أن دعاءه دواء لهذا الظلم الذي جرح قلبه وشق عليه، فقد (روى الطبراني بسندٍ رِجالُهُ رجالُ الصحيح: أن رجلاً نالَ من عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ فنهاهُ سعدُ بن أبي وقَّاصٍ، فلم ينتَهِ عن ذلك، فقال سعدٌ: أدعُو الله ـ جلَّ وعلا ـ عليك، فدعَا عليه، فما برِحَ حتى جاءَ بعيرٌ نادٌّ فخبَطَه حتى ماتَ) (سير أعلام النبلاء 1/ 115 – 116)، وقال ابن المسيب: (إن رجلاً كان يقع في علي وطلحة والزبير، كما جاء في كتاب (الإصابة في الذب عن الصحابة ـ رضي الله عنهم، ص: 320) (أقبل سعد من أرض له، فإذا الناس عكوفًا على رجل، فاطلع فإذا هو يسب طلحة والزبير وعليًّا، فنهاه فكأنما زاده إغراء، فقال: ويلك ما تريد إلى أن تسب أقوامًا هم خير منك لتنتهين أو لأدعونّ عليك، فقال: هيه فكأنما تخوفني نبيًا من الأنبياء، فانطلق فدخل دارًا فتوضأ ودخل المسجد ثم قال: اللهم إن كان هذا قد سبَّ أقوامًا قد سبق لهم منك خير أسخطك سبه إياهم فأرني اليوم به آية تكون آية للمؤمنين، قال: وتخرج بختية ـ الأنثى من الجمال ـ من دار بني فلان، نادّة لا يردها شيء حتى تنتهي إليه، ويتفرق الناس عنه، فتجعله بين قوائمها فتطأه حتى طفئ، قال: فأنا رأيته يتبعه الناس ويقولون: استجاب الله لك أبا إسحاق، استجاب الله لك أبا إسحاق)، وعن قبيصة بن جابر قال:(قال ابن عم لنا يوم القادسية: ألم تر أن الله أنزل نصره.
وورد (أن مالكَ بن دينارٍ الزاهدَ العابِدَ حُمَّ أيامًا ـ أي: وجَدَ حرارةً في بدنه ـ ثم وجدَ خِفَّةً فخرجَ لبعضِ حاجته، فمرَّ بعضُ أصحاب الشُّرط بين يديه قومٌ، قال: فأعجَلوني فاعترضتُ في الطريقِ، فلحِقَني إنسانٌ من أعوانه فقنَّعَني أسواطًا ـ أي: ضرَبَني أسواطًا ـ كانت أشدَّ عليَّ من تلك الحُمَّى. فقلتُ: قطَعَ اللهُ يدَكَ، فلما كان من الغدِ غدوتُ إلى الجسرِ في حاجةٍ لي فتلقَّاني ذلك الرجلُ مقطوعة يدُهُ يحمِلُها في عُنقِهِ)، ومن سلب أو سرق أو نهب منه شيء على غير إرادته ووقع به في دائرة الظلم، فالدواء السديد في دعاء ذي البطش الشديد الفعال لما يريد، فمن له غير الله، ينبغي أن يستغيث بالله لأن الدعاء يشمل الاستغاثة، فالاستغاثة لا تكون إلا في الضيق والكرب وطلب الغوث وتفريج الكربة وتفريج الشدائد، والدعاء يكون في الكرب وغيره فكل استغاثة دعاء، فمن الاستغاثة (إلحاح النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدعاء يوم بدر في العريش حين رأى شوكة الأعداء وخيلهم وخيلاءهم) (فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد، ص: 238).. وللحديث بقية.
محمود عدلي الشريف
ma.alsharif78@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الله تعالى
إقرأ أيضاً:
أدعية مستحبة عند نزول المطر وفضل الدعاء في هذا الوقت
أدعية مستحبة عند نزول المطر وفضل الدعاء في هذا الوقت.. يُعد دعاء المطر من الأوقات المستحب فيها الدعاء في الإسلام، حيث يُعتبر نزول المطر وقتًا يحمل الخير والبركة. جاء في الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على أهمية الدعاء عند نزول المطر، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تُردان؛ الدعاء عند النداء وتحت المطر". فهذا الحديث يدل على أن الدعاء في وقت نزول المطر له مكانة خاصة ويكون مستجابًا بإذن الله.
فضل الدعاء عند نزول المطرأدعية مستحبة عند نزول المطر وفضل الدعاء في هذا الوقتنزول المطر هو رحمة من الله سبحانه وتعالى، إذ يرتوي به النبات والإنسان والحيوان، ويكون سببًا لإحياء الأرض بعد جفافها. كما أن وقت المطر هو وقت يظهر فيه كرَم الله وعطاؤه، لذلك يُستحب للمسلم أن يتوجه إلى الله بالدعاء في هذا الوقت، ليطلب من الله ما يشاء من حاجات دنيوية وأخروية. ويعتبر هذا الوقت فرصة للتقرب إلى الله تعالى، والتعبير عن الشكر له على نعمة الماء، الذي هو أساس الحياة.
الدعاء في هذه اللحظات هو تعبير عن اعتماد المسلم على الله في كل أمر، وقد يجلب الدعاء السكينة والراحة النفسية، إذ يتوجه العبد إلى ربه بما يحتاج ويطلب منه العون، فيشعر بالتوكل والرضا.
أبرز الأدعية عند نزول المطرهناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند نزول المطر، ومن أبرز هذه الأدعية:
1. "اللهم صيبًا نافعًا": وهو دعاء قصير ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعني أن يكون المطر نافعًا دون ضرر.
2. "اللهم اجعلها أمطار خير ورحمة، وبارك لنا فيها": طلب من الله أن تكون الأمطار سببًا في الخير وأن تبارك للمسلمين في رزقهم.
3. "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، مريئًا نافعًا غير ضار": يُدعى بهذا الدعاء طلبًا لأن يكون المطر غزيرًا ومغيثًا للمحتاجين دون أن يكون ضارًا.
4. "اللهم أغثنا": وهو دعاء مختصر يشمل طلب الغوث والمساعدة من الله تعالى.