الارتقاء بالأخلاق والسلوك فى ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «9»
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
إن للإنسان عادات يقوم بها المسلم كالأكل، وهى طبيعة بشرية، وما زلنا نتناول آداب الطعام، فيستحب تقديم الطعام للضيوف ويبش فى وجوههم ترحيبًا بهم ويبين لهم أنه صنع الطعام لهم، ولا يستأذنهم فى التقديم، بل يقدم من غير استئذان، ومن التكلف أن يقدم كل ما عنده ولكن المقصود من التقديم كسر حاجز الحياء لدى الضيوف أن يقدموا على الطعام ويذكرهم بذكر الله على الطعام بقوله:(بسم الله).
وللزائر آداب، فلا يقترح طعامًا بعينه لعله غير موجود لدى المضيف أو أن هذا النوع من الطعام مرتفع الثمن ولعل المضيف لا يستطيع شراؤه، وإذا خير الزائر بين طعامين اختار أيسرهما، إلا أن يعلم أن مضيفه يسر باقتراحه.
ومن آداب الطعام أنه إذا علم أحد أن قومًا يأكلون ينبغي ألا يدخل عليهم، فإذا صادفهم من غير قصد، فسألوه الأكل، فإنه ينظر ويفكر، فإن علم أنهم إنما سألوه حياء منه، فلا يأكل، وإن علم أنهم يحبون أكله معهم، جاز له أن يأكل. ومن دخل دار صديقه فلم يجده وكان واثقًا به عالمًا أنه إذا أكل من طعامه سُرَ بذلك جاز له أن يأكل. ومن آداب الضيافة، أن يقصد بدعوته الأتقياء دون الفساق، وفى الحديث الشريف وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقى) (رواه أبو داود والترمذي وسنده حسن)، وقد قال بعض السلف:(لا تأكل إلا طعام تقى ولا يأكل طعامك إلا تقى)، هذا… وينبغي أن يقصد الفقراء دون الأغنياء، كما ينبغي أن يعتني بأقاربه ولا يهملهم في ضيافته، فإن إهمالهم بؤدي إلى الإيحاش وقطيعة الرحم، وينبغي أن يراعى الترتيب بين أصدقائه ومعارفه، ولا يقصد من دعوته المباهاة والتفاخر، ولتكن نيته استعمال السنة فى إطعام الطعام واستمالة قلوب الإخوان وإدخال السرور على قلوب المؤمنين، ولا يدعو من تشق عليه الإجابة لمرض أو كبر سن أو كثرة عمل أو غير ذلك من الأسباب، ولا يدعو من إذا حضر تأذى به الناس لسبب من أسباب. وينبغي مراعاة الإكرام والسعة ــ عدم الإسراف في وضع الطعام بمعنى أن تتناسب كميات الطعام المعروضة مع أعداد الزائرين، حتى إذا تبقى طعام لم يكن كثيرًا أما تقديم الطعام بكميات هائلة وبعد التناول يلقى الطعام الكثير في صناديق القمامة فكل ذلك إسراف وتبذير في حين أن كثيرًا من فقراء المسلمين لا يجدون ما يسدون جوعهم، فعلى الأغنياء تذكر الفقراء، ولنعلم أن الفقر إن كان ابتلاء من الله حيث يصبر الفقير ولا يتلفظ بما لا يغضب الله ويسع لطلب الرزق، كذلك الغِنى ابتلاء من الله، فينظر الله ما يفعل الغني من الشكر وعدم الإسراف أو التبذير، والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مشيرة خطاب تدير حوارا مفتوحا مع طلاب آداب اجتماع حلوان
تتواصل جهود المجلس القومي لحقوق الإنسان، والأولوية التي يوليها لتمكين الشباب من القيام بدور فاعل لنشر ثقافة احترام وحماية حقوق الإنسان ورصد تنفيذها على أرض الواقع ومساعدة الفئات الهشة علي الوصول إلى حقوقهم وممارستها بدون تمييز.
واستقبلت مشيرة خطاب رئيسة المجلس مجموعة من طلاب قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة حلوان، بحضور الدكتورة إيمان نصري رئيسة القسم، ومي حمدي مسؤولة اللجنة الثقافية، ونجوى إبراهيم مسؤولة اللجنة، ومجموعة من باحثي المجلس.
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب خلال اللقاء، أن كفالة حقوق الإنسان هو التزام قانوني يقع على عاتق الدولة، والمؤسسات التي تخضع لسلطتها ومنها الاسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية والطبية القضائية، وأن سيادة القانون تعني عدم التمييز في التمتع بالحقوق وأن المواطنة هي أساس احترام حقوق الإنسان، ولذلك لا بد من توعية المواطنين بحقوقهم، وأيضاً واجباتهم، والتي تتضمن احترام القانون وحقوق الآخرين، ومن هنا تبرز أهمية الحق في التعليم.
نشر ثقافة حقوق الإنسانواستعرضت "خطاب" مع الطلاب أهم مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يقوم على أن البشر ولدوا أحرارا متساويين في الحق والكرامة، ولهم أن يلقوا المعاملة التي تعزز شعورهم بالكرامة، وأن حقوق الإنسان تقف عند اعتداءها أو تماسها مع حقوق الآخرين أو حقوق المجتمع الذي نعيش فيه نتمتع بالمساواة والحرية والعدل والسلام،
كما تطرقت المناقشات إلى الحقوق المتعلقة بالصحة الإنجابية، وأهمية دور الأسرة وضرورة معاملتها لجميع أبنائها وأفرادها بكرامة، فيما تم تأكيد أهمية التنمية البشرية لمواجهة المشكلة السكانية التي تمثل ضغطا كبيرا على الدولة.
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان نصري، أهمية العمل على تنمية الإنسان صحياً واجتماعياً وثقافياً، وعلى بناء قدرات الشباب، وقيامهم بنشر وممارسة ما اكتسبوه من معلومات حول حقوق الإنسان في جامعاتهم ومجتمعاتهم.
أكدت مي حمدي مسؤولة الأمانة الفنية للجنة الثقافية بالمجلس، أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان كركيزة أساسية لتحقيقها على أرض الواقع، وضرورة توعية الأسر والمعلمين بمباديء حقوق الطفل وأسس التربية الإيجابية لبناء مجتمع قوي وأفراد أسوياء على درجة من الوعي وأصحاب إضافة إيجابية.
وأشارت نجوى إبراهيم مسؤولة الأمانة الفنية للجنة الشئون التشريعية بالمجلس إلى الدور المحوري الذي تلعبه كلية الآداب، تخصص علم الاجتماع، من خلال دراسة وتحليل المجتمع ومشكلاته، ومن خلال التفاعل المباشر مع الأفراد أو من خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة، لذلك فطلابها هم قادة المستقبل.
وأكد بخيت عمر عضو الأمانة الفنية للجنة الحقوق الثقافية بالمجلس، اهتمام المجلس بفئة الشباب، وتعدد لقاءات السيدة رئيسة المجلس مع طلاب الجامعات المصرية.
وأشار إلى أهمية التعليم والقراءة وخاصة لمعرفة الحقوق والواجبات، وضرورة الاطلاع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ونشر المعلومات بين الزملاء وفي نطاق الأسرة.
أعرب الطلاب عن سعادتهم بالتواجد بمقر المجلس ورغبتهم في فهم المزيد حول حقوق الإنسان والعمل على نشر الوعي بمباديء العدالة والمساواة، والمساهمة في ضمان التمتع بالحقوق لجميع المواطنين.
وتجدر الإشارة إلى أن الحوار مع شباب الجامعات قد استفاد منه ما يربو على تسعة آلاف طالب وطالبة أصبحوا يتمتعون بخبرة مقدرة في قضايا حقوق الانسان.
يأتي هذا اللقاء في إطار لقاءات المجلس المستمرة مع طلاب الجامعات المصرية، فقد تضمنت جهوده تدريب تسعة آلاف طالب وطالبة من خلال برنامجه للتوعية في 11 جامعة أحدثها جامعة حلوان.
كما تتضمن جامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وجامعة نيو جيزة حيث يعمل المجلس على إعداد كوادر من الطلاب ليكونوا سفراء لحقوق الإنسان لنشر الوعي في المجتمع.