عربي21:
2024-11-05@19:47:59 GMT

ما مدى واقعية اقتراح الأدميرال يايجي لكسر حصار غزة؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

دعا الأدميرال المتقاعد التركي جهاد يايجي، أحد مهندسي نظرية "الوطن الأزرق"، الحكومة التركية إلى السعي لتوقيع اتفاقية مع فلسطين لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، على غرار الاتفاقية التي وقعتها تركيا مع ليبيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستجعل تركيا دولة جارة لفلسطين عن طريق البحر، وأن ممر أنطاليا- غزة سيؤدي إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.



الأدميرال يايجي أشار أيضا إلى الخطة المذكورة في تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) لعام 2004 لبناء ميناء غزة، وذكر في حديثه إلى صحيفة "تركيا" التركية، أن حركة حماس تطالب ببناء ميناء في غزة، لافتا إلى أن مشروع الميناء لن يسهم في تنمية فلسطين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل وسيعزز أيضا مطالب الفلسطينيين بالحرية والاستقلال، وسيلعب دورا في إفشال الخطط الصهيونية. وجدد يايجي ذات الاقتراح في تصريحاته بمعرض الكتاب في مدينة تشوروم التركية، مشيرا إلى أن فلسطين سيكون بإمكانها أن تمنع إسرائيل قانونيا من التنقيب عن النفط والغاز في مناطق صلاحيتها البحرية في حال وقعت اتفاقية مع تركيا لترسيم حدود تلك المناطق.

مشروع الميناء لن يسهم في تنمية فلسطين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل وسيعزز أيضا مطالب الفلسطينيين بالحرية والاستقلال، وسيلعب دورا في إفشال الخطط الصهيونية
هذا الاقتراح الذي تناقلته وسائل الإعلام التركية، يبدو رائعا في الوهلة الأولى، وسيكون بالتأكيد لصالح البلدين في حال تحقق، إلا أنه يتجاهل نقاطا في غاية الأهمية تحدد مدى نجاح مثل هذه المساعي. ويجب مراعاة تلك النقاط حتى لا تبتعد الآراء والخطط عن الواقعية.

النقطة الأولى هي أن الاتفاقية المبرمة لترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا تم توقيعها بين الحكومة التركية وحكومة طرابلس المعترف بها دوليا كممثل شرعي للشعب الليبي. وفي فلسطين، يرى المجتمع الدولي أن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس هي التي تمثل الشعب الفلسطيني.

احتمال السلطة الفلسطينية لتوقيع اتفاقية من أجل ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين دون أن تحصل على ضوء أخضر من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر شبه مستحيل. ويقول الأدميرال يايجي إنه قدم مقترحه إلى الجانبين التركي والفلسطيني، إلا أن الأخير رفضه. ولعل تشكيل حكومة فلسطينية منتخبة تمثل إرادة الشعب الفلسطيني الحرة أو توقيع اتفاقية بين تركيا ومصر لتحديد مناطق الصلاحية البحرية؛ يفتح الطريق أمام توقيع تركيا اتفاقية مماثلة مع فلسطين في المستقبل.

النقطة الثانية، هي أن إسرائيل لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة ولا تلتفت إلى تقاريرها إن كانت لصالح الفلسطينيين، وها هي ترتكب منذ أسابيع مختلف أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لأنها ترى نفسها فوق القانون الدولي، وأنها تتمتع بحصانة تحميها من المساءلة والمعاقبة في مجلس الأمن أو المحاكم الدولية بفضل الفيتو الأمريكي.

إقامة ممر مائي لربط قطاع غزة المحاصر بالعالم الخارجي، سبق أن اقترحها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عام 2014، مستندا إلى تقرير الأونكاد. وكان المرصد أشار إلى أن تركيا يمكن أن تطالب إسرائيل بتزويد غزة بالطريق البحري إلى العالم، إلا أن ذلك الاقتراح لم يجد آذانا صاغية لدى الأطراف التي ترغب في إنهاء حكم حماس في القطاع عبر تشديد الحصار أو بأي وسيلة.

إن كلا من مصر والسلطة الفلسطينية شريكة بشكل أو بآخر في الحصار المفروض على قطاع غزة، ومن المعلوم أن هدف الحصار الغاشم هو إعادة حكومة رام الله إلى القطاع. ويطالب سكان غزة ببناء ميناء يربط القطاع بالعالم مباشرة ويخلصهم من الإذلال سواء في معبر بيت حانون/ إيرز أو معبر رفح، إلا أن القاهرة ورام الله ترفضان مشروع الميناء بشدة
النقطة الثالثة هي أن كلا من مصر والسلطة الفلسطينية شريكة بشكل أو بآخر في الحصار المفروض على قطاع غزة، ومن المعلوم أن هدف الحصار الغاشم هو إعادة حكومة رام الله إلى القطاع. ويطالب سكان غزة ببناء ميناء يربط القطاع بالعالم مباشرة ويخلصهم من الإذلال سواء في معبر بيت حانون/ إيرز أو معبر رفح، إلا أن القاهرة ورام الله ترفضان مشروع الميناء بشدة.

مصر تدرك أن معبر رفح سيفقد أهميته إلى حد كبير إن تم بناء ميناء في غزة ووجد سكان القطاع ممرا بحريا للخروج إلى دول العالم، وبالتالي لا تريد أن تضيع الورقة الرابحة التي تستغلها. كما أن سلطة عباس ترفض المشروع وترى أن تنفيذه سيعزز قوة حماس في القطاع. وكان الرئيس السابق لحكومة رام الله قد اعترف بأن السلطة الفلسطينية ترفض إقامة ميناء أو مطار في قطاع غزة، وقال في حوار مع أحد المواقع الإخبارية في أيلول/ سبتمبر 2015: "لن يكون هناك ميناء ولا مطار في غزة".

تركيا تريد أن تمد يد العون إلى جميع الفلسطينيين عموما وسكان القطاع المحاصر والمدمر على وجه الخصوص، بالتنسيق مع كافة الأطراف الفلسطينية المعنية، على رأسها الحكومة الفلسطينية التي يعتبرها المجتمع الدولي ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني. إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني الحرة تختلف عن رأي المجتمع الدولي، كما أن رام الله لا تبدو عنوانا صحيحا لمساعدة غزة الجريحة.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الحدود البحرية تركيا غزة الحصار تركيا فلسطين غزة حصار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروع المیناء رام الله قطاع غزة إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

طقس فلسطين اليوم الأحد 3 نوفمبر

رام الله - صفا

توقعت دائرة الأرصاد الجوية أن يكون الجو، يوم الأحد، غائماً جزئياً إلى غائم، وبارداً نسبياً إلى بارد، ويطرأ انخفاض على درجات الحرارة لتصبح حول معدلها السنوي العام، ويتوقع بمشيئة الله سقوط زخات متفرقة من الأمطار قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية أحيانا فوق بعض المناطق خاصة الشمالية.

وأوضحت الأرصاد أن الرياح ستكون غربية إلى شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة مع هبات قوية أحياناً، والبحر متوسط ارتفاع الموج إلى مائج.

أما هذه الليلة؛ فيكون الجو بارداً في المناطق الجبلية، وبارداً نسبياً في بقية المناطق، ويتوقع سقوط زخات متفرقة من الأمطار فوق معظم المناطق قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية أحيانا، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط أحيانا، والبحر خفيف إلى متوسط ارتفاع الموج.

وغدًا الاثنين، توقعت الأرصاد أن يكون الجو غائما جزئياً إلى غائم وبارداً نسبياً إلى بارد، ولا يطرأ تغير يذكر على درجات الحرارة مع بقائها حول معدلها السنوي العام، ويتوقع بمشيئة الله سقوط زخات متفرقة من الأمطار قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية أحيانا فوق بعض المناطق خاصة الشمالية، وتكون الرياح جنوبية غربية إلى شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة، والبحر متوسط ارتفاع الموج إلى مائج.

وأوصت الأرصاد خلال الأيام القادمة بارتداء ملابس دافئة خلال ساعات الليل وساعات الصباح الباكر، والقيادة بحذر والانتباه من خطر التزحلق على الطرقات في المناطق التي تشهد هطولات مطرية.

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية، خلال الأيام القادمة، من خطر العواصف الرعدية، ومن خطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية المنخفضة.

مقالات مشابهة

  • الأحياء التخليقية..نماذج واقعية
  • تأكيد أمريكي على فتح مصر لموانئها أمام الاحتلال في محاولة لكسر الحصار اليمني
  • أردنيون يضربون عن الطعام في مبادرة شعبية لكسر الحصار على غزة (شاهد)
  • هيئة فلسطين للإغاثة تناشد الدول العربية والإسلامية التحرك لإنقاذ أهالي غزة
  • صحيفة أمريكية: مصر فتحت 5 من موانئها لكسر حصار صنعاء ودعم الاحتلال الإسرائيلي
  • حصار جوي متزايد: شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى الكيان الصهيوني
  • الحوثيون يعلنون مواصلة حصار السفن الإسرائيلية وسط تقارير عن بيع أصول
  • سمير فرج: اقتراح تأسيس لجنة لإدارة قطاع غزة مستقبلا إنجاز لمصر
  • طقس فلسطين اليوم الأحد 3 نوفمبر
  • ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟