نيفين منصور تكتب: احذر الحرابي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
سبحان الخالق له في خَلقه ِحكم بالغة ، نتعلم منها على مَر الزمان... خَلَق الحرباء تتلون على لون المكان المُحيط بها لتكون لنا آية نتعلم منها، فنحذر منها كما نحذر من بعض البشر الذين يتشبهون بها ويتلونون وفقا للمواقف والأيام حتى يستطيعوا الوصول إلى أهدافهم ويحققون غاياتهم.
ولكل منا الاختيار إما أن تُصْبِح روح طيبة تتعامل مع أزمات الحياة بما يرضي الخالق عز وجل ، وإما أن تتحول إلى أحد الحرابي المتلونة و تستخدم المَكر والدهاء لتصطاد الفريسة المستهدفة ، وكل مِنا من حوله العديد من الأمثلة لمن يرتدون ثياب الحرابي.
قد تكون في مقتبل العمر وتضيق عليك دنياك وترفض الواقع الأليم الذي وجدت نفسك فيه ، وتنتظر الفرصة للتلون حتى تغير الواقع وتحيا حياة تتمناها ، دون التفكير أو التدبر في سلامة الطريق أو مشروعية الوسيلة التي تتبعها فتجد نفسك أداة لظلم الآخرين ، وتدمر حياة الكثير من البشر دون الالتفات إليهم ... الأنانية والأنا العليا تتحكم في إرادتك ، ومهما كان ظاهرك فما يخفيه باطنك قد تعدى الغرابيب السود ..
وقد يتقدم بك العُمر و تَحكُمك رغباتك وتسعى نحو مصلحتك حتى ولو كانت على أنقاض الآخرين وحينئذ تتحول دون أن تشعر إلى آداة لتعذيب البشر تتلحف بثياب الحرابي وتضع أمام عينيك غايتك فقط ويتحول البشر من حولك إلى درجات ووسائل للوصول إلى هدفك ، فتنسج الفخاخ للفريسة التى تمكنك من الصعود والوصول أو تنصبها لأعدائك ولكل من يقف عقبة في طريقك .
خطوات محسومة تظن فيها كل الظن أنك إله تأمر فتُطَاع ، وتعتقد أنك ترسم القدر فيُنَفَذ وفقا لما قدرته أنت وليس وفقا لما قدره المولى عز وجل ، تستخدم كل الأسلحة حتى تتمكن من الوصول لما تريد، فتتحول إلى حرباء في التخطيط ، وحرباء في التنفيذ ، وأخيرا تصطاد الضحية وتلتهم غايتك ثم تلقي بها لتبحث عن أخرى تحقق لك غاية جديدة و أهداف حياتك المنشودة.
وفي رحلة تَشَبُهَك بالحرابي تأكد أن المولى عز وجل سوف يصدمك أحياناً حتى تتراجع وتعود إلى رشدك ، وقد يترك أمامك الطريق مُمهد أحياناً أخرى لتنفيذ غايتك ، فتصعد ثم تصعد حتى تقترب من النهاية فإذا بالمولى عز وجل يصدمك الصدمة الكبرى، ويمكر لك ويحرمك من تحقيق ما كنت تتمنى لتدرك عظمته وقدرته المتناهية على إحقاق الحق ، وتنتبه لما قُمت به من تحدي للخالق العظيم .
يقول المولي عز وجل وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عز وجل
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
#سواليف
أصبح #الذكاء_الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من مختلف جوانب حياتنا، وقد حقق تقدماً كبيراً في #مجالات_متعددة.
إلا أن هذه التقنية تثير بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمان، كما يخشى البعض من أن تحل محل البشر في بعض #الوظائف.
والذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة نظم الحاسوب لعمليات الذكاء البشري، بهدف تحقيق أمر ما. وقد حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن هذه التقنية تجعل البشر أغبياء.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلَّل الخبراء عدداً من الدراسات السابقة التي تُشير إلى وجود صلة بين التدهور المعرفي وأدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً في التفكير النقدي.
مقالات ذات صلة ثورة علمية.. الذكاء الاصطناعي يحل لغزا حيّر العلماء لأكثر من مئة عام 2025/04/29وتُشير إحدى الدراسات التي تم تحليلها إلى أن الاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي قد يُسبب ضموراً في قدراتنا المعرفية الفعلية وسعة ذاكرتنا، بينما توصلت دراسة أخرى إلى وجود صلة بين «الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وانخفاض قدرات التفكير النقدي»، مُسلِّطة الضوء على ما أطلق عليه الخبراء «التكاليف المعرفية للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي».
وأعطى الباحثون مثالاً لذلك، باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية؛ حيث تُحسِّن هذه التقنية كفاءة المستشفيات على حساب الأطباء، والذين تقل لديهم القدرة على التحليل النقدي لحالات المرضى واتخاذ القرارات بشأنها.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأمور تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة غباء البشر؛ لافتين إلى أن قوة الدماغ هي مورد إن لم يتم استخدامه فستتم خسارته.
وأكد الخبراء أن اللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» في التحديات اليومية مثل كتابة رسائل بريد إلكتروني مُعقدة، أو إجراء بحوث، أو حل المشكلات، له نتائج سلبية للغاية على العقل والتفكير والإبداع.
وكتب الخبراء في الدراسة الجديدة: «مع ازدياد تعقيد المشكلات التي يُحمِّلها البشر لنماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، نميل إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي «صندوقاً سحرياً»، أي أداة شاملة قادرة على القيام بكل ما نفكر فيه نيابة عنا. وهذا الأمر تستغله الشركات المطورة لهذه التقنية لزيادة اعتمادنا عليها في حياتنا اليومية».
إلا أن الدراسة حذَّرت أيضاً من الإفراط في التعميم وإلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي وحده في تراجع المقاييس الأساسية للذكاء في العالم، مشيرين إلى أن هذا الأمر قد يَنتج أيضاً لتراجع اهتمام بعض الحكومات بالتعليم، وقلة إقبال الأطفال على القراءة وممارسة ألعاب الذكاء.