قيادات من التيار الوطني للتصحيح والبناء تلتقي رئيسة الهيئة العليا لمكافحة الفساد وتناقش معها عدد من القضايا الهامة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص :
التقى رئيس اللجنة التحضيرية للتيار الوطني للتصحيح والبناء، باسم فضل الشعبي، ومعه الشيخ عبدالخالق الغماري، ونعمت عيسى، عضوا اللجنة، اليوم الاربعاء، رئيسة الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، القاضية افراح بادويلان، في مكتبها بالعاصمة عدن، وناقشا عدد من القضايا الهامة المتعلق بمكافحة الفساد، وتوحيد الجهود فيما يتعلق بهذا الجانب، من اجل اعادة تصحيح الاوضاع في عدن ومختلف المحافظات المحررة الأخرى.
وفي البدء رحبت القاضية بادويلان بوفد التيار الوطني للتصحيح والبناء، متمنية لهم وللتيار التوفيق والنجاح في مهامهم الوطنية في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد، والتي هي بحاجة لجهود كافة المخلصين من ابنائه، لا سيما الشباب الواعي والمثقف الذين هم في امس الحاجة للدعم للحفاظ على ما تبقى من البلد.
من جانبه قدم رئيس اللجنة التحضيرية للتيار الوطني للتصحيح والبناء، باسم فضل الشعبي، شرحا مفصلا عن الجهود المبذولة للاعداد والترتيب لاشهار التيار خلال الاسابيع القادمة، وعن النشاط المبذول خلال الفترة الماضية من تشكيل اللجنة التحضيرية، لاسيما فيما يتعلق بملف الكهرباء في عدن، وتحريك الملف لدى النائب العام وامام الاجهزة الرقابية، كما قدم شرحا موجزا عن اهداف التيار ورؤيته، مشيرا الى ان فكرة تاسيس التيار نبعت من حاجة عدن بدرجة رئيسية والمحافظات الأخرى، لعملية تصحيح واسعة للاوضاع المتردية التي تعيشها، والذي قد يؤدي تركها في حالة تدهور الى تمزق وتفتيت ما تبقى من البلد، لا سيما في الجنوب الذي يعيش واقع صعب من الازمات والتحديات الماثلة، لا فتا الى ان فكرة التصحيح والبناء لا تستهدف الدولة ومؤسساتها فقط، وانما المجتمع ايضا الذي هو بحاجة الى اعادة تصحيح اوضاعه وترتيب اولوياته من جديد لمساعدته في الخروج من حالة التدهور والسلبية والاستسلام.
وخلال اللقاء قالت القاضية افراح بادويلان، ان مهمة هيئة مكافحة الفساد كبيرة وعظيمة، لكننا نفتقد للارادة السياسية الداعمة والمساندة التي تمكن الهيئة من العمل بشكل طبيعي واكثر فاعلية، مشيرة الى انها تقدمت بعدة مقترحات لتفعيل عمل الهيئة في مؤسسات الدولة ومن ابرزها تفعيل ادارات الرقابة الداخلية في الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة على ان تربط هذه الادارات بصورة مباشرة بهيئة مكافحة الفساد ماليا واداريا بحيث تستطيع ممارسة نشاطها الرقابي بكل حرية واستقلالية، لكن هذا المقترح لم يتم التفاعل معه من قبل الجهات العليا حسب قولها.
وتطرقت بادويلان للحديث عن شحنة النفط الملوثة الاخيرة التي وصلت الى عدن، قائلة اننا لا نهدف للاضرار بسمعة شركة مصافي عدن الوطنية، وانما هناك عمليات متكررة للشحنات الملوثة التي تصل الى عدن ويتم معالجتها في المصافي وهذا يفترض ان لا يتم، لان الكثير من هذه الشحنات يبقى ضررها قائم وتؤثر بشكل سلبي وخطير على الات ومحطات الدولة سوا اكان في الكهرباء او غيرها، كما تؤثر على حياة الناس من خلال التلوث وضرره على الصحة، مشيرة الى ان عدن ليست مكب نفايات لما ياتي من الخارج، مؤكدا ان الهيئة ما تزال تحقق في موضوع الشحنة الأخيرة.
وحول علاقة وتعاون الهيئة مع الاجهزة العدلية والرقابية الأخرى، قالت: لدينا تواصل مع النائب العام، كل التقارير والشكاوي التي تصل الينا والمتعلقة بقضايا الفساد نقوم باحالتها الى النيابة العامة وهي المعنية بالتحقيقات والاحالات للقضاء، ملمحة ان مهمة الهيئة تتركز في عملية المتابعة والتحري وايضا في عمليات الوقاية والتوعية.
وفيما يتعلق بملف الاراضي الذي اثاره الشيخ عبدالخالق الغماري، عضو اللجنة التحضيرية للتيار، اكدت بادويلان انه لم يصلها اية شكاوي فيما يتعلق بملف الاراضي ما عدا فيما يتعلق بحديقة عدن الواقعة في منطقة العريش بخور مكسر، والتي ما تزال الهيئة تحقق فيها حد تاكيدها.
وعن عملية التنسيق لعمل مشترك بين تيار التصحيح والهيئة، رحبت بادويلان بذلك، مشيرة الى ان جوانب التنسيق قد تكون كبيرة ومهمة في اطار اهداف ونشاط الهيئة.
وفي الأخير شكر الشعبي القاضية بادويلان على حسن الاستقبال، مؤكدا ان تكامل الجهود بين المؤسسات والهيئات الخاصة والحكومية فيما يتعلق بمكافحة الفساد، واعادة تطبيق النظام والقانون، امر في غاية الاهمية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.
حضر اللقاء من جانب الهيئة الاستاذ حسن شكري، نائب رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: اللجنة التحضیریة فیما یتعلق الى ان
إقرأ أيضاً:
التيار يعيد ترتيب اولوياته.. الانتخابات اولا
بعد تشكيل حكومة نواف سلام، دخل "التيار الوطني الحر" في مرحلة سياسية جديدة تمثلت بالتحوّل إلى موقع المعارضة، بعد سنوات من المشاركة في الحكومات المتعاقبة. جاء هذا التحوّل تماشيا مع تراجع نفوذ "التيار"في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما في ظلّ الخسائر التي مُني بها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وتقلّص تحالفاته الوطنية مع قوى سياسية تقليدية. ركّز التيار، بقيادة جبران باسيل، على إعادة تنظيم أولوياته، معتبرًا أن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الحالية هي فرصة لمراجعة استراتيجيته وتحديد أهداف قابلة للتحقيق في المدى المتوسط، أبرزها الانتخابات البلدية ثم النيابية.
تتمحور أولوية "التيار" اليوم حول الاستعداد للانتخابات البلدية، التي يراها بوابةً لتعزيز وجوده على الأرض، عبر بناء تحالفات محلية مع شخصيات مؤثرة في المناطق، تمتلك قاعدة شعبية وقدرة على حصد الأصوات. يهدف هذا التوجّه إلى تعويض تراجع التحالفات الوطنية الكبرى، والتي كانت تشكل سابقًا جزءًا من خطة "التيار" لضمان تمثيل واسع في المؤسسات. وفي هذا الإطار، يسعى "التيار" إلى تعديل سياساته، عبر التركيز على القضايا الخدماتية المباشرة، مثل الكهرباء والنفايات والبنى التحتية، والتي تُعتبر شواغل رئيسية للناخبين على المستوى المحلي، ما قد يمنحه ورقةً ضاغطة في المعادلة الانتخابية، خصوصا انه لم يعد في السلطة.
أمّا على صعيد الاستراتيجية العامة، فيعوّل "التيار" على عقد تحالفات مناطقية مع وجوه تمتلك ثقلًا تمثيليًا، خصوصًا في المناطق التي يشهد تنافسًا مع خصومه التقليديين، مثل الشمال والبقاع وجبل لبنان. وتكمن فكرة هذه التحالفات في تأمين رافعة انتخابية لمرشحيه والانطلاق من المصالح المشتركة على مستوى القضاء أو البلدة، ما يسمح ببناء شبكة دعم مرنة قادرة على التكيّف مع المتغيّرات. كما يسعى "التيار" من خلال هذه الخطوة إلى إعادة إنتاج خطابه السياسي بشكلٍ يتلاءم مع هموم المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد التي يرفعها منذ سنوات.
في المقابل، لا يخفي "التيار" انتقاده اللاذع لأداء حكومة سلام، خصوصا أنها لم تقدّم حلولًا جذرية للأزمات الاقتصادية والمالية، بل اكتفت بالاستمرار بسياسة ادارة الانهيار عبر سياسات ممجوجة. وسيُترجم هذا النقد عبر تحرّكات معارضة علنية، من خلال تصريحات قيادييه ومساعيه لتشكيل جبهة معارضة مسيحية تحديدا، تضمّ قوى غير راضية عن أداء السلطة. لكنّ هذه الجبهة ما تزال في طور التشكّل، إذ تواجه تحديات داخلية مرتبطة بتباين الأولويات بين الأطراف التي قد تنضم إليها.
رغم هذه الاستراتيجيات، يواجه "التيار الوطني الحر" تحدياتٍ عدّة، أبرزها انقسام الرأي العام حول صدقية خطابه الإصلاحي، في ظلّ اتهاماتٍ بالفساد وعدم القدرة على تقديم نموذجٍ مختلف خلال فترة مشاركته السابقة في الحكم. كما أن تحالفاته المناطقية الجديدة قد تضعفه، عبر تحوّله إلى تيارٍ مجزّء يعتمد على مصالح محلية متفاوتة، بدلًا من مشروع وطني موحّد. مع ذلك، يبدو أن خيار المعارضة والتركيز على الانتخابات هو المحور الأبرز في مرحلةٍ تحاول فيها القوى التقليدية إعادة ترتيب أوراقها، استعدادًا لاستحقاقاتٍ ستحدّد شكل الخريطة السياسية اللبنانية في السنوات المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"