جريدة الوطن:
2025-04-15@00:28:12 GMT

طبول الحرب.. وبنك الأهداف

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

طبول الحرب.. وبنك الأهداف

انتهت الجولة الواسعة من العدوان على القِطاع بـ»تهدئة» أو «هدنة» أو تفاهمات، ولْنُسمِّها ما نشاء، وذلك بعد خمسين يومًا من قيام ما يُسمَّى بـ»الجيش الرابع» في العالَم باستهداف شَعبٍ أعزل ومقاومة تقاتل بإمكاناتها المتواضعة قياسًا لإمكانات جيش الاحتلال التسليحيَّة والتقنيَّة واللوجستيَّة. انتهت الجولة، لكنَّ طبول الحرب ما زالت تَدُقُّ في «إسرائيل» مع دعوات المُتطرفين وغلاتهم، وحتَّى من غالبيَّة أطراف ما يُسمَّى «يمين الوسط» وحتَّى شراذم ما يُسمِّيه البعض بـ»اليسار الإسرائيلي» من أجْل العودة إلى الاستهداف الجوِّي والاستخدام المُفرط للقوَّة ضدَّ قِطاع غزَّة، والشَّعب الفلسطيني الصَّامد على أرض وطنه.

والمُثير، والمُضحك في الوقت نَفْسِه، أنَّ ما يُسمِّيه قادة جيش الاحتلال بـ»بنك الأهداف» تبَيَّنَ من خلال خمسين يومًا من العدوان المُنفلت في جنونه، بأنَّه ليس سوى المَدنيِّين من الأطفال والنِّساء وكبار السِّن، والأحياء السكنيَّة، والبنى التحتيَّة وغيرها، ومحطَّات الطَّاقة والمشافي، في أعمال يندى لها جبين الإنسانيَّة، وستبقى وصمة عار في تاريخ البَشَريَّة، لِمَن سانَدَ ودعمَ كيان الاحتلال. أمَّا الجزء الآخر، (المُضمر/المُعلن) في «بنك الأهداف» «الإسرائيليَّة»، فقَدْ حدَّده نتنياهو شخصيًّا ومعه قادة الأذرع الأمنيَّة الثلاثة في دَولة الاحتلال، وفق المعلومات الَّتي جرى تسريبها: (الموساد/المخابرات الخارجيَّة+ الشين بيت/الشاباك الأمن الداخلي+ آمان/المخابرات العسكريَّة)، وتضمَّن عددًا من قادة العمل الوطني الفلسطيني في قِطاع غزَّة وخارج القِطاع، من مختلف القوى، وخصوصًا من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين…. بنك الأهداف «الإسرائيلي» وضع الشهيد الحي خالد مشعل (أبو الوليد) في قائمة الاستهداف، أبو الوليد ابن بلدة سلواد المقدسيَّة، الخطيب المفوَّه، صاحب الرؤية، الَّذي لَمْ تَنل له قناة رغم الفترات الصَّعبة الَّتي مرَّت خلال العقد الأخير، وكان على الدوام صاحب الكاريزما النشطة بأدائه الوطني العامِّ، وروحه الوحدويَّة، وقيادته لحركة حماس في ظروفٍ صعبة، وفي دَوْره الكبير في تعزيز وبناء قدرات المقاومة على الصمود في المواجهات الكبرى الَّتي تمَّت، ومِنْها ملحمة غزَّة الأخيرة. ويقع القائد إسماعيل هنية (أبو العبد) في القائمة إيَّاها، وهو اللاجئ الفلسطيني، الغيور، ابن مُخيَّم جباليا، القائد الشَّعبي بَيْنَ النَّاس في القِطاع. كما ويأتي في القائمة إيَّاها صالح العاروري، الَّذي قاد في سنواتٍ ماضية العمل الميداني في الضفَّة الغربيَّة. والأمْرُ نَفْسه مع القائدَيْنِ اللَّذَيْنِ كانا يعملان بصَمْتٍ، وهما: يحيى إبراهيم السنوار (أبو إبراهيم) الفلسطيني اللاجئ من بلدة المجدل المحتلَّة عام 1948، ونزيل سجون ومعتقلات الاحتلال لسنوات طويلة، إنَّه المناضل الشَّعبي، البسيط، النَّزيه، الصَّامد على أرض القِطاع. والشهيد الحي محمد الضيف قائد كتائب الشهيد عز الدِّين القسَّام فخر العزَّة الوطنيَّة لشَعبنا، القائد المُقعد الَّذي أسهَم مع الجميع تخطيطًا وعملًا. وبالطبع فإنَّ الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي، في قائمة الاستهداف، وعلى رأسهم زياد نخالة (أبو طارق)، من مدرسة الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي والدكتور رمضان شلح، وهو الفدائي المُندفع في أوج فتوَّته وشبابه منذ قوَّات التحرير الشَّعبيَّة وجيش التحرير الفلسطيني في قِطاع غزَّة بعد احتلاله عام 1967، ابن حي الشجاعيَّة في غزَّة العزَّة، وهو الشهيد الحي بعد أن تعرَّضَ لعدَّة محاولات اغتيال. والأمْرُ ذاته مع أكرم العجوري، الذي أعلنت الإدارة الأميركيَّة إضافته لقوائم ما تُسمِّيه زورًا وبهتانًا بقائمة «الإرهاب» كما كانت تتعامل مع نيلسون مانديلا بطل الكفاح ضدَّ التمييز العنصري، والَّذي خرج بعد ربع قرن من السجون بعد انهيار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا فتحوّل إلى أيقونة كفاحيَّة في العالَم بأسْرِه.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الق طاع

إقرأ أيضاً:

آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالقاهرة

قال قيادي في حركة حماس ، مساء اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 ، إن المقترح الذي نقلته مصر لنا يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق.

ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن القيادي في حماس قوله إن :" المقترح الذي نقلته مصر يشمل تهدئة مؤقتة لـ٤٥ يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء".

وأضاف :" وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته #مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".

وأوضح أن حماس أبلغت مصر أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة ، مشيرا إلى أن حركته أبلغت القاهرة أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح.

وشدد أن حماس أبلغت مصر أن نقاش مسألة سلاح المقاومة مرفوض جملة وتفصيلا ، كما أبلغتها أن سلاح المقاومة حق أساسي من حقوق شعبنا الفلسطيني غير خاضع للنقاش.

وقال القيادي في حماس أن المقترح يشترط تسليم الأسرى الأحياء والأموات بنهاية 45 يوما لتمديد الهدنة وإدخال مساعدات.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن حماس أبدت استعدادًا لزيادة عدد الرهائن الأحياء الذين قد تطلق سراحهم، مقارنة بالعرض السابق، إلا أن المسألة المركزية الآن تتعلق بالحصول على ضمانات واضحة لإنهاء الحرب، وهو ما تصرّ عليه الحركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الإسرائيلية المعنية تنتظر رد حماس على المقترح المعدل في غضون أيام، وأنه في حال تبيّن وجود أرضية للمفاوضات، فإن إسرائيل ستوفد وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة أو القاهرة لاستئناف الحوار، وهي مستعدة لذلك متى دعت الحاجة.

من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن حماس مسعدة للإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الأحياء مما كانت قد طرحته سابقا، وتسعى من خلال موقفها الحالي إلى ضمان التزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق، وخصوصًا ما يتعلّق بإنهاء الحرب.

ونقلت القناة، مساء الاثنين، عن مصدر مطلع أن إسرائيل أبدت استعدادًا لتقديم "تنازلات معينة"، لكنها ترفض تقديم أي التزام قد يُفسر على أنه تنازل عن هدف "القضاء على حماس".

وذكرت "كان 11" أن مزاج الجهات المهنية في إسرائيل يميل حاليًا نحو التشاؤم بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، غير أن تلك الجهات تشدد على ضرورة التوصل إلى صفقة، في ظل نفاد الوقت المتاح لإنقاذ حياة الرهائن، على حد تعبيرها.

كما أُفيد بأن حماس أعربت عن استيائها خلال المباحثات في القاهرة من إدراج بند يتعلّق بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وأبلغت الوسيط المصري بأنها ترفض بشكل قاطع مناقشة هذا الملف في هذه المرحلة، وتعتبر أن الشرط الأساسي لأي اتفاق هو وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، الإثنين، قوله إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة .

وأضاف النونو "نحن جاهزون لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات". واتهم الاحتلال الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق.

وقال إن "المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب"، مشددًا على أن حركة حماس "أكدت للوسطاء ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق".

وقال إن "حماس تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة مع الأفكار التي عرضت في المفاوضات، لوقف النار وتبادل الأسرى". وأضاف أن "الاحتلال يريد إطلاق سراح أسراه من دون الانتقال إلى قضايا المرحلة الثانية المتعلقة بوقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مستوطنون يهاجمون مركبات المواطنين شمال أريحا غزة: لن نسمح بتمرير مخططات الاحتلال للسيطرة على المساعدات بنغلادش تحظر السفر إلى إسرائيل الأكثر قراءة تفاصيل المكالمة الهاتفية بين قادة مصر والأردن وفرنسا مع ترامب ترامب : غزة قطعة عقارية مذهلة – نتنياهو : هناك دول مستعدة لاستقبال الغزيين سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 12 شهيداً وعشرات الإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية
  • آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالقاهرة
  • سعر الدولار اليوم الإثنين 14 أبريل 2025.. وصل لكام في البنك الأهلي وبنك مصر؟
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب الاحتلال بالإفراج عن المسعف النصاصرة
  • حماس: الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه المشروع بإنهاء الحرب
  • توقيع بروتوكول تعاون بين مركز بحوث الصحراء وبنك‎ ‎QNB ‎‏ مصر لتنمية الزراعة بسيناء
  • وزير الزراعة يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين مركز بحوث الصحراء وبنك "QNB" مصر
  • المجلس الوطني الفلسطيني: استهداف مستشفى المعمداني يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل
  • تفاصيل لقاء الرئيس التركي مع رئيس الوزراء الفلسطيني
  • أردوغان: إسرائيل إرهابية.. ولا يمكن لأحد أن يشوه نضال الشعب الفلسطيني