عدن الغد /متابعات

مع تواصل هجمات مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران ضد السفن الإسرائيلية، وتصاعد مخاطرها على ممرات الملاحة الدولية والتجارة العالمية، عبَرت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "أيزنهاور" مضيق هرمز، نحو مياه الخليج العربي، للقيام بدوريات تضمن حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية الرئيسية، طبقًا لما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية.

يأتي ذلك بشكل متزامن مع هجوم تتهم فيه القيادة المركزية الأمريكية مليشيات الحوثيين بإطلاق صاروخين باليستيين من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات في اليمن باتجاه موقع المدمرة "يو إس إس ماديسون" والسفينة التجارية "سنترال بارك"، أثناء استجابة الأولى لاستغاثة الأخيرة التي تعرضت لهجوم مسلح في خليج عدن، قبل أن يسقط الصاروخان على بعد نحو 10 أميال بحرية من المدمرة الأمريكية.

رسائل وتحرك عملي

ويرى خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية علي الذهب أن تعزيز الوجود الأمريكي في مياه الخليج العربي قد يحمل رسائل لإيران، لكنه كذلك تحرك عملي، إذ إن إيران لديها كذلك سفن حربية في خليج عدن، وعادة ما ترافق السفن التجارية الإيرانية لحمايتها من أي أعمال قرصنة، منها مدمرة "جماران".

وقال الذهب،، إن هذا التطور يأتي "استجابة لما يثيره الحوثيون، أو أي أحداث عنف أخرى ما دون الدولة، ضد السفن التجارية، في خليج عدن والبحر الأحمر، فضلًا عن التوقعات بتصاعد العنف تجاه السفن وحركة النقل البحري في المنطقة، إذا ما عادت الحرب مرة أخرى إلى غزة، وسقطت الهدنة الراهنة، التي جددت ليومين إضافيين".

ولا يستبعد الذهب أن تكون لدى الولايات المتحدة الأمريكية توقعات بامتداد التهديدات البحرية التي تطال حركة التجارة الدولية، وتدفق سلاسل الإمداد في البحر الأحمر وخليج عدن، في سياق التهديدات التي أطلقها الحوثيون بشأن استهداف السفن التجارية، خصوصًا الإسرائيلية.


من جانبه، يعتقد الباحث والمحلل العسكري العميد ثابت حسين أن التواجد العسكري الأمريكي ليس وليد الأزمة الراهنة التي يشهدها الشرق الأوسط، "بل هو قديم وضمن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، وخصوصًا تجاه الممرات المائية الدولية والمواقع ذات الأهمية الاستراتيجية".

وقال حسين، إن تكثيف مثل هذا التواجد مرتبط بالتهديدات والاستفزازات والأعمال التخريبية لإيران وحلفائها في المنطقة، ومنهم الحوثيون.

وأشار إلى أن إيران "تلعب لعبة مزدوجة: زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وفي الوقت نفسه تقديم مبررات إضافية للولايات المتحدة والقوى العظمى لزيادة تواجدها العسكري في المنطقة تحت ذريعة تأمين حرية الملاحة الدولية، فضلًا عن هدفها في توظيف مثل تلك الاستفزازات والأزمات والحروب لصالحها".

وفيما يتعلق بمضيق باب المندب، يرى الباحث والمحلل العسكري أنه "لا يمكن الائتمان على هذا المضيق في الوقت الراهن إلا على القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذين هم أصحاب مصلحة حقيقية ومصداقية مجرّبة في تأمين هذا الممر المائي الحيوي".


بدوره، يشير مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إلى أن إرسال حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" إلى الخليج العربي، والعديد من القطع البحرية الاستثنائية الأمريكية إلى المنطقة، هو تأكيد أمريكي على التزامات واشنطن تجاه الأمن والاستقرار العالميين، والتأكيد كذلك على دورها التاريخي كشرطي للعالم وأهمية حماية الملاحة الدولية وممراتها المهمة ومكافحة كل ما يهددها، وخاصة قناة السويس وباب المندب والممر المائي المزدحم والساخن المتمثل في البحر الأحمر.

وأضاف السفياني، أن ما حدث قبل أيام في خليج عدن من محاولة اختطاف أو استيلاء على ناقلة نفطية، "ربما تكون خطوة القرصنة الأخيرة في مياه خليج عدن والبحر الأحمر وباب المندب، بعد الموقف الأمريكي القوي مؤخرًا، عبر إرسال مدمرة لإنقاذ الناقلة واحتجاز القراصنة الذين قيل إنهم صوماليون، وفق بيان البنتاغون، لكن ذلك لا يعني أبدًا عدم وجود أي صلة للحوثيين، خاصة بعد إطلاقهم صاروخين بشكل متزامن".

وأوضح أنه يمكن القول إن "التحركات الأمريكية ستكون فاعلة، وسيعرف الحوثيون من خلالها حدودهم". مرجّحًا أن تضغط الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة للإفراج عن سفينة "جالكسي رايدر" التي اختطفتها المليشيات مؤخرًا، حتى ولو من خلال عملية عسكرية.  

المصدر/إرم نيوز

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی خلیج عدن

إقرأ أيضاً:

بريطانيا: قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة ضد الحوثيين في اليمن

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة في اليمن يوم الثلاثاء ضد هدف عسكري لمليشيا الحوثي مسؤول عن تصنيع طائرات مسيرة كتلك المستخدمة في مهاجمة السفن.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر في مارس آذار بتكثيف الضربات الأمريكية على اليمن حيث أكدت إدارته أنها ستواصل مهاجمة الحوثيين المدعومين من إيران حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

ونفذت بريطانيا والولايات المتحدة في السابق عمليات مشتركة في اليمن.

وذكر البيان البريطاني أن تحليلا استخباراتيا حدد مجموعة من المباني على بُعد حوالي 24 كيلومترا جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، استخدمها الحوثيون لتصنيع طائرات مسيرة من النوع المستخدم في مهاجمة السفن بالبحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف البيان البريطاني أن الضربة نُفذت بعد حلول الظلام، عندما قل احتمال وجود أي مدنيين في المنطقة، مضيفا أن الطائرات عادت بسلام.

ولم يصدر تعليق من الجيش الأمريكي حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • خيمة صفوان: حينما التقى الكبرياء العراقي بالإملاءات الأمريكية – القصة الكاملة لاتفاقية أنهت حرب الخليج
  • جماعة “أنصار الله” تعلن منع مرور السفن البريطانية في البحر الأحمر
  • بريطانيا: قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة ضد الحوثيين في اليمن
  • ردًا على هجمات الحوثيين.. الطيران الأمريكي يقصف موقعا في اليمن
  • الصليب الأحمر والهجرة الدولية تدينان مجزرة العدوان الأمريكي بحق المهاجرين الأفارقة بصعدة
  • بريطانيا تشارك الولايات المتحدة في عملية عسكرية ضد الحوثيين
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تعربان عن القلق بشأن القصف الأمريكي لمنشأة احتجاز بصعدة
  • تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة