دبي – الوطن

تنظم مكتبة محمد بن راشد بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، والذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي الذي سيبدأ أعماله غدا ويستمر حتى الثاني عشر من ديسمبر القادم سلسلة من الفعاليات التي تسلط الضوء على الاستدامة وتتضمن ورش عمل ونوادي القراءة ومعرض كتاب بعنوان «أفق الاستدامة.

. عالم من المعرفة الخضراء».

وخلال هذا المعرض، تستعرض المكتبة نحو 200 كتاب تشمل مجموعة مميزة من العناوين والموسوعات التي تسلط الضوء على الاستدامة، والتغير المناخي العالمي، والأقاليم والبيئة، والطاقة النظيفة والمتجددة وغيرها من محاور هذا المجال، وذلك بهدف نشر الوعي والثقافة حول قضايا الاستدامة ودورها في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

مبنى صديق للبيئة

صُمم مبنى مكتبة محمد بن راشد، ليتوافق مع الخطط والاستراتيجيات التي تنتهجها إمارة دبي للتحول نحو الاستدامة ويفي بالتزامات الحفاظ على البيئة؛ حيث يوفر حوالي 10 في المئة من طاقته بواسطة الألواح الشمسية الموجودة على سطحه، بالإضافة إلى تقليل استهلاك مياه الري بنسبة 50 في المئة، وإعادة استخدام المياه التي يتم جمعها من مكيفات الهواء لريّ المساحات الخضراء.

ويتميز تصميم الهيكل الخارجي لمبنى المكتبة، بقدرتها على عزل داخله عن المؤثرات الخارجية، بالإضافة إلى زيادة فترات التظليل الذاتي إلى أقصى درجة ليسهم في التقليل من الاحتفاظ بالحرارة، إلى جانب استخدام النوافذ نظاماً ذكياً لتعديل كميات الضوء والحرارة التي تدخل إلى المبنى لزيادة مستويات كفاءة استهلاك الطاقة وتوفير جو مريح للزوار.

وبهذه المواصفات والأنظمة والمعايير العالية، حصلت مكتبة محمد بن راشد على العلامة الخضراء والشهادة البلاتينية لعام 2022، من برنامج «الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)»، التابع للمجلس الأمريكي للمباني الخضراء (USGBC)، والذي يعتبر أكثر نظام معتمد لتصنيف المباني الخضراء في العالم. كما فازت بجائزة «السعفة الذهبية» ضمن نظام «السعفات» للمباني الخضراء في دبي، والذي يضم 3 فئات لتمييز المباني الصديقة للبيئة والخضراء.

فعاليات الاستدامة

نظمت مكتبة محمد بن راشد، منذ افتتاحها، مجموعة من الفعاليات والأنشطة وورش العمل التعليمية والترفيهية المبتكرة بشكل دوري، والموجهة إلى الشباب والأطفال والعائلات، الهادفة إلى نشر الوعي والثقافة حول قضايا الاستدامة ودورها في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

وتنوعت فعاليتها لتعزيز المعرفة بقضايا التغير المناخي، لتسلط الضوء على الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، والزراعة، والحفاظ على البيئة المحيطة، والتي يشارك فيها نخبة من الخبراء والمتحدثين والمتخصصين في العديد من المجالات، لتشكل المكتبة اليوم منصة حوارية وتثقيفية وتعليمية رائدة لتبادل الأفكار والخبرات في قطاع الاستدامة.

ومن بين ورش العمل، نظمت المكتبة ورشة عمل للأطفال، حول مفهوم الاستدامة، والتي تضمنت أنشطة تعليمية وتفاعلية تتعلق بالبيئة والاستدامة، لتشجيعهم على فهم أهمية إعادة التدوير والتفكير في كيفية استغلال المواد والأشياء المتاحة من حولهم بطرق أكثر إبداعاً.

كما نظمت ضمن برنامج فعالياتها الصيفية، سلسلة ورش عمل ممتعة بعنوان «تبسيط العلوم للصغار»، والتي شهدت مشاركة واسعة وتفاعلاً كبيراً من الأطفال؛ حيث ركزت على الاستدامة وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية، إلى جانب تقديم شرح للعلوم بطريقة مبسطة ومسلية، وكيفية إعادة التدوير للمواد والحد من استخدام المواد البلاستيكية.

وركزت ورش العمل، على عدة موضوعات من بينها: حماية كوكب الأرض والاستدامة والتغيرات المناخية، إلى جانب تقديم نصائح عملية للأطفال حول كيفية المشاركة في الحفاظ على البيئة ببساطة وسهولة في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى تطبيقات عملية عن زراعة النباتات الصغيرة.

وعمل قسم الخدمات المكتبية على إحيـــاء وتفعيـــل الكتـــب الورقيـــة بحضـــور مهرجـــان الوراقيـــن للكتـــاب المســـتعمل، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل بمكتبة الطفل لزراعة حبوب العدس وتلوين وقـــراءة مجموعة من القصص حول الاســـتدامة، وتنظيـــم نشـــاط كتابـــي لأطفـــال المدارس والزوار حول كيفيـــة المحافظة علـــى البيئة؛ وذلـــك من خلال كتابة مشـــاركاتهم ووضعها على شـــجرة الاســـتدامة فـــي مكتبة الأطفال.

وفي إطار الالتزام بتعزيز الاستدامة، تعمل المكتبة على تنظيم ورشة مستقبلية حول التغير المناخي بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، ومن بين المبادرات العمل على وصول فريق الاستدامة إلى المناطق النائية لتعزيز التعليم والمعرفة، وتوفير المياه المجانية ومرافق إعادة التدوير، إضافة إلى الأنشطة الموجهة لأصحاب الهمم، وإطلاق مبادرة القوى العاملة، وصناديق إعادة التدوير داخل المكتبة، وغيرها من المبادرات المتميزة.

مبادرة عالم يقرأ

تشكل مبادرة «عالم يقرأ»، مبادرة طموحة أطلقتها مكتبة محمد بن راشد بالتعاون مع عدة جهات، تهدف إلى تحفيز شغف المعرفة والقراءة بين الأجيال القادمة، ومن خلال استقبال تبرعات الكتب من دور النشر المحلية والكتّاب والمؤلفين وإعادة توزيعها على المكتبات المدرسية والمؤسسات المحلية، نعزز مفهوم الاستدامة من خلال إعادة استخدام الكتب وتقليل الفاقد في الموارد. وسيسهم إعادة تدوير الكتب وتوزيعها في الحفاظ على البيئة وتقليل الهدر، مما يجعل المبادرة ليست فقط وسيلة لنشر المعرفة، ولكن أيضًا وسيلة لتعزيز الوعي البيئي والاستدامة في المجتمع.

رؤية مستقبلية

تسهم مكتبة محمد بن راشد، بدور مهم بوصفها أحد الركائز المعرفية في المنطقة، من خلال برنامج واستراتيجية واضحة وخطة عمل مستقبلية تستهدف تشكيل مستقبل أكثر استدامة ووعيًا بيئيًا للأجيال القادمة، من خلال ما تحتضنه من كنوز معرفية وموارد رقمية ومطبوعة حول موضوعات البيئة والاستدامة.

كما تعمل المكتبة، على تشجيع البحث العلمي في هذا المجال وتقديم المساعدة للباحثين والطلاب من خلال توفير مساحات وقاعات للدراسة والبحث مجهزة وفق أحدث المعايير العالمية، حيث تضم 6 قواعد بيانات عالمية تضم أكثر من 6 ملايين إجمالي العناوين في درجتي الماجستيـر والدكتوراه، بالإضافة إلى استضافة الخبرات والأكاديميين حول العالم لتبادل المعرفة مع زوار المكتبة.

ويتضمن برنامج فعاليات مكتبة محمد بن راشد المستقبلي، تنظيم سلسلة من ورش العمل والدورات التعليمية حول موضوعات الاستدامة، مثل إدارة النفايات، والزراعة المستدامة، والطاقة المتجددة، والمتاحة لجميع الأعمار والخلفيات، بالإضافة إلى استضافة معارض دورية تستعرض أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إطلاق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة أحمد علي.. بطل الفضاء في المستقبل المدرسة الفائزة بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي: التعاون مع ولي الأمر ساهم في الفوز عام الاستدامة تابع التغطية كاملة

أطلقت اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام، الذي اعتمده مجلس الوزراء كسياسة استرشادية لدمج مبادئ الاستدامة في جميع أنشطة ومبادرات التحول الرقمي في الجهات الحكومية في الدولة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الجاهزية الرقمية المستدامة في دولة الإمارات.
وجاء إطلاق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام ثمرة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتمديد «عام الاستدامة» ليشمل عام 2024 والبناء على ما تحقق من نجاحات خلال عام 2023، وبما يسهم في تحقيق التزامات الدولة بمكافحة آثار تغير المناخ وطموحاتها نحو مستقبل مستدام معزز بتكنولوجيا المستقبل والتحول الرقمي في جميع القطاعات.
ويشمل الإطار مبادئ توجيهية في 8 محاور تسترشد بها الجهات الحكومية لضمان تحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة وتعزيز مستقبل رقمي مستدام، وتتضمن مبادرة الحكومة اللاورقية، ومشروع الحكومة اللانقدية، ومراكز البيانات والحوسبة السحابية الخضراء، والمشتريات الرقمية المستدامة، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية والتطبيقات والبرمجيات الخضراء، والإدارة المستدامة للأجهزة الرقمية، ومهارات التحول الرقمي المستدام، وأدوات التعاون الرقمية المستدامة.
وقالت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي: «يأتي الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ويعكس جهود حكومة دولة الإمارات المستمرة للارتقاء بالكفاءة الحكومية وخلق الفرص المستدامة».
وتابعت: «يهدف الإطار إلى مأسسة مبادئ الاستدامة الرقمية وتفعيلها في جميع مبادرات وأنشطة التحول الرقمي، مما يعزز من الجاهزية والتفوق الرقمي الحكومي بالتركيز على آليات عمل جديدة تمكن الجهات الحكومية من الاستثمار في فرص التكنولوجيا الخضراء بشكل فعال. هدفنا دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة وتقديم نموذج عالمي في الاستدامة الرقمية».
من جانبه، قال معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: «الغاية العليا من العمل الحكومي، في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي خدمة الناس. وبتوجيهات سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، وتماشياً مع استراتيجية الحكومة الرقمية لدولة الإمارات، تبنت وزارة المالية الاستدامة في مشاريعها لإحداث تحوّل شامل ومؤثر من خلال توظيف أحدث التقنيات الذكية وأفضل الممارسات التكنولوجية المستدامة القائمة على التطوير والتحسين والابتكار المستمر».
وأكد معاليه أن وزارة المالية تولي اهتماماً خاصاً لتطبيق نهج المشتريات المستدامة في الخدمات المقدمة للجهات الاتحادية وقطاع الأعمال للإسهام في ترسيخ الأسس الرئيسية للاقتصاد المستدام، وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، بما يضمن خفض الأثر البيئي والانبعاثات، ويدعم جهود الدولة نحو ترسيخ الاستدامة في جميع القطاعات.
بدوره، قال المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية: «إن اعتماد الإطار العام للتحول الرقمي الحكومي المستدام يعكس رؤية القيادة الرشيدة للمضامين الكامنة في التحول الرقمي باعتباره توجهاً شمولياً يأخذ بعين الاعتبار بُعد الاستدامة، بوصفه مكملاً للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والحضارية. ونحن في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية سعداء بأن تكون الاستدامة جزءاً أصيلاً من استراتيجيتنا من خلال تسريع التحول الرقمي باستخدام الممكنات الرقمية، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى وهو التكامل بين الجهات على المستويين الاتحادي والمحلي».
بدورها قالت ليلى السويدي، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية: «الإطار العام للتحول الرقمي الحكومي المستدام، يؤسس لمرحلة مهمة، ويؤطر الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة الإمارات، من أجل تعزيز مهارات التحول الرقمي لدى الموظفين والمؤسسات، كثقافة عمل، وممارسة يومية، كما يعكس حرص قيادتنا الرشيدة على تمكين المؤسسات والمواهب الحكومية من استدامة مهارات التحول الرقمي، وتعزيز جاهزيتهم ودعمهم بمهارات المستقبل، حتى يكونوا قادرين على استشرافه ورسم ملامحه».

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس وزراء الهند في ضحايا حادث التدافع
  • بملامح حزينة.. محافظ الجيزة يودع العاملين برسالة شكر قبل مغادرة مكتبه
  • إطلاق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام
  • محمد بن راشد: متفائل بجيل إماراتي قارئ ومثقف معتز بهويته وقادر على استيعاب ثقافات العالم
  • أحمد فيصل علي بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى الدولة
  • مكتبة الملك فهد الوطنية تُعرّف بخدماتها في معرض سيئول للكتاب
  • مكتبة الملك فهد الوطنية تُعرّف بخدماتها في معرض سيؤول للكتاب
  • رئيس الدولة ونائباه وسلطان والحكام يعزون أمير الكويت في وفاة سهيرة الأحمد
  • جوجل تستثمر في شركة الطاقة الشمسية التايوانية لتعزيز الطاقة الخضراء
  • المكتبة الوطنية الروسية تضم 17 مليون إصدار و800 ألف كتاب إسلامي