مؤرخ تونسي: تحولات عالمية ضد "الفكر الصهيوني" بعد حرب غزة (مقابلة)
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
اعتبر المؤرخ التونسي عبد اللطيف الحناشي أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية داخل المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أعطى وهجا جديدا للقضية الفلسطينية.
وقال الحناشي في مقابلة مع الأناضول، إن "عملية طوفان الأقصى من حيث نوعيتها والإنجازات التي حققتها برغم عدد الشهداء والجرحى والتدمير الشاسع الذي استهدف كل غزة تقريبا تركت الشعوب أولا وكذلك بعض الدول الغربية أو العربية تتخذ مواقف يمكن أن نقول إنها مشرفة".
وأضاف: "نقول ذلك لأن الحدث في حد ذاته هو الذي أعطى للقضية الفلسطينية وهجا جديدا بعد نحو عقد من وضع القضية في الثلاجة".
وتابع: "هذه العملية (طوفان الأقصى) لم تكتف بإعادة القضية الفلسطينية للواجهة وإنما ربما ستساهم في تغيير كثير من القضايا ذات الطابع السياسي بل حتى الجغراسياسي".
وأردف: "وربما تؤدي كذلك إلى تجذّر المواقف من الفكر الصهيوني وكذلك الكيان الصهيوني ليس لدى الأجيال العربية الشابة فحسب، بل أيضا لدى الشعوب والشباب في أوروبا الذي يتابع الأمر بدقة وأسف وألم".
ورأى الحناشي أن "قطاعا واسعا من الشباب الأوروبي وكذلك جزء من النخب استفاقت على ويلات ما يجري في غزة من إبادة جماعية لم يعرف التاريخ مثيلا لها".
ضعف الموقف العربي الرسمي
وعن ضعف الموقف العربي تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قال الحناشي إن "المتابع الدقيق للشأن السياسي في المنطقة - وخاصة بالنسبة للإقليم والعالم العربي - لا يمكن أن يستغرب مواقف أغلب أو كل الأنظمة العربية سواء تلك التي على حدود فلسطين أو حتى البعيدة عنها".
ويرى المؤرخ التونسي أن ذلك الضعف تحكمه عوامل عدة، منها تورّط الأنظمة العربية وخاصة المطبعة باتفاقيات مع إسرائيل، موضحا بالقول: "نفهم أن هذه الدول لها ارتباطات سياسية ودبلوماسية ليس مع الكيان (إسرائيل) فقط بل مع حلفاء الكيان".
التعاطي العربي مع معبر رفح "إيجابي"
إلا أن الحناشي يعتبر تعامل مصر مع قضية فتح معبر رفح إيجابيا، بالقول: "مسألة فتح معبر رفح مرتبطة بقضية جوهرية ليس فقط خوفا من ردود فعل الصهيونية بل ذلك الخوف من زحف أجزاء من سكان غزة رغم صمودهم ونضالهم في نوع من الهجرة، فالهدف الصهيوني هو حدوث نكبة في 2023 كما حدث عام 1948 ترحيل سكان غزة الى مصر والى الأردن".
الغرب ملتزم "بحماية" إسرائيل
وحول المواقف الغربية مما يحدث في غزّة قال: "يجب الإشارة إلى أنّ هبة الجماهير في بلدان أوروبا الغربية هي التي ساعدت على تغيير مواقف أغلب الدول مما يجري وخاصة لدى فرنسا وألمانيا وحتى إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا مهم جدا".
واستدرك قائلا: "لكن عندما نرجع إلى مواقف الدول الغربية الرسمية نرى أنها ملتزمة، أولا بوجود هذا الكيان وهو الدولة الثانية في العالم التي تمّ الاعتراف بها من الأمم المتحدة".
وثانيا يتابع الحناشي: "الدول الغربية لا تعتبر المقاومة في فلسطين وخاصة بقطاع غزة وحتى بالضفة الغربية مقاومة للاحتلال، بل نوعا من الإرهاب ضد سلطة شرعية".
وأشار إلى أنه "في العمق التاريخي تعتبر الدول الغربية أن اليهود ومنذ القرن الثامن عشر يمثلون عبئا على المجتمعات الغربية اجتماعيا واقتصادية يجب التخلص منه".
المشروع الصهيوني: مشروع استعماري إحلالي
ولفت المؤرخ التونسي إلى أن "الرؤية الغربية العميقة للعبء اليهودي عليها وتحالف الحركة الصهيونية في البداية مع بريطانيا ثم مع الولايات المتحدة ثم مع بقية الدول الغربية هو الذي ساعد على إقامة هذه الدولة".
ويخلص إلى أن "عمق هذا المشروع ليس صهيونيا بل صهيونيا إمبرياليا استعماريا، وما يفرق بين المشروعين هو أن الصهيوني مشروع استعماري إحلالي وليس استيطاني كما كان الأمر مع تونس والمغرب أو غيرها وحتى في جنوب إفريقيا كان نظاما عنصريا الأبارتهايد".
وأضاف موضحا: "بمعنى أن الذين هاجروا لجنوب إفريقيا لم يطردوا السكان الأصليين كما حدث في أمريكا عندما تم قتل وذبح الهنود الحمر".
المفكرون الغرب وعقدة "الهولوكوست"
وحول علاقة موقف المفكرين الغرب مثل يورغن هابرماس (ألماني) وإدغار موران (فرنسي) في مساندة الحرب على غزة، بعقدة الهولوكوست والمركزية الغربية قال الحناشي: "هذه العقدة ليست جديدة ولا ترجع فقط لحادثة ما يعرف المحرقة، بل قبل ذلك بكثير أي منذ بداية الثورة الفرنسية (1789) ودور اليهود في ذلك ومعروفة حكاية الضابط اليهودي درايفوس (1894) وكيف انتفضت النخبة الفكرية للتضامن معه على أساس اللاسامية".
وأضاف: "هذا يعكس استغلالا أو عدم فهم لمسالة السامية، ودائما أشك في مواقف هؤلاء المفكرين الذين استفدنا منهم في مجالات متعددة كثيرة، ولكن عندما يصلون لمسألة الكيان الصهيوني يتغير موقفهم وأفضل ما يمكن أن يعبروا عنه هو إيجاد حل سلمي ولكن لا يمكن الضرر بالكيان الصهيوني".
الموقف الشعبي الغربي .. تحولات جنينية
وحول هل أن الرأي العام الغربي يشهد تحولات تجاه إنصاف القضية الفلسطينية قال: "ما يحدث الآن عرّى طبيعة الصهيونية ونظامها العنصري الإحلالي الاستعماري، وهي نقطة أساسية بينت بربرية هذا الكيان، واستحضر كثير من الناس المجازر التي ارتكبت منذ 1948 والناس في أوروبا بدأت تحاول أن تفهم ما حدث في التاريخ وكيف حدث".
وأضاف الحناشي: "ما حصل هو أن الناس في الغرب بدؤوا يتلمسون إرهابية هذه الدولة (إسرائيل) وعدم مصداقيتها، وهذا مدخل مهم جدا لأن وسائل الإعلام الغربية أغلبيتها مسيطر عليها من قبل الصهاينة، وهناك دور مهم جدا لعبته عديد وسائل الإعلام العربية سواء باللغة العربية أو بالإنجليزية أو غيرها".
وتابع: "الآن في الذاكرة يرى الناس بالصورة والصوت ماذا فعل هؤلاء الذين يدعون الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان".
"أما أن تتحول الفكرة لديهم على أساس أنها (المقاومة) حركة وطنية، فهذا أمر يتطلب وقتا ولكن الفكرة بدأت تتغلغل أن هناك شعب فلسطيني يتعرض للتجاوزات يوميا في الضفة وغيرها"، يقول المؤرخ عبد اللطيف الحناشي.
العرب لا يرفضون السلام
وقال الحناشي "يجب الإقرار أن العرب بشكل عام لا يرفضون السلام ووافقوا على قرار 242 و833 الأممييْن، ووافقوا في بيروت سنة 2002 على مسألة حل الدولتين".
وتابع: "وملك السعودية (الراحل عبد الله الثاني) طرح مشروعا كاملا ينصّ على أن العرب ملتزمون بالقرارات الأممية وتقسيم الدولتين على أساس حدود 1967 والقدس عاصمة للدول الفلسطينية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الدول الغربیة حدث فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد قرار الجنائية الدولية.. ما الدول التي ستنفذ قرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟
نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، اليوم (الخميس)، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذا لزم الأمر، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة.
اقرأ ايضاًردود فعل دولية حول مذكرة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانتوأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».
وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».
كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».
بدوره، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن بريطانيا «تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية».
وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، لا دوراً سياسياً».
أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».
وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».
ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».
وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار هو مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».
أمل فلسطيني
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».
اقرأ ايضاًالجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وغالانت..نظرة قانونيةوأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.
وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».
وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند بعد قرار الجنائية الدولية.. ما الدول التي ستنفذ قرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟ تايلور سويفت تثير الجدل بساعتها الباهظة الثمن.. تفاصيل الساعة وسعرها شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على منطقة المواصي جنوب غزة تغريدة قديمة لـ ليام باين تعود للواجهة.. تحدث بها عن جنازته ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر السورية إلى 79 قتيلا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter