العاهل المغربي: التصعيد الأخير نتيجة حتمية لانسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
الرباط: نبه العاهل المغربي محمد السادس إلى خطورة تنامي الممارسات الإسرائيلية المتطرفة والممنهجة، والإجراءات الأحادية، والاستفزازات المتكررة في القدس، التي تقوض جهود التهدئة وتنسف المبادرات الدولية الرامية لوقف مظاهر التوتر والاحتقان ودوامة العنف المميتة.
وقال، في رسالة وجهها، الأربعاء29نوفمبر2023، إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إن الأعمال العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في قطاع غزة أبانت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأوضح، في رسالته، أنه رغم ارتفاع الدعوات بضرورة خفض التصعيد والتهدئة، وإتاحة الفرصة لإدخال الأدوية والمساعدات الإغاثية الأخرى، استمرت إسرائيل في قصف عشوائي عنيف، بالتزامن مع توغل قواتها البرية في القطاع، مخلفاً نزوح أكثر من مليون ونصف فلسطيني، ومزيداً من القتل والتدمير.
وتابع العاهل المغربي قائلاً: “إن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، والتمادي في استهداف المدنيين، يسائل ضمير المجتمع الدولي، وخاصة القوى الفاعلة، ومجلس الأمن باعتباره الآلية الأممية المسؤولة عن حفظ الأمن والاستقرار والسلام في العالم، للخروج من حالة الانقسام، والتحدث بصوت واحد من أجل اتخاذ قرار حاسم ملزم بفرض الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.”
واستحضر الأولويات الأربع التي جرى تحديدها خلال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي انعقدت في السعودية يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، والمتمثلة في الخفض العاجل والملموس للتصعيد، وحقن الدماء، ووقف الاعتداءات العسكرية، بما يفضي إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وقابل للمراقبة، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، علاوة على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية وبانسيابية وبكميات كافية لسكان غزة، وإرساء أفق سياسي كفيل بإنعاش حل الدولتين.
ولفت ملك المغرب الانتباه إلى أن التصعيد الأخير هو نتيجة حتمية لانسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، التي ستبقى مفتاح السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وذكّر بأن حل هذه القضية وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأم وعلى أساس حل الدولتين هو السبيل الكفيل بإقرار السلام العادل والشامل وتوفير الأمن والعيش الكريم لكل شعوب المنطقة.
كما شدد على ضرورة تمكين الفلسطينيين في قطاع غزة من المساعدات الإغاثية، التي يجب أن تصل إليهم بشكل آمن وكاف ومستدام وبدون عوائق.
وقال إن المغرب قام بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لساكنة القطاع، إسهاماً منه في جهود الإغاثة والعون التي يبادر بها المجتمع الدولي، وانطلاقاً من مبدأ التضامن الذي يطبع سياسة البلد الخارجية، حيث جرى تأمين إيصالها إلى المتضررين عبر معبر رفح، كما تم توزيع كميات مهمة من المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية في مدينة القدس الشريف.
واستطرد قائلاً: “بالرغم من قتامة الوضع وغياب آفاق التسوية في الشرق الأوسط، فإن الأمل ما زال يحدونا في تضافر جهود المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام. فرؤيتنا اليوم، وكما كانت دائماً، تعتبر السلام خياراً إستراتيجياً لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها وحمايتها من دوامة العنف والحروب. وهذا السلام الذي ننشده، مفتاحه حل الدولتين باعتباره الحل الواقعي الذي يتوافق عليه المجتمع الدولي، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المسار التفاوضي”.
وأكد موقف المغرب الراسخ بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، ودعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وختم العاهل المغربي كلمته بالقول: “بصفتنا رئيساً للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، فإننا نجدد التأكيد على ضرورة الحفاظ على الطابع الفريد لمدينة القدس، وعلى عدم المس بوضعها القانوني والحضاري والتاريخي والديمغرافي، باعتبارها مركزاً روحياً للتعايش والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.”
ويأتي تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذه السنة، كما جاء في رسالة ملك المغرب، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، فيما الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل خاص، تشهد، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أوضاعاً خطيرة وغير مسبوقة، بسبب التصعيد المحموم والمواجهات المسلحة واسعة النطاق التي راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى الدمار الهائل في المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة والبنية التحتية، والحصار الشامل على غزة، في خرق سافر للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: العاهل المغربی المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
«المصريين الأحرار»: الرؤية الفلسطينية نتاج الدبلوماسية المصرية وجهودها الحثيثة لحل عادل للقضية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الرؤية الفلسطينية التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس محل تقدير، والتي سيتم عرضها في القمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 مارس المقبل، وهي تأتي كأحد نتائج الدبلوماسية المصرية الناجحة.
وقال النائب عصام خليل، إن مصر لطالما وقفت بصلابة ضد محاولات التهجير، ونجحت في حشد الدعم الدولي لقضية فلسطين، حيث تمثل هذه الرؤية خطوة هامة نحو الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار، في بيان صحفي، أن الموقف المصري الداعم لقضية فلسطين لا يقتصر على الجهود الدبلوماسية فقط، بل يشمل أيضًا دور مصر الإنساني بكافة جوانبه من إمدادات غذاء ورعاية صحية وغيرها وصولًا إلى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة في إعادة الإعمار والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن دعوة مصر لعقد القمة العربية تشير إلى استعدادها للتنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولي لطرح حلول عملية بعيدًا عن سياسة التهجير المرفوضة شكلا وموضوعا.
وأشار خليل إلى أهمية أن تضع حركة حماس مصلحة الشعب الفلسطيني في المقام الأول، مؤكدًا على ضرورة أن يكون الحل الفلسطيني شاملًا ومبنيًا على أسس واقعية تحقق مصالح جميع الأطراف، كما أوضح أن موقف مصر الراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية يعكس دورها البارز عبر التاريخ وفي ابهي صورة تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار الإقليمي
وتابع: "جهود مصر الدبلوماسية والسياسية تضع القوى العالمية أمام مسؤولياتها؛ ولا سيما بأنها أكدت فعليًا وعمليًا وجود حلولًا قابلة للتنفيذ بعيدًا عن التهجير، وأن الدول العربية بقيادة مصر قادرة على الدفع باتجاه حلول سلمية تحفظ الحقوق وتدعم إعادة إعمار غزة والضفة الغربية والحفاظ علي أرض فلسطين لأهلها."