الأسبوع:
2025-01-03@17:15:27 GMT

الخط الأحمر واستجابة الشعب

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الخط الأحمر واستجابة الشعب

خط أحمر يُكتب بأحرف من الإصرار والإنسانية.. في هذه اللحظة، يرسم الرئيس عبد الفتاح السيسي خطًا جديدًا، لا يمكن تجاوزه، يُعلن فيه بوضوح «لا تهجير للفلسطينيين إلى مصر».

هنا، تنطلق صواريخ الرفض والإصرار، ومصر تقول بقوة: «التهجير بالنسبة لنا خط أحمر»، حيث يتشكل هذا الخط كدرع قوي يحمي كرامة وحقوق الأشقاء الفلسطينيين، منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم في القرار، والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، تمكنت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من انتزاع مواقف دولية للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية، واتساع رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى، وحرص الأطراف الدولية على التعاون المشترك لحشد الجهود الدولية، من أجل، دفع مسار إحياء عملية السلام، بهدف تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وكان آخر تلك المشاهد، التحول فى الموقف الأمريكي وتأكيد احترام سيادة مصر، واحتياجات أمنها القومي، والالتزام بضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر، أو أي دولة أخرى، وهو ما يعكس اعترافا بنفوذ مصر الإقليمي ودورها المؤثر في الساحة الدولية والعالمية لصالح دعم القضية الفلسطينية وحقوقها.

وهنا وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر تحيا مصر فلسطين، وسط حشود من الشعب المصري باستاد القاهرة، وأشار إلى الاحتلال الإسرائيلي بعدم المساس بالأمن القومي المصري وكما قال القائد في حديثه.. .. خط أحمر.. قائد خارطة الطريق، يعلمنا أن فقه الأزمات، يوحي إلينا، بأن ثمة فرصة يُمكن استثمارها بين طيات الأزمة.

القيادة الحكيمة تجعل من الازمات فرصة عادلة وحلول نهائية، ومستقرة لهذا الصراع الممتد لما يقرب من ثمانين عاماً، وقد التزمت الدولة المصرية، بالتزام صارم بمحددات الأمن القومي المصري، وثوابت القضية الفلسطينية، مع مرونة سياسية محترفة، وهو ما جعل لها موقعا متقدما في ترتيب الفاعلين لإيجاد سُبل، ومسارات الحل، والمؤكد أن مصر المصطفة دولة وشعباً في تلك اللحظة التاريخية، تمتلك رؤيتها الحكيمة نحو هذه المُعضلة، وفقاً لمبادئ التاريخ وقواعد العدالة، وأحكام الإنسانية.

إن الحرب على غزة كاشف وواقعي لقدرات الأنظمة على الصعيدين العربي والدولي، وهي أحد أهم المكتسبات التي يُمكن استثمارها لفرض رؤية، واقعية وعادلة، ونجاح مصر فى فرض كلمتها وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطيين فى القطاع، جاء اعترافا بمحورية دورها فى أى محاولة لحل الصراع، منذ بداية العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة في 7 أكتوبر، بذلت القاهرة خلالها جهودا سياسية وإنسانية مضنية لحقن دماء الأشقاء فى غزة، والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء البريئة، ونادت فى المجتمع الدولى من أجل إيقاف إطلاق النار، بل ووقفت مصر حائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية.

إن الدبلوماسية المصرية قامت بدور كبير على أكثر من مستوى، سواء الرئاسية أو الرسمية للدولة منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، فقد كان لهما دور أساسي وريادي في توجيه أنظار المجتمع الدولي نحو الجرائم التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وأن الأمر خرج عن فكرة أننا أمام دولة تدافع عن نفسها إلى دولة تدمر شعب بأكمله في عملية إبادة جماعية.

أيضا أشير إلى خطأ استراتيجى، يقع البعض فيه، يحول القضية إلى صراع دينى يهودى ــ إسلامى وهو بالضبط ما تريده حكومة إسرائيل، وتحالفاتها اليمينية، فى الداخل، والخارج! قضية فلسطين رغم أبعادها الدينية، والقومية الواضحة، إلا أنها بالأساس قضية قانون دولى، قضية حقوقية إنسانية بامتياز، وهذا هو السبيل الوحيد، من أجل الحصول على دعم الرأى العام الدولى.

وفى رأيى من الخطورة شيطنة الغرب بلا تفرقة بين حكومات وأفراد ومنظمات مجتمع مدنى!

صحيح أن النخب السياسية الغربية فى معظمها لم تنتصر للقضية الفلسطينية، لكن تظل هناك العديد من الأصوات الغربية المؤثرة سواء على مستوى الحكومات (إسبانيا والنرويج على سبيل المثال)، أو على مستوى الشعبى وكبار الفنانين والنقاد وكتاب الرأى، أو حتى على مستوى بعض المنظمات الحقوقية التى أثبتت أنها لا تكيل بمكيالين، فضلا عن مجتمعات متنوعة من طلاب وإعلاميين وإعلاميات ومواطنات ومواطنين عاديين انتصروا للقضية الفلسطينية وأدانوا حكوماتهم فيما يتعلق بتحيزها لإسرائيل! بل وحتى وبالرغم من فشل الأمم المتحدة كمنظومة معطوبة عن اتخاذ أى إجراءات تتعلق بنصرة القضية الفلسطينية، فإن أمينها العام، تحدث بشكل شديد الوضوح، عن جرائم إسرائيل وأشار إشارة نادرة، إلى أن العنف لا يولد من فراغ، وإنه نتيجة لتراكمات انتهاكات إسرائيل، لقواعد القانون الدولى، وهو أمر نادرا ما يقال على المستوى الأممى!

هذه مجرد عينة مما يجب على القارئة والقارئ العربى قراءته، وهو ما يوجب على صناع القرار العربى إدراكه، فرغم كل المآسى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى ــ ولا يزال ــ تظل هذه فرصة ذهبية لإعادة طرح القضية الفلسطينية على العالم بشكل مختلف وواقعى، بالتحيز للقانون الدولى، والتركيز على مخاطبة العالم بما يفهمه من مفردات، لا مجرد الاكتفاء بتوجيه خطابات الاستهلاك المحلى، التى قد تفرغ مشاعر الغضب لكنها لم ولن تؤتى بالجديد للشعب الفلسطينى.

فهى خطابات منتهية الصلاحية ولا تصلح مع العالم المعاصر بقيمه السائدة وبتوازن علاقات القوة فيها، لعلها واحدة من أعدل القضايا فى التاريخ الحديث، ولعله من أكثر الشعوب التى تعرضت للاضطهاد والظلم والتجاهل، بل والتآمر من المجتمع الدولى، وقواه الدولية، إنها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى العظيم!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل السيسي حماس غزة فلسطين القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

كامل الوزير: المجلس الوطني للاعتماد يحصل على الاعتراف الدولى من المنظمة الأوروبية

قام الفريق مهندس  كامل الوزير - نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بزيارة مقر المجلس الوطني للاعتماد بالمعادى حيث عقد الوزير اجتماعا موسعا  مع رئيس وقيادات المجلس  استعرض خلاله مهام المجلس وأهدافه  وهيكل المجلس والبنية التحتية للجودة فى مصر وآليات ومتطلبات وخطوات الاعتماد للجهات المختلفة  والجهات الدولية والإقليمية التي حصل المجلس على عضويتها  والدورات التدريبية المختلفة  التي يعقدها المجلس 

ووجه وزير الصناعة والنقل بضرورة اتخاذ كافة الاليات اللازمة نحو  المضي قدما لإصدار تشريعات قانونية جديده  بالتنسيق مع الجهات المختصة  وذلك فيما يتعلق بقيام كافة الجهات  بالحصول على الاعتماد من المجلس وفقا للدور  المنوط به مشيرا  الى حرص الوزارة على التأكد من التزام كافة الجهات بتطبيق اعلى معايير الجودة المحلية والدولية في مختلف المجالات 

كما تم استعراض  أنشطة المجلس خلال  الفترة الماضية فى مجالات الاعتماد المختلفة ومعدلات تطور أعمال التقييم والاعتماد داخل مصر وخارج مصر حيث استطاع المجلس الحصول على الاعتراف الدولى فى 10 مجالات اعتماد مختلفة مما ساهم بشكل كبير فى انتشار المجلس فى العديد من الدول الخارجية 

كما استطاع المجلس تقييم واعتماد 812 جهة تقييم مطابقة وكذلك تنفيذ 38 دورة تدريبية فنية لعدد 1073 متدرب من جهات تقييم المطابقة المختلفة من داخل وخارج مصر وكذلك المقيمين الفنيين للمجلس ، بالإضافة الى قيام  المجلس استطاع بالتوسع أفقياً فى 22 دولة عربية وأفريقية وأوروبية وقيامه باعتماد 82 جهة خارج مصر. وكذلك التوسع  بزيادة مجالات الاعتماد الخاصة به الى 13 مجال اعتماد تشمل معامل الاختبار والمعايرة والتحاليل الطبية وجهات منح شهادات نظم الإدارة ومنح شهادات المنتجات ومنح شهادات الأفراد والبنوك الحيوية والطب الشرعى ومنح شهادات الحلال والمصادقة والتحقق ومنتجى المواد المرجعية واختبارات الكفاءة الفنية وجهات التفتيش وذلك طبقاً للمواصفات الدولية الخاصة بكل مجال. 

وأكد وزير الصناعة والنقل على مواصلة الجهد على مدار الساعة خاصة مع الأهمية الكبيرة للمجلس الوطني للاعتماد الذي يعد بوابة رئيسية للصادرات المصرية فى الأسواق الدولية وله دور أساسي فى رفع القدرات التنافسية للمنتجات المصرية. 

كما أشاد الفريق مهندس كامل الوزير بحصول المجلس الوطنى للاعتماد على اعتراف المنظمة الأوروبية للاعتماد بالمجلس فى مجال اعتماد جهات المصادقة والتحقق باعتبارها خطوة محورية خاصة فى إطار تحول مصر الى سوق طوعي لتداول شهادات الانبعاثات الكربونية وكذلك اقتراب تطبيق آلية تعديل الحدود الكربونية فى الاتحاد الأوروبي CBAM. بالإضافة الى  ان المجلس الوطني للاعتماد يعد جهة الاعتماد الوحيدة من خارج الاتحاد الأوروبي والحاصل على الاعتراف فى مجال المصادقة والتحقق ، كما أن المجلس هو جهة الاعتماد الوحيدة بالعالم الحاصل على الاعتراف الدولى من المنظمات العالمية وثلاث منظمات إقليمية للاعتماد هى المنظمة الأوروبية للاعتماد والمنظمة الأفريقية للاعتماد والجهاز العربي للاعتماد.

وقام الوزير بتفقد إدارات المجلس الفنية المختلفة واطلع على  الخطة المستقبلية للمجلس فى مختلف مجالات الاعتماد ووجه بضرورة تطوير كوادر المجلس الفنية ورفع كفاءتها وشدد على المحافظة على الاعتراف الدولى بالمجلس باعتباره داعم رئيسي للصادرات المصرية  كما ناقش الوزير  أنشطة التدريب المتوقعة فى إطار افتتاح مركز التدريب الجديد الخاص بالمجلس والذى يحتوى على 5 قاعات تدريبية تسع أكثر من 120 متدرب والذى تم تأثيثه بكافة الإمكانيات التكنولوجية المتطورة لرفع مستوى أداء المجلس.

وعقب الاجتماع ترأس الوزير لجنة الوظائف القيادية للمجلس والخاصة بشغل عدد  ( 4) وظائف قيادية بالمجلس وهي  رئيس الإدارة المركزية لاعتماد المعامل ومدير عام اعتماد جهات التفتيش ومدير عام الجودة الشاملة ومدير عام التحول الرقمى حيث قام سيادته بمناقشة المتقدمين لهذه الدرجات الوظيفية واطلع على خبراتهم التراكمية واستمع الى رؤيتهم لتطوير أنشطة المجلس والمقترحات الخاصة بهم لدفع مستوى الأداء 

وفي بداية حديثه مع المتقدمين لشغل الوظائف القيادية بالمجلس  نقل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وتهنئته الى كافة المتقدمين بمناسبة العام الميلادي الجديد وتمنياته بالتوفيق للذين سيتم اختيارهم مضيفا ان مشاركته وترأسه اليوم للجنة الوظائف القيادية للمجلس تأتي في اطار الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الصناعة بالعنصر البشري واختيار كافة القيادات بالوزارة والجهات التابعة لها  وفق أفضل معايير الاختيار ومن هنا يتم الاختيار من خلال لجنة رفيعة المستوى تعطى الأولوية فى الاختيار لمن يحقق متطلبات ومهام الوظيفة.

مقالات مشابهة

  • إب .. فعالية ثقافية بمناسبة جمعة رجب تؤكد على الهوية الإيمانية ودعم القضية الفلسطينية
  • بينيت يتحضر للعودة للمشهد الإسرائيلي وسؤال القضية الفلسطينية يلازمه
  • السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
  • ختام فعاليات السينمار الدولى للكاراتيه بقــنا
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود.. جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • كامل الوزير: المجلس الوطني للاعتماد يحصل على الاعتراف الدولى من المنظمة الأوروبية
  • والي شمال دارفور: ذكرى الإستقلال تجيء والبلاد تمر بمؤامرة كبري تستهدف نهب ثروتها ،وإعادة إستعمارها
  • من باع القضية؟ ومن قبض الثمن؟
  • سام مرسي يواصل دعم القضية الفلسطينية
  • الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها