مصر تؤكد رفضها القاطع للتهجير القسري للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أكد مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد مصطفى عرفي، رفض مصر القاطع لأية محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري بأي صورة كانت، ورفضها سياسات التجويع والترويع والعقاب الجماعي والقتل العشوائي والمتعمد للمدنيين في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة السفير محمد مصطفى عرفي في اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء بمناسبة "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني".
وقال السفير عرفي"إن مصر حذرت من قبل مرارا وتكرارا، من أن انسداد الأفق السياسي، واستمرار سياسات الاحتلال الهمجية من قتل واعتقال ومصادرة أراض واستيطان، وتغييب الأمل، فضلا عن الانتهاكات المهينة من قبل متطرفين بل، ومسئولين بالحكومة الاسرائيلية، لمقدسات المسلمين والمسيحيين وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغ قوامها 144 ألف متر مربع، من شأنه تفجير الأوضاع، وبصورة لا يمكن لأحد التحكم في مسارها أو التيقن من مآلاتها،وهو ذات الأمر الذي عبر عنه بموقف أخلاقي عظيم السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو جوتريتش".
وأكد أن مصر بذلت منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر أقصى الجهد لاحتواء الأزمة ومنع اتساعها لجبهات أخري،فواصلت القيادة السياسية عبر عشرات اللقاءات والاتصالات آناء الليل وأطراف النهار،مساعيها الحثيثة لذات الغرض لوأد الخطر في مكمنه، وانخرط وزراء الخارجية العرب في جهد مستمر وتشاور لا ينتهي لصياغة موقف عربي وإسلامي جامع علي النحو الذي تمخضت عنه قمة الرياض العربية -الإسلامية المشتركة غير العادية،في 11 نوفمبر الجاري.
وأشار إلى أن موقف مصر القوي الواضح الذي لا مواربة فيه، أكد بجلاء أنها رفضت وسترفض رفضا قاطعا أي محاولة آثمة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للشعب الفلسطيني بأي صورة كانت، فما دون ذلك الكثير والكثير من التبعات لمن يعقل الأمور ويستبصر نتائجها، لافتا إلى أن هذا الموقف أثبت الفلسطينيون أنفسهم أنهم الأحرص عليه وأنهم يفضلون الموت على أرضهم دون النزوح عنها، كما أثبت هذا الشعب الأبي خواء حديث الكذب والأفك، الذي ردده مرجفون آنفا، بأن اجيالا سابقة من الفلسطينيين قد باعوا أرضهم، "فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ".
وشدد على أن مصر، وإن أكدت رفضها قتل المدنيين - أي مدنيين - اتساقًا مع قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بل ومنطلقات الأخلاق والأديان، فإنها ترفض وبكل قوة سياسات التجويع والترويع والعقاب الجماعي والقتل العشوائي والمتعمد للمدنيين، والتي أسالت نهرا دافقا من الدماء الزكية لأكثر من 15 ألف فلسطيني من المدنيين نصفهم من الأطفال والنساء،متسائلا: بأي ذنب قتل هؤلاء بآلة الحرب الإجرامية؟.
وقال "عرفي"إن مصر ترى أن ما شهده قطاع غزة مؤخرا من مجازر وحشية إنما يستوجب بلا ريب المساءلة القانونية الدولية، كي نعرف من أخطأ، ومن يتحمل العاقبة، مشيرا في هذا الصدد إلى ما طالبت به قمة الرياض العربية -الإسلامية المشتركة غير العادية، من اضطلاع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بدوره كي يقدم لنا الإجابة في هذا الخصوص.
ونوه إلى أن مصر نجحت، بالتعاون مع الأشقاء في قطر، في تمديد الهدنة وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية التي لا تزال إسرائيل تعوقها بصورة أو بأخرى، مؤكدا أن معبر رفح لم يغلق منذ اندلاع الأزمة وإنما أعاقت استخدامه إسرائيل من الجانب الآخر.
وقال "عرفي":"نجتمع اليوم إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تمثل قصة نضاله واحدة من أروع وأعظم قصص الكفاح الإنساني على مدار التاريخ، حيث يأتي احتفال هذا العام على خلفية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، بل والضفة الغربية أيضا، خلال الأسابيع الأخيرة الذي دفع الشعب الفلسطيني خلاله أفدح الأثمان عبر إسالة نهر من الدماء الزكية للمدنيين الأبرياء، لكنه أبدا لم يتخل عن أرضه، وأبدا لم يقبل تصفية قضيته"،مؤكدا أن المشهد الفلسطيني بكل هذا الصمود الأسطوري، الذي لا شك سوف يسجله التاريخ، وقال "كفانا مؤنة الكلام، فهو يشرح نفسه بنفسه لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".
وأضاف "إن الكلام ليطول، وإن القلوب ليثقلها قساوة المشهد، بيد أن الفلسطينيين كفونا الكلام بصمودهم الأسطوري".
وشدد على أن فلسطين هي قضية العرب المركزية، والأصح أيضًا أنها قضية الشرفاء بأصقاع الأرض ومشارقها ومغاربها، وكل من هو يحمل بداخله بعض شذرات من الضمير الإنساني الذي يرفض الضيم وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ويستنكف العودة إلى ممارسات العصور الوسطي التي تخجل منها البشرية.
وقال"عرفي":"عاشت فلسطين حرة وأبية ومستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،شاء من شاء وأبى من أبى.. عاشت فلسطين حرة وأبية ومستقلة، والمجد كل المجد للشهداء، والأطفال منهم البالغ عددهم 6000 طفل الذين ستظل أرواحهم البريئة الطاهرة في جوار ربها تتساءل بأي ذنب قتلنا لتجلب الخزي لقاتليهم وتكشف سوءات نظام عالمي اتبع سياسة الكيل بمكيالين".
ووجه السفير عرفي، الشكر لكل من انحاز لمقتضيات الضمير والأخلاق وتغير بعض المواقف، مؤكدا أنه حري بالجميع أن ينزعوا إلى جادة الصواب، وأن يقفوا إلى الجانب الصحيح من حركة التاريخ" وأن يرجعوا البصر كرتين، كي لا ينقلب البصر خاسئا وهو حسير".. واختتم كلمته بالقول "عاشت فلسطين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جامعة الدول العربية تصفية القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
حكومة المرتزِقة تؤكد ولاءها للكيان الصهيوني وتستجدي تدخلاً عسكرياً ضد الشعب اليمني
يمانيون../
بينما تحظى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية دعماً للشعب الفلسطيني بتأييد واسع عربي ودولي، تتخذ حكومة المرتزِقة موقفاً معاكساً يعكس انحدارها في مستنقع العمالة، حيث دعت علناً الغرب للتدخل العسكري في اليمن لحماية المصالح الصهيونية.
وكشفت تقارير إعلامية، الأحد، عن مساعٍ خبيثة لحكومة الفنادق، تمثلت في مطالبتها لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بشن هجمات على مدينة الحديدة، مقابل تأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، في محاولة لاسترضاء الكيان الصهيوني.
وفي كلمة أمام الكونغرس الأمريكي، أطلق سفير حكومة المرتزِقة في واشنطن، محمد الحضرمي، تصريحات استجدائية وصفها مراقبون بالمهينة، حيث دعا أسياده في الولايات المتحدة إلى “نهج جديد” يتضمن دعماً عسكرياً مباشراً لما يسمى “الشرعية”، بهدف استهداف ميناء الحديدة الذي يمثل شريان الحياة لملايين اليمنيين، بحجة مواجهة ما وصفه بـ”التهديد الحوثي”.
وأشار الحضرمي في كلمته إلى أن حكومته مستعدة لتقديم كافة التسهيلات لضمان حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، مؤكداً حاجة المرتزِقة إلى استراتيجية أمريكية جديدة تعزز من قدراتهم العسكرية والبشرية لخدمة أجندات تحالف العدوان والكيان الصهيوني.
واعتبر خبراء سياسيون هذه التصريحات إعلاناً صريحاً عن استعداد حكومة المرتزِقة للعب دور الحارس لصالح الكيان الصهيوني، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الملايين من اليمنيين الذين يعتمدون على ميناء الحديدة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
هذه الخطوة تأتي في وقت تتصاعد فيه عمليات المقاومة اليمنية ضد الأهداف الصهيونية في البحر الأحمر، تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه جرائم حرب وإبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 430 يوماً في قطاع غزة.