أكد مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد مصطفى عرفي، رفض مصر القاطع لأية محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري بأي صورة كانت، ورفضها سياسات التجويع والترويع والعقاب الجماعي والقتل العشوائي والمتعمد للمدنيين في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة السفير محمد مصطفى عرفي في اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء بمناسبة "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني".


وقال السفير عرفي"إن مصر حذرت من قبل مرارا وتكرارا، من أن انسداد الأفق السياسي، واستمرار سياسات الاحتلال الهمجية من قتل واعتقال ومصادرة أراض واستيطان، وتغييب الأمل، فضلا عن الانتهاكات المهينة من قبل متطرفين بل، ومسئولين بالحكومة الاسرائيلية، لمقدسات المسلمين والمسيحيين وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغ قوامها 144 ألف متر مربع، من شأنه تفجير الأوضاع، وبصورة لا يمكن لأحد التحكم في مسارها أو التيقن من مآلاتها،وهو ذات الأمر الذي عبر عنه بموقف أخلاقي عظيم السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو جوتريتش".
وأكد أن مصر بذلت منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر أقصى الجهد لاحتواء الأزمة ومنع اتساعها لجبهات أخري،فواصلت القيادة السياسية عبر عشرات اللقاءات والاتصالات آناء الليل وأطراف النهار،مساعيها الحثيثة لذات الغرض لوأد الخطر في مكمنه، وانخرط وزراء الخارجية العرب في جهد مستمر وتشاور لا ينتهي لصياغة موقف عربي وإسلامي جامع علي النحو الذي تمخضت عنه قمة الرياض العربية -الإسلامية المشتركة غير العادية،في 11 نوفمبر الجاري.
وأشار إلى أن موقف مصر القوي الواضح الذي لا مواربة فيه، أكد بجلاء أنها رفضت وسترفض رفضا قاطعا أي محاولة آثمة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للشعب الفلسطيني بأي صورة كانت، فما دون ذلك الكثير والكثير من التبعات لمن يعقل الأمور ويستبصر نتائجها، لافتا إلى أن هذا الموقف أثبت الفلسطينيون أنفسهم أنهم الأحرص عليه وأنهم يفضلون الموت على أرضهم دون النزوح عنها، كما أثبت هذا الشعب الأبي خواء حديث الكذب والأفك، الذي ردده مرجفون آنفا، بأن اجيالا سابقة من الفلسطينيين قد باعوا أرضهم، "فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ".
وشدد على أن مصر، وإن أكدت رفضها قتل المدنيين - أي مدنيين - اتساقًا مع قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بل ومنطلقات الأخلاق والأديان، فإنها ترفض وبكل قوة سياسات التجويع والترويع والعقاب الجماعي والقتل العشوائي والمتعمد للمدنيين، والتي أسالت نهرا دافقا من الدماء الزكية لأكثر من 15 ألف فلسطيني من المدنيين نصفهم من الأطفال والنساء،متسائلا: بأي ذنب قتل هؤلاء بآلة الحرب الإجرامية؟.
وقال "عرفي"إن مصر ترى أن ما شهده قطاع غزة مؤخرا من مجازر وحشية إنما يستوجب بلا ريب المساءلة القانونية الدولية، كي نعرف من أخطأ، ومن يتحمل العاقبة، مشيرا في هذا الصدد إلى ما طالبت به قمة الرياض العربية -الإسلامية المشتركة غير العادية، من اضطلاع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بدوره كي يقدم لنا الإجابة في هذا الخصوص.
ونوه إلى أن مصر نجحت، بالتعاون مع الأشقاء في قطر، في تمديد الهدنة وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية التي لا تزال إسرائيل تعوقها بصورة أو بأخرى، مؤكدا أن معبر رفح لم يغلق منذ اندلاع الأزمة وإنما أعاقت استخدامه إسرائيل من الجانب الآخر.
وقال "عرفي":"نجتمع اليوم إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تمثل قصة نضاله واحدة من أروع وأعظم قصص الكفاح الإنساني على مدار التاريخ، حيث يأتي احتفال هذا العام على خلفية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، بل والضفة الغربية أيضا، خلال الأسابيع الأخيرة الذي دفع الشعب الفلسطيني خلاله أفدح الأثمان عبر إسالة نهر من الدماء الزكية للمدنيين الأبرياء، لكنه أبدا لم يتخل عن أرضه، وأبدا لم يقبل تصفية قضيته"،مؤكدا أن المشهد الفلسطيني بكل هذا الصمود الأسطوري، الذي لا شك سوف يسجله التاريخ، وقال "كفانا مؤنة الكلام، فهو يشرح نفسه بنفسه لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".
وأضاف "إن الكلام ليطول، وإن القلوب ليثقلها قساوة المشهد، بيد أن الفلسطينيين كفونا الكلام بصمودهم الأسطوري".
وشدد على أن فلسطين هي قضية العرب المركزية، والأصح أيضًا أنها قضية الشرفاء بأصقاع الأرض ومشارقها ومغاربها، وكل من هو يحمل بداخله بعض شذرات من الضمير الإنساني الذي يرفض الضيم وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ويستنكف العودة إلى ممارسات العصور الوسطي التي تخجل منها البشرية.
وقال"عرفي":"عاشت فلسطين حرة وأبية ومستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،شاء من شاء وأبى من أبى.. عاشت فلسطين حرة وأبية ومستقلة، والمجد كل المجد للشهداء، والأطفال منهم البالغ عددهم 6000 طفل الذين ستظل أرواحهم البريئة الطاهرة في جوار ربها تتساءل بأي ذنب قتلنا لتجلب الخزي لقاتليهم وتكشف سوءات نظام عالمي اتبع سياسة الكيل بمكيالين".
ووجه السفير عرفي، الشكر لكل من انحاز لمقتضيات الضمير والأخلاق وتغير بعض المواقف، مؤكدا أنه حري بالجميع أن ينزعوا إلى جادة الصواب، وأن يقفوا إلى الجانب الصحيح من حركة التاريخ" وأن يرجعوا البصر كرتين، كي لا ينقلب البصر خاسئا وهو حسير".. واختتم كلمته بالقول "عاشت فلسطين".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية تصفية القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

لا للتهجير.. نعم لحل الدولتين

قالت دولة الإمارات كلمتها الواضحة، الصريحة، القاطعة والحاسمة التي تعبّر عن موقفها تجاه ما يتم تداوله حول خطط لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن وغيرهما، والاستيلاء عليه بحجة أنه لم يعد صالحاً للسكن ويجب تطويره.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حسم الموقف خلال اجتماعه أمس مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ماركو روبيو بتأكيد موقف الإمارات الثابت الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشدداً على ضرورة أن ترتبط عملية إعادة إعمار غزة بمسار يؤدي إلى السلام الشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما أكد أهمية العمل على تجنب توسيع الصراع في المنطقة بما يهدد السلم الإقليمي.
إن هذا الموقف يعبّر عن روح وضمير شعب الإمارات وقيادته الرشيدة تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يخوض نضالاً متواصلاً منذ ثلاثة أرباع قرن، ويقدم التضحيات من أجل تقرير مصيره واسترداد حقوقه التاريخية، وإقامة دولته المستقلة على أرضه، ويتعرض لأبشع عدوان بهدف إنهاء وجوده وتصفية قضيته.
تؤكد الإمارات أن الشعب الفلسطيني ليس فائضاً بشرياً، حتى يمكن التخلص منه أو تهجيره، إنه شعب وله أرض وصاحب حقوق، ولابد من التوصل إلى حل سياسي، أخلاقي وإنساني يقوم وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادئ العدالة الدولية.
وعندما تقول الإمارات لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم ونعم لحلٍّ على أساس قيام الدولتين، فهذا يعني أن العرب بمقدورهم عدم الإذعان لما ليس في صالحهم ورفض ما يحاول الغير فرضه عليهم.
تريد الإمارات من خلال صاحب السمو رئيس الدولة أن تؤكد أن تهجير سكان غزة خط أحمر، وأن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية وإنسانية وأخلاقية، ومرتبطة بالعدالة الدولية، كما تريد الإمارات أن تؤكد أن أي أرض لن تكون بديلاً عن أرض فلسطين.

مقالات مشابهة

  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • حركة المجاهدين تؤكد رفضها ادعاءات نتنياهو بخصوص جثمان الأسيرة “شيري بيباس”
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • محافظة صنعاء تشهد مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • صنعاء.. مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • لجنة الخارجية النيابية: رفض قاطع لأي مخططات تهجير للشعب الفلسطيني
  • لا للتهجير.. نعم لحل الدولتين
  • وسائل الإعلام تسلط الضوء على إشادة ملك إسبانيا بموقف مصر الرافض للتهجير القسري
  • رئيس وزراء اسبانيا: نرفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني وندعم ما ينتج عن القمة العربية
  • محمد بن زايد: الإمارات تؤكد موقفها الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني