عمان- في بعض الأحيان يتصرف المراهقون دون تفكير فيما إذا كانوا سيقعون في مشكلة ما، حيث تكون التصرفات والأفكار والمشاعر الخارجة عبر شخصياتهم جزءا من تجربة المراهقين النموذجية.

وفي أحيان أخرى قد تطغى العواطف على المراهق، وربما تتحكم في تصرفاته، وقد يقضي بعض المراهقين أيضا الكثير من الوقت في القلق المفرط بشأن المواقف الاجتماعية.

وعليه من المهم أن يكون الأهل قادرين على التمييز بين الحالة المزاجية "النموذجية" للمراهقين، وعلامات حالة الصحة العقلية مثل اضطراب الشخصية "الحدية".

اضطراب الشخصية الحدية نمط مستمر من عدم الاستقرار في العلاقات مع الآخرين وفي صورة الذات (بيكسلز) علامات اضطراب الشخصية الحدية

من جهتها تقول الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين أسماء طوقان للجزيرة نت: "يُعرف اضطراب الشخصية الحدية بأنه نمط مستمر من عدم الاستقرار في العلاقات مع الآخرين وفي صورة الذات والاندفاعية الواضحة واضطراب المشاعر، ويبدأ منذ البلوغ الباكر، ويمكن تشخيصه في سن المراهقة، أي قبل سن الـ18 في حال استمرت أعراضه لمدة سنة على الأقل عند المراهق".

وتوضح طوقان أنه يوجد عدة عوامل تساهم في ظهور اضطراب الشخصية الحدية عند المراهقين، منها:

عوامل وراثية، وهي تلعب دوراً في اضطرابات الشخصية، حيث يكون للجينات دور مهما في تشكيل هذه الشخصية. البيئة العاطفية، وغيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق، فهذه تزيد من احتمالية ظهور الشخصية الحدية. العلاقات الاجتماعية، فالتجارب السلبية للمراهق كالتنمر والرفض والشعور بالدونية والتعرض الى اعتداءات جنسية، تساهم أيضا في تطور هذه الشخصية.
قد تلعب عوامل وراثية دوراً في اضطرابات الشخصية لدى المراهق (بيكسلز) اختلافات واضحة

وتقول طوقان إن اضطراب الشخصية الحدية يظهر بنفس الطريقة عند المراهقين والبالغين، إلا أن هناك بعض الاختلافات الواضحة عند المراهقين مثل:

التعامل مع التغيرات العاطفية: فقد يكون هناك مزيد من التقلبات العاطفية نتيجة للتغيرات الهرمونية والنضج العقلي الذي يمر بهم، مما يمكن أن يزيد من حدة أعراض اضطراب الشخصية الحدية. تأثير العوامل البيئية: فالمراهقون عادة معرضون لتجارب الضغط الاجتماعي والنفسي أكثر من البالغين، وهذا يمكن أن يؤثر على تطور وتقدم اضطراب الشخصية الحدية بشكل مختلف. الاستجابة للعلاج: فالمراهقون قد يستجيبون بشكل مختلف لأنواع معينة من العلاج، وقد يتطلبون نهجا مختلفا أو تعديلات في العلاج مقارنة بالبالغين، ولكن إمكانية تعديل سلوكهم وتحسنهم تكون بشكل أفضل وأسرع من البالغين.
أسماء طوقان: المراهقون عادةً معرضون لتجارب الضغط الاجتماعي والنفسي أكثر من البالغين (الجزيرة) سلوكيات غير مقبولة

ولكن بماذا يشعر الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، وما الذي يدفعه للقيام بسلوكيات غير مقبولة؟

تشرح طوقان بأن المصابين باضطراب الشخصية الحدية في الحب والعلاقات العاطفية يعانون من مشاكل وعدم الاستقرار لسيطرة القلق والخوف من فكرة التخلي عنهم، وتظهر علامات الشخصية الحدية في هذه الحالة بالانخراط في سلوكيات مبالغ فيها لمنع الطرف الآخر من تركه، والشعور بأنه ليس له قيمة، وأنه شخص فاشل لا يستحق الحب.

وقد يقوم الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الحدية بالانخراط في سلوكيات ضارة مثل إيذاء النفس في محاولة للتخلص من الألم النفسي، أو مشاعر الانزعاج والضيق الشديد.

طرق علاج الشخصية الحدية

هناك عدة طرق لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، ومنها:

العلاج النفسي. العلاج الأسري. العلاج الجماعي، وذلك عبر مشاركة الفرد في جلسات جماعية، فهذا يمكن أن يكون له فائدة كبيرة في تعزيز المهارات الاجتماعية وتقبل الذات.
أمل بورشك: متابعة سلوك المراهق في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء تساعد في تشخيص الحالة مبكرا (الجزيرة) متابعة سلوك المراهق

وبدورها تقول المستشارة التربوية الأسرية الدكتورة أمل بورشك للجزيرة نت: "يبدو اضطراب الشخصية الحدية الناشئ لدى المراهقين على شكل توتر في العلاقات الاجتماعية، وكثرة تقلب المزاج، وفقدان السيطرة على السلوكيات الاندفاعية، والغضب الشديد والانفعال، والخوف من الهجران، وانخفاض مشاعره لتعزيز ذاته، مع شعور ملازم بالفراغ والوحدة مما يؤدي إلى الانفصال عن الواقع، أو الشعور بالاكتئاب أو البحث عن وسائل تدمر ذاته".

وتكمن أهمية معرفة الفرق بين الحالة النموذجية السائدة للمراهقين وأعراض الشخصية الحدية في متابعة سلوك المراهق في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء، لأنها تساعد في تشخيص الحالة مبكرا، والبحث عن طرق مختصة لمساعدة المراهق في التحكم بانفعالاته وتوفير بيئة داعمة له، وفق بورشك.

وتؤكد أن هذا يلقي العبء على كل من حوله للتصرف بحكمة وتفهم، مع الابتعاد عن كل ما يهيج انفعاله ويدفعه لفقدان السيطرة على نفسه.

أهمية التعاون مع المدرسة

وتنوه بورشك إلى أهمية التعاون مع المدرسة في فهم حالة المراهق، لأنها توفر فرصة الاستعانة بخبرات المرشد والمعلمين الهادئين والواعين لمثل هذه الحالات، وتنبه الأهل للوقوف على أسباب انفعاله وطبيعة سلوكه مع أصدقائه ومعلميه، وأثر حالته على تكرار بعض ممارساته الشخصية مثل إيذاء نفسه أو تكرار المشاكل في العلاقات الاجتماعية.

ويضاف إلى ذلك احتياج المراهق لفترة من الزمن للعودة من ردة فعله العاطفية القوية، والصعوبات التي يواجهها في التحدث عن مشاعره، وبالتالي متابعته والتحدث معه وتوعيته قدر الإمكان.

وتشدد بورشك على ضرورة استشارة الأخصائيين النفسيين عند ظهور سلوك خطر له ضرر ذاتي أو انتحاري أو مدمر مثل الإدمان، لمتابعة حالة الاستيقاظ لديه، ومدى تنظيم العواطف وفعالية التعامل مع الآخرين، وتحمل الضغوط مع الحرص على عدم تضخيم الأمور والتحلي بالصبر وسعة الصدر.

يجب استشارة الأخصائيين النفسيين عند ظهور سلوك خطر على المراهق (بيكسلز) مهارات علاجية

هناك علاجان أثبتا فائدتهما للمراهق الذي يعاني اضطراب الشخصية الحدية، وفق موقع "ماكلين هوسبتل"، هما:

1- العلاج السلوكي الجدلي: وهو علاج شائع لاضطراب الشخصية الحدية، ويستهدف معالجة "إيذاء النفس والسلوك الانتحاري". ويركز العلاج السلوكي الجدلي على أربع مجموعات مهارات منفصلة:

تركيز كامل للذهن. تنظيم العاطفة. فعالية التعامل مع الآخرين. تحمل الشدة.

2- إدارة الطب النفسي العام: وهي طريقة مصممة للمراهقين، وتركز على تزويد المرضى الصغار بمهارات بناء الحياة اللازمة لفهم حالتهم وإدارتها بشكل فعال، وتساعدهم هذه المهارات على التركيز على فكرة أنهم ليسوا مرضى، وأنهم يعيشون حياة طبيعة كاملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی العلاقات

إقرأ أيضاً:

معدلات التوحد المرتفعة عالميا تدق ناقوس الخطر!

اليابان – كشفت دراسة عالمية جديدة عن إصابة حوالي 61.8 مليون شخص باضطراب طيف التوحد (ASD) في عام 2021، أي ما يعادل شخصا واحدا من كل 127 فردا.

أجريت الدراسة ضمن إطار تحليل العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر (GBD) لعام 2021، والذي حدد اضطراب طيف التوحد كأحد الأسباب العشرة الأولى للعبء الصحي غير المميت بين الشباب دون سن 20 عاما.

وأظهرت النتائج الرئيسية تباينات كبيرة في انتشار اضطراب طيف التوحد عالميا، حيث كان الانتشار أعلى بشكل ملحوظ بين الذكور، حيث بلغ معدل الإصابة 1065 حالة لكل 100 ألف ذكر، أي ما يقارب ضعف المعدل بين الإناث الذي وصل إلى 508 حالات لكل 100 ألف أنثى.

وسجلت مناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك اليابان، أعلى معدلات انتشار عالمي (1560 حالة لكل 100 ألف شخص)، في حين سجلت منطقة أمريكا اللاتينية الاستوائية وبنغلاديش أدنى المعدلات.

ورغم الفروقات في الجنس والمنطقة، فإن اضطراب طيف التوحد موجود في جميع الفئات العمرية على مستوى العالم.

وتؤكد هذه النتائج على الحاجة الملحة للكشف المبكر عن التوحد وتوفير الدعم المستدام للأفراد المصابين به ومقدمي الرعاية لهم، في كافة أنحاء العالم.

ويتطلب معالجة العبء الصحي العالمي الناتج عن اضطراب طيف التوحد تخصيص الموارد اللازمة لبرامج الكشف المبكر وتحسين أدوات التشخيص، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث يعاني العديد من الأشخاص من محدودية الوصول إلى الرعاية. كما يجب دعم مقدمي الرعاية وتوفير خدمات مصممة لتلبية الاحتياجات المتطورة للأفراد المصابين بالتوحد طوال حياتهم.

وتقدم هذه النتائج أساسا حاسما لتطوير السياسات والممارسات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة لملايين الأفراد المصابين بالتوحد حول العالم.

نشر الدراسة في مجلة “لانسيت للطب النفسي”.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • 3 جوائز تميز لشرطة دبي من "الجمعية الدولية"
  • شرطة دبي تحصد 3 جوائز تميز دولية
  • بيتك في مصر .. الخارجية تطلق مبادرة جديدة للمصريين في الخارج
  • «بيتك في مصر».. «الخارجية» تطلق مبادرة جديدة لتوفير سكن للمواطنين بالخارج
  • شرطة دبي تحصد 3 جوائز تميز من جوائز الجمعية الدولية لقادة الشرطة
  • مراهق يطعن أستاذه بسكين داخل مدرسة في الموصل
  • حظر تيك توك بعد مقتل مراهق
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التوحد
  • تعليق مفاجئ من صلاح عبد الله على حالته الصحية.. ماذا قال؟
  • معدلات التوحد المرتفعة عالميا تدق ناقوس الخطر!