طرطوس-سانا

يسلط المخرج عصام علام في عمله المسرحي الجديد “طريق النحل” الذي استضافته خشبة المسرح القومي بطرطوس الضوء على تبعات الزواج الخاطئ، والنتائج المترتبة على تسرع الأنثى باختيارها شريك حياتها وانعكاس ذلك على شخصيتها وأسرتها ومستقبلها.

خمسة نساء قدمن نماذج مختلفة عن أسباب اتخاذ الفتيات قرار الزواج، بعضها مبني على الجانب العاطفي الذي يفقد الأنثى القدرة على رؤية الجوانب السلبية عند الرجل أو الارتباط القائم على الوضع الاقتصادي والمعيشي للفتاة سواء سعيا وراء المال أو هربا من حياة أسرية قاسية إلى جانب المرأة المضحية مع زوجها غير المبالي ليتركها ويتزوج بأخرى، ما يفقدهن شخصيتهن الحقيقية وقدرتهن على تحقيق أهدافهن وطموحاتهن، ويسبب فشل الحياة الأسرية.

المخرج وكاتب سيناريو العمل علام وهو مؤسس ومدير الفرقة جسد في هذا العرض شخصية الرجل إلى جانب النساء الخمسة، موضحا في تصريح لمراسلة سانا أن فكرة العمل تندرج في إطار توعوي يتخلله بعض الكوميديا لعرض العلاقة التي تربط الشباب مع الفتيات في عمر الزواج ومخاطر اتخاذ القرار الخاطئ بعيدا عن الأسس الصحيحة لبناء حياة أسرية سليمة.

العمل الذي شاركت ببعض أفكاره وعملت مساعدة مخرج له ليزا غازي اعتبرته “نور أبو تلجة”، أحد اعضاء الفرقة، أنه عمل هدفه التأكيد على التفكير الجيد ليكون قرار الزواج ناجحاً، في حين اعتبرت “لارا محفوض” أن فكرة العمل وحبها للمسرح كانا سببا لقدومها من منطقة السلمية بمحافظة حماة للانضمام للفرقة ليكون العمل تجربتها المسرحية الأولى.

ومن الحضور، رأت نيفين حسين أن رسالة العمل موجهة للشباب والشابات معاً لعدم التسرع والانجرار وراء العواطف وضرورة تحمل المسؤولية والتعقل بخطوة الزواج، بينما قالت رند جديد: إن رجوع المرأة عن  قرار خاطئ وعودتها لإكمال مسيرة حياتها الحقيقية في متابعة التحصيل العلمي وتنمية هواياتها الأدبية والفنية يشكل نقطة بداية لإثبات الذات مع وجود دعم الأسرة والمجتمع .

بينما اعتبرت رشا حرفوش أن من أهداف العمل تغيير الصورة النمطية للمرأة التي تتخذ قرار الانفصال عن الزوج بعد تجربة فاشلة معه لتعود إلى حياتها مجددا لأن الزواج بحد ذاته ليس هدفاً أو غاية.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

غداً... مهرجان المسرح العماني يختتم عروضه ويعلن عن الفرق الفائزة

قدمت فرقة الدن للثقافة والفن العرض قبل الأخير لمهرجان المسرح العماني الثامن، بعرضها "تغريبة القافر" المأخوذ عن الرواية الفائزة بالبوكر لعام 2023 "تغريبة القافر" للكاتب العماني زهران القاسمي، وتحكي قصة القافر: شاب له القدرة على سماع صوت الماء وهو يمشي تحت الأرض؛ لأن حياته منذ ولادته مرتبطة بالماء. عرض حول عبره المخرج محمد خلفان الرواية إلى عرض مسرحي في مساء شكلت فيه الجماهير الغفيرة تظاهرة ثقافية رائعة وملفتة.

وشارك في المسرحية التي تميزت بالمجاميع في الخشبة الممثلة تاج نور في دور "كاذية بنت غانم"، وإدريس النبهاني في دور "الوعري" ومحمد الضبعوني في دور "الشيخ"، وأحمد الصالحي في دور "القافر"، وعمير أنور في دور "عبدالله بن جميل"، وأحمد الرواحي في دور "طويرش"، وميرة الشيزاوية في دور "الحيا"، وهثيم المعولي في دور "هتلان بن سيف"، وسندس الشيدية في دور "رمضيه الملسونة"، أما الممثلون الأطفال، كان عز محمد خلفان في دور القافر طفلا، وضي محمد خلفان في دور الحيا طفلة، وشاركهم علي الهنائي، وراشد الهنائي، ومحمد بشير، وديمة الشيزاوية، وسالم زايد ومجاهد الهنائي.

وفي الجلسة التعقيبية التي تلت العرض، أكد الدكتور فراس الريموني أن الرواية والمسرحية مساران مختلفان يعززان التآلف بين التاريخ والواقع والأسطورة، وقال: القصة يقودها متتبع جريان الماء تحت الأرض بالمعرفة والحدس والفطرة، والجانب الآخر شيخ الحارة المتعالي قاهر الطبقات المهمشة"، وأشار إلى أن المخرج نقل الدراماتوجي إلى فعل درامي مكتنز بالصور البلاغية واعتمد على مفارقة اللهجات وتداخل الزمن الذي أعطى الأحداث صراعا حيويا ومرونة في تأكيد فلفسة العمل المسرحي. مشيرا إلى استخدامه طريقة الوهم السينمائي، واللجوء إلى الخرافة والسحر، وبين الواقع البسيط الذي نعيشه

فضاء ساحر تشكله مجموعة من المستويات من الضوء والظل واللون المحمل بالدلالات العميقة، يفسرها حسب الريموني الصدق السليم والسليقة الإنسانية بتتع هندسة الأفلاج الغائرة.

ووصف الريموني المجاميع وهي تتحرك باللوحات الني توحي بالهزيمة وتبني وتهدم الحدث وتحمل نورها بالعصا التي تشكل الطرق، ويخترق صوت التراتيل ويشكل معادلا سمعيا ينشر الهيبة على الأحداث. وعن الديكور والأزياء، قال: "تشكل فضاء المدينة من الججر والطين بعبق الماضي وتكوينه الدافي والأزياء التي تعيد الصورة التراثية ودلالاتها، كما سيطرت الإضاءة الحارة كالأحمر والبرتقالي والبنفسجي الذي يعير عن الميثولوجيا على التكوينات، فيما حرك اللون الأخضر بصيص الأمل". وأضاف: " يقود الأداء المسرحي الفعل الجماعي بدافع الحماسة بين الهواية والاحتراف، ويلعب الجسد دورا في التشكيلات البصرية وأدوات صناعة الأداء، مع بعض الملاحظات على الصراخ والبكائية أحيانا التي هبّطت من الإيقاع، واعتمد الإخراج على الصورة البصرية بين الديكور والإضاءة وحركة الممثلين".

وأشاد هلال الهلالي بالجهود التي بذلها المخرج محمد خلفان وفريق العمل، واصفًا المسرحية بأنها تحدٍ كبير تم تجاوزه بنجاح. ملفتا إلى أن المخرج استطاع بمهارة تقديم رؤية بيئية تستلهم التراث المحلي وتتناول مضامين الرواية الفائزة للروائي زهران القاسمي بشكل فني ومعبر. وقال إن النص المسرحي كان مليئًا بالتحديات والمضامين العميقة، مثنيا على الأداء القوي للممثلين، لا سيما تجسيد شخصية الشيخ والطفلة التي أضفت عفوية ساحرة على العرض. كما أشار إلى أن العمل استطاع التوازن بين المفردات التراثية واللمسات الفنية الحديثة، مشيرًا إلى أن المخرج نجح في استغلال الفضاء المسرحي والموسيقى الشعبية لخلق تناغم بصري وسمعي مميز. وأشاد الهلالي بجماليات النص والرؤية الإخراجية التي وظفت التراث بأسلوب ذكي.

وأكد مخرج العمل محمد خلفان أن كل فرد في الفريق حمل العمل على عاتقه وآمن بفكرة تحويل الرواية إلى عرض مسرحي حتى قبل مشاهدة النص، مثمنا الجهود الكبيرة التي بُذلت في العمل على الرواية، مشيدًا بالكاتب زهران القاسمي وبفوز الرواية بجائزة البوكر العربية، وعبّر عن فخره بالأدب العماني الذي استطاع حصد جوائز هامة. كما أوضح أن هدفه كان إبراز الثقافة العمانية على خشبة المسرح، ولذلك اختار نقل القرية العمانية بجميع تفاصيلها، حيث تضمنت المسرحية ثلاث قرى عمانية. إلا أن بعض الصعوبات التقنية، وخاصة في الإضاءة، حالت دون إبراز تلك الانتقالات بوضوح. ووضح أن استخدام "الواقعية السحرية" في العرض، تجسدت في شخصية الطفل الذي ظهر من بطن أمه واستمر حتى نهاية العرض، وفي الدمية التي كانت تلاحق أهالي القرية كرمز للخرافة.

وضمن فعاليات العروض الموازية للدورة الثامنة من مهرجان المسرح العماني، قدمت فرقة "بالإعاقة نبدع" مساء أمس على مسرح الجمعيات مسرحية "حكيم الحياة"، التي جمعت عددا من الفنانين الشباب، منهم عبد الله بن شاكر البلوشي، راية بنت خميس العبرية، سعود بن سالم السيابي، أحمد بن إسماعيل البلوشي، نوح نبيل البلوشي، مروان بن جمال البلوشي، أحمد بن خميس الصالحي، طارق بن سعيد الشحي، وعادل بن سالم السيابي. المسرحية من تأليف عبد الله بن شاكر البلوشي، وإخراج الدكتور عبد الله شنون، بمساعدة المخرج المساعد سلطان الأحمد، بينما قام عيسى الصبحي بتصميم الإضاءة والسينوغرافيا، وأدار الكواليس وليد الكاسبي. "حكيم الحياة" تمثل تجربة فريدة من نوعها في المسرح العماني، حيث قدم العمل بطاقم كامل من الممثلين من ذوي الإعاقة، في خطوة تهدف إلى إبراز إمكانياتهم الإبداعية وقدرتهم على تقديم أداء مسرحي مميز يلامس القلوب.

واختتمت مسرحية "مسارات الحب والحرب" لفرقة تواصل عروض المهرجان المسرحية المتنافسة، وسيعلن مساء غداً الثلاثاء عن الفرق الفائزة في حفل سيحتضنه مسرح مدينة العرفان.

مقالات مشابهة

  • محامية: قانون العمل يميز المرأة في بعض الأحيان لصالح الأولاد
  • غداً… انطلاق منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 لرسم خارطة طريق تطور القطاع في المنطقة
  • غداً... مهرجان المسرح العماني يختتم عروضه ويعلن عن الفرق الفائزة
  • بنك نزوى يسلط الضوء على آفاق التمويلات الإسلامية
  • بنك نزوى يسلط الضوء على التمويلات الإسلامية في اللقاء المصرفي الإسلامي "ثمار"
  • دور النظارات المطلية في حماية العين
  • قمع عابر للحدود.. تقرير يسلط الضوء على استهداف المعارضين المصريين بالخارج
  • ندوة بعنوان "المرأة في ظل قانون العمل المصري" بالجيزة
  • أضغاث أوهام.. رجلٌ تائه بين الحقيقة والأحلام
  • مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يسلط الضوء على برامجه في معرض “الرياض تقرأ”