دراسة تكشف العلاقة بين السهر وخطر الوفاة المبكر
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
تشير دراسة فنلندية إلى أن الأشخاص الذين يفضلون السهر ليلا ويطلق عليهم اسم "بومة الليل" (nigh owl) يواجهون خطرا متزايدا بنسبة 9 في المائة للوفاة المبكر مقارنة بالأشخاص الذي يستيقظون باكرا ويطلق عليهم اسم "الطيور المبكرة" (early birds). وهذا الخطر المتزايد لا يرتبط بمدة النوم نفسها، بل بالعادات التي يمارسها الأشخاص الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر.
وتابعت الدراسة حوالي 23 ألف رجل وامرأة منذ عام 1981 حتى 2018، وسألت المشتركين عما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم يفضلون السهر ليلا أو الاستيقاظ باكرا، بالإضافة إلى ذلك ربطت أجوبة المشاركين بين حالات المرض. إذ تم تحليل أكثر من 8 آلاف حالة وفاة لتحديد العلاقة بين نوع النوم وخطر الوفاة. بحسب ما نشره موقع (تي أونلاين) الألماني.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر كانوا يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا ويستهلكون المزيد من الكحول والمخدرات السجائر والأطعمة الجاهزة والحلويات وغير ذلك. وقد وجد الباحثون أن هناك علاقة متبادلة بين نظام المكافأة في الدماغ والإيقاع البيولوجي الذي يمتد على مدار 24 ساعة، وأن مستوى استهلاك الكحول والتبغ يرتبط بالرغبة في البقاء مستيقظا لفترات أطول في الليل. وكما أظهرت الدراسة أن "بومة الليل" أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين، مما يعني أن عضلاتهم تتطلب المزيد من الأنسولين حتى يتمكنوا من الحصول على الطاقة التي يحتاجونها.
ووفقا للباحثين، فإن السبب وراء الخطر المتزايد للوفاة بين هؤلاء الأشخاص لا يكمن في طول الوقت الذي يبقون فيه مستيقظين وإنما في الأنشطة التي يمارسونها خلال هذه الفترة. إذ يشير الباحثون إلى أن العادات المسائية مثل استهلاك الكحول والتدخين تساهم في تقليل العمر المتوقع لهؤلاء الأشخاص. فيما يؤكدون أن إذا تم تجنب هذه العادات، فمن المحتمل ألا يواجه الأشخاص الذين يسهرون حتى وقت متأخر خطر الوفاة المبكر بنفس القدر الذي يواجهه الأشخاص الذين يستيقظون باكرا. بحسب ما نشره موقع (لايف ساينس) الأمريكي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأشخاص الذین
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم
كشفت نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة Antiquity أن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم قد تأثر بالرموز المستخدمة في التجارة، وهي عبارة عن نقوش وجدت على أسطوانات استخدمت في تبادل المنتجات الزراعية والمنسوجات.
ويعزز هذا الاكتشاف فكرة مقترحة في بحث سابق تقول إن الخط المسماري الذي تم تطويره في أوائل بلاد ما بين النهرين نحو 3100 قبل الميلاد ويُعتقد أنه أقدم نظام للكتابة، نشأ جزئيا من طرق المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين ونقل هذه المواد.
ووفقا للعلماء، فقد تم تطوير العديد من الرموز المحفورة على الأختام الأسطوانية الحجرية إلى علامات مستخدمة في "الكتابة المسمارية الأولية"، وهي نسخة مبكرة من الكتابة المسمارية المستخدمة في جنوب بلاد ما بين النهرين، جنوب العراق حاليا.
وركزت الدراسة على "الوركاء" (أو "أوروك")، وهي مدينة تاريخية في جنوب العراق، والتي كانت مركزا مهما للثقافة والتجارة منذ نحو 6000 عام.
وتم اختراع الأختام الأسطوانية المصنوعة من الحجر في هذه المنطقة. وكما يوحي اسمها فإن هذه الأختام كانت تأخذ شكل أسطوانة صغيرة يمكن لفها على ألواح من الطين الرطب، ما يترك نقوشا واضحة على الطين. ثم تُترك الألواح لتجف وتصبح مثل "وثائق" تحمل توقيعا أو علامة من الشخص الذي يمتلك الختم.
ومنذ عام 4400 قبل الميلاد فصاعدا، تم استخدام هذه الأختام كجزء من نظام المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين وحركة المنتجات الزراعية والنسيجية.
ووجد العلماء أن العديد من الرموز التي كانت تُنقش على الأختام الأسطوانية تطورت لاحقا إلى رموز الكتابة المسمارية الأولية، وهي شكل مبكر من الكتابة التي ظهرت بعد نحو 1000 عام. وهذا يظهر أن الكتابة المسمارية الأولية ربما نشأت جزئيا من الرموز المستخدمة في التجارة والمحاسبة.
وقام فريق من جامعة بولونيا الإيطالية بمقارنة زخارف الأختام الأسطوانية بالرموز المسمارية البدائية ووجدوا أن هناك رابطا مباشرا بين الاثنين.
وكشف التحليل أن الزخارف المتعلقة بنقل الجرار والقماش تحولت في نهاية المطاف إلى علامات مسمارية بدائية، ما يظهر لأول مرة وجود استمرارية بين الاثنين.
على سبيل المثال، هناك أوجه تشابه مذهلة بين النقوش على الأختام الأسطوانية التي تصور الأوعية (الحاويات التي كانت تُستخدم في العصور القديمة لحفظ وتخزين المواد المختلفة مثل الطعام، الماء، أو الزيت) والأقمشة ذات الحواف (الملابس أو المنسوجات)، والرموز المسمارية البدائية اللاحقة لنفس الشيء.
ويثبت الاكتشاف أن الزخارف المعروفة من الأختام الأسطوانية مرتبطة بشكل مباشر بتطور الكتابة في جنوب العراق، ويعطي رؤى جديدة مهمة في تطور أنظمة الرموز والكتابة، كما قال العلماء.
وكانت زخارف الأختام الأسطوانية تستخدم بانتظام بين 4400-3400 قبل الميلاد. وبالمقارنة، اخترع المصريون القدماء الهيروغليفية نحو 3250 قبل الميلاد.