شيخ الامين يحسم أمر المسيد
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
رصد – نبض السودان
نداء إلى كل العالم حكومات منظمات شعوب مختلفة يا ويح قلبي على هؤلاء الجوعى والعطشى والجرحى والجثث الملقاة على الطرقات.
ظللنا ومنذ الأيام الأولى لإندلاع الحرب اللعينة وبمشاركة كاملة من الحواريين من المريدين والاتباع نساء ورجال شابات وشباب ، نقدم الدعم الممكن من توفير للأكل والشراب ثلاث وجبات في اليوم ، لكل من يصلنا في المسيد ، وشيئاً فشيئا نجحنا وبمساعدة رب العرش الكريم ان نرسل الوجبات والمياه لبعض العجزة وكبار السن إلى داخل مساكنهم حتى لايتعرضون الى أي مكروه في الشوارع الغير آمنه.
تجمع شبابنا العاملين في الحقل الصحي وقرروا فتح عيادة داخل المسيد ظلت ابوابها مفتوحة وعلى مدار الساعة تستقبل كل الحالات وتقدم كل انواع الأدويه المتوفرة عندنا وبالمجان.
وبعد أن نجحنا في توفير عدد من المواتر ( التُك تُك) شرعنا في توصيل المياه الى داخل المنازل في كل المناطق الممكنة داخل أحياء أم درمان القديمة ولازلنا حتى الآن نقوم بذلك.
ظلت عيادتنا هي المكان الوحيد الذي يستقبل المصابين والجرحى والمرضى في كل ام درمان، يأتينا المرضى يحملون روشتات الدواء ومن مناطق بعيدة ونعطيهم ماهو ممكن.
وبما أن مسيدنا مفتوح أمام الجميع وسوف يظل حتى آخر ثانيه في حياتنا يزورونا المسلم والمسيحي واللاديني ، ولن نمنع أحد بسبب إنتماء ديني أو عرقي أو جهوي ، طالما أنه أتانا طائعاً وبمحض إرادته.
نفكر يومياً في تطوير وتوسعة عملنا وبفضل من المولى الكريم والذي من علينا بشيء من المال قررنا أن نسخره لما فيه خير البشريه والحمد لله وحتى اللحظه ، لم يصلنا شخص ورجع منا مكسور الخاطر.
فهل الاحسان الى الناس عارٌ او مسبة تجعل البعض يحرض الناس الى تعطيلنا أو قتلنا بتدمير مسيدنا وهو بيت من بيوت الله ويعج بالأرواح البريئة ..؟
بكل أسف تعرضنا يوم١٣ نوفمبرإلى الضرب ٤ مرات وعن طريق دانات وكلها كانت أهدافاً مصوبة وبدقة نحونا بدوافع القتل لكن العلي القدير حفظنا منها لان آجالنا لم تكتمل، لكننا نتساءل ولانتهم أحداً، هل اذا أوقفنا الاكل والشراب والعلاج الى المحتاجين هل سترتاح ضمائر هؤلاء الذين يريدون للناس الجوع والعطش والمرض؟ هل هؤلاء من أصحاب الضمائر الحيه؟ هل سيكونون سعداء عندما يشاهدون الناس الذين كان يوفر لهم المسيد الاكل وهم جوعى أو عطشى أو مرضى..؟
وهل سيكونون سعداء اذا تركنا جثةً في العراء لم نتمكن من غسلها والصلاة عليها وسترها؟
هل سيكونون سعداء اذا ما قامت الكلاب الضاله بنهش الجثث الملقاة على الطرقات؟
من يمتلك أي دليلاً إلى أننا نماري أحداً من أطراف الحرب لماذا لا يكشف ذلك؟
وكما يعلم الناس أبوابنا مشرعة أمام الجميع وكل صاحب حوجة مرحبٌ به وحتى من أتانا زائراً نضعه في حدقات أعيننا منذ لحظة قدومه وحتى مغادرته ونقدم له واجب الضيافة على أكمل وجه. وإذا زارنا البعض هل نوصد أبواب مسيدنا أمامه ، هل لم ولن نفعله وكل من يزورنا نضعه فوق أهداب أعيننا.
هل تحتاج أي قوة تمتلك المال والسلاح لمساحة صغيرة مثل مساحة مسيدنا الصغير لتنطلق منها أو تحتاج لمقر صغير مثله لتحمي قواتها ،؟ هل هناك صواريخاً منصوبة فوق مسيدنا البسيط المتواضع؟ وإذا قبلنا هذا الحديث الفج الفطير فهل نمتلك كل ام درمان او كل الخرطوم بل وكل السودان لنساعد طرفاً من أطراف الحرب على الآخر؟
يرمينا البعض وهي أصوات مشروخة ملفوظة بأننا نأوى مرضى وجرحى الدعم السريع؟ السؤال هل الدعم السريع بكل قوته وجبروته يحتاج لاعداد محدودة من الأسِرة لمرضاه أو جرحاه ؟ وهل الذين يسكنون ود البنا وأبوروف وبيت المال وود أرو ومكي وماجاورهم هم من الدعم السريع ، وهل لايعرف سكان هذه المناطق بعضهم البعض؟
نحن ليست لدينا أقبية أو منازل وغرف سريه نأوى فيها الناس.
الذين يبخسون الناس اشياءهم من المرضى ليس لدينا وقت لعلاجهم فالاحوج بالعالج هم الجرحى والمصابين إصابات خطيرة.
وصلتنا أصوات الشكر والثناء والشهادات التقديرية إحداها من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أم درمان ، فهل ذلك سبباً للبعض ليقول أننا غيرنا ديننا. ووصلتنا شهادة شكر من هيئة شئون الانصار ومن أسرة دكتور جورج عزيز ، ومن سعادة السفير اليوناني لمساهمتنا في إجلاء أعضاء السفارة اليونانية.
نسمع أصواتاً نشاذ أصحابها ذهبت عقولهم بأفعال يقومون بها من تعاطٍ للمخدرات ومعاقرة للخمور ونتمنى لهم من المولى عاجل الشفاء ، ولو أتونا طالبين علاجاً لوفرناه لهم او ساهمنا فيه، لكننا لن ندفع لهم في سبيل شهواتهم او مايذهب العقل.
نحن على ثقة بأن العقلاء في الدولة يثمنون مانقوم به لانه واجب ديني واخلاقي ووطني ، وإن أتى أجلنا فالرايه شامخه سيتقدم وبثبات من يحملها عنا ويؤدي رسالته على أكمل وجه وهي رسالة لن تسقط بموت شخص أو شخصين، ولو مات شيخ الأمين فهذا لابعني نهاية المطاف.
الوطن مستهدف من جهات عديدة والاسلحة التي يتم توجيهها نحوي وتلاميذي يجب نصوبها نحو الاعداء ، حتى لايدخلوا في قتل النفس التي حرمها الله لاننا مسلمون موحدون.
نقوم وسوف نواصل مسيرتنا في العطاء في أي بقعه من بقاع السودان حال ان تم تدمير مسيدنا الشامخ هذا وقد أوكلنا أمرنا الى الله الذي نستظل به ويحمينا.
الأمر الذي لا يخفى على أحد ان الله قد منحنا سعة في الرزق ونريد ان نتقاسمها مع الاخرين من شعبنا، ونمتلك المنازل في عدد من الدول الاوروبية والعربيه وغيرها وفي مقدورنا الاقامة في أي دولة منها لكننا رفضنا ذلك وبشكل قاطع، هو وطننا نريد أن نقيم فيه ونساهم في نهضته مع الجميع، وهو شعبنا ونريد مساندته وتقديم كلما هو ممكن له.
أوصلنا رسالتنا ولازلنا نوصلها عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهي التي ساهمت في أن يعرف الناس الطريق الينا وفي الخدمات التي وفرناها ولازلنا نوفرها، ولو لا ذلك لما وصلنا الناس الذين نجحنا في توفير ماوفرناه ونشكر الله على ذلك، ونحن من نحدد كيف ندير رسالتنا الاعلامية والتي وصلت كل العالم.
كبرى الفضائيات والمجالات والصحف العالمية ومنظمات الغوث المختلفة وعبر القارات تترصد وتتابع بدقه مانقوم به ، ولو لا الخطورة التي ستواجه العاملين معهم لأتونا ونقلوا للعالم مانقوم به كما أخبرونا بذلك ولكن سيأتي ذلك اليوم وقريباً بإذنه تعالى.
عندما بث بعض ضعاف الضمائر نبأ وفاة قيثارة الشعب القابض على جمر البقاء في داره الفنان الاستاذ ابوعركي البخيت ذهبنا للاطمئنان عليه ووجدناه صامداً متمسكاً بالبقاء وزادنا صموده وإصرارة بالبقاء داخل الوطن ولابوعركي التحايا التي يستحقها رمزاً ووعداً.
وعشمنا الاكبر أن تتوصل اطراف القتال الى وقف دائم للحرب وينعم السودان بالأمن ويحفظ الله الشعب والوطن.
نحن حسمنا أمر لن نغلق المسيد ولا العيادة ولا مطبخ الأكل وكل من يعملون معنا أوكلوا أمرهم لله وهو الحافظ الحفيظ وآخر شخص في المسيد سيقدم ما نقوم به الان حتى يختاره الله إلى جواره، خلافاً لذلك فموجودون بإذنه تعالى وهو حارسنا ومغطينا.
نرفع أيادينا بالدعاء أن يغفر الله ذنوب من يكيدون لنا وان يصفي قلوبهم وهو الغفور الرحيم، وأن يمد في أيامنا ويبسط في أرزاقنا جميعاً
الأمين عمر الأمين
أم درمان ودالبنا
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أمرنا الامين المسيد شيخ لن نغلق
إقرأ أيضاً:
كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الحمد قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن َمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد (الحمد لله).
وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله، وكما طهرته بالسواك، تطييبًا له؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة. وكان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندما دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ، فبللته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.
وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء، فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.
فاللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد، الذي علمنا الأدب مع الله، والحمد قد يكون أيضًا بالجنان؛ فالقلب يشكر ربه.
ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة:
«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد». والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.
فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، ثم تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.
وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال».
بعض الناس يصلي على نمط: (أرحنا منها)، يؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكنه يريد أن ينتهي من الفرض.
لابد أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا، تعلق القلب بالله هو حقيقة الحمد بالقلب.
والحمد قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».
وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له: "جزاك الله خيرًا".
«وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».
فإذا أنكرت عليه المعروف، فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه. ولذلك لا تشكر الله هكذا، عندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب. عدم الاعتراف هنا كأنه كذب. بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك.
فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيرة، وهي قلة ديانة.
ولذلك الحديث واضح: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».
إذن، فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق الله المعروف إليهم، فهو نعمةٌ مسداة من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير. و«الدال على الخير كفاعله».
لا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال، إِلَّا إذا شكر الناس.