"أمور مقلقة على الحدود المصرية لتنفيذ خطة بايدن ونتنياهو".. خبير يتحدث لـRT عن تنفيذ المخطط الكبير
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قال وكيل مباحث أمن الدولة والخبير الأمني والاستراتيجي اللواء خيرت شكري، إن هناك عدة تساؤلات حول أمور مقلقة تحدث على الحدود المصرية متعلقة بتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير.
إقرأ المزيدوردا على سؤال RT حول ما تتعرض له مصر من تهديدات، أجاب شكري على تساؤلات حول هل ما يحدث على حدود مصر الجنوبية والغربية والشرقية أمر طبيعي، أم إنه مخطط وترتيبات تآمرية مرتبطة بالمخطط الأمريكي "الشرق الأوسط الجديد".
وأضاف الخبير الأمني المصري أن هذا يدفع للسؤال هل يمكن تجاهل أو فصل واقعة يوم 7 أكتوبر عن مخطط الشرق الأوسط الجديد، مؤكدا أنه لن يخوض في الحديث عن المكاسب والخسائر التي حققتها حركة حماس من وراء معركة 7 أكتوبر، وكذا ما حققته إسرائيل من رد فعلها في تدمير وتهجير وإبادة شعب غزة، لأن هذا أمر مختلف عليه بين من مع أو ضد حركة حماس.
وتابع: "لكن بعد شهرين من هذا التاريخ، وما تم على الأرض من كوارث إنسانية هي الأولى على مر التاريخ، من مجازر إبادة شعب وترحيل المتبقي منه وتهجيره، علينا أن نتوقف أمام موقف عالمي وهو الصمت الدولي وعدم تحرك الحكومات تجاه ما يحدث في قطاع غزة من إبادة شعبها".
وقال: "هل هذا الصمت الدولي مرتبط بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإننا أمام حدث و هو 7 أكتوبر معد سلفا، و أن توقيت تنفيذه قد بدأ؟، وفكرة الوطن البديل للشعب الفلسطيني في غزة والضفة هو جزء هام وأساسي من هذا المشروع التآمري على منطقتنا العربية وفي مقدمتها مصر".
وأكد أنه لا يمكن فصل ما يحدث على حدودنا من اضطرابات وحروب أهلية بدول الجوار، وما يحدث في قطاع غزة وطرح فكرة سيناء الوطن البديل، وإبادة شعب شمال غزة وترحيلهم منها، عن مشروع الشرق الأوسط الجديد.
من هنا نستطيع القول أن تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد يكون من خلال أن تكون سيناء الوطن البديل لقطاع غزة، وأن تكون الأردن الوطن البديل للضفة الغربية، وإبادة الفلسطينين في شمال غزة بالكامل وتهجير المتبقي منهم إلى الجنوب قرب معبر رفح، مع القضاء على البنية التحتية لشمال غزة بالكامل بحيث لا تصلح للعودة اليها.
ونوه شكري أن الصمت الدولي يرجع إلي أن المطلوب هو محو غزة من خريطة الوطن العربي وضمها لإسرائيل، وتحويل شمال غزة إلي ميناء إسرائيلي، يخدم على مشروع ممر بايدن الاقتصادي من الهند مارا ( بالسعودية والأمارات والأردن وغزة) ومنها لإسرائيل وإلى أوروبا.
وقال إن مشروع ممر بايدن الذي تحدث عنه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتنياهو في الأمم المتحدة، والذي يمثل جزء هام من مشروع الشرق الأوسط الجديد، لا يمكن تحقيقة إلا بأمرين الأول هو الوطن البديل للشعب الفلسطيني في غزة والضفة لتكون مصر والأردن، والثاني إبادة الشعب الفلسطيني في شمال غزة وتحويلها إلي أرض بلا شعب، من هنا كان التأمر واستهداف مصر في حدودها الجغرافيا واقتصادها وجبهتها الداخلية ، لقبول مخطط الوطن البديل بأرض سيناء، هي تذكرة المرور لمشروع الشرق الأوسط الجديد.
وختم قائلا: "الموقف المصري كان واضحا وعبر عنه الرئيس بعبارة واحدة ، تهجير الشعب الفلسطيني لشمال سيناء خط أحمر ، وتحت هذه العبارة ضع مليون خط أحمر".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google الوطن البدیل شمال غزة ما یحدث
إقرأ أيضاً:
ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟
تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.
في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.
ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟
العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.
ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.
العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.
العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.
في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.
المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.
(الشرق الأوسط اللندنية)