عواصم - الوكالات

برز اسم الدكتور المهندس جمال الزبدة الذي اغتالته إسرائيل رفقة قادة بارزين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلال الحرب على غزة 2021.

ولم يكن ارتباط المحاضر الجامعي الستيني خريج الجامعات الأميركية، بالعمل العسكري معروفا حتى لدى أفراد أسرته والمقربين منه، لذلك شكل استشهاده رفقة نجله البكر أسامة وعدد من قادة كتائب القسام أبرزهم قائد لواء غزة باسم عيسى، "مفاجأة" بالنسبة للكثيرين.

في اليوم الثاني من حرب "سيف القدس"، 2021 قصفت طائرات حربية إسرائيلية المكان المُحصّن الذي كان يوجد فيه الزبدة وعدد من مهندسي المقاومة تحت الأرض، بأكثر من 20 صاروخاً أميركياً من نوع "GBU"، المخصَّص لاختراق الأماكن المحصّنة، ليستشهد هو ورفاقه، وتنعاه كتائب "القسام"، بجوار قائد لواء غزة في "الكتائب"، باسم عيسى، رفيق المهندس الأول، يحيى عياش. 

وبعد استشهاد القائد الزبدة وابنه، نشر جهاز الأمن الداخلي للاحتلال، "الشاباك"، وصفاً للشهيد قال فيه إنه كان يمثّل قوة أساسية وراء شبكة إنتاج الصواريخ، وأنه أحد أبرز خبراء البحث والتطوير في "حماس"، إضافة إلى أنه شارك أيضاً في تطوير المشاريع لبناء قوة الحركة، بحسب ما ورد في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية.

قبل نحو 37 عاماً، نال أحد أبرز مهندسي التصنيع في "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشهيد جمال الزبدة درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية والميكانيكا، من معهد فيرجينيا للفنون التطبيقية بالولايات المتحدة الأميركية، فعرفت أبحاثه في الديناميكا الهوائية وجناح دلتا، المستخدمة في صناعة الطائرات الحربية المختلفة، طريقها لعشرات المجلات والكتب العلمية المتخصصة.

لم يكن البروفيسور جمال الزبدة مواليد 1956، الذي تنحدر عائلته من مدينة حيفا المحتلة (شمال فلسطين) ويحمل الجنسية الأمريكية؛ معروفاً على الساحة الفلسطينية كقيادي في المقاومة، إلا أنه كان يعمل في الخفاء على عين قائد أركانها، محمد الضيف، لتطوير قدراتها العسكرية، مترأسًا مجموعة مهندسين وخبراء محلّيين، يعملون ليل نهار لتحويل الموارد الشحيحة في قطاع غزة إلى أدوات متقدّمة تواجه جيش الاحتلال.

وفي عام 1994، قرّر العودة إلى قطاع غزة للعمل كمحاضر في "الجامعة الإسلامية" في كلية الهندسة، ليبدأ مسيرة تطوير قدراته في الأبحاث العلمية، وينتقل ليصبح خبيراً في البرمجة بجوار علوم الهندسة. يقول أحد تلاميذه، الباحث سعد الوحيدي، إنه في ذات يوم سأل الشهيد ممازحاً: "عم (أبو أسامة) حدّ بسيب أمريكا وبيرجع على غزة؟"، فأجابه: "هذه البلاد أمانة وقضية يا سعد، ومَن عنده انتماء لقضيته لا أمريكا ولا 1000 أمريكا تغريه".

 ويقدّم الزبدة نفسه على موقع "الجامعة الإسلامية" في غزة، في سيرته الذاتية، على أنه عمل في "إدارة المشروعات والإشراف عليها، ومتخصّص في ميكانيكا الموائع والمكونات الهيدروليكية، وديناميكا الموائع الحسابية والديناميكا الهوائية، ومجال الهندسة الإنشائية، وتطوير البرمجيات". وفي عام 2006، بدأ عمله في المقاومة الفلسطينية بعدما انضمّ إلى فريق خاص وسرّي من المهندسين داخل "كتائب القسام" لتطوير الأدوات العسكرية للكتائب، بما فيها برنامج الصواريخ التي وصلت مدياتها في عام 2009 إلى 35 كلم، وفي عام 2021 لتغطّي كلّ فلسطين المحتلة.

الزبدة الذي خرّج أجيالًا كثيرة من المهندسين الأكاديميين، واستقطب سرّاً المئات منهم ليعملوا في البرنامج السرّي للمقاومة؛ لتطوير أدواتها العسكرية وخاصة فيما يتعلّق بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وضعه الاحتلال تحت الرادار منذ عام 2010، بعدما كان يشغل رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في "الجامعة الإسلامية بغزة".

تقول “أم أسامة” -زوجة الشهيد جمال الزبدة-: إنه جاءها يوما ليخبرها بالطريق الذي يسلكه مع المقاومة، وترك لها الخيار، فاختارت بلا تردد دعمه وإسناده، وأن ترافقه في “مشوار الجهاد والمقاومة”، وفق الجزيرة.

وقالت: “كيف أحزن وقد اصطفاه الله شهيدا، ومنحه الشهادة التي لم ينقطع يوما عن الدعاء بنيلها”.

ويُعتبر صاروخ "عياش 250" أحدث الصواريخ التي أدخلتها "كتائب القسام" إلى الخدمة، ويبلغ مداه أكثر من 250 كيلومتراً، وله "قوة تدميرية كبرى"، وأطلقته الكتائب الخميس الماضي في اتجاه مطار رامون جنوب إسرائيل، رداً على مقتل قياديّيها الأربعة.

كما تضمنت مجموعة الصواريخ الجديد صاروخ SH85 الذي استخدمته "كتائب القسام" للمرة الأولى أيضاً، ويبلغ مداه 85 كيلومتراً، بالإضافة إلى مجموعة الأسلحة المعروفة للحركة، وفي مقدمتها صاروخ القسام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: کتائب القسام فی عام

إقرأ أيضاً:

عنصر من حماس يفجر نفسه في قوة إسرائيلية شمال غزة

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة، أن أحد مقاتليها فجر نفسه في قوة إسرائيلية في شمال قطاع غزة.

وقالت القسام في بيان مقتضب: "في عملية مركبة تمكن أحد مقاتلينا من تفجير نفسه بحزام ناسف في قوة إسرائيلية مكونة من خمسة جنود وأوقعهم بين قتيل وجريح شمال قطاع غزة".

وأضافت "القسام" أنه بعد تقدم قوات النجدة الإسرائيلية للمكان قام مقاتلوها بقنص جنديين اثنين وإلقاء القنابل اليدوية عليهم.

وأوضحت "القسام" أن عملية التفجير حدثت في منطقة تل الزعتر في معسكر جباليا شمال قطاع غزة.

وهذه هي العملية الانتحارية الثانية التي يعلن عنها الجناح المسلح لحماس تنفيذها ضد جنود إسرائيليين خلال أيام.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الواسعة في مناطق شمال قطاع غزة، بهدف ما يقول إنه قضاء على البنى التحتية لحركة حماس، ومنع الحركة من إعادة بناء قدراتها العسكرية في شمال القطاع.

لكن العملية الإسرائيلية تسبب في تدمير واسع طال غالبية مناطق شمال قطاع غزة، في حين تتهم السلطة الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي بالسعي لتنفيذ "خطة الجنرالات" وإفراغ شمال قطاع غزة من سكانه.

مقالات مشابهة

  • كتائب شهداء الأقصى: أصبنا قائد العمليات الإسرائيلية في مخيمات الضفة
  • عنصر من حماس يفجر نفسه في قوة إسرائيلية شمال غزة
  • كتائب القسام تتبني تفجير قوة إسرائيلية في جباليا
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تشتبك مع جنود العدو وتدك آلياتهم بمحاور التوغل في غزة
  • المقاومة تقصف مقر القيادة الإسرائيلي في نتساريم وتوجه رسالة للسلطة الفلسطينية
  • “القسام” تجّهِزّ على قوة صهيونية من مسافة صفر جنوب غزة
  • روى النضال الفلسطيني في أزواد.. أحمد أبو سليم: أدب المقاومة إنساني والنظام السياسي يتطور بالثقافة
  • كتائب القسام تقنص جندياً صهيونياً شرق مخيم جباليا شمال غزة
  • كتائب القسام تبث مشاهد تدمير دبابة “ميركافا” شمال مخيم النصيرات
  • الصمادي: صيد الثعابين تظهر أن المقاومة تستنزف قوات النخبة الإسرائيلية