قدمت رياضة الإمارات مجموعة من المبادرات البناءة، تساهم في تعزيز مسيرة العمل المناخي الدولي، تزامنا مع استضافة الإمارات الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" بمدينة إكسبو دبي، من 30 نوفمبر (تشرين الثاني)  الحالي إلى 12 ديسمبر (كانون الأول)  المقبل.

وتنوعت المبادرات الرياضية بين جهود للحد من تداعيات التغيرات المناخية بسبب التلوث البيئي، في الملاعب والمضامير الرياضية، وبين مساعي ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، والاعتماد على المواد المعاد تدويرها، خاصة في ظل ارتباط الرياضة بوجود الجماهير في الأحداث والفعاليات والمسابقات الرياضية بأعداد تقدر بعشرات الآلاف.


ومن تلك المبادرات اللافتة إعلان حلبة ياس، المركز العالمي المتميز في رياضة السيارات، والتي تستضيف عدد من الأنشطة الرياضية وسباقات السيارات وأبرزها سباق جائزة "الاتحاد للطيران الكبرى" لفورمولا-1، عن نظام إنارة جديد لمسار السباقات والمعتمد على تقنية LED، يساهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية بالحلبة بشكل كبير على مدار العام.
ويساهم نظام الإضاءة المتطور، الذي تم تركيبه في زيادة الكفاءة بنسبة 34%، ما يؤدي لتخفيض الاستخدام السنوي للكهرباء بنسبة 24%، وتقليل الانبعاثات الكربونية السنوية في الحلبة بنسبة تصل إلى 30%.
وتعادل هذه الأرقام تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 927 طناً مترياً سنوياً، ما يعادل 399,115 لتراً من البنزين، أو 2167 برميلاً من النفط، أو 476,083 كجم من الفحم.
ومن ناحية الكفاءة التشغيلية، فإن التكنولوجيا المتطورة المستخدمة تحقق أيضًا لحلبة مرسى ياس توفيرًا سنويًا في الطاقة يزيد عن مليون درهم.
ويأتي هذا تزامنا مع حصول حلبة ياس على التقييم البيئي فئة 3 نجوم من الاتحاد الدولي للسيارات لسباق جائزة الاتحاد لطيران الكبرى لفورمولا-1 بأبوظبي مجدداً لمدة عامين إضافيين، تقديراً لخطوات الاستدامة والأداء البيئي المتبع في تنظيم الحدث، وتعزيزاً لجهود الاستدامة البيئية التي تنفذها الحلبة ومسيرتها الريادية في هذا المجال.
وأعلن الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، برئاسة محمد بن سليم، عن مشاركته في "كوب 28" بصفة رسمية لأول مرة، ممثلاً للدول الأعضاء من جميع أنحاء العالم. ويمثل (فيا) 80 مليون مستخدماً للطرق في جميع أنحاء العالم، ومن خلال أعضائه، يتمتع الاتحاد بالقدرة على إشراك مستخدمي الطريق بشكل فعال، وتسهيل نقل المعرفة، وتغيير السلوك بشكل إيجابي.


ويهدف (فيا) إلى تنظيم بطولات عالميّة بإجمالي انبعاث (صفري) بحلول 2030، ولطاقة مستدامة بنسبة 100٪ عبر نفس المسابقات بحلول عام 2026.
وعلى ملاعب الغولف العشبية، أعلنت بطولة جولة دي بي ورلد العالمية للجولف في دبي أن النسخة الأخيرة، التي أقيمت في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وفرت تجربة استدامة مميزة من خلال مجموعة من الحلول والمبادرات المبتكرة، الساعية لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040.
وتضمنت الدورة الأخيرة من البطولة مجموعة من المبادرات المستدامة، منها الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية ومولدات الهيدروجين بالكامل لتُساهم في التخلص من انبعاثات الكربون، وحرصت البطولة على تطبيق نظام مبتكر لإدارة النفايات والحفاظ على المياه، لإعادة تدوير 75% من مخلفات البطولة، وتم نشر أجهزة لتحويل بقايا الطعام لأسمدة عضوية في موقع الفعالية للحد من هدر الطعام.
وواصلت البطولة حظر استخدام عبوات المياه البلاستيكية للعام الثالث على التوالي، وتم اتخاذ قرار بعدم زراعة ملعب الأرض مجدداً هذا العام في إجراء مستدام أدى لتوفير أكثر من 20 مليون لتر من المياه.
وبالتزامن مع هذه المبادرات البناءة في رياضة الجولف، أصبحت بطولة هيرو دبي ديزرت كلاسيك أول فعالية جولف في الشرق الأوسط، تحصل على تصديق من قبل منظمة (جي أي أو) المنظمة البيئية للجولف على ضوء الالتزامات الصارمة والإجراءات الواسعة والتأثيرات ذات المقاييس الملموسة التي اتخذتها المسابقة في كافة مجالات جدول أعمال الاستدامة.
وأعلنت رابطة المحترفين الإماراتية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، لتعزيز ممارسات الاستدامة، وخفض انبعاثات استهلاك الكهرباء بالاعتماد على شهادات الطاقة النظيفة في مسابقات الرابطة.
وبموجب الاتفاقية، سيتم العمل على توفير شهادات الطاقة النظيفة لخفض انبعاثات إمدادات الكهرباء إلى مقر الرابطة في أبوظبي، ويتعاون الطرفان على تعزيز مفاهيم الاستدامة والترويج لمخطط شهادات الطاقة النظيفة في أندية كرة القدم المشاركة في مسابقات الرابطة.
كما تتضمن البطولات والأحداث الرياضية التي تقام في الإمارات في هذا التوقيت، مجموعة من الفعاليات الداعمة للاستدامة والحفاظ على البيئة، مثل بطولة كأس دبي للسكوتر الكهربائي، وتأتي البطولة في إطار حملة تطوير وسائل التنقل الصغيرة كشكل جديد ومثير للسباقات وتعزيزًا للاستدامة، وتهدف لتحقيق الريادة في تطوير السلامة والبنية التحتية والتكنولوجيا في قطاع التنقل سريع النمو عبر هذه الآليات.
وتحرص محمية المرموم، أكبر مشروع لمحمية طبيعية في العالم، والتي تستضيف العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى على تطبيق معايير الاستدامة والبيئة النظيفة والحفاظ على الطبيعة، على مدار العام، حيث تستضيف بطولات في رياضات الدراجات الهوائية واليوغا والسباحة وبطولات "التحدي".
وينظم اتحاد الإمارات للشراع والتجديف ونادي دبي الدولي للرياضات البحرية كرنفالاً رياضياً عبارة عن مسيرة بحرية لقوارب التجديف بمختلف أنواعها، للتوعية بالمحافظة على البيئة وقضايا المناخ وتحقيق الاستدامة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة والحفاظ على مجموعة من

إقرأ أيضاً:

«التضامن»: ارتفاع المخصصات المالية لبرامج الحماية الاجتماعية لـ550مليار جنيه

قال أيمن عبدالموجود، الوكيل الدائم لوزارة التضامن الاجتماعى، إن برامج الدعم النقدى توسعت لتغطى 5.2 مليون أسرة، بزيادة 200٪ منذ عام 2015، مع ارتفاع المخصصات المالية لبرامج الحماية الاجتماعية إلى 550 مليار جنيه، وتمويل 430 ألف مشروع متناهى الصغر بقيمة 3.8 مليار جنيه، مما ساهم فى تمكين آلاف الأسر اقتصاديًا، مع دعم العمالة غير المنتظمة بتمويل مشروعات بقيمة 910 ملايين جنيه.

وأضاف «عبدالموجود»، خلال فعاليات المؤتمر السنوى الخامس لجمعية الأورمان، والذى يقام في الأقصر حول التنمية المستدامة، أن المؤتمر يعقد فى فترة تمثل فيها الاستدامة أحد المحاور الأساسية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لذا كان طبيعيًّا أن تكون لجمعية رائدة من المجتمع المدنى تنظيم هذا الحدث الذى يعقد تحت شعار «قيادة التأثير من خلال الابتكار البيئى والاجتماعى والحوكمة»، ويأتى كمنصة تجمع الخبراء وصناع القرار من مصر والعالم لتبادل الأفكار والخبرات حول تعزيز التكامل بين البيئة، والاقتصاد، والمجتمع لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.


وأوضح أن الاستدامة ليست مجرد شعار أو استراتيجية، بل هى رؤية شاملة نعمل على تحقيقها من خلال تعزيز الحوكمة والمساءلة، من خلال ميكنة خدمات وزارة التضامن الاجتماعى والربط الشبكى مع الجهات الحكومية لتبسيط الإجراءات وضمان الشفافية، وتمكين الفئات المهمشة بما فى ذلك المرأة، والأطفال، وذوو الإعاقة، عبر برامج شاملة تهدف إلى تحسين جودة حياتهم وتعزيز دورهم فى التنمية، وتحقيق العدالة المناخية؛ من خلال دعم الابتكار البيئى.


وأضاف: والمساهمة فى الحد من الانبعاثات الكربونية، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة تعتبر أيضًا مفهومًا يتطلب التعاون الدولى، حيث يتعين على المجتمع الدولى تبنى استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وفقر الطاقة، ويشمل ذلك تبنى سياسات وتشريعات تشجع على الابتكار واعتماد تقنيات صديقة للبيئة، وتعزيز الشمولية والمشاركة المجتمعية.


وشدد على أن المنطقة العربية، وعلى رأسها مصر، تواجه تحديات سياسية، اقتصادية، واجتماعية هائلة، بالإضافة إلى الضغوط المناخية والبيئية المتزايدة، وهو ما يؤدى إلى توسع رقعة الفقر بأشكاله، ومع ذلك أثبتت مصر مرارًا وتكرارًا قدرتها على الصمود والابتكار، وفى هذا الإطار برزت جهود وزارة التضامن الاجتماعى كمحور استراتيجى لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وشملت تدخلات الوزارة فى مجال الاستدامة البيئية والمناخية، إطلاقها برامج مبتكرة لدمج الاعتبارات البيئية فى التنمية، ودعم الرائدات الريفيات والشباب للتعامل مع التحديات المناخية، بما يعزز الوعى المجتمعى ويحفز الابتكار المحلى.

وأكد «عبدالموجود» أن تحقيق أهداف الاستدامة لن يتحقق إلا بتكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى، ودعا الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون فى مجالات بناء القدرات وتدريب الأفراد والمؤسسات على مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، ودعم الابتكار وتحفيز الشباب ورواد الأعمال لتطوير حلول مبتكرة لمشكلات التنمية.


وتابع: وتعزيز الشراكات الدولية لتبادل الخبرات وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المحلية والمعايير العالمية، وكذلك تعزيز دور المجتمع المدنى فى تنفيذ المبادرات الاقتصادية والبيئية، مثل ترشيد استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير المخلفات، والحفاظ على البيئة من التلوث وتقليل الانبعاثات الحرارية، فضلًا عن التأكيد على التزام القطاع الخاص بتطبيق معايير الاستدامة، ودمجها فى ممارساته، مع التركيز على مفاهيم مواطنة الشركات، وحماية حقوق العمال، وتبنى سياسات تقلل من الانبعاثات الحرارية وتحد من آثار التغير المناخى، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، مثل الطاقة الشمسية، مع تحسين كفاءة المحطات الحرارية لتقليل الانبعاثات وتحقيق الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • مصر خضراء مستدامة.. محافظ الشرقية يشهد احتفالية «يوم البيئة الوطني
  • الغربية تشرق بالأخضر.. احتفال بيوم البيئة الوطني بخطة تشجير طموحة لتعزيز الاستدامة البيئية
  • «صحة الإمارات» تطلق حزمة مبادرات لتعزيز جودة الحياة
  • مختص بالطاقة لـ "اليوم": الطاقة المتجددة خيار استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة
  • «التضامن»: ارتفاع المخصصات المالية لبرامج الحماية الاجتماعية لـ550مليار جنيه
  • انطلاقة قوية لبطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة
  • إينوك: التزامنا بالطاقة النظيفة يدعم الحياد المناخي 2050
  • "التضامن" تشارك في المؤتمر السنوي الخامس لجمعية الأورمان حول "التنمية المستدامة"
  • رئيس المبادرات الرئاسية لصحة المرأة: منع التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 40%
  • الإمارات.. منظومة متكاملة في الاستدامة هذه أبرز مقوماتها