لا يزال استحقاق قيادة الجيش يتصدّر "الأجندة السياسية" في الداخل اللبناني، على وقع الانقسام المستمرّ في مقاربته، مع بدء العدّ العكسي لانتهاء ولاية "القائد" العماد جوزيف عون في العاشر من كانون الثاني المقبل، حيث يتمسّك فريق من اللبنانيين بخيار "التمديد" للأخير، من باب "الضرورة"، مدعومًا بموقف واضح وصريح للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يرفض أيّ "مساس" بالموقع قبل انتخاب رئيس للجمهورية.


 
لكن في مقابل هذا الفريق، الذي ينطلق في موقفه من أنّ أيّ "شغور" في قيادة الجيش في الوقت الحاليّ يُعَدّ بمثابة "تجاوز للخطوط الحمراء"، ثمّة فريق آخر، يتصدّره "التيار الوطني الحر" بقيادة الوزير السابق جبران باسيل، يرفض التمديد بالمُطلَق، لأسبابٍ يصفها بـ"المبدئية"، انطلاقًا من اعتراضه على هذه الخطوة في كلّ المناصب والمواقع، كما يقول، واعتقاده بأنّ "البدائل القانونية متوافرة"، وأنّ "لا فراغ" في قيادة الجيش، تحت أي ظرف من الظروف.
 
لكنّ الأسباب "الموجبة" التي يدفع بها "التيار" لتبرير رفضه للتمديد لقائد الجيش، تُقابَل بتشكيك لدى خصومه الذين يعتبرون أنّ باسيل يتعاطى بأسلوب "النكايات الشخصية"، وربما "الكيدية" مع الاستحقاق، ربطًا باعتقاده بأنّ إخراجه من قيادة الجيش، قد يُضعِف حظوظه في استحقاق رئاسة الجمهورية، حيث لا تزال "أسهمه" الأعلى فيما يعتبره باسيل "خصمه الشخصي"، ما يطرح السؤال: هل بالتمديد لعون مقابل خروج الأخير من بازار الرئاسة؟
 
"التيار" متمسّك بموقفه
 
ترفض أوساط "التيار الوطني الحر" التعليق على هذه "الفرضية"، أقلّه في العلن، فهي بالنسبة إليها غير دقيقة ولا واقعية، حيث تؤكد أنّ موقف باسيل من ملف استحقاق قيادة الجيش "مبدئي"، ولا يرتبط بشخص القائد جوزيف عون، خلافًا لكلّ ما يُحكى في بعض الأوساط السياسية، مذكّرة بأنّ "التيار" رفض التمديد في كل المواقع، بما فيها تلك التي تخصّه، وهو ما سرى على موقع الرئاسة، علمًا أنّ التمديد للرئيس ميشال عون كان يمكن أن يجنّب البلد الكثير من المشاكل.
 
تقول هذه الأوساط إنّ محاولة تصوير موقف باسيل على أنّه "كيديّ" ومرتبط برغبة رئيس "التيار" في "إزاحة" العماد عون من الصورة، "غير موفّقة" أيضًا، أولاً لأن "الخلط" بين الاستحقاقين لا يبدو في مكانه على الإطلاق، وثانيًا لأنّ "التيار" لا يعتبر أن حظوظ عون عالية أصلاً، وهو الذي يحتاج انتخابه إلى "شبه إجماع" غير متوافر، علمًا أنّ خروجه من قيادة الجيش لا يعني بالضرورة تخلّي داعميه عنه على مستوى الرئاسة، إن أرادوا فعلاً وصوله.
 
الأهمّ، بحسب أوساط "التيار"، هو أنّ الفريق الداعم للتمديد لقائد الجيش يسعى للتغطية على "تناقضه" مع نفسه، ولا سيّما أنّه هو الذي انقلب على شعار "لا للتمديد" الذي لطالما رفعه، كما يستعدّ للانقلاب على مبدأ "تشريع الضرورة"، وذلك من خلال محاولة "تسييس الموضوع"، عبر الإيحاء بأنّ "التيار" المنسجم مع نفسه ومبادئه، هو الذي يتصرف من منطلق "شخصي"، كتمهيد لاعتبار الموضوع "انتصارًا معنويًا" عليه، لا أكثر ولا أقلّ.
 
"لا دخان بلا نار"
 
لكن، بعيدًا عن المواقف التي يطلقها "التيار الوطني الحر" رسميًا وفي العلن، ثمّة من يستند إلى مبدأ أنّ "لا دخان بلا نار"، ليلمّح إلى أنّ "جهودًا جدّية" تُبذَل خلف الكواليس من أجل الوصول إلى "تسوية" بين جميع الفرقاء، في ظلّ قناعة بأنّ أيّ حل لملف قيادة الجيش "شبه مستحيل" من دون التوافق، سواء تعلّق الأمر بتعيين قائد جديد للجيش، وهو ما بات غير مرجَّح، أو التمديد للقائد الحالي، في ظلّ "الفيتو" المرفوع في وجهه من قبل "التيار".
 
وفي حين يؤكد بعض المتابعين أن الوساطات المبذولة في هذا السياق تجاوزت الإطار المحلّي، لافتة إلى أنّ الاتصالات دخل على خطّها الوسيط القطري، وربما الفرنسي أيضًا، يقول العارفون إن "التيار الوطني الحر" يبدي مرونة في التعاطي مع الأمر أكثر من السابق، خصوصًا في ضوء موقف البطريرك الراعي الحازم، وعدم القدرة على الذهاب إلى "الصدام" معه، ما يجعله قابلاً لتسوية ما، مقابل "ثمن ما" يريد قبضه بطبيعة الحال.
 
وفي السياق نفسه، ثمّة من يعتقد أنّ "كلمة السرّ" تبقى في يد "حزب الله" الذي لم يُدلِ بدلوه بعد، والذي يُعتقَد أنّ موقفه قد يغيّر الكثير من المعطيات، علمًا أنّ ما يُنقَل عنه يشير إلى "تريّثه" بانتظار أن يحسم المسيحيون موقفهم، فيما يذهب البعض إلى حدّ الحديث عن "امتعاض" لديه من موقف باسيل، مع عدم رغبته في "الخلاف" معه، في ضوء موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة، وكلّها معطيات يمكن أن تؤثّر على موقف باسيل.
 
قد يبدو الحديث عن "مقايضة ما" بين استحقاقي قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، ولو من باب التمديد للقائد جوزيف عون، مقابل سحب اسمه من "بازار الرئاسة" مُبالَغًا به، في مكانٍ ما. لكن ثمّة من يعتقد أنّ مثل هذه "المقايضة"، بمعزل عن مدى دقتها، قد تجد الكثير من "مقوّمات وجودها" في السياسة اللبنانية، التي قد تكون في واقعها، أبعد ما تكون عن "مبدئية" يتسلّح بها باسيل في الكلام، من دون أن يقتنع بها حلفاؤه قبل خصومه!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر قیادة الجیش

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى

 

 الثورة /متابعات

قدّمت مصر أمس الأحد مقترحاً جديداً لتقريب وجهات النظر بين المقاومة و”إسرائيل”، لتفادي استئناف الحرب، بينما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن استعدادات كيان الاحتلال لمواصلة الحرب وتهجير الفلسطينيين وتضييق الخناق على ملايين الفلسطينيين بقطع الكهرباء والمياه ومنع وصول الغذاء والدواء من خلال خطة أطلقت عليها” الجحيم” .

وقال مصدر مصري مسؤول، إن المقترح يطرح مد المرحلة الأولى أسبوعين فقط بدلاً من 6 مع إطلاق سراح 3 محتجزين أحياء و3 جثامين.

وأضاف، أنه من المرتقب وصول وفد الاحتلال الإسرائيلي إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة لمناقشة الطرح الذي تقدمه مصر.

وشدد على أن القاهرة تؤكد تمسكها بانسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل من محور صلاح الدين مقابل مشروع أميركي أمني على الحدود، مشيرة إلى أن هناك توجهاً للعدو الإسرائيلي لعدم استئناف العمليات العسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة على أقل تقدير.

وفي وقت سابق أفادت مصادر إعلامية، بأن إسرائيل طلبت مقابل تمديد المرحلة الأولى أسبوعاً أن تفرج حماس عن محتجزين أحياء وجثث كمقترح تمهيداً للمرحلة الثانية .

وفي المقترح طلبت دولة الاحتلال إفراج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات.

ورفضت حماس المقترحات الإسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما اتفق عليه، كما أبدت حماس تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

من جانبه أكد وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي، موشيه أربيل، مساء الأحد، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإعادة جميع الأسرى..

 

 

وشدد أربيل وفق ما أورده الإعلام العبري، على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الأسرى في أقرب وقت.

وقال إن إتمام الصفقة بجميع مراحلها هو أمر حتمي لضمان عودة الأسرى، داعيًا إلى تسريع الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.

في سياق متصل تظاهر مئات المستوطنين الصهاينة، ، مطالبين رئيس حكومة بنيامين نتنياهو باستكمال صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في غزة.

وأفادت وسائل إعلام العدو بأن المتظاهرين احتشدوا قرب مقر “الكنيست” في مدينة القدس المحتلة للمطالبة باستعادة الأسرى الصهاينة من غزة.

يأتي ذلك بعد ساعات من قرار مجرم الحرب بنيامين نتنياهو إغلاق المعابر مع غزة ووقف جميع البضائع والإمدادات إلى القطاع.

وهاجمت عائلات الأسرى الصهاينة قرار نتنياهو مؤكدة أنه صادم ويعرّض حياة الأسرى للخطر.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن عائلات أسرى، اتهامهم نتنياهو بالسعي لإفشال المرحلة الثانية من الصفقة عبر وقف المساعدات، ما سيدخل مصير الأسرى في نفق مظلّم ويهدد باستئناف الحرب.

وانتهت أمس الأول السبت، المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني، والتي امتدت لـ42 يومًا، في ظل مماطلة الأخير ومحاولته تمديدها، وعدم الخوض في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

وخلال هذه المرحلة، أفرجت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية عن 33 أسيرًا صهيونيا في قطاع غزة، بينهم ثمانية جثث، في المقابل أطلقت سلطات الاحتلال سراح حوالي 1700 فلسطيني من سجونها.

مقالات مشابهة

  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • "بازار" مسلسلات شهر رمضان في العالم العربي.. النقد السياسي ممنوع
  • لقاءات لعون في السعودية ومصر وتأكيد حكومي لانتخابات بلدية في موعدها
  • بين باسيل وسلام : معارضة ولا قطيعة سياسية
  • حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى
  • موقف ياسر إبراهيم ويحيى عطية الله من مواجهة الأهلي وطلائع الجيش في الدوري
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة بينها حربان
  • موقف أشرف داري وحقيقه غيابه عن مباراة الأهلي أمام طلائع الجيش.. خاص
  • اليوم السبت .. الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي