جحيم داخل رأسي..هذا ما فعله مرض الاعتلال الدماغي المزمن بلاعب كرة قدم مراهق
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في يوليو/تموز من عام 2019، بعد أشهر قليلة من تخرجه من المدرسة الثانوية، انتحر وايت برامويل البالغ من العمر 18 عامًا. وبعد عام تقريبًا، شخّص باحثون في جامعة "بوسطن" إصابته بالمرحلة الثانية من الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن (CTE) الناجم عن لعب كرة القدم الأمريكية لعدة أعوام.
وقالت والدته كريستي برامويل: "لقد أطلق النار على نفسه في قلبه، وليس في الرأس".
وأراد ابنها التبرع بدماغه من أجل أبحاث الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، والطريقة الوحيدة لتشخيص المرض تتم عبر تشريح الدماغ.
وفي دماغ وايت، اكتشف الباحثون أول حالة من المرحلة الثانية لمرض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، تم تشخيصها لدى لاعب كرة قدم في المرحلة الثانوية، وفقًا لما ذكرته مديرة مركز CTE بجامعة "بوسطن"، الدكتورة آن ماكي، والتي قامت بتشخيص وايت.
وعانى المراهق من كانساس سيتي بولاية ميسوري الأمريكية من أسوأ صدمة دماغية على الإطلاق لدى شخص يافع جدًا، وفقًا لمؤسسة "Concussion Legacy Foundation".
وقالت ماكي إنّ حالة وايت نجمت عن لعب كرة القدم لـ10 أعوام تقريبًا، كانت 4 أعوام منها في المرحلة الثانوية.
وكانت برامويل على دراية بمرض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، لكنها اعتقدت أنّه يُشخَّص فقط لدى لاعبي كرة القدم المحترفين الأكبر سنًا، ولم تتخيل قط أنّ المرض سيغير حياتها إلى الأبد.
تشخيص الاعتلال الدماغي الرضحي المزمنالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن عبارة عن مرض شبيه بالزهايمر، ويرتبط بشكلٍ شائع بلاعبي كرة القدم المحترفين السابقين، ولكن تم تشخصيه أيضًا لدى قدامى المحاربين العسكريين.
وينقسم المرض إلى أربع مراحل، ويتسم من الناحية المرضية بتراكم بروتين "تاو" في الدماغ الذي يمكن أن يعطل المسارات العصبية.
وأفادت ماكي أنّ وايت عانى من عدة آفات ناجمة عن الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، وتكتلات من بروتين "تاو" داخل خلايا عصبية انتشرت في جميع أنحاء دماغه، وأوضحت: "في المرحلة الأولى من الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، عادةً ما تكون هناك آفة أو آفتين فقط من آفات الاعتلال الدماغي المزمن".
كما أنّها أضافت: "لكن في دماغه، كانت هناك آفات موجودة في مناطق متعددة في القشرة الأمامية، والقشرة الصدغية، وفي ما يسمى الفص الصدغي الأوسط".
وأشارت ماكي إلى أنّ هذه الأجزاء من الدماغ تلعب دورًا مهمًا في كيفية إدارة ذاكرتنا، وعواطفنا، وحركات الجسم.
إرث وايتوقال وايت في مقطع فيديو سجله قبل وفاته مباشرة، وأرسله إلى عائلته وأصدقائه: "كانت حياتي على مدى الأعوام الأربعة الماضية بمثابة جحيم حي داخل رأسي"، مضيفًا أنّه عانى من الاكتئاب، وتسارع الأفكار، والبارانويا.
وظهرت قصة وايت، إلى جانب قصص العديد من الرياضيين الآخرين الذين ماتوا في مقتبل العمر، وشُخِّصوا بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، لأول مرة في صحيفة "نيويورك تايمز".
وذكرت برامويل أنّها لم تلاحظ أي تغيرات في شخصية ابنها إلا قبل أشهر قليلة من وفاته، إذ أنّه أصبح أكثر تمردًا، وتحديًا، لكنها عزت الأمر إلى كونه "شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا يستعد للالتحاق بالجامعة".
ولا يعلم والدا وايت على وجه اليقين ما إذا كان قد أجرى بحثًا حول الاعتلال الدماغي المزمن.
ولكن تعتقد والدته أنّه عَلِم بشأن التشخيص، وترى أنّه كان ثابتًا في قراره بإنهاء حياته، مشيرةً إلى أنّه بدا متأكدًا من أنّ هذا المرض كان السبب وراء مشاكل الصحة العقلية التي واجهها.
وقالت برامويل: "كان يعلم ما كان يقوم به في تلك اللحظة"، وأضافت: "أشعر أنّ الأمر جزء من إرثه".
وأظهرت الدراسات السابقة أنّ الضربات المتكررة على الرأس، حتّى لو لم تتسبب بالإصابة بارتجاج، قد تتسبب بمرض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن المرتبط بفقدان الذاكرة، والارتباك، ومشاكل في التحكم بالانفعالات، والعدوان، والاكتئاب، وضعف الحكم، والسلوك الانتحاري.
أمريكاأمراضدراساترياضةنشر الأربعاء، 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمراض دراسات رياضة کرة القدم
إقرأ أيضاً:
«برج خليفة» يضيء للتوعية بمرض الانسداد الرئوي المزمن
دبي: «الخليج»
في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي نظمته جمعية الإمارات لطب وجراحة الصدر، تحول «برج خليفة» إلى رمز للإضاءة على هذه القضية الصحية العالمية.
لم يقتصر العرض الضوئي المذهل على إضاءة سماء دبي فحسب، بل كان منصة للتوعية بمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي يؤثر في الملايين.
جاء الحدث في وقت حاسم لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحرك الجماعي للتصدي لهذا المرض التنفسي، ما يعكس التزام المجتمع الإماراتي بتحقيق تأثير إيجابي في تحسين الصحة العامة.
وقال البروفيسور بسام محبوب، رئيس قسم الجهاز التنفسي في مستشفى راشد، نائب رئيس الجمعية «كان من المُلهم رؤية «برج خليفة» يتلألأ بألوان تدعم قضيتنا، ما يضيء القوة التي نمتلكها عند العمل معاً. هذا الحدث أدّى دوراً محورياً في رفع الوعي العام وزيادة الدعم لجهود الوقاية من المرض وتعزيز أهمية الكشف المبكر».
تضمنت الأمسية سلسلة من المبادرات التعليمية الموجهة لرفع الوعي العام بالمرض. حيث فعّلت أكشاك تعليمية بإدارة مختصين في أمراض الجهاز التنفسي لتقديم استشارات فورية للحضور، بينما قدم الخبراء محاضرات متميزة تناولت أحدث الأبحاث وخيارات العلاج المتوافرة.
كما شهدت الجلسات التفاعلية تفاعل المشاركين في مناقشات مهمة في التعرف إلى الأعراض، وتحديد عوامل الخطر، وأهمية تبنّي تغييرات في نمط الحياة، للوقاية من المرض أو إدارته بفعالية.
وأضاف «التعليم أداة أساسية في جهودنا لمكافحة مرض الانسداد الرئوي المزمن. وبتوعية الأفراد بالمرض، نتمكن من تمكينهم من الحصول على الاستشارة الطبية في الوقت المناسب، ما يسهم بشكل كبير في إدارة المرض بفعالية. رسالتنا الليلة تتجاوز العرض البصري؛ إنها دعوة تحثّ الجميع على جعل صحة الرئة أولوية أساسية».
مع انطفاء أضواء «برج خليفة»، استمر تأثير الحدث في الإيجابي في المجتمع بأسره.
وتؤكد الجمعية التزامها المستمر بتعزيز برامج التوعية والوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن.