قراءة نقدية في مسرحيات تمام العواني في ندوة لفرع اتحاد الكتاب العرب بحمص
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
حمص-سانا
تعتبر تجربة الكاتب والمخرج والممثل المسرحي”تمام العواني” في فن المونودراما من التجارب الرائدة في المسرح والتي لاقت استحسانا جماهيريا خلال العقد الأخير وهو ماركزت عليه الندوة النقدية التي أقامها فرع حمص لاتحاد الكتاب في قاعة المركز الثقافي بالمدينة.
وأشارت الدكتورة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث رشا العلي خلال قراءتها لمسرحيات العواني إلى أن تجربة المونودراما لديه تتميز بحالة المأسوية والسوداوية التي تظللها وتعبر عن مأساة الإنسان المعاصر في ظل تغير القيم والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة.
ورأت العلي أنه مع ظهور اتجاهات درامية ومسرحية خلال الحقبة الأخيرة والتي تعبر عن اغتراب الإنسان برزت المونودراما إنصاتا للأزمات النفسية لبعض الأفراد كخطوة لتوجيه الاهتمام بالمهمشين وإعطائهم دقائق معدودة على خشبة المسرح لتقديم هذا النوع من الفن الذي يعتمد على ممثل واحد، لافتة إلى أن التوقف عند تجربة العواني مهمة لأنه لم يكتف بالكتابة بل سعى إلى التميثل والإخراج أيضا.
بدوره أوضح الناقد محمد رستم أن كتابات الأديب والمسرحي العواني تعكس بصدق عمق ثقافته ومحاولته الإفادة من تجارب المسرحيين الآخرين، كما في مسرحياته “عودة عنترة” و”محاكمة شايلوك” و”صرخة ديوجين”، معتبراً أن معظم مسرحياته تناولت بشكل فني الواقع وتتسم بعدم المباشرة التي يتميز بها المسرح في مخاطبة الجمهور.
وحول لغة العواني في مسرحياته وجد رستم أن الكاتب جافى في مسرحياته اللغة العامية ولكنه في الوقت نفسه ابتعد عن الفصحى المحنطة معتمداً على لغة مأنوسة قريبة من المحكي اليومي، وهو ما جعل الجمهور معجباً بمسرحياته.
بدوره اعتبر المسرحي العواني في تصريح لمراسلة سانا أن الندوة قدمت شيئا من الرؤى الجيدة حول مسرحياته، والتي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب ومنها مسرحياته في فن المونودراما الذي يرى نفسه فيه، وشارك من خلاله بمهرجانات مسرحية عربية والتقى كبار مخرجي هذا المسرح الصعب الذي يعتمد على تكثيف الحالة الابداعية والممثل الواحد مؤكداً تعلقه بهذا النوع المسرحي لأنه يتيح له التعبير والافصاح عما يشعر ضمن المساحة المسرحية وإن كانت صغيرة.
يشار إلى أن العواني كاتب وممثل مسرحي منذ أكثر من أربعين عاما قدم خلالها مجموعة من المسرحيات كتابة وتمثيلا، ومنها “حكايات تعرفونها ..عن المونودراما” و”قناديل حالمة” و”نصوص مالحة” و”آخر الليل نهار”وجميعها صادرة عن اتحاد الكتاب العرب.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
قصر القناطر الخيرية يشهد العرض المسرحي "لعنة زيكار" بمهرجان النوادي
شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، الخميس، العرض المسرحي "لعنة زيكار"، ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الثانية والثلاثين، والمقام برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
العرض المسرحي "لعنة زيكار"
العرض لنادي مسرح كفر الشيخ، تأليف وإخراج إبراهيم الفقي، وتدور أحداثه في إطار فانتازي داخل قرية يمنع حاكمها فيها الحب، ويأمر بنفي شاب إلى قرية نائية بعدما يكتشف وقوعه في حب ابنته، ليقرر الشاب بعد نفيه إلى القرية المعروف عن أهلها بالعمل والانضباط، أن يصبح حاكما لها، ليكرر نفس النهج بمنع الحب تماما كما فرض عليه مسبقا.
و شهد العرض سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، د. عبد الناصر الجميل، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقا، الكاتب والناقد يسري حسان، وأعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، وربيع عوض، مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، ولفيف من القيادات الثقافية والمسرحيين.
وعن تفاصيل تلك التجربة المسرحية، أوضح المخرج إبراهيم الفقي أنه استلهم فكرة العرض من مشروع "ابدأ حلمك" المعني بإعداد الممثل الشامل بكفر الشيخ، لرغبته في تقديم تجربة تجمع بين الغناء والتمثيل، فالجمل المنغمة تترك أثرا أعمق في الجمهور.
أحداث العرض المسرحي "لعنة زيكار"وأضاف أن القصة تدور في عالم يطغى عليه العمل، ويخلو من الحب والمشاعر، وتسيطر عليه الطاقات السلبية، في مقابل عالم آخر يظهر فيه "ساحر ملعون" أتى من أرض تشتهر بالسحر، ويحمل جرح قديم يحاول نشره بين الآخرين، وتم تقديم ذلك في قالب غنائي استعراضي بالكامل (لايف)، مع الاستعانة بديكورات وملابس بسيطة، مشيرا إلى أنه تولى تصميم كافة عناصر العرض بنفسه، من ديكور وأزياء وإضاءة واستعراضات، لتقديم تجربة مسرحية فريدة.
من ناحيته، أوضح عبد الرحمن معتز، أحد أبطال العرض، أنه يؤدي دور "إيمور"، الشاب الوحيد الذي يعيش بالقرية الملعونة التي يفرض فيها حاكمها قوانين صارمة تمنع الحب والحرية وتقيد المشاعر، ويسعى نتيجة الصراع الموجود بداخله، التخلص من تلك القيود بكسر القواعد، مدفوعا بقوة الحب الذي لم يكن يعلم أنه قد يقوده إلى نهاية مأساوية.
وعن دوره بالعرض قال الممثل أحمد محمود: أقدم شخصية الطفل "زيكار"، حفيد الكاهن الذي يمثل سلطة العمل المفروضة على الناس في عالم لا مكان فيه للحب أو الغناء أو الراحة.
وأضاف أن تلك الشخصية تمر بكثير من الصراعات، تبدأ بمنعه من الخروج من الكوخ بحجة وجود وحوش تهدده، لكنه مع الوقت يكتشف أن الجد (الكاهن) هو مصدر اللعنة التي تفرض على الناس، ويتصاعد الصراع حتى يصل إلى مواجهة مباشرة، تنتهي بموت الكاهن وعودة الطفل إلى الكوخ، وهو يشعر بالخذلان والحزن.
وعن عناصر العمل المسرحي، أوضحت الفنانة حنين عز الرجال، أنه تم الاستعانة بتصميمات تناسب طبيعة العمل الفانتازي، كالجروح التخيلية والطلاسم الرمزية، وذلك بخامات بسيطة، ودرجات ألوان تبرز طابع الشخصيات.
كما أن الإكسسوارات جاءت غير تقليدية ومختلفة، وتم الاستعانة بخامات معاد تدويرها، ولكنها بدت بصورة مبهرة.
وأشار الملحن بهاء سالم إلى أنه حرص على توظيف موسيقى تمزج بين الألحان الأمازيغية والموسيقى الشرقية، بما يتناسب مع الجو العام للعرض ويعكس مشاعر الحزن والصراع التي تتخلل القصة،
وظهر ذلك من خلال الموسيقى التصويرية المصاحبة، وكذلك أثناء أداء الممثلين على خشبة المسرح، حيث صمم كل لحن بما يتناسب مع طبيعة الشخصية والمشهد الذي تؤديه.
"لعنة زيكار" أداء: أحمد عبد الرحمن، أحمد محمود، أحمد صبحي، شهد البشبيشي، أحمد جمعة، أميرة حسام، أحمد البيلي، محمد الجوهري، مريم جمعة، إضاءة محمد عادل، موسيقى علي سالم، ماكياج وإكسسوارات حنين عز الرجال ودنيا الهواري، مخرج منفذ محمد الجوهري وهشام منصور، مساعد مخرج محمد حسن وإبراهيم الفتوة.
وينفذ المهرجان من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويشارك به هذا الموسم 27 عرضا مسرحيا من مختلف الأقاليم الثقافية، ويصدر عنه نشرة يومية لتوثيق الفعاليات.
وتتواصل فعاليات المهرجان غدا الجمعة، مع العرض المسرحي "علماء الطبيعة" لفرقة كفر الشيخ، عن نص الكاتب السويسري فريدريش دورنمات، إعداد وإخراج أحمد سمير، ويعرض في السادسة مساء.
ويعد المهرجان أحد أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيدا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز الحراك الفني بالمجتمع.