حمص-سانا

تعتبر تجربة الكاتب والمخرج والممثل المسرحي”تمام العواني” في فن المونودراما من التجارب الرائدة في المسرح والتي لاقت استحسانا جماهيريا خلال العقد الأخير وهو ماركزت عليه الندوة النقدية التي أقامها فرع حمص لاتحاد الكتاب في قاعة المركز الثقافي بالمدينة.

وأشارت الدكتورة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث رشا العلي خلال قراءتها لمسرحيات العواني إلى أن تجربة المونودراما لديه  تتميز بحالة المأسوية والسوداوية التي تظللها وتعبر عن مأساة الإنسان المعاصر في ظل تغير القيم والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة.

ورأت العلي أنه مع ظهور اتجاهات درامية ومسرحية خلال الحقبة الأخيرة والتي تعبر عن اغتراب الإنسان برزت المونودراما إنصاتا للأزمات النفسية لبعض الأفراد كخطوة لتوجيه الاهتمام بالمهمشين وإعطائهم دقائق معدودة على خشبة المسرح لتقديم هذا النوع من الفن الذي يعتمد على ممثل واحد، لافتة إلى أن التوقف عند تجربة العواني مهمة لأنه لم يكتف بالكتابة بل سعى إلى التميثل والإخراج أيضا.

بدوره أوضح الناقد محمد رستم أن كتابات الأديب والمسرحي العواني تعكس بصدق عمق ثقافته ومحاولته الإفادة من تجارب المسرحيين الآخرين، كما في مسرحياته “عودة عنترة” و”محاكمة شايلوك” و”صرخة ديوجين”، معتبراً أن معظم مسرحياته تناولت بشكل فني الواقع وتتسم بعدم المباشرة التي يتميز بها المسرح في مخاطبة الجمهور.

وحول لغة العواني في مسرحياته وجد رستم أن الكاتب جافى في مسرحياته اللغة العامية ولكنه في الوقت نفسه ابتعد عن الفصحى المحنطة معتمداً على لغة مأنوسة قريبة من المحكي اليومي، وهو ما جعل الجمهور معجباً بمسرحياته.

بدوره اعتبر المسرحي العواني في تصريح لمراسلة سانا أن الندوة قدمت شيئا من الرؤى الجيدة حول مسرحياته، والتي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب ومنها مسرحياته في فن المونودراما الذي يرى نفسه فيه، وشارك من خلاله بمهرجانات مسرحية عربية والتقى كبار مخرجي هذا المسرح الصعب الذي يعتمد على تكثيف الحالة الابداعية والممثل الواحد مؤكداً تعلقه بهذا النوع المسرحي لأنه يتيح له التعبير والافصاح عما يشعر ضمن المساحة المسرحية وإن كانت صغيرة.

يشار إلى أن العواني كاتب وممثل مسرحي منذ أكثر من أربعين عاما قدم خلالها مجموعة من المسرحيات كتابة وتمثيلا، ومنها “حكايات تعرفونها ..عن المونودراما” و”قناديل حالمة” و”نصوص مالحة” و”آخر الليل نهار”وجميعها صادرة عن اتحاد الكتاب العرب.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

"التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب

 

شهدت قاعة العرض، الندوة الأخيرة ضمن محور "مصريات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.

في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وقد تناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسو العلاج.

وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.

كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.

وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.

وسلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وقد تتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.

كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.

كما تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت أيضا دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.

كما تناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.

وفي ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.

وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.

مقالات مشابهة

  • عضو اتحاد الإعلاميين العرب: الإعلام المؤثر يشكل 30% من ميزانيات الحملات الإعلانية الكبرى
  • رئيس اتحاد الناشرين العرب: معرض القاهرة للكتاب من أكبر معارض المنطقة
  • رئيس «الناشرين العرب»: «القاهرة الدولي» من أكبر المعارض في المنطقة
  • الشريك الأدبي بالباحة ينظّم أمسية عن تحولات المشهد المسرحي السعودي
  • "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" ندوة بمعرض الكتاب
  • اليوم..ذكرى ميلاد المسرحي المصري يسري الجندي
  • "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
  • جلال الشرقاوي.. مخرج المسرح الذي صنع جيلًا من النجوم وترك بصمة خالدة
  • المهرجان المسرحي لشباب الجنوب يقدم 11 إصدار ادوليا لرواده خلال انعقاده بقنا