عقدت اليوم مجموعة مفاعلات الثوريوم عالية الطاقة بهيئة الطاقة الذرية الندوة العلمية الثالثة عن مفاعلات الثوريوم ذات درجات الحرارة العالية للتطبيقات الصناعية.

وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية .

وقد افتتح الندوة  الدكتور هشام فؤاد علي رئيس الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق والاستاذ الدكتور / ناصف قمصان – رئيس الندوة وبحضور  الدكتور/ محمد كمال شعت أستاذ المفاعلات النووية بالهيئة ومقرر الندوة،  الدكتور/ محمد محمود غنيم أستاذ الفلزات بالهيئة، ولفيف من العلماء والخبراء في هذا المجال.



وقال الدكتور/ ناصف قمصان – رئيس الندوة إنه يوجد نحو 450 مفاعل نووي تعمل حول العالم وجميعها تحتاج إلى الوقود.

وأشار إلى أن معظم هذه المفاعلات تستخدم اليورانيوم-235 وقودًا لها، والدول التي تعيد تدوير الوقود جزئيًا هي فرنسا وروسيا وبعض الدول الأُخرى.

أضاف أنه يعتقد بعض العلماء الأن أن الثوريوم هو الحل الأمثل للمستقبل، فهو عنصر قليل الإشعاع متوفر نسبيًا و يتوافر بكثرة في الهند، وتركيا، والبرازيل، والولايات المتحدة، ومصر.

وتجدر الإشارة إلى أن الثوريوم ليس وقودًا للمفاعلات كما هو اليورانيوم، والفرق بينهما هو أن اليورانيوم عنصر انشطاري ينتج سلسلة من التفاعلات المستمرة عند جمع كمية كافية منه في وقت واحد ومكان واحد، أما الثوريوم فهو عنصر غير انشطاري، وأسماه العلماء العنصر الخصب. وهذا يعني أنه في حال صدم الثوريوم بالنيوترونات عند التشغيل السريع للثوريوم في مفاعل يُستخدم فيه اليورانيوم كوقود أساسي، يتحول الثوريوم إلى اليورانيوم-233 النظير الانشطاري والملائم لإنتاج الطاقة.

وقد أضاف بأن التطبيقات الصناعية المختلفة تحتاج إلى درجات حرارة مختلفة تختلف بنوع النشاط ففي تطبيقات التدفئة والتبريد وتحلية المياه نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 100 – 160 درجة مئوية، بينما نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 600 – 1600 درجة مئوية في الصناعات التي تحتاج لحرارة عالية مثل صناعة الحديد والصلب أو انتاج الهيدروجين. 

وتستخدم 11 دولة حوالي 79 مفاعلاً نووياً في التوليد المشترك مستخدمة الحرارة النووية في انتاج الكهرباء والعمليات الحرارية  للأغراض الصناعية.

وتتمثل إحدى الفوائد الأخرى لاستخدام الثوريوم في أن المفاعلات العاملة بالثوريوم قد تكون أكثر ملاءمة للبيئة من تلك العاملة باليورانيوم. فهذه المفاعلات لا تطلق غازات الدفيئة عندما تكون قيد التشغيل، شأنها في ذلك شأن الطاقة النووية، وتنتج قدراً أقل من النفايات النووية الطويلة العمر مقارنةً بالمفاعلات التي تعمل باليورانيوم حالياً.
 

وطبقاً لرئيس قسم دورة الوقود النووي ومواده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأن العالم يبحث عن تكنولوجيات بديلة مستدامة وموثوق بها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق الأهداف العالمية التي تتعلق بالمناخ. وقد يصبح استخدام الثوريوم إحدى هذه التكنولوجيات. وسنواصل بحوثنا لتزويد الجهات الراغبة في استخدام الثوريوم بنتائج علمية ذات مصداقية، لذا جاء تنظيم الندوة العلمية في هذا المجال.

 


وفي عرض الدكتور محمد شعت مقرر الندوة قام باستعراض أنواع المفاعلات النووية من الجيل الرابع ومميزاتها .

وقد صرح الدكتور هشام فؤاد رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق بأن هذه الندوة تؤكد على سعي علماء الهيئة ومدرستها العلمية في مجالات المفاعلات النووية لعرض ومناقشة أهم الموضوعات في المجالات النووية ومنها مجال مفاعلات الثوريوم عالية الطاقة للأغراض الصناعية والتي تعتبر أحدى المجالات الحديثة كما أن مفاعلات الثوريوم يمكن أن توفر حلاً طويل الأجل لاحتياجات البشرية من الطاقة في المستقبل . كما إضاف بأهمية هذه الندوة في إطار نشر الوعي والثقافة للمجتمع العلمي وشباب العلماء لمعرفة اهم المجالات الحديثة في هذا المجال الهام على مستوى العالم في مجال المفاعلات النووية. 


وقد صرح الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بان الهيئة تدعم مثل هذه الندوات العلمية لإثراء المعرفة النووية وعرض المجالات الحديثة في مجالات المفاعلات النووية وغيرها من مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

وقد صرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن الثوريوم معدن فضي قليل الإشعاع موجود في الصخور والرمال المعدنية الثقيلة. وقد سُمِّي تيمناً بإله الرعد "ثور" في الأساطير الاسكندنافية. وهو أكثر وفرة من اليورانيوم في الطبيعة بما يتراوح بين ثلاث أوأربع مرات، والثوريوم-232 هو نظير الثوريوم الوحيد الموجود في الطبيعة. وعند تشعيعه، تحصل سلسلة من التفاعلات النووية التي تنتج اليورانيوم-233، وهو مادة انشطارية يمكن استخدامها كوقود في المفاعلات النووية.


كما أفاد بأنه في عام 2022 أعلنت أحدى الشركات السويسرية عن تطوير نوع جديد من المفاعلات النووية التي تستخدم الثوريوم بدلاً من اليورانيوم ، والتي بإمكانها انتاج الكهرباء بشكل أكثر أمانًا، وبدون توليد نفايات عالية الإشعاع، مما سيمهد الطريق أمام الانتقال إلى مجتمع خالٍ من الانبعاثات، كما تعكف الصين والهند ودول أخرى على تطوير مفاعلات الثوريوم على مستوى العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المفاعلات النوویة

إقرأ أيضاً:

ندوة بمأرب تناقش واقع مؤسسات المجتمع المدني في زمن الحرب

شمسان بوست / عبدالله العطار:

سلطت ندوة عقدت اليوم بمحافظة مأرب، الضوء على واقع مؤسسات المجتمع المدني في ظل الصراع والحرب ،والتحديات التي تواجهها،واستشراف سبل تفعيل وتعزيز أدوارها
، نظمها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان”مكونات المجتمع المدني في زمن الصراع:من التغييب إلى إمكانية الحضور والتأثير”.


ودعت الندوة المجتمع الدولي، إلى التدخل والضغط على مليشيا الحوثي للتوقف عن انتهاكاتها،وفتح تحقيق عاجل وشفاف فيها،وتعزيز قدرات المجتمع المدني وإشراكها في عمليات السلام،واستعادة دور المجتمع المدني في اليمن،وتبني حملات المناصرة واستخدام الإعلام في إيصال قضايا المجتمع ,والضغط على صناع القرار لتحسين بيئة العمل،وتعزيز الوعي المجتمعي.

وأكدت الندوة على أهمية تحشيد الجهود المنظماتية والمجتمع المدني نحو عملية توطين العمل الإنساني والتنموي ، والعمل على مد الجسور بين المنظمات المحلية والجهات الأممية والدولية المانحة للإسهام في تحريك عجلة التنمية وتنويع التدخلات وتجويدها وفق الخطط المبنية على الاحتياج.

وناقشت الندوة، 3 أوراق عمل
تناولت الورقة الأولى التي قدمها مدير عام حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري”واقع منظمات المجتمع المدني في مناطق سيطرة الحوثي وكيفية تفعيلها”،وما  تواجهه اليمن من أزمات إنسانية وظروف صعبة تستدعي أحقية تكوين الجمعيات وعملها بكل حرية، خلافا لما تقوم به المليشيا من تقييد لمنظمات المجتمع المدني في مناطق سيطرتها،وما تمارسه من انتهاكات ضدها واقتحامها ونهبها،وممارسة التضييق وسياسة التجويع ضد أبناء اليمن في مناطق سيطرتها،وقمع الحريات العامة،نتيجة غياب المساءلة والإفلات من العقاب.

فيما تطرقت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور ذياب الدبأ ، تحت عنوان”منظمات المجتمع المدني في مناطق السلطةالشرعية:ملامح الواقع وآفاق الدور المأمول”إلى ضرورة تشكيل المنظمات المجتمعية،وتفعيل النشاط الإنساني والوصول للمؤثرين والفاعلين الدوليين،وتأمين الاحتياجات الإنسانية.

فيما تناولت الورقة الثالثة   ليوسف الدرواني،بعنوان “الأدوات والفرص المتاحة لاستعادة دور المجتمع المدني في اليمن” التحديات التي تواجه المجتمع المدني،المتمثلة بضعف المشاركة المجتمعية والسياسية،وتدهور الخدمات وتفاقم الفقر والبطالة وتقلص مساحة الحرية وتفكك النسيج الاجتماعي وضعف الشفافية.

وأثريت الأوراق بالنقاش والأطروحات لتعزيز الوعي تجاه قضايا الانتهاكات للمؤسسات المدنية وكيفية مواجهتها وإيصالها إلى المجتمع الدولي بما يحقق موقف دولي مناصر وحازم تجاه مليشيات الحوثي الأرهابية وإجبارها على إيقاف انتهاكاتها وضمان عدم إفلات الجناة من المساءلة والعدالة.  

مقالات مشابهة

  • ندوة علمية حول حساب الأهلة في ميزان الفقه الإسلامي
  • «المهندسين» تنظم ندوة موسعة حول استراتيجيات إعادة إعمار غزة
  • ورشة عمل لتحسين مقاومة المواد المطاطية مانعات التسرب للإشعاعات المؤينة بهيئه الطاقه الذرية
  • كلية الحقوق تنظم ندوة علمية حول العدالة الجنائية التفاوضية
  • «الوطنية للانتخابات» تعقد ندوة تثقيفية لشباب باب الشعرية
  • بيت العائلة المصرية يُعزز قيم المواطنة في ندوة تثقيفية بمكتبة القاهرة
  • بيت العائلة المصرية يُعزز قيم المواطنة في ندوة تثقيفية بمكتبة القاهرة الكبرى
  • إيران ترفض تصريحات رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن ملفها النووي
  • ندوة تنهل من حكمة الشيخ زايد ومواقفه وإنجازاته
  • ندوة بمأرب تناقش واقع مؤسسات المجتمع المدني في زمن الحرب