المساعدة الاجتماعية المباشرة: فكرة قديمة أصبحت حقيقة ملموسة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
إن إدخال المساعدة الاجتماعية المباشرة هو إجراء ثوري ينضاف إلى الإنجازات المختلفة التي تحققت خلال عهد جلالة الملك الذي أولى – على سبيل التذكير- منذ توليه العرش المسألة الاجتماعية عناية كبرى. فهذا الورش الاجتماعي بدأ بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في سنة 2005 والتي هي الآن في نهاية مرحلتها الثالثة (2019-2023)، ليتوج بتعميم الحماية الاجتماعية.
أين نحن من حيث تفعيل هذا الإجراء لاستهداف الأسر الفقيرة من خلال المساعدة الاجتماعية المباشرة؟ من المقرر، كما أعلنت أعلى سلطة في البلاد، بدء هذه العملية اعتبارًا من شهر دجنبر المقبل. وللقيام بذلك، هناك سباق ضد الساعة. وقد أعدت الحكومة مشروعي قانون في أعقاب ذلك: أحدهما يتعلق بنظام المساعدة الاجتماعية المباشرة. ويتعلق الآخر بإنشاء الوكالة الوطنية للمساعدة الاجتماعية. وكلا النصين في المراحل النهائية من العملية التشريعية. وبالإضافة إلى ذلك، ينص مشروعي القانون على اعتماد عدد من النصوص التنظيمية.
وغني عن البيان أن فوائد هذا المشروع كثيرة. إنها في المقام الأول ذات طابع إنساني. وهكذا، وبمساعدة اجتماعية مباشرة، سيجعل الأشخاص المعنيون، الذين يعيشون في فقر وكرب، يشعرون “بوجودهم” إذا جاز التعبير وبانتمائهم لهذا المجتمع الذي يشكل الوطن. كما هي ذات طابع مجتمعي، بمعنى أن مثل هذا التدبير سيعزز التماسك الاجتماعي بالتأكيد من خلال الحد من الاقصاء الاجتماعي والتفاوتات المجالية، مع العلم أن الغالبية العظمى من السكان الفقراء يعيشون في المناطق القروية والجبلية، كما رأينا ذلك مؤخرًا خلال الزلزال الذي ضرب الحوز والأطلس الكبير. وأخيرا ذات وقع اقتصادي: إذ من الآن فصاعدًا، سيصبح المستفيدون مستهلكين. ومن المرجح أن يعزز هذا الطلب المحلي والسوق المحلية. وبالتالي تحفيز الاستثمار الذي يخلق الثروة والوظائف التي يمكن أن تنفع المستفيدين. وإلى جانب هذه الآثار الظاهرة، سيشهد المغرب في الأمدين المتوسط والطويل دينامية اجتماعية مشتركة داخل الجيل الواحد وبين الأجيال.
بالطبع، بمجرد أن يتم وضع هذا المشروع على سكته الصحيحة، يجب القيام بكل شيء لضمان استدامته، لا سيما من حيث التمويل حتى لا يفقد وقوده على طول الطريق. لأننا أمام ورش يتطلب الكثير من الموارد. حيث تقدر تكلفته بـ 25 مليار درهم خلال سنة 2024 و29 مليار درهم خلال سنة 2026. ويُضاف إلى هذا المبلغ مبلغ 10 مليارات درهم مخصصة لدعم التأمين الاجباري عن المرض (AMO) للمحتاجين (المستفيدين من “راميد” سابقا). أي ما يعادل في المجموع 40 مليار درهم التي يجب تعبئتها سنويًا. وقد اتخذت الترتيبات المالية التالية: 20 مليار درهم من موارد الدولة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. 6 مليارات درهم تأتي من مساهمات في إطار التضامن الوطني. و15 مليار درهم تأتي من تجميع وإعادة تخصيص الأموال الممنوحة لمختلف برامج الدعم السارية بما في ذلك صندوق المقاصة. و9 مليارات درهم مسجلة في صندوق التماسك الاجتماعي برسم سنة 2024.
لضمان استدامة التمويل، يجب على المغرب إجراء الإصلاح الضريبي من خلال مساهمة جميع المواطنين كل حسب قدرته، وذلك عن طريق تحسين التحصيل، ودمج القطاع غير المهيكل، ومكافحة التهرب والاحتيال الضريبيين… تقدر الإمكانات الضريبية التي سيتم تعبئتها بين 9% و12% من الناتج الداخلي الإجمالي، أي أكثر من 150 مليار درهم!
من ناحية أخرى، علينا أن نرى المشكلة في ديناميتها. ففي الوقت الحالي، نفضل الاستهداف والمساعدة المباشرة. ولكن في نهاية المطاف، يجب أن نستعد لإيجاد حلول أفضل، إذ يجب تحقيق الادماج من خلال تشغيل الجميع ومساهمتهم في الجهد الوطني. المساعدة ليست مفيدة لأي شخص. ومن هنا تأتي حاجة بلدنا إلى التعجيل بتنميته من خلال خلق فرص شغل لائقة كافية لجميع المواطنين في سن الشغل، والانتقال تدريجياً من نظام الرعاية الاجتماعية إلى نظام تمكين كل مواطن على حدة. فتنمية بلد ما تؤدي بالضرورة إلى خفض عدد الفقراء والمتخلفين عن الركب. وإلا فإننا سنكتفي بمأسسة الفقر الذي من شأنه أن يضر ببلادنا.
وأخيرا، نسجل أن نجاح هذا المشروع يتوقف على تعبئة مجموع الشعب المغربي. وقد قدم هذا الشعب على مر التاريخ دليلا على تمسكه بقيم التضامن. إنه رصيد رئيسي يجب تثمينه وتلقينه للأجيال المقبلة.
ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ملیار درهم من خلال
إقرأ أيضاً:
العربية للطيران تسجل أرباحا صافية بـ 1.46 مليار درهم في 2024
حققت العربية للطيران أرباحا صافية قياسية قبل حساب الضريبة بلغت 1.6 مليار درهم في عام 2024، بزيادة نسبتها 4 بالمئة مقارنة بـ 1.5 مليار درهم كانت قد سجلتها في عام 2023.
وقالت العربية للطيران في بيان على موقع سوق دبي المالي، تضمن نتائجها المالية والتشغيلية للسنة المالية المنتهية بتاريخ 31 ديسمبر 2024 إن إجمالي حجم إيرادات المجموعة تجاوز 6.63 مليار درهم للعام بزيادة نسبتها 11 بالمئة مقارنة مع 6 مليارات درهم في عام 2023 .
لكن الأرباح الصافية بعد الضريبة سجلت تراجعا بنسبة 5 بالمئة لتصل إلى 1.46 مليار درهم في 2024، مقارنة مع أرباح بـ 1.5 مليار درهم خلال نفس الفترة في 2023.
وفي عام 2024 وسعت الناقلة شبكة وجهاتها عبر مراكز عملياتها التشغيلية الست بإضافة 31 وجهة جديدة.
وقالت إن هذا التوسع الاستراتيجي أدى إلى زيادة السعة التشغيلية بنسبة 13 بالمئة، و زيادة إجمالي عدد المسافرين بنسبة 12 بالمئة حيت تم نقل اكثر من 18.8 مليون مسافر عبر جميع مراكز عملياتها التشغيلية. و أعلنت الشركة عن ارتفاع معدل إشغال المقاعد بنسبة 2 بالمئة ليصل إلى 82 بالمئة.
وأوصى مجلس إدارة "العربية للطيران" بتوزيع 25 بالمئة من رأس مال الشركة كأرباح للمساهمين، أي بمقدار 25 فلسا لكل سهم. وسيتم طرح هذه التوصية للتصديق عليها من قبل المساهمين خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي المقبل.
و قال الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة "العربية للطيران" إن مجموعة العربية للطيران حققت عاماً استثنائياً في 2024، حيث شهد توسعاً كبيراً وتعزيزاً لحضورها في الأسواق الرئيسية.. وقد واصلنا تحقيق نمو مالي وتشغيلي ملحوظين مستندين الى نموذج الأعمال القوي الذي تتبعه الشركة، فضلاً عن تميز فريقها الإداري ومدى فعَالية استراتيجية النمو المتبعة".
وأضاف : "وبالرغم من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة حالياً، نجحت مجموعة ’العربية للطيران‘ في الحفاظ على وتيرة النمو خلال عام 2024. .وجاء هذا النجاح مدفوعاً بتعزيز القدرة التشغيلية، وإطلاق وجهات جديدة، والتوسع المستمر لشبكة وجهاتها عبر مراكز عملياتها التشغيلية ونفخر بتقديم تجربة سفر مدفوعة بالقيمة المضافة لقاعدة عملائنا المتنامية، بالإضافة إلى تعزيز حضورنا العالمي والالتزام المتواصل بالتميز التشغيلي".
أداء الربع الأخير 2024وخلال الربع الأخير المنتهي بتاريخ 31 ديسمبر 2024، سجلت "العربية للطيران" أرباحاً صافية بلغت 351 مليون درهم، بزيادة قدرها 56 بالمئة مقارنة بـ 225 مليون درهم في نفس الربع من العام الماضي.
وارتفعت إيرادات الشركة خلال الربع الأخير من عام 2024 بنسبة 7 بالمئة لتصل إلى 1.6 مليار درهم، مدفوعاً بزيادة قدرها 11 بالمئة في أعداد المسافرين، حيث نقلت الشركة على متن رحلاتها 4.7 مليون مسافر خلال الربع الأخير. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل إشغال المقاعد بنسبة 2 بالمئة ليصل إلى 83 بالمئة، مما يعكس الطلب المستدام على خدمات "العربية للطيران".
وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني : "شهد الربع الأخير من العام تطوراً ملحوظاً للعربية للطيران، حيث نجحنا في توسيع شبكة وجهاتنا مع الحفاظ على هوامش ربح قوية .. وقد أسهم هذا النمو الاستراتيجي، إلى جانب الإدارة الفعٌالة للتكاليف والكفآءة التشغيلية العالية، في تحقيق أداء متميز اختتمنا به العام."
و بلغ إجمالي حجم الأسطول 81 طائرة إيرباص A320 وA321 عبر جميع العمليات التشغيلية.
وأكد الشيخ عبدالله آل ثاني أنه بالرغم من التحديات العديدة والمستمرة التي يواجها قطاع الطيران العالمي ، بما في ذلك تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتضخم، والاضطرابات المستمرة في سلاسل التوريد، نواصل التزامنا الراسخ بالنمو والتوسع مع التركيز على تعزيز خدمات النقل الجوي وزيادة القدرة التشغيلية وتزويد عملائنا بأفضل خيارات السفر الجوي المدفوع بالقيمة المضافة. ونحن على ثقة بكفاءة نموذج أعمالنا الفريد، وتميزنا التشغيلي، ونهجنا القائم على رضا العملاء، مما يمكننا من مواصلة توسيع شبكة وجهاتنا وتقديم تجربة سفر سلسة تلبي تطلعات قاعدة عملائنا المتنامية".