الدول الضامنة.. عن التصور التركي للحل في غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
في كلمته في قمَّة العشرين التي شاركَ بها عن بُعد، قالَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنَّ بلاده "مستعدة للاضطلاع بالمسؤولية مع دول أخرى في المنظومة الأمنية التي ستؤسَّس في غزة، بما في ذلك أن تكون دولة ضامنة". وبقدر ما كان التصريح غريبًا ولافتًا، فقد أثار أسئلة إضافية حول تصوّر أنقرة للحل في غزة.
الموقفمنذ بداية معركة "طوفان الأقصى" تدرّج الموقف التركي وتبدل جزئيًا على مستوى الخطاب تحديدًا.
فقد دفعت المجازرُ "الإسرائيلية" المتكررة ضد المدنيين في غزة، والرأي العام الداخلي المتعاطف بشدة مع الفلسطينيين، وضغوط المعارضة التركية، والحشد العسكري الأميركي في المنطقة، أنقرةَ لخطاب مرتفع السقف ضد الاحتلال.
في تحدٍّ واضح لدولة الاحتلال وداعميها الغربيين، أعلن أردوغان عن أن حماس "ليست منظمة إرهابية"، مقابل ترديده أكثر من مرة أن "إسرائيل دولة إرهاب"، معلنًا عن وقف التعامل مع نتنياهو الذي بشّره بنهاية مسيرته السياسية.
إضافة لذلك استدعت أنقرة سفيرها في تل أبيب للتشاور، وأرسلت عددًا من القوافل الإغاثية لمصر بانتظار فتح معبر رفح، واستقبلت عددًا من مرضى السرطان في غزة للتداوي في مستشفياتها.
في برلين، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، هاجم أردوغان ازدواجية المعايير الغربية وعقدة النقص الألمانية- الغربية تجاه "إسرائيل"؛ بسبب الهولوكوست قائلًا: إن من "يشعر بالمديونية لإسرائيل لن يستطيع الحديث بحرّية"، عكس تركيا التي تتحدث بكل جرأة.
بعد لقائه مع نظيره الأميركي، وضّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ ثَمة خلافين أساسيين بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية بخصوص الحرب على غزة؛ الأول: مطالبة تركيا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والثاني: رفضها الحديث في ترتيبات ما بعد الحرب أو ما بعد حماس.
الدول الضامنةبَيدَ أن تصريح الرئيس التركي المشار له ضمن خطابه أمام قمة العشرين يبدو متناقضًا مع هذا الطرح، إذ أكد على استعداد بلاده للانخراط في البيئة أو المنظومة الأمنية التي ستنشأ في قطاع غزة، ما يحيل في النهاية إلى معنى الحديث عما بعد الحرب أو ربما بعد حماس.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الرئيس التركي لتدخل خارجي في القضية الفلسطينية. في مايو/ أيار 2018، وردًا على وحشية قوات الاحتلال في التعامل مع مسيرات العودة، قال أردوغان: إنه من الضروري "تأمين الحماية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إرسال قوة حفظ سلام دولية".
مع هذه الحرب، قدّمت أنقرة خطابًا أكثر تحديدًا معلنة استعدادها للتواجد على الأرض في غزة، في إطار مسار سياسي يرتكز على حل الدولتين، ولكن يشمل وجود دول ضامنة للطرفين، تكون فيه تركيا ضامنة للفلسطينيين.
عشية إعلان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، صرح أردوغان باستعداد بلاده ورغبتها في أن تكون جزءًا من "البنية الأمنية في غزة بما في ذلك أن تكون ضمن الدول الضامنة"، وهو تصريح مختلف نوعًا ما عن التصريحات المتكررة بخصوص فكرة الدول الضامنة
ضمن دوافع أنقرة لهذا الطرح؛ رغبتها في أن تلعب دورًا محوريًا في قضية مركزية في الإقليم مثل القضية الفلسطينية، أبعد وأعمق من الدور الإغاثي وحتى السياسي، وأن يكون لها إسهام مباشر دون المواجهة المباشرة مع الاحتلال وداعميه، ولا سيما الولايات المتحدة، وهي ترى أمثلة قائمة لهذا النموذج ناجحة نسبيًا، مثل: قبرص، وجنوب القوقاز، فضلًا عن أن الهدوء والاستقرار شرطان لإنجاح مشاريع الغاز الطبيعي في شرق المتوسط التي تعول عليها كثيرًا.
يقوم التصور التركي على أن مجرد وقف الحرب الحالية لن يكون حلًا مستدامًا، وستكون هناك حالات تصعيد وحروب مستقبلية، ولذلك فهناك حاجة لتدخل الأطراف الدولية كدول ضامنة لكلا الطرفين للحيلولة دون ذلك؛ استلهامًا من نماذج قائمة وتشارك بها تركيا، مثل: جنوب القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان، وجزيرة قبرص، وكذلك سوريا.
بَيدَ أنه من الصعب أن نتحدث عن مشروع متكامل أو خطة تفصيلية، إذ لم يقدم الجانب التركي أيَّ تفاصيل حول فكرة الدول الضامنة أكثر مما سبق ذكره. وزير الخارجية نفسه قال في إحدى المناسبات: إن تركيا تناقش هذه الفكرة مع عدد من الأطراف "لإنضاجها"، وقد أشار أردوغان إلى أن الفكرة تحظى بتفهم متزايد مع مرور الوقت من عدة أطراف.
وَفق هذا التصور، وعشية إعلان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، صرح أردوغان باستعداد بلاده ورغبتها في أن تكون جزءًا من "البنية الأمنية في غزة بما في ذلك أن تكون ضمن الدول الضامنة"، وهو تصريح مختلف نوعًا ما عن التصريحات المتكررة بخصوص فكرة الدول الضامنة. ليس واضحًا حتى كتابة هذه السطور ما الذي قصده الرئيس التركي بحديثه عن "البنية الأمنية" ما بعد الحرب، ولكن يمكن نقاش الفكرة من عدة زوايا.
نقاشثمة مشكلة أساسية في هذا الطرح، وهي الانخراط في نقاش "ما بعد الحرب" أو "ما بعد حماس"، وهذا ما أعلنت أنقرة أنها ترفضه بحزم. كما أن الحديث عن "بنية أمنية" وليس عن إطار سياسي يمثل قلقًا بالنسبة للفلسطينيين، وتحديدًا المقاومة، لا سيما أنّ الأمر يطرح للنقاش مع قوى دولية وإقليمية وليس مع الفلسطينيين أنفسهم مثلًا.
المشكلة الثانية في الطرح؛ أنه يغفل الفروق الهائلة بين القضية الفلسطينية والقضايا أو النزاعات التي كان من بين بنود حلها فكرة الدول الضامنة، مثل: الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، والقضية القبرصية.
كما أنّ هناك تحديًا بارزًا في الطرح التركي، وهو افتقاره حتى اللحظة فيما هو معلن لأي بنية متماسكة، أو خطة عمل، أو خطوات ملموسة تجعلنا نتحدث عن مشروع متكامل أو جاهز، إذ يبدو الطرح فكرةً أولية متروكة للوقت والتطورات والتفاهمات مع مختلف الأطراف، ولعل في ذلك مشكلةً إضافية.
فالطرح الأوّلي يحمل معه أسئلة كثيرة لا إجابات واضحة عنها الآن، مثل: الشكل الذي سينفذ من خلاله، وما هي بالتحديد مهمة القوات التي ستتواجد على الأرض؟ وكيف ستكون علاقاتها مع كل من الاحتلال والفلسطينيين، وخصوصًا المقاومة؟ وماذا لو حصلت اعتداءات "إسرائيلية" على غزة كما هو متوقع؟ وهل سيكون هناك ردّ وما شكله؟ وماذا عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال؟ وماذا لو حصلت عملية من المقاومة؟.. إلى غير ذلك من الأسئلة الجوهرية.
من جهة ثانية، تدرك أنقرة- كما غيرها من الأطراف- أنه ليس ثمة أساس أو أرضية لمسار سياسي في الوقت الحالي، وأن المنظومة الدولية والإقليمية العاجزة اليوم عن إقناع دولة الاحتلال بوقف المجازر أو الضغط عليها بهذا الاتجاه ستكون أعجز في المستقبل عن دفعها لمسار سياسي يحقق حل الدولتين الذي بات شبه مستحيل؛ بعد كل ما أقدم عليه الاحتلال.
وفي المحصلة، ما زالت فكرة الدول الضامنة التي طرحتها تركيا مقترحًا أوليًا جدًا دون مضمون واضح، ومعالم تفصيلية، وتفتقر لمناسبة خصوصية القضية الفلسطينية ووضع قطاع غزة.
فإذا ما أحسنا الظن، يمكن افتراض أن أنقرة تحاول استباق التطورات لإيجاد موطئ قدم لها في المستقبل، وتحديدًا إلى جانب الفلسطينيين، وهو ما تسبب بالفكرة غير الناضجة. غير ذلك، سيكون طرح الفكرة بهذه الطريقة- ومن الزاوية الأمنية – مقلقًا للمقاومة الفلسطينية؛ لأنه يتناغم ضمنًا مع فكرة النظام السياسي والأمني بعد حماس في غزة الذي تطرحه "إسرائيل" والولايات المتحدة منذ بداية الحرب.
ولعل ذلك من أسباب بقاء المقترح- حتى لحظة كتابة هذه السطور- دون تعقيب من مختلِف الأطراف، ولا سيما الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وتحديدًا حركة حماس.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الرئیس الترکی ما بعد الحرب بما فی ذلک بعد حماس قطاع غزة أن تکون فی غزة
إقرأ أيضاً:
تلبية لدعوة حماس.. حراك شعبي لدعم فلسطين في هذه الدول (شاهد)
استجابت عدد من دول العالم العربية والإسلامية والغربية، خلال الساعات القليلة الماضية، لدعوة "حماس" للخروج في مسيرات للتضامن مع غزة ولبنان، والتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهما، على مدار أكثر من عام كامل.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت لـ"حراك شعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الدول العربية والإسلامية ودول العالم، أيام الجمعة والسبت والأحد"، وذلك بغية الضّغط من أجل وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على كامل قطاع غزة المحاصر.
وعبر بيان لها، وجّهت حماس، نداء، إلى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، للخروج على مدى الأيام الثلاثة في كافة الساحات والميادين، في مسيرات وفعاليات، نصرة للشعب الفلسطيني وإدانة حرب الإبادة.
وقالت حماس، عبر البيان نفسه: "في ظل مواصلة العدو الصهيوني مجازره الوحشية بحق شعبنا في شمال قطاع غزة، واستمرار عمليات التطهير العرقي بحق مئات الآلاف من المواطنين العزل، وسط حصار وتجويع، وعزل كامل عن العالم الخارجي".
رصدت "عربي21" توالي الصور ومقاطع الفيديو، اليوم الجمعة، توثّق لخروج عدد من الدّاعمين لغزة ولبنان، في عدد من دول العالم، للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وكذا توفير المساعدات الإنسانية الكافية، خاصة مع حلول فصل الشتاء.
البداية من الأردن، وبالضّبط من العاصمة عمان، حيث انطلقت ظهر اليوم الجمعة، من أمام المسجد الحسيني، مسيرة شعبية وصفت بـ"الحاشدة"، للمطالبة بـ"كسر الحصار عن غزة ووقف العدوان الصهيوني المتواصل على فلسطين ولبنان، ودعوة الأنظمة العربية والعالم الحر للتحرك العاجل لوقف المجازر وشلال الدم".
وردّد المشاركين في المسيرة الحاشدة التي نظمتها الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن تحت شعار: "كسر الحصار عن غزة مسؤولية الأنظمة العربية"، عدّة شعارات تدين الصمت العربي والإسلامي والتواطؤ الدولي مع الاحتلال.
يلي بتسأل شو الي صار #جباليا تحت الحصار .
????الأردن ، عمان . pic.twitter.com/C9xb8neUeq — أنس الجمل (@Anas_A_Aljamal) November 8, 2024 أبناء العشائر،والشعب الأردني خرج اليوم بعد صلاة #الجمعة في وسط البلد بعمان #الأردن تضامنًا مع إخوتنا في #غزة و #فلسطين.
"أسألكم بالله أن تدعوا لأعون اليهودي قبل الدعاء على اليهود." تجلت الأيات القرانية في أهل غزة
#هولاندا #ملك_جمال_الاردن pic.twitter.com/FfiGFncrWr — سامي محمد الحجايا???????? (@samey_mohemmd) November 8, 2024
كذلك، عبّر المشاركين في المسيرة، التي أتت أيضا تلبية لدعوة حركة "حماس"، عن تضامنهم عن فعالية الإضراب عن الطعام التي أطلقتها فعاليات شبابية للمطالبة بكسر الحصار عن شمال غزة. فيما أبرزوا أن: "مطالب المضربين عن الطعام هو أقل مطلب إنساني تجاه أهل غزة وعلى العالم تبنّي هذه المطالب".
وفي السياق نفسه، دعا المشاركين في المسيرة، الحكومة الأردنية، للتحرك العاجل لكسر الحصار عن الأهالي في قطاع غزة المحاصر، على غرار عملية الانزالات الجوية والضغط على الاحتلال للسماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية والأدوية لهم.
كذلك، تلبية لدعوة "حماس"، دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إلى تنظيم مساء اليوم الجمعة، بمختلف المدن المغربية، تحت شعار "غزة ستنتصر"، داعية الشعب المغربي للمشاركة المكثفة.
وعبر بيان لها، ندّدت الهيئة، التي تواصل تنظيم وقفات احتجاجية شبه يومية في عدد من المدن المغربية، أبرزها طنجة والرباط والدار البيضاء، بـ"حرب الإبادة التي لازال يمارسها الكيان المحتل المجرم في حق غزة وخاصة بالشمال واستنكارا لسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري".
وأكّدت الهيئة نفسها، أن "الاحتجاجات الجديدة تأتي تنديدا بمجازر الإبادة في غزة وكل فلسطين ولبنان، واستنكارا للصمت الدولي والتخاذل العربي الرسمي". مردفة أن "احتجاجات طوفان الأقصى ال57، تشكل مناسبة لرفض استمرار الدولة المغربية في التطبيع".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة T A N G I E R D A Y ???? (@tangierday)
وفي مصر، تلّقت "الحركة المدنية الديمقراطية"، باستياء بالغ، خبر إلغاء الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الأمريكية، بالقاهرة، للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني التي أخطرت بها الحركة المدنية، قسم شرطة قصر النيل.
وأضافت الحركة، عبر بيان لها، أنه في الوقت الذي تندلع فيه تظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني في عديد من مدن العالم، لا تستطيع الحركة المدنية الديمقراطية التعبير عن تضامنها مع الأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين ضد العدوان الغاشم والإبادة الجماعية، وهو الموقف الذي يعبر عن جموع الشعب المصري والعربي وليس ضد المصالح الوطنية أو لإثارة الشغب وزعزعة الاستقرار.
وأعلنت الحركة، أنها "ستسلك السبل القانونية لحماية حقها وحق المواطنين في التعبير عن الرأي ضد عدوان الاحتلال وانتهاكه المواثيق الدولية والاتفاقيات مع مصر والتعدي على معبر صلاح الدين (فيلادلفيا)".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عاد التفاعل التضامني مع غزة ولبنان إلى أوجه، حيث تداول عدد متسارع من النشطاء، في دول مختلفة، جُملة من المنشورات والتغريدات تدعوا لإعلان التضامن أكثر للكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ونشرها، وللخروج في مسيرات ووقفات احتجاجية لرفع الصوت عاليا، والمطالبة بكسر الحصار ووقف إطلاق النار. وأيضا تم تداول مقاطع فيديو لمسيرات احتجاجية، جابت شوارع عدد من الدول.
????⚡️ بعد أحداث ليلة أمس التي وصفها الإعلام الإسرائيلي والغربي بالمجزرة:
تجمع المواطنون الهولنديون في شوارع أمستردام اليوم للمشاركة في مسيرة دعم لأبناء غزة وفلسطين. pic.twitter.com/QYBm45vPgY — الموجز الروسي | Russia news ???????? (@mog_Russ) November 8, 2024 كان العالم على وشك أن ينسى قضية اسمها فلسطين، حتى بين العرب بدأت عملية تصفية القضية ونسيانها وإلغاءها، حتى جاء الطوفان فأعاد لعادلة القضية اعتبارها وأكسبها أصدقاء وحلفاء جدد ومنحها المركزية العالمية مرة أخرى. تضحيات أهل غزة لن تنسى وستصنف هذه الأيام من أهم أيامهم بإذن الله.. pic.twitter.com/URjRamIkqI — نحو الحرية (@hureyaksa) November 5, 2024 اليمن ???????? #ميدان_السبعين في العاصمة صنعاء
طوفان بشري استثنائي في مليونية (مع غزة ولبنان.. جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار)#الصلاه_علي_النبي pic.twitter.com/A7woR0ZbC6 — أنيس منصور (@anesmansory) November 8, 2024
من قلب الملاعب.. فلسطين حاضرة
رصدت "عربي21" الحضور البارز في الآونة الأخيرة للقضية الفلسطينية في قلب ملاعب كرة القدم، عبر العالم، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو، على نطاق واسع، توثّق للمواقف المؤثرةً من لاعبين وجماهير عرب وأجانب، عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وأبدعوا في رفع "التيفو" الخاص بهم.
وعبر لافتة عملاقة كتب عليها "فلسطين حرة" عبّر مشجعو نادي باريس سان جيرمان، عن تضامنهم؛ وعلى نفس المنوال سار كل من أهالي مدينة ديري الأيرلندية عبر مظاهرات حاشدة نظمت في المدينة، وكذا جماهير نادي ديري، من قلب الملاعب، لدعم غزة والقضية الفلسطينية.
أيضا، جدّدت جماهير نادي سلتيك الإسكتلندي دعمها للقضية الفلسطينية، حيث رفرفت الأعلام الفلسطينية بقوة في مدرجات ملعب "سلتيك بارك"؛ وهو ما فعلته أيضا رابطة مشجعي النادي الإسكتلندي "جرين بريجاد" إذ رفعت الأعلام الفلسطينية ولافتات "فلسطين حرة" و"النصر للمقاومة".
وعلى مدرجات ملعب بمدينة سانتياجو التشيلية، حُملت لافتات تندّد بالحرب على غزة، وسط حشود متلحّفة بـ"الكوفية" التي ترمز للنضال الفلسطيني الطويل؛ وهو ما تغنّت به أيضا حناجر جماهير الرجاء البيضاوي المغربي، من خلال أغنية "رجاوي فلسطيني"، في لفتة تضامنية مع القضية الفلسطينية.
كذلك، عبر جمهور نادي الترجي التونسي عن دعمه للشعب الفلسطيني، عبر رفع "تيفو" ضخم يحمل صورا لضحايا الشعب الفلسطيني وعبارة "صنع في غزة"؛ وكذا فعل فريق مولودية الجزائر حيث رفع جمهوره "تيفو" ضخم كتب عليه "المولودية الثورية فداك يا أرض الثوار"، كما ظهرت صورة الملثم أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في المدرجات.
وبدعم أميركي، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّ حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، فيما يوصف بأسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وكذا أوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.