عواصم - الوكالات
10 مايو 1948، والذي يعرف باسم يوم "النكبة" لدى الفلسطينيين، هو ثمرة التخطيط "الصهيوني" والبريطاني، لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة الدولة اليهودية عليها، في اليوم الأكثر دموية في تاريخ الفلسطينيين، حيث تم طردهم من أرضهم، وتوزيعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، ومع ذلك اليوم بدأت "القضية الفلسطينية".



وقد تعرض الفلسطينيون على مدار سنوات طويلة تسبق يوم "النكبة"، للاضطهاد والتعذيب والتهجير، ونهب أراضيهم، والهجرة اليهودية إلى أرضهم، بتخطيط من الحركة الصهيونية العالمية، وبمساعدة بريطانيا، التي كانت تسعى لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.

ووفقا للمؤرخين فإن تخطيط الدول الاستعمارية وبخاصة بريطانيا، لإنشاء دولة إسرائيل يرجع لعدة أسباب، أهمها تبنيها لفكرة "الدولة الحاجزة"، التي نادى بها "الصهاينة"، والقائمة على "شطر" جناحي العالم الإسلامي في آسيا وإفريقيا، مما يؤدي إلى إضعافه، وإبقائه مفككًا، ومنع ظهور قوة إسلامية كبرى، تحل مكان الدولة العثمانية التي كانت في طور الانهيار.

ومن الأسباب الأخرى "فشل اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها"،  كما أن اليهود كانوا يرغبون في امتلاكهم أرض يحكمونها، ويعيشون فيها قوميتهم، بالإضافة إلى نشوء المشكلة اليهودية خاصة في أوروبا الشرقية، حيث تعرضوا للاضطهاد على يد الروس، مما دفعهم للمطالبة بتوفير ملاذ آمن لهم، وبدولة خاصة باليهود".

والمعروف تاريخيا أن بناء فلسطين عمّروا هذه الأرض قبل نحو 1500 عام من إنشاء إسرائيل دولتهم القديمة والتي عرفت باسم، مملكة داود، واستمروا في تعميرها حتى أثناء حكم إسرائيل"، و كان الحكم الإسلامي فيما بعد هو الأطول لأرض فلسطين حيث استمر ألف ومئتي عام، أي إلى عام 1917، وانقطعت قدرة اليهود على التأثير عمليًا في حركة الأحداث في فلسطين نحو ألف و800 سنة، أي منذ عام 135م وحتى القرن العشرين، ولم يكن لهم أي تواجد سياسي أو حضاري فيها".

كما إن أكثر من 80% من اليهود المعاصرين، وفق دراسات أعدها يهود مثل آرثر كوستلر، لا يمتّون تاريخيًا بأي صلة لفلسطين، ولا يمتّون قوميًا لبني إسرائيل، والأغلبية الساحقة ليهود اليوم، تعود ليهود الخزر أو الأشكناز، وهي قبائل تترية تركية قديمة، وكانت تقيم في شمالي القوقاز، وتهوّدت في القرن الثامن الميلادي".


بداية التخطيط للنكبة:
حلّت أحداث النكبة الفلسطينية على يد المنظمة الصهيونية العالمية وبريطانيا، التي تبنت مشروع المنظمة القائم على إلغاء حقوق الفلسطينيين العرب في فلسطين، وإحلال القومية اليهودية مكانهم.
وقد تأسست المنظّمة الصهيونية عام 1897، على يد اليهودي ثيودور هرتزل، وكانت قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، وشرط نجاحها مرتبط في إلغاء حقوق أهل فلسطين في أرضهم".

وكان تأسيس المنظمة وعقد مؤتمرها الأول، هو فاتحة العمل "الصهيوني" السياسي المنظّم لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين.

وسبق اهتمام بريطانيا، اليهود أنفسهم، بتوفير الحماية لهم، حيث افتتحت لندن لها قنصلية في القدس عام 1838، وأول رسالة من الخارجية البريطانية لنائب القنصل، طلبت فيها "بتوفير الحماية لليهود وإن كانوا غير بريطانيين".

ومنذ ذلك الوقت أخذت الهجرة اليهودية إلى فلسطين طابعًا أكثر تنظيما وكثافة منذ عام 1882، إثر تصاعد المشكلة اليهودية، في روسيا.

وحاولت حينذاك السلطات العثمانية التي كانت تحكم فلسطين، بمنع الاستيطان اليهودي لفلسطين، ففي عام 1887، فصلت القدس عن ولاية سوريا، ووضعته مباشرة تحت إشراف الحكومة المركزية، لإعطاء رعاية أكبر واهتمام لهذه المنطقة.

وفي 2 نوفمبر 1917 تبنت بريطانيًا بشكل جدي المشروع الصهيوني، وأصدرت وعد بلفور، الذي من خلاله أعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين".

وفي العام الذي يليه تمكنت بريطانيا من إحكام وإتمام احتلالها لفلسطين -بعد أن كانت أرضًا دولية كما أرادت بريطانيا، ووفقًا لاتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916، تمهيدًا لتنفيذ وعدها للإسرائيليين، وتسهيل هجرتهم لفلسطين، وطرد أهلها الأصليين منها.

وفي عام 1920، وفق اتفاقية "سان ريمو"، تمكنت بريطانيا من دمج وعد بلفور في صك انتدابها على أرض فلسطين، والذي أقرته لها عصبة الأمم في يوليو 1922.

وبدأ تنفيذ بريطانيا لمخططها بجعل فلسطين وطنًا لليهود منذ عام 1918، وحتى عام 1948، حيث فتحت الباب على مصرعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين، فتضاعف عددهم من 55 ألف يهودي عام 1918، إلى 646 ألفًا عام 1948، أي من 8% إلى 31.7% من السكان.

وبلغ عدد اليهود الذين تركوا بلداتهم الأصلية، خصوصًا في روسيا وشرقي أوروبا  2 مليون، و366 ألف و941 شخصًا، خلال الفترة 1881-1914، وهاجرت غالبيتهم الساحقة إلى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا الغربية، وعندما فشلوا في الاندماج بالمجتمعات، ازدادت الرغبة في الهجرة إلى فلسطين.

وكانت بريطانيا في ذلك الوقت تُملّك اليهود للأراضي، فزادت ملكيتهم من نصف مليون دونم، (الدونم= ألف كيلو متر مربع)، أي 2% من مساحة أرض فلسطين، إلى نصف مليون دونم و700 ألف، أي 6.3% من أرض فلسطين.

وحصل اليهود على هذه الأراضي في الغالب من الحكم البريطاني، أو من اقطاعيين غير فلسطينيين.

وخلال تلك الحقبة، تمكّن اليهود بمساعدة الحكم البريطاني، من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والعسكرية.

ورغم تلك المحاولات الاستعمارية والصهيونية في تهجير الفلسطينيين، إلا أن الفلسطينيين صمدوا على مدار ثلاثين عامًا أمامها، واحتفظوا بغالبية السكان، 68.3%، ومعظم الأرض 93.7%.

وكانت المؤامرة أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني، إلا أن الفلسطينيين، رفضوا الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني، وطالبوا بالاستقلال، وقامت الحركات الوطنية والإسلامية التي تنادي بذلك.

ونفذت تلك الحركات، "ثورات القدس" عام 1920، و"ثورة يافا"، عام 1921، و"ثورة البراق" عام 1929.

وشكل الشيخ عز الدين القسام، حركته الجهادية عام 1933، لمواجهة الاستعمار والمشروع الصهيوني، وشكّل عبد القادر الحسيني، منظمة الجهاد المقدس.

وتحت ضغط تلك الثورات، وأبرزهم "الثورة الكبرى"، ما بين عامي 1936-1939، اضطرت بريطانيا في مايو 1939، أن تتعهد بإقامة دولة فلسطين خلال عشرة أعوام، وأن تتوقف عن بيع الأراضي لليهود إلا في حدود ضيقة، وأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات.

لكن بريطانيا تنكرت بالتزاماتها في نوفمبر عام 1945، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.

وبعد ذلك بعامين وتحديدًا في 29 نوفمبر 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين، إلى دولة عربية بنسبة 45%، وأخرى يهودية بنسبة 54%، و1% منطقة دولية، متمثلة في القدس".


**أبرز أحداث النكبة عام 1948:

وعند حلول عام 1948، كان اليهود قد أسسوا على أرض فلسطين 292 مستعمرة، وكوّنوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه، والأرغون، وشتيرن، يزيد عددها عن 70 ألف مقاتل واستعدوا لإعلان دولتهم.

وفي مساء الـ 14 من مايو عام 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وتمكّنت من هزيمة الجيوش العربية، واستولت على نحو 77% من فلسطين، أي نحو 20 ألف كيلو متر مربع و 770 ألف، من مساحتها الكلية البالغة 27 ألف كيلو متر مربع.
وشرّدت إسرائيل بالقوة 800 ألف فلسطيني، من أصل 925 ألف فلسطيني، كانوا يقطنوا هذه المساحة التي أعلنت عليها قيام دولتها.

وحتى عام 1948 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، مليون و400 ألف نسمة.

ودمّر "الصهاينة" حينها 478 قرية فلسطينية، من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا 34 "مجزرة".

وحول ما تبقى من مساحة فلسطين، تم ضم 5876 كيلو مترا، والمتمثلة بالضفة الغربية، إلى الإدارة الأردنية، أما قطاع غزة، البالغ مساحته 363 كيلو مترا مربع، فتم ضمها إلى الإدارة المصرية".

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: على أرض فلسطین عام 1948

إقرأ أيضاً:

قبلة تثير الجدل .. وأنباء عن استدعائهما| أزمة عبدالمجيد عبدالله وأنغام بالرياض ورد فعلهما القصة الكاملة

لا تزال أصداء أزمة الفنان عبدالمجيد عبدالله وأنغام بعد قبلته لها فى حفل جوى أووردز تتصاعد خاصة بعد الأنباء التى خرجت عن استدعائهما من قبل الأمن بسبب الفيديو الذى انتشر بقوة وتداوله رواد موقع التواصل الاجتماعى؛ الغريب فى الأمر أن الطرفين لم يعلقا على الواقعة وما يثار حتى الآن كما جاء رد فعلهما غير متوقع حيث كل منهما تجاهل الموقف تماما. 

بداية الواقعة بين عبدالمجيد عبدالله وأنغام 

وتعرضت الفنانة أنغام في الأيام الأخيرة لانتقادات واسعة من قبل جمهورها ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن نشرت عدة منصات فيديو يظهر لحظة تبادلها قبلة مع الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، خلال فعاليات حفل توزيع جوائز جوي أورد بالمملكة العربية السعودية.

الفيديو الذي انتشر بسرعة عبر الإنترنت أثار موجة من الجدل، حيث اعتبره البعض تصرفًا غير لائق في مناسبة رسمية وكبيرة.

عبدالمجيد عبدالله وأنغام

وفي الفيديو المتداول، تظهر أنغام وعبد المجيد عبد الله أثناء تبادلهما قبلة وأحضانًا، بينما كان الفنان حسين فهمي يتوسطهما، ضاحكًا وهو يقول لهما: "خلاص خلاص.. بوستين كفاية".

هذا المشهد أثار استياء عدد كبير من المتابعين الذين عبروا عن غضبهم من تصرفات الفنانة وعبد المجيد عبد الله، معتبرين أن مثل هذه الأفعال لا تتماشى مع عادات المجتمع العربي والإسلامي، خاصة في مناسبة كبرى مثل حفل جوائز جوي أورد، الذي يعد من أبرز الفعاليات الفنية في المنطقة.

ولم يتوقف الهجوم على أنغام وعبد المجيد عبد الله عند هذا الحد، بل تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو بتعليقات سلبية تندد بتصرفاتهما.

بعض التعليقات اعتبرت أن القبلة جاءت في توقيت غير مناسب، وأنها قد تؤثر سلبًا على صورة الفنانة، خاصة وأنها تعتبر من أبرز الوجوه الفنية في العالم العربي.

أخبار الفن.. رد فعل عبدالمجيد عبدالله بعد أزمة قبلته لـ أنغام.. صدمة منة فضالى.. 4 حالات طلاق فى بداية 2025بعد جدل استدعائه بسبب قبلة أنغام .. رد فعل عبدالمجيد عبداللهلأبناء مدن القناة بمهرجان الإسماعيلية.. آخر موعد للتقديم بورشة ذاكرة المكان 30 ينايرالأمن يتدخل ويطلب الطرفين 

وتسبب هذا الأمر فى إعلان الحساب الرسمي لـ الأمن العام السعودي، عبر موقع إكس تويتر سابقًا، استدعاء شخصين خالفا الذوق العام خلال فعالية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، دون التطرق لهوية الشخصين بشكل مباشر.

وشارك حساب الأمن العام السعودي عبر موقع إكس، صورة مموهة من مقطع الفيديو محل الجدل، مشيرًا إلى أنه تم استدعاء هذين الشخصين، فكتب في التعليق: «استدعاء شخصين مخالفين للائحة المحافظة على الذوق العام في فعالية بمدينة الرياض».

وتابع بيان الأمن العام السعودي: «أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة الرياض أنه إشارة إلى ما تم تداوله من محتوى مرئي مخالف للائحة المحافظة على الذوق العام لشخصين في فعالية بمدينة الرياض فإنه جار استدعاؤهما وتطبيق اللائحة بحقهما، واستكمال الإجراءات النظامية».

عبدالمجيد عبدالله وأنغامتجاهل عبدالمجيد عبدالله وأنغام 

نشر الفنان عبدالمجيد عبدالله صورا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى إكس بعد تقديمه حفل أمس فى البحرين متجاهلا تماما الأزمة التى طفت على السطح بعد قبلته للفنانة أنغام.

ونشر عبدالمجيد عبدالله صورًا ومقطع فيديو من حفله الأخير الذى أقيم أمس فى البحرين. وتفاعل معه الجمهور بشكل سريع بينما تجاهل المطرب السعودي أزمته وأنباء الاستدعاء من شرطة منطقة الرياض في المملكة العربية السعودية هو والفنانة أنغام، وذلك لمخالفتهما لائحة المحافظة على الذوق العام.

واما أنغام بعد الإعلان عن استدعائها، قامت بنشر عدة صور وفيديوهات عبر ستوري انستجرام، خلال تواجدها في العاصمة القطرية الدوحة، ولم تتطرق للأخبار المنتشرة في الساعات الماضية.

قبلة سابقة لأنغام مع محمد منير

ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها أنغام الجدل بسبب قبلة، فقد سبق لها أن تعرضت لانتقادات مشابهة في وقت سابق، وذلك بعد أن قبَّلها الفنان محمد منير خلال مشاركتهما في حفل 'ذكريات'، الذي أقيم لتكريم الموسيقار هاني شنودة.

الحفل أقيم في الرياض ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث غنى منير وأنغام معًا على خشبة مسرح أبو بكر سالم. وفاجأ منير أنغام بتقبيلها أمام الجمهور، مما أثار استغراب البعض، إلا أن أنغام ردت عليه بكلمات عفوية: "مفيش أحسن من كده".

تساؤلات حول التصرفات الفنية في المناسبات الكبرى

ومن خلال هذه المواقف، يطرح المتابعون تساؤلات عديدة حول حدود التصرفات المسموح بها في المناسبات الفنية الكبرى.

فبينما يرى البعض أن هذه التصرفات مجرد تعبير عن الصداقة والعلاقة الطيبة بين الفنانين، يعتبر آخرون أنها تخالف الأعراف الاجتماعية والثقافية، خاصة في المجتمعات العربية.

بينما تواصل الفنانة أنغام مسيرتها الفنية بنجاح، إلا أن هذه الحوادث تظل تثير الجدل حول ما يُعتبر مناسبًا أو غير مناسب في سلوكيات الفنانين أثناء ظهورهم في المناسبات العامة.

مقالات مشابهة

  • فيديو فاضح يتسبب في حبس كروان مشاكل 6 أشهر|القصة الكاملة
  • القصة الكاملة لحبس البلوجر هدير عاطف وزوجها في قضية النصب
  • هجوم إرهابي في نيجيريا: القصة الكاملة وتحليل أبعاد الصراع
  • القصة الكاملة لبيع بالطو أحمد سعد في مزاد علني.. تبرع به لصالح مرضى السرطان
  • القصة الكاملة لأزمة البلوجر هدير عاطف وطليقها في النصب على المواطنين
  • عطلت عودة النازحين 48 ساعة وكانت ذريعة إسرائيل.. القصة الكاملة عن أربيل يهود
  • اتهمت شيخ مشهور بالتحرش وغيرت ديانتها.. القصة الكاملة وراء تحول آلاء عبد العزيز لـ"لي لي"
  • القصة الكاملة لسقوط شاب في بئر أسانسير في الغربية
  • قبلة تثير الجدل .. وأنباء عن استدعائهما| أزمة عبدالمجيد عبدالله وأنغام بالرياض ورد فعلهما القصة الكاملة
  • دخل يومه الثالث.. القصة الكاملة لإعتصام أكثر من ألف مهندس في البصرة