صباح محمد الحسن
إختار الفريق ياسر العطا الوقوف بجانب فلول النظام البائد، بدلاً عن الوقوف مع الجيش وغلبته مشاعر الإنتماء للحركة الإسلامية وهزمت عنده إحساس الإنتماء للوطن ، والذي يظن أن العطا تحدث بإسم الجيش فهو واهم لأن قادة الجيش التي تشاطره حب الحركة الإسلامية اختارت إنقاذ الوطن وقبلت بالتفاوض
والفريق العطا رجل في الصف الأمامي للقيادة العسكرية لكن قائدها الأول الفرق البرهان قال كلمته إن الجيش مع التفاوض يرحب ويدعم منبر جدة وسبقه القائد الثاني الفريق شمس الدين الكباشي الذي قرر عودة وفد الجيش إلى طاولة التفاوض بعد قطيعة.
إذن ماهي قيمة تصريح الفريق العطا ومامدى تأثيره على ملامح القرار العسكري والسياسي، فالفريق العطا ليس له وزن عسكري ولا ثقل سياسي خارجي يمكنه من القدرة على سحب واحدة من الأثافي حتى يُمّيِل قِدر الحل علي النار ويقلب الطبخة التي شارفت الآن على الإستواء.
فالعطا شخصية عسكرية (محلية) كانت ومازالت مهمتها في المعركة هي التعبئة والإستنفار، هذه المهمة تحديدا تجاوزتها عقارب ساعة المعارك الآن، لذلك أن هذه التصريحات تمثل الفلول والتي ظهر العطا بالأمس ناطقا رسميا عنها وليس عن الجيش.
والملاحظ أن تصريحات العطا تزامنت مع صحوة غرف الإشاعة الكيزانية بالأمس وعودة الأصوات الكيزانية على منصات الميديا التي تحدثنا عن عودة جهاز الأمن بقوة وتلك التي تتحدث عن ضرورة عزل البرهان وهذا يعني أن ثمة حملة منظمة لها دوافعها المتواضعه تحاول هزيمة إعلان وقف إطلاق النار هذه الحملة اختارت العطا كوجه إعلاني مناسب لها
سيما أن الرجل الذي غادر الخرطوم دون أن يفي بوعده للمواطنين، يعيش عزلة نفسيه بجانب عزلته السياسية والعسكرية وإخراج الهواء الساخن بداخله يكشف أن فلول النظام البائد على لسانه أقرت بخسارتها لأول مرة للحد الذي تعدت فيه على أدب الدبلوماسية وخرجت عن المألوف فيما يتعلق بالخطاب السياسي للمسئولين، وهذا يعني تبخر أمل العودة للحكم، ولو لم تصل الفلول إلى النهاية لما هاجمت الإمارات صراحة ولكن لأنها (كِملت) حاول العطا أن لايسكت علي مايعرفه (عليَّ وعلى أعدائي).
ولكن إن لعبت الإمارات دورا سيئًا وخطيرًا لنصرة الدعم السريع على الجيش ماذا عن الدول التي دعمت الجيش ضد شعبه!!
فمنذ إندلاع ثورة ديسمبر ماهي الدول التي كانت تدعَمكم بالسلاح والغاز المسيل للدموع لقتل الثوار، فعندما كان الشباب يموتون في شارع القصر كان الفريق البرهان والعطا وغيرهم من قيادات الجيش لاقِبلة لهم ولا وجهة سوى الإمارات نفسها.
والسؤال للعطا وفلوله ما الفرق بين الدعم الأماراتي والدعم المصري أثناء الحرب فكلاهما تم إستخدامه لقتل أكثر من عشرة آلاف من السودانيين.
فالمافيا ليس في دول تقدم الدعم لإشعال الحروب المافيا هم أبناء الوطن الذين يستعينون بالدول لدعمهم ليتمكنوا من قتل شعوبهم.
طيف أخير:
القطار تجاوز محطات التصريحات الهتافية وسيطلق صافرة الوصول قريبا فالبكاء على أطلال الوطن لا أظنه مفيد، وقد يكون ضار بالصحة.
نقلا عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
الامارات: هل سيصدق مسيلمة؟
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات الامة
في خضم الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالسودان، تبرز مسألة الدعم الخارجي كعنصر حاسم في تحديد مصير البلاد. في هذا السياق، تثير الضغوط الأمريكية على الإمارات لوقف إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح "الأمريكي" تساؤلات عدة حول مصداقية كل من الإدارة الأمريكية والإمارات في هذا الملف الشائك.
مصداقية الإدارة الأمريكية
تاريخياً، لطالما كانت الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي في تشكيل السياسات العالمية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وأفريقيا. لكن، إن كانت الولايات المتحدة جادة في موقفها المتعلق بوقف الدعم للإمارات وغض طرفها عما تفعله الامارات قبل واثناء الحرب، فإن عليها أن تُظهر ذلك من خلال إجراءات ملموسة، وليس مجرد تصريحات وجلسات مغلقة. تتطلب هذه المرحلة تفعيل آليات مراقبة دولية تضمن التحقق من عدم إمداد الإمارات لقوات الدعم السريع، بما في ذلك مراقبة الشحنات والأسلحة التي تمر عبر تشاد والصومال ويوغندا وكينيا وافريقيا الوسطي و المباشرة الي مطارات داخل السودان.
الإمارات: بين الاعتراف والوعود
بالنظر إلى الإمارات، فقد تم توجيه العديد من الانتقادات لها من قبل منظمات حقوق الإنسان وتقارير الأمم المتحدة، التي وثقت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد قوات الدعم السريع، والتي تُعرف أيضاً بالجنجويد. هذه الانتهاكات تشمل الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج للبنية التحتية للسودان. في هذا الإطار، اعترفت الإمارات ضمنياً بوجود مشكلات تتعلق بدعم هذه القوات، وقدمت وعوداً للإدارة الأمريكية بعدم مواصلة هذا الدعم. لكن يبقى السؤال: هل ستلتزم الإمارات بوعودها؟
تداعيات عدم المصداقية
إذا ما استمرت الإمارات في دعم الجنجويد، فإن ذلك لن يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، بل سيعزز أيضاً من حالة عدم الثقة بين الدول المعنية. ستجد حكومة السودان نفسها في موقف حرج، حيث ستعاني من تبعات عدم المصداقية الدولية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الصراع وزيادة معاناة المدنيين.
دور حكومة السودان
في هذه الظروف الحرجة، ينبغي على حكومة السودان أن تتبنى استراتيجية دبلوماسية متكاملة تشمل تشكيل فريق متخصص لمتابعة التطورات المتعلقة بدعم الجنجويد. يجب أن يكون هذا الفريق مسؤولاً عن توضيح الوضع في السودان للمجتمع الدولي، مع التركيز على أهمية وقف إمداد الجنجويد بالسلاح كشرط رئيسي لإنهاء الحرب. يتعين على السودان أن يسعى للحصول على دعم المشرعين الأمريكيين الذين يدركون أن مفتاح السلام في البلاد يرتبط بشكل مباشر بوقف الدعم الإماراتي.
الحاجة لمراقبة دولية
من الضروري تشكيل آلية دولية لمراقبة التزام الإمارات بوعودها، حيث إن غياب هذه الآلية قد يترك المجال مفتوحاً أمام تكرار الانتهاكات. يجب أن تتضمن هذه الآلية ضمانات قوية لمراقبة الشحنات والأسلحة، وتوفير معلومات دقيقة للمجتمع الدولي حول أي انتهاكات محتملة. ذلك بجانب انذار لكل الدول التي تتعاون مع الامارات في حركة الأسلحة "الامريكية" من الامارات للجنجويد في السودان
الخاتمة
إن المسألة تتجاوز مجرد الأرقام والتصريحات؛ إنها تتعلق بمصير شعب كامل. تظل مراقبة وعود الإمارات بوقف الإمداد لقوات الدعم السريع أمراً بالغ الأهمية، كما أن تشكيل آلية دولية لمراقبة هذه الوعود يمثل خطوة حيوية نحو تجنب المزيد من الإبادة والمعاناة. إن مستقبل السودان يعتمد على التزام جميع الأطراف، وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا البلد الذي يعاني من أزمات متتالية.
quincysjones@hotmail.com