فرنسا: طروحات واشنطن حول الترسيم البري والـ 1701 تستدعي انتخاب رئيس
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
على وقع هدنة قطاع غزة، ينتظر المعنيون في لبنان ما ستؤول إليه زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان والتي تبدأ اليوم، بعد أن حط في الرياض والتقى المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.
قبل الحرب على قطاع غزة، لم يكن الملف الرئاسي سالكاً بقدر ما كان ينتظر انعكاسات الانفراجات الاقليمية، بيد أن الامور بعد عملية"طوفان الاقصى" اختلفت وأصبح إنهاء الفراغ في قصر بعبدا رهن انتهاء الحرب وما بعدها من تسويات.
ما تقدم يشير إلى أن فرنسا قد تخرج من حلقة الوسطاء في الملف الرئاسي، وربما يتقدم الدور القطري في مرحلة مقبلة نظرا لتقارب الدوحة مع العواصم الاقليمية المؤثرة في الملف اللبناني، والولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن الدور الذي تلعبه راهنا في ما خص ملف غزة وتبادل الاسرى ووقف إطلاق النار وتكريس التهدئة، علما أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) أجرى في بيروت في الايام الماضية جولة أفق مع القيادات السياسية الاساسية حول الملف اللبناني والتطورات في غزة وعلى الحدود الجنوبية للبنان.
كل ذلك لا يمنع باريس من الاستمرار في محاولاتها من أجل تكريس نفسها كطرف اساسي في أي تسوية قد تحصل، وكانت لافتة الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس الى الرئيس نجيب ميقاتي مؤكداُ أن تهيئة الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة عمل أمر ملّح.
لقد تبلغت باريس من واشنطن أن هناك توجهاً أميركياً للبحث في الوضع في جنوب لبنان وفي ملف الحدود البرية بعد وقف اطلاق النار في قطاع غزة، لجهة تفعيل القرار الدولي 1701 وضرورة انسحاب حزب الله ومقاتليه من منطقة جنوب الليطاني علماً أن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين أكد خلال زيارته لبنان ضرورة التطبيق الكامل للقرار 1701 لا سيما لجهة لجهة وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، وبسط الجيش اللبناني سيطرته على كامل الحدود الجنوبية وضرورة العمل على بدء التفاوض في ما خص الحدود البرية. وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى الإحاطة التي قدمتها ممثّلة الأمين العام للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا امام مجلس الامن حول تنفيذ الـ1701، حيث اكدت وجوب تنفيذه كاملاً، وحذّرت من الحسابات الخاطئة، ودعت إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتنفيذ التزامات مترتّبة على لبنان وإسرائيل بموجب القرار.
ولذلك، ارتأى الفرنسيون التحرك مجدداً وتفعيل مساعيهم في الشأن اللبناني من منطلق أن أي مفاوضات في هذا الشأن لا بد وأن يسبقها انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة وتشكيل حكومة جديدة، إذ لا يمكن البحث في ملفات شديدة الحساسية في ظل غياب رئيس للبلاد ومؤسسات دستورية معطلة. ومن هنا فإن لودريان الذي يوسع من دائرة لقاءاته السياسية والدبلوماسية هذه المرة سيجدد دعوة باريس الى ضرورة تحييد لبنان، فهو لا يحمل أي طرح رئاسي جديد، إنما سيدق ناقوس الخطر مجدداً أمام القوى السياسية من أجل الإسراع في انتخاب رئيس واتمام الاستحقاقات الأخرى.
ومع ذلك، تقول مصادر سياسية أن مهمة لودريان الذي سيلتقي ضمن جولته رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ستكون أثر تعقيداً، فما طرحه في زيارته الأخيرة قبل 7 تشرين الاول الماضي وأسقط المبادرة الفرنسية لا يمكن أن يصح اليوم. فحزب الله سيكون في المرحلة المقبلة أكثر تشدداً في كل الملفات ومن ضمنها الملف الرئاسي لا سيما في ما خص دعم ترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وهذا ما سيتبلغه لودريان من رعد فضلا عن ان الحزب ثابت على موقفه في ما خص الدفاع عن لبنان وجنوبه ولا ينجر خلف طروحات او مقايضات تطرح من هنا وهناك لا سيما في ما خص القرار 1701 الذي تخرقه إسرائيل يوميا منذ العام 2006، كما سيتبلغ لودريان من النائب رعد انزعاج الحزب الكبير من الدور الفرنسي من العدوان على غزة وجنوب لبنان.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لا سیما
إقرأ أيضاً:
الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
من الواضح أن الزخم الشعبي في جنوب لبنان لا يزال كبيراً رغم التراجع النسبي خلال أيام الأسبوع، لكن على ما يبدو أنّ عطلة نهاية الأسبوع ستشهد عودة للزخم الشعبي هناك.
فما الذي حقّقه "حزب الله" من هذه التحركات، وما هو وضع الحزب حالياً، وهل يمكن البناء على فكرة الهزيمة الكاملة له أم أنّ ترميم نفسه من جديد وصل الى مراحل متقدّمة؟!
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن "حزب الله" تمكّن من تحقيق أمور عدّة من خلال التحرّك الشعبي باتجاه القرى الحدودية، وبعيداً عن ما إذا كان مُنظّماً ومدروساً في يومه الأول، إلّا أنه خدم "حزب الله" بشكل كبير، إذ تمكّن "الحزب" من تثبيت سردية الانتصار التي كان يحتاج اليها بشكل أو بآخر واسترجع الثقة بينه وبين قواعده الجماهيرية التي رغم الخسائر لا يزال مُمسكاً بالمقاومة.
من جهة اخرى، فإن تحرير الأهالي لعدد كبير من القرى ساهم في إفشال أمرين؛
الاول ابعاد "حزب الله" بشكل حاسم عن الحدود الجنوبية، إذ إن اهالي القرى الذين ينتمون الى الحزب بجُزئهم الكبير قد عادوا الى خطوطهم الأمامية، وبعيداً عن الأسلحة الثقيلة والمنشآت العسكرية فإن عودة الاهالي وعناصر "الحزب" الى الحدود سيُعيد طرح فكرة إستعادة الردع ومشهد "رجالات" المقاومة على الطاولة من جديد.
كذلك فإن ما حصل من شأنه أن يؤدي حتماً الى انهاء خطة المنطقة العازلة، إذ إن ما بقي من القرى والتلال قليل نسبياً بالمقارنة مع الرغبة الاسرائيلية، حيث كان العدو يطمح للسيطرة على الشريط الحدودي كاملاً مع لبنان وهذا ما فشل به تماماً مع عودة الاهالي وسكنهم في قراهم حتى ولو داخل خيم بعد نسف اسرائيل العديد من القرى بكاملها.
كما أن "حزب الله" اليوم يعمل على اعادة إظهار قوته من خلال تحركات واضحة وبعض مسيرات الإستطلاع، اضافة الى أن الغارات الاسرائيلية على الحدود اللبنانية - السورية تفضح فكرة أن "الحزب" يستعيد عافيته ويعمل ليل نهار في مواقع عسكرية محددة، ولا يزال قادراً على ادخال السلاح من سوريا والا لما كانت اسرائيل تشنّ كل هذه الغارات التي تُحرجها امام المجتمع الدولي وتعزّز قدرة "حزب الله" على فرض سرديته في المجتمع اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24"