الإمارات للطبيعة تقدم عددا من الأنشطة والفعاليات في cop28
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
تقدم جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع عدد من الشركاء الكثير من الفعاليات والأنشطة فيcop28 المصممة لإلهام وجمع المجتمع المدني وإتاحة الفرصة له للمشاركة في جهود الحفاظ على الطبيعة.
وقالت ليلى مصطفى عبد اللطيف المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة “إن مسؤولية معالجة التغير المناخي وبناء مستقبل مستدام ليست مسؤولية جهة بمفردها بل تقع على عاتق كل واحد منا ومن خلال برامج المشاركة المجتمعية التي نقدمها في جمعية الإمارات للطبيعة أسعدنا رؤية الآلاف من الأفراد والشباب في الدولة يتقدمون ويتخذون إجراءات من أجل الطبيعة.
ومن أهم الفعاليات ” غرفة الهروب التي تحمل عنوان “أشجار القرم” وفعالية قدّم هدية للطبيعة والعديد من المناقشات التي يقودها الشباب واستبيان “Bio Blitz” للتنوع البيولوجي الذي يعد الجمهور بخوض تجربة عملية تفاعلية ستقوم بتمهيد الطريق لزيادة مشاركة المجتمع المدني في الإمارات.
وأضافت ” استوحت الجمعية من تراثها الغني في برامج التوعية والمشاركة المجتمعية ونسجت مجتمعها المكون من قادة التغيير – الذي يضم أكثر من 4000 من صانعي التغيير الذين يتدربون ويفكرون ويعملون من أجل الطبيعة بالإضافة إلى حركة الشباب “تواصل مع الطبيعة” الذي تم تطويره بالتعاون مع هيئة البيئة-أبوظبي ويهدف إلى إعادة ربط الشباب بالطبيعة وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليصبحوا قادة للغد المستدام.
وكانت جمعية الإمارات للطبيعة وهيئة البيئة-أبوظبي تعاونتا لابتكار تجارب مميزة وغير تقليدية تجذب اهتمام شباب الإمارات وتعزز الشعور بالمسؤولية المجتمعية وضرورة العمل من أجل الطبيعة وتطوير الفعالية الرئيسية لعام الاستدامة ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) وهي غرفة الهروب “الهروب من التغير المناخي- نسخة أشجار القرم” والتي تمنح الفرصة للمشاركين من الدخول في تجربة عملية تمكنهم من فهم الحقائق العلمية الكامنة وراء التغير المناخي وستكون غرفة الهروب معلماً رئيسياً في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وستستمر طوال مدة المؤتمر.
وتماشياً مع رؤية ضمان الشمولية الكاملة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (cop 28) أطلقت جمعية الإمارات للطبيعة وهيئة البيئة-أبوظبي العديد من المبادرات لتسليط الضوء على دور الشباب في إلهام التغيير في المجتمع فجاءت مبادرة “Youth Insiders” التي تجمع بين المتخصصين الشباب الذي ن يعملون بالفعل على تطوير الحلول الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات عملهم المختلفة، وتوفر المبادرة منصة لتبادل الأفكار والابتكارات والحلول التي سيتم عرضها خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة بما في ذلك cop 28 .
وبالإضافة إلى ذلك تعمل مبادرة “سفراء الإمارات للطبيعة” الشبابية – التي أطلقتها حركة “تواصل مع الطبيعة” – على تحسين مهارات وتوجيه عشرة طلاب وشباب واعدين في مجال القيادة والدفاع عن البيئة ودعمهم للجمع بين شباب الإمارات وحثهم على استكشاف الطبيعة ودراستها وحمايتها سوف يمثل الشباب المشاركون في مبادرة Youth Insider وسفراء الإمارات للطبيعة صوت الشباب وسوف يشاركون ابتكاراتهم وحلولهم في الفترة التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ وأثناءه وبعده.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
صلاح المقداد
حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .
وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.
والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .
وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.
فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.
ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.
والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.
وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .
ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.
حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.
كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .
وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.
وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.