استندت على قصص حقيقية.. 7 أفلام إسرائيلية دعمت فلسطين (فيديو)
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
في عالم السينما، يتجلى الفن في تصوير الواقع بأبعاد مختلفة، ومحاكاة لحياة البشر بطرق تتراوح بين التأمل الفني والتعبير الجريء. تعتبر بعض الأفلام السينمائية منصةً فنية وصحفية في آن واحد، حيث تقوم بإلقاء الضوء على جوانب غير متوقعة من الحياة اليومية. إذ تتحدى هذه الأعمال التوقعات، محطمة الحدود المفروضة على السينما كوسيلة ترفيهية فقط.
فمنذ طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت عدة مقالات نشرتها مجموعة متنوعة من المنصات الإخبارية في عرض قوائم من الأفلام، التي ستساعد المشاهد غير المطلع على تكوين فهم أفضل حول مختلف أبعاد الصراع بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي.
تتضمن غالبية هذه المقالات عدداً من الأفلام الفلسطينية والأفلام الوثائقية المعروفة، وعلى الرغم من أنها تستحق الكثير من الدعم والتقدير إلا أنها سقطت فريسة لاتهامات التحيز من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ إن هذه الأفلام التي يُستشهد بها كثيراً تركز في المقام الأول على التجربة الفلسطينية الحية التي يعرفها العالم ويتابعها منذ عقود.
من خلال هذا المقال سنقوم باستعراض بعض الأفلام الإسرائيلية التي تحاكي الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، والتي يحاول الاحتلال طمسها وتشويه روايتها.
رحلة استعادة الأراضي وتحويل التاريخ
يقدم الفيلم الوثائقي "Jaffa, The Orange's Clockwork" الذي يعود إنتاجه إلى عام 2009، رحلة استعادة الأراضي وتحويل التاريخ من خلال عدسة المخرج إيال سيفان، المقيم في أوروبا. يستعرض الفيلم موضوعاً يبدو أقل إلحاحاً، ولكنه لا يفتقر إلى القوة، وهو استيلاء إسرائيل على البرتقال الفلسطيني البارز وتحويله إلى محصول إسرائيلي يصدّر إلى جميع أنحاء العالم.
تمتزج في الفيلم لقطات أرشيفية وصور مع مقابلات أُجريت مع الباحثين وشهود العيان الذين شهدوا الأحداث. يقوم سيفان بتوجيه استطلاع عاطفي لفترة ما قبل عام 1948، حين كان اليهود والفلسطينيون يعيشون بتناغم نسبي.
ومع نكبة عام 1948، تغير كل شيء، حيث طردت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين وادعت السيطرة الكاملة على مدينة يافا ومحاصيلها.
تحولت يافا إلى رمز للدعاية الصهيونية، وأصبحت "الصحراء التي جعلناها تُزهر" داخل "الأرض التي كانت بلا شعب من أجل شعب بلا أرض". يصور الفيلم تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 كمشروع استعماري ضخم استند إلى معلومات مضللة.
من خلال الأحداث، يظهر أن التكتيكات التي استخدمتها إسرائيل لتشديد سيطرتها على الأرض هي نفس التكتيكات التي تعتمد عليها الدعاية الصهيونية اليوم: استيلاء على الصورة، وتشويه التاريخ، وسرقة الهوية الفلسطينية.
يُذكر أيضاً دور البريطانيين في تعزيز المستوطنات اليهودية عام 1938، وذلك للحفاظ على تدفق واردات الحمضيات، ما يسلط الضوء على الإسهامات الكبيرة لقوى الغرب الاستعمارية في حرمان الفلسطينيين من حقوقهم.
أفلام رعنان ألكسندروش وفلسطين
المخرج رعنان ألكسندرويتش، الذي ينحدر من فيلادلفيا، يظهر كخبير في مجال صناعة الأفلام الوثائقية، حيث يتميز بتركيزه الفريد على حدود بيئته الشخصية. من بين أحدث إنتاجاته فيلم "The Laws in These Parts" الذي تم إنتاجه في عام 2011 وفيلم " The Viewing Booth" الذي أُنتِج في عام 2019، واللذان يسلطان الضوء على قضايا قانونية حساسة مثل الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
فاز ألكسندرويتش بجائزة في مهرجان صاندانس عن "The Laws in These Parts"، الذي يقدم تحليلاً قوياً لنظام القانون الإسرائيلي. يتناول الفيلم التحولات التي طرأت على هذا النظام بعد حرب 1967، ويكشف عن تطبيق قضاة عسكريين متقاعدين للقوانين التي أسهموا في وضعها، موضحاً بشكل مؤثر تأثيرها على الفلسطينيين.
التجربة السينمائية تستمر في فيلم "The Viewing Booth"، الذي أصدره ألكسندرويتش بعد 8 أعوام. يركز الفيلم على ردود فعل الطلاب الأمريكيين اليهود تجاه مقاطع فيديو توثيقية لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ما يبرز التحول في مشاعرهم من التعاطف الأولي إلى التشكيك واللامبالاة تجاه الحقائق المقدمة.
الأفلام الوثائقية لألكسندرويتش تشير إلى صعوبة تحقيق تغيير فعّال في سياسات إسرائيل، ما يفتح النقاش حول فاعلية وسائل الإعلام في تحقيق تأثير حقيقي. يظهر الفيلمان بأسلوب مثير ومتوازن، مقدميْن تحليلاً دقيقاً وشاملاً للمواضيع التي يتناولونها.
فيلم "The Settlers" لسنة 2016
حسب موقع Middle East Eye البريطاني يعد فيلم "The Settlers" من إنتاج عام 2016، للمخرج شيمون دوتان، تجربة سينمائية استثنائية تستعرض تحديات ونقاشات مستمرة تتعلق بظاهرة الاستيطان الإسرائيلي. يتناول الفيلم تساؤلات مهمة حول مفهوم المستوطن، ويسلط الضوء على تأثيره على الوضع السياسي والاجتماعي في المنطقة.
يستند دوتان في إعداده للفيلم إلى عام 1967 كنقطة انطلاق لتوسع المستوطنات، حيث يبرز دور الحاخام تسفى يهودا كوك في إضفاء الشرعية الدينية على هذه الحركة. يظهر الفيلم تأثير القيود التي كانت مفروضة في حقبة رابين، وكيف تم تجاوزها في الفترات اللاحقة، ما أدى إلى تصاعد التوترات.
من خلال مزج لقطات أرشيفية ومقابلات مع نشطاء وأكاديميين من اليسار، يعرض الفيلم وجهات نظر متنوعة. ومع أنه يسلط الضوء على مقابلات مستوطنين، إلا أن تركيزه الرئيسي يظل على الجوانب المثيرة والصادمة لهذه المقابلات.
تظهر معظم المقابلات مع المستوطنين تصورات دينية تبرر الاستيطان، في حين يرى آخرون الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين على أنه إسكان بسيط. يبرز الفيلم الفجوة بين حقوق الفلسطينيين والرؤى الضيقة للمستوطنين، وكيف تُعزز الحكومة شرعية المستوطنات بطرق تثير الجدل.
يوفر "The Settlers" نظرة نقدية وشاملة على ظاهرة الاستيطان الإسرائيلي، مشدداً على أن حقوق الفلسطينيين لا تؤخذ في اعتبار المستوطنين الذين يتجاهلونها. يظهر الفيلم الجوانب الظاهرية والمألوفة للواقع الإسرائيلي، الذي قد يكون تم تجاهله بشكل غير مبرر من قبل المجتمع الدولي.
فيلم The First 54 Years 2021
في عالم السينما، يبرز المخرج الوثائقي والفنان "آفي مغربي" كشخصية فريدة بلا مثيل في تجسيد موقف قوي ضد الصهيونية. يعد مغربي من أعضاء منظمة "كسر الصمت"، التي تأسست لتوثيق انتهاكات الجيش الإسرائيلي للحقوق المدنية للفلسطينيين. بأسلوبه الفني الفريد.
يستعرض مغربي كيف نجحت إسرائيل في فرض سيطرتها على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، من خلال فيلمه "The First 54 Years" الذي يقوم بتوثيق مقابلات مع جنود إسرائيليين، ويكشف عن استراتيجيات الحكومة في ضم الأراضي الفلسطينية.
مع التركيز على القرار الدولي رقم 242 لسنة 1974، الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، يؤكد مغربي على تجاهل إسرائيل المتعمد لهذا القرار. كما يوضح الفيلم العلاقة المباشرة بين سياسات الضم الإسرائيلية المستمرة والانفجارات العنيفة، مشيراً إلى استغلال الدولة الصهيونية للعنف لتصوير نفسها كضحية أمام المجتمع الدولي.
في الختام، يقدم مغربي تحليلاً قاطعاً لفكرة حل عادل بين الدولتين، معتبراً أنها مجرد وهم صنعته إسرائيل. يوفر فيلمه نظرة ساخرة وحادة ودقيقة إلى هذا الصراع التاريخي، جعلته واحداً من أهم الوثائقيات التاريخية وأكثرها شمولاً وقوة.
فيلم Let it be Morning إنتاج 2021
فيلم "Let it be Morning"، من إنتاج سنة 2021، من إخراج إيران كوليرين، يقتبس هذا الأخير الفيلم ومواضيعه السياسية من قصة تكشف الستار عن الواقع القاسي للوجود الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة.
الفيلم مستوحى من رواية للكاتب الفلسطيني سيد قشوع، إذ يدور الفيلم حول أليكس بكري، مدير تكنولوجيا المعلومات الذي يعيش حياة طبقة متوسطة مريحة في القدس. ومع ذلك، تأخذ حياته منعطفاً غير متوقع حين يجد نفسه محاصراً في قريته التي قضى فيها طفولته، نتيجة لحصار الاحتلال الإسرائيلي.
بعد أن عاش بعيداً عن مجتمعه العربي، يدرك سامي تدريجياً أن أسلوب حياته المزدهر ليس سوى واجهة لوجوده الهش والقابل للتبديل داخل مجتمع يعامله دائماً كمواطن من الدرجة الثانية.
يُعد الفيلم تجسيداً لحالة العزلة التي يتعرض لها الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة، ودراسة دقيقة لمدى الحصار والقسوة التي تجعل الإنسان عاجزاً عن تحديد مصيره.
الفيلم يعطي فهماً عميقاً لحياة الفلسطينيين من خلال عيون مخرج إسرائيلي الأصل. يتألف فريق العمل بأكمله من فنانين فلسطينيين، مؤكداً على أن الفلسطينيين لن يحظوا بوجود إنساني طبيعي حتى يحدث تغيير في موقف الاحتلال تجاه هذه الفئة داخل المجتمع.
فيلم Tantura عام 2022
فيلم "تانتورا" الذي أنتج سنة 2022 يسلط الضوء على جريمة القتل الجماعية التي وقعت في بلدة الطنطورة الساحلية سنة 1948، حيث قام لواء ألكسندروني التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل مئات القرويين الفلسطينيين ودفنهم في مقابر جماعية.
المخرج آلان شوارز يروي هذه الأحداث المأساوية من خلال وثائقي مؤلم، مستنداً إلى البحث الذي أجراه الأكاديمي تيدي كاتس في التسعينيات.
مشروع الفيلم يستند إلى مقابلات أجراها كاتس مع الجنود الذين شهدوا المجزرة أو شاركوا فيها، والذين في وقت لاحق تراجعوا عن شهاداتهم، ما أدى إلى إنهاء مسيرته المهنية. شارك كاتس تسجيلاته مع المخرج شوارز، وهي التي أسهمت في بناء أساس الفيلم.
المخرج أجرى أيضاً مقابلات مع جنود آخرين، حيث قدموا شهادات حية حول جرائم القتل التي شاهدوها أو شاركوا فيها. يتناول الفيلم قضية عدم التوبة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين لم يظهروا أي أسف أو إنسانية تجاه الضحايا.
فيلم "تانتورا" لا يشبه أفلاماً مثل "The Act of Killing"، حيث يتصالح فيه القتلة مع أفعالهم. في رأي الاحتلال الإسرائيلي، يبرر الهدف النهائي وسيلة الوصول إليه، وتظهر المغالطة التاريخية في تصريحات بعض الجنود الذين ادعوا أن الفلسطينيين "هربوا" بسبب وصول جيش الاحتلال.
الفيلم يرفع قضية مهمة حول تصاعد العنف، وضرورة الاعتراف الرسمي بالأخطاء التاريخية التي ارتكبتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الأراضی المحتلة مقابلات مع الضوء على من خلال
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب