تفاصيل المساعدات الإنسانية الأميركية لقطاع غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، الثلاثاء، أنها قدمت 24.5 طن متري من الإمدادات الإنسانية الأساسية المخصصة لسكان قطاع غزة.
وكشفت الوكالة في بيان، أن المساعدات نقلت عبر طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز "سي-17" إلى مصر، حيث تُنقل برا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، ثم يتم توزيعها من قبل وكالات الأمم المتحدة.
وكان مسؤولون في البيت الأبيض قد أعلنوا في وقت سابق، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة سترسل 3 طائرات عسكرية محملة بمساعدات إنسانية حيوية لقطاع غزة.
وتأتي هذه المساعدات الأميركية في ظل وقف مؤقت لإطلاق النار مستمر منذ الجمعة وحتى صباح الخميس، بين إسرائيل وحركة حماس، مما سمح بإدخال المزيد من المساعدات.
وحطت الطائرة العسكرية الأميركية الأولى في شمال سيناء، الثلاثاء، فيما تخطط الولايات المتحدة لرحلات جوية إضافية في الأيام المقبلة، تحمل مزيدا من المساعدات للقطاع، بحسب بيان الوكالة الأميركية.
وشملت الطائرة الأولى إمدادات طبية لدعم النظام الصحي في قطاع غزة، وأغذية جاهزة للاستخدام للسكان النازحين، البالغين والأطفال على حد سواء.
كما تشمل المساعدات ملابس شتوية "لدعم شركاء الولايات المتحدة أثناء قيامهم بمساعدة المدنيين في غزة".
The 1st @DeptofDefense flight carrying humanitarian supplies landed in Egypt today. 24.5MT of health supplies, nutrition commodities, & winter clothes were airlifted to support US partners as they help civilians in Gaza. More will arrive in the coming days.https://t.co/R2enaCbDI0 pic.twitter.com/qRt0Cv9qgv
— Samantha Power (@PowerUSAID) November 28, 2023وتأتي هذه المساعدات الأميركية بالإضافة إلى أكثر من 500 ألف رطل (226 طنا متريا) من المساعدات الغذائية التي قدمتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وحده.
ومع وجود 1.7 مليون شخص نازح داخليا و2.2 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، فإن زيادة الإمدادات الإنسانية ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة للفئات الأكثر ضعفا، وفقا لما ذكرته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في بيانها.
وأضاف البيان: "ستواصل الولايات المتحدة قيادة الاستجابة الإنسانية في غزة، لتقديم المزيد من الدعم لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وحشدت الولايات المتحدة 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لمساعدة المدنيين المتضررين من النزاع، وفقا للبيان.
وتعتبر الولايات المتحدة أيضا أكبر جهة مانحة للجهود الإنسانية التي تبذلها الأمم المتحدة في غزة، بما في ذلك أكبر مساهم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي الجهة المنفذة الرئيسية لعمليات المساعدة على الأرض في غزة.
وقال البيان: "نحن ممتنون للمساهمات الإضافية التي قدمها عدد من الشركاء المانحين الذين تعهدوا بالفعل بتمويل كبير، ونواصل دعوة الآخرين إلى أن يحذوا حذونا".
وتدفقت المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر بعد الهدنة المؤقتة التي جرت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، عقب أكثر من 40 يوما على اندلاع الحرب.
وكانت هجمات تعرضت لها إسرائيل في 7 أكتوبر، من قبل حركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 وتصفنها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هي ما أشعل فتيل الحرب.
وأسفرت الهجمات غير المسبوقة على إسرائيل، عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
كما اختطفت حماس وفصائل فلسطينية أخرى نحو 240 رهينة إلى القطاع الفلسطيني الساحلي، الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة، ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، مما تسبب بمقتل زهاء 15 ألف شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية.
كما فرضت إسرائيل "حصارا شاملا" على القطاع، ومنعت إمدادات الكهرباء والوقود من الدخول، مما جعل الوضع الإنساني هناك "كارثي"، وفقا للأمم المتحدة.
ولا يزال النداء العالمي الذي أطلقته الأمم المتحدة استجابة للأزمة في غزة، يعاني من نقص شديد في التمويل، حيث لم يتم تمويل سوى 21 بالمئة منه.
ودعت واشنطن، المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه بشكل عاجل، والوفاء بالالتزامات التي تعهد بها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من المساعدات لقطاع غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ميديابارت: المساعدات الإنسانية لغزة.. ألف عقبة إسرائيلية
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال موقع ميديابارت الفرنسي إن النظام الإنساني الذي كان يسند قطاع غزة منذ عام ونصف على وشك الانهيار، نتيجة لعوائق متعددة تعود إلى فترة طويلة، بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض منذ 2 مارس/ آذار الماضي. فهذا هو الوجه الآخر للحرب الإسرائيلية على غزة، يقول الموقع الفرنسي.
فالقطاع الفلسطيني مغلق بإحكام، إذ لم تدخل منذ 53 يوماً أي شاحنة مساعدات عبر المعابر التي تخضع كلها لسيطرة إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، يوثق العاملون الإنسانيون فصول كارثة معلنة، يوضّح موقع ميديابارت، مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية قررت فرض هذا الحصار التام بعد نهاية المرحلة الأولى من الهدنة المطبقة منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكان من المقرر أن تشمل المرحلة الثانية من الهدنة إطلاق سراح آخر الأسرى والرهائن الإسرائيليين، أحياءً وأمواتاً، من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة. لكن بنيامين نتنياهو وتحالفه اليميني المتطرف قرروا تغيير شروط الاتفاق، مطالبين بتمديد المرحلة الأولى والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن. واختار رئيس الوزراء الإسرائيلي استخدام المساعدات كوسيلة ضغط.
وعندما رفضت حماس هذه الشروط، قررت إسرائيل إنهاء الهدنة. ففي ليلة 17 إلى 18 مارس/ آذار، استأنفت القصف بكثافة غير مسبوقة. ومنذ ذلك الحين، يُقصف القطاع من الشمال إلى الجنوب، وأجزاء كاملة منه تحتلها القوات البرية، والسكان يتنقلون باستمرار، يشير موقع ميديابارت.
المخازن فارغة
وتابع موقع ميديابارت القول إن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح يخالف القانون الدولي. وقد ذكّر الرئيس الفرنسي بذلك في 8 أبريل/نيسان الجاري خلال زيارته إلى العريش في مصر، أمام مسؤولي المنظمات الإنسانية الذين ينتظرون بيأس إدخال المساعدات الأساسية إلى غزة. أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، فقال في 16 أبريل/ نيسان الجاري: ”لا أحد يفكر حالياً في السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا توجد أي استعدادات جارية لهذا الغرض”.
داخل غزة، يراقب العاملون الإنسانيون تلاشي المخزونات بشكل حتمي. فوفقاً لمصدر إنساني طلب عدم الكشف عن هويته، فقد قام برنامج الأغذية العالمي (WFP) الأسبوع الماضي بتوزيع آخر مخزوناته على شركائه. وفي نهاية مارس/ آذار، كان ما يزال لديه 5700 طن من المواد الغذائية، لكن مستودعات الأمم المتحدة اليوم فارغة، ولم يتبق لدى المنظمات التي تُشغل المطابخ المجتمعية سوى “عدة أيام على الأكثر” من الإمدادات.
هذه المطابخ الجماعية التي يديرها برنامج الأغذية العالمي تقدم ما بين 360 ألفا و400 ألف وجبة ساخنة يومياً. ومع مطابخ منظمة “وورلد سنترال كيتشن” التي توفر العدد ذاته، فإنها لا تغطي حتى نصف سكان غزة. “الوجبة الواحدة لا توفر سوى 25% من السعرات الحرارية اليومية المطلوبة”، يضيف المصدر.
وغالباً ما تكون هذه الوجبة هي الطعام الوحيد المتاح، بعد إغلاق خمسة وعشرين مخبزاً كانت تموّلها الأمم المتحدة بسبب نفاد الدقيق. ووجد مليون شخص أنفسهم بلا خبز، وهو الغذاء الأساسي لهم منذ شهور، نتيجة نقص المواد الغذائية الأخرى وارتفاع أسعارها الجنوني بالنسبة لمعظم الأسر.
منذ بداية الحصار الكامل، خفض برنامج الأغذية العالمي الحصص التي كان يوزعها على نصف السكان تقريباً، بحيث تحصل كل أسرة مكونة من خمسة أشخاص على كيسين من الدقيق (25 كيلو لكل واحد)، وصندوقين (22 كيلو لكل منهما) يحتويان على الأرز والعدس والمعلبات.
ونقل موقع ميديابارت عن غافين كيلير، من المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، قوله: “نحن نوزع آخر الخيام، وآخر مجموعات النظافة الصحية، وآخر المنتجات الصحية الأساسية، وقريباً لن نتمكن من توفير مياه الشرب لأن وسائل التنقية لدينا شارفت على النفاد”. كما أكد هذا المسؤول عن الوصول الإنساني، المقيم في قطاع غزة منذ عام، أن عرقلة توزيع المساعدات ليست جديدة، قائلا: “أعتقد أن هناك تعمداً لإفشال جهود الجهات الإنسانية، فقد كنا دائماً في موقف فشل مفروض. لم يُسمح لنا أبداً بإدخال الكميات اللازمة من الإمدادات، ولا بالتنقل بحرية داخل غزة للوصول إلى السكان المحتاجين، مما أعاق الاستجابة بشكل كامل”.
السابق بسبب تقلص النشاط الإنساني.
في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، أحصت الأمم المتحدة 75 قافلة تعرضت لهجمات وسرقة من قبل عصابات مسلحة منذ بدء الظاهرة. ووقعت أكبر عملية نهب في 16 من الشهر نفسه: بعد دخول 109 شاحنات استأجرتها الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي من معبر كرم أبو سالم، تمت مهاجمتها، ونُهبت حمولات 98 منها، وتمت سرقة أو إتلاف الشاحنات، يُشير الموقع الفرنسي.
خلال مؤتمر عبر الفيديو في منتصف أبريل، قال أحد المسؤولين الدوليين: “ تحدثنا مع السلطات الإسرائيلية، وأكدنا لهم أن بعض العصابات أصبحت تبيع المساعدات الإنسانية في السوق السوداء، وهذا لا يخدمهم سياسياً. البعض في إسرائيل بدأ يفهم أن هذه الفوضى تعزز من سيطرة أمراء الحرب والمهربين”.
فالوسائل الوحيدة المتبقية اليوم لإدخال المساعدات هي الإسقاط الجوي -الذي تُجمع جميع المنظمات على اعتباره غير فعّال وغير آمن- والسفن التي تنطلق من قبرص وتصل إلى غزة عبر ممر بحري. لكن الكميات التي يتم إيصالها من خلال هذه الطرق ضئيلة جداً، إذ لا تزيد عن 200 طن يومياً، في حين أن قطاع غزة بحاجة إلى 500 شاحنة يومياً على الأقل. وبحسب أحد المنسقين اللوجستيين: “نقل حمولة شاحنة واحدة بواسطة الجو يتطلب إسقاط عشرين مظلة”، يوضح موقع ميديابارت.
أما بالنسبة للطريق البحري، فهي مسألة معقدة للغاية على المستوى اللوجستي، وتفترض توسيع الميناء المؤقت جنوب غزة، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً. ففي في 19 أبريل/ نيسان ، أغلقت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” عملياتها، بعد أن قُتل سبعة من موظفيها في غارة إسرائيلية، رغم التنسيق مع الجيش. ومؤخراً، علقت منظمة “أنقذوا الأطفال” عملياتها مؤقتاً بعد مقتل أحد موظفيها الفلسطينيين في خان يونس.
في 22 أبريل/ نيسان، عبّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيمس ماكغولدريك، عن أسفه قائلاً: “لن نتمكن من زيادة وتيرة عملياتنا الإنسانية ما لم يُرفع الحصار ويتم التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام”. وأضاف أن “قوافل المساعدات تتعرض للهجوم، والعاملين الإنسانيين يقتلون، والقيود البيروقراطية تمنع الوصول إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً”.